إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

المرحلة الأمومية...و"سلفية" الفكر النسوي.

 

 

غالبا ما نحصر السلفية في تمظهرها الطاغي وهو التعبيرة التي تتخفى وراء رؤية تتغذى من الفكر الديني. وهذا التركيز فرضته معطيات الواقع وما تقوم به السلفية الدينية من أدوار سياسية على المستوى الكوني ما دامت نظرية صراع الحضارات ترتكز على رؤية صراعية بين ما تراه نماذج تفسيرية خالصة لليهودية والمسيحية والإسلام. ليس المجال هنا متاحا لمناقشة هذه النظرية خاصة وأن ما يهمنا هو ما يشوب الفكر النسوي من " سلفية نسوية " غالبا ما توقعه في مطبات نظرية قاتلة. من المهم الإشارة هنا إلى أن السلفية هي في جوهرها قياس الحاضر على الماضي وإخضاع الواقع للنص والإيمان أن النموذج المثالي يوجد في الماضي وأن "الخلاص " يكمن في العودة إلى الماضي. الماضي المثالي لدى المتأسلم ودعاة الإسلام السياسي هو زمن مجتمع المدينة والخلافة الراشدة وهو لدى المؤمن بالماركسية زمن المشاعية البدائية في حين يكمن لدى النسويات في المجتمع الأمومي الذي كانت فيه المرأة صاحبة السلطة والقرار. الإيمان بهذه النماذج الخالصة يستند إلى قراءة تحقيبية وتبسيطية للتاريخ الإنساني تفندها كل قراءة موضوعية للتاريخ. واليوم تؤكد أهم الدراسات والبحوث في التاريخ والانترولولوجيا أن البشرية لم تعرف مرحلة معممة وغطت كل الثقافات والحضارات ويمكن أن نطلق عليها تسمية " المرحلة الأمومية " .الحركات النسوية في العالم أخذت تأخذ بعين الاعتبار هذه الدراسات حتى تعيد النظر في مسلمات دفعتها إلى تبني مقاربة "استردادية " جعلتها تقع في قطيعة مع الواقع وتتبنى استراتيجيات غير منتجة خاصة مع الانزياح بالصراع من أبعاده الاجتماعية والسياسية إلى مواجهة مع الرجل و"الذكورية " في المطلق. صوت الحركات النسوية مهم في التعبير عن تطلعات النساء الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وفي الدفاع عنها شريطة أن يكون مستندا إلى رؤية مستقبلية تقطع مع الحنين إلى ماض متخيل وتنخرط في بناء تصورات لما هو قادم والذي يخضع لتأثير العوامل المستجدة والتي لم تعرفها المجتمعات السابقة. كل رؤية تستند إلى الحنين وتضخم من دور العوامل الصراعية تبقى معزولة ومحدودة التأثير. والإيمان بطوبوية المرحلة الأمومية هو أكبر سجن لا مرئي تنازل في جدرانه الحركات النسوية

 

 

 

 

 

 

 

 

المرحلة الأمومية...و"سلفية" الفكر النسوي.

 

 

غالبا ما نحصر السلفية في تمظهرها الطاغي وهو التعبيرة التي تتخفى وراء رؤية تتغذى من الفكر الديني. وهذا التركيز فرضته معطيات الواقع وما تقوم به السلفية الدينية من أدوار سياسية على المستوى الكوني ما دامت نظرية صراع الحضارات ترتكز على رؤية صراعية بين ما تراه نماذج تفسيرية خالصة لليهودية والمسيحية والإسلام. ليس المجال هنا متاحا لمناقشة هذه النظرية خاصة وأن ما يهمنا هو ما يشوب الفكر النسوي من " سلفية نسوية " غالبا ما توقعه في مطبات نظرية قاتلة. من المهم الإشارة هنا إلى أن السلفية هي في جوهرها قياس الحاضر على الماضي وإخضاع الواقع للنص والإيمان أن النموذج المثالي يوجد في الماضي وأن "الخلاص " يكمن في العودة إلى الماضي. الماضي المثالي لدى المتأسلم ودعاة الإسلام السياسي هو زمن مجتمع المدينة والخلافة الراشدة وهو لدى المؤمن بالماركسية زمن المشاعية البدائية في حين يكمن لدى النسويات في المجتمع الأمومي الذي كانت فيه المرأة صاحبة السلطة والقرار. الإيمان بهذه النماذج الخالصة يستند إلى قراءة تحقيبية وتبسيطية للتاريخ الإنساني تفندها كل قراءة موضوعية للتاريخ. واليوم تؤكد أهم الدراسات والبحوث في التاريخ والانترولولوجيا أن البشرية لم تعرف مرحلة معممة وغطت كل الثقافات والحضارات ويمكن أن نطلق عليها تسمية " المرحلة الأمومية " .الحركات النسوية في العالم أخذت تأخذ بعين الاعتبار هذه الدراسات حتى تعيد النظر في مسلمات دفعتها إلى تبني مقاربة "استردادية " جعلتها تقع في قطيعة مع الواقع وتتبنى استراتيجيات غير منتجة خاصة مع الانزياح بالصراع من أبعاده الاجتماعية والسياسية إلى مواجهة مع الرجل و"الذكورية " في المطلق. صوت الحركات النسوية مهم في التعبير عن تطلعات النساء الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وفي الدفاع عنها شريطة أن يكون مستندا إلى رؤية مستقبلية تقطع مع الحنين إلى ماض متخيل وتنخرط في بناء تصورات لما هو قادم والذي يخضع لتأثير العوامل المستجدة والتي لم تعرفها المجتمعات السابقة. كل رؤية تستند إلى الحنين وتضخم من دور العوامل الصراعية تبقى معزولة ومحدودة التأثير. والإيمان بطوبوية المرحلة الأمومية هو أكبر سجن لا مرئي تنازل في جدرانه الحركات النسوية

 

 

 

 

 

 

 

 

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews