إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

جملة اعتراضية.. فراعنة العصر

 

 كل المؤشرات تؤكد أن لكل عصر فراعنته.

وفراعنة هذا العصر هم وكما يمكن ان يتوقع ذلك الجميع، ذلك الحلف الشيطاني الذي تترأسه الولايات المتحدة الأمريكية ويضم صنيعتها إسرائيل والبلدان الأوروبية التي تسير في نفس الركب وخاصة فرنسا وإيطاليا وبريطانيا وألمانيا، هذا الرباعي الذي نراه اليوم يزايد في الشر حتى على أمريكا ويريدون أن يثبتوا لها انهم قادرون على أن يتفوقوا عليها في الممارسات الشيطانية بدعمهم لجرائم الكيان الصهيوني في حربه الظالمة التي يشنها على غزة بفلسطين.

هذه الحرب التي لم يفلح فيها العدو المزروع في قلب الامة، في شيء ما عدا قتل الأطفال والتفنن في الغطرسة والبطش بالابرياء، تتم بمباركة من بلدان صدّعت رؤوسنا بادعائها بانها بلدان الحرية والديمقراطية، قبل ان تدفعها الحرب الظالمة ضد غزة إلى أن تنزع عنها جلدتها مثل الثعبان لنكتشف اصلها المريض والبائس.

وفراعنة هذا العصر الذين رفعوا اقنعتهم واكتشف العالم حقيقتهم الدموية المريضة، لا يختلفون كثيرا عن فرعون موسى. وفرعون موسى الذي تختلف حوله الروايات وتبنى عنه الاساطير إلى يومنا هذا لا يعنينا كشخصية تاريخية أو اسطورية ولا يهمنا إن كان هو رمسيس الثاني وفق بعض القراءات التاريخية أو شخصية أخرى وفق بعض الروايات التي تعتبر أن الامر لا يتعلق برمسيس الثاني، وإنما كل ما يعنينا هو الرمزية التي يحملها. فهو رمز للشر والجبروت وهو مستعد لقتل الآلاف واكثر في سبيل الحفاظ على سلطانه وقوته ومجده الذي كان يهددها وفق الرواية الدينية الإسلامية، صبيا صغيرا كان يحمل اسم موسى.

فقد نقل المنجمون للفرعون ( حاكم مصر القوي) ان صبيا يولد في بني إسرائيل سينهي ملكه فطفق يقتل كل المواليد الذكور، إلا موسى الذي نجا. وتقول الرواية الدينية الإسلامية انه تربى في قصر الفرعون واحبته زوجة الفرعون وهو فعلا من قتل الفرعون بعد أن تلقى النبوة. بقية القصة معروفة للأغلبية والقصة تنتهي بغرق فرعون الجبار في البحر بعد ان نجّى الله موسى وقومه وشق البحر بعصاه عند مرورهم قبل ان ينغلق البحر مجددا على فرعون وجيشه.

والمغزى من القصة التي رواها القرآن بدقة كبيرة أن نهاية الطغاة هي حتما نهاية تراجيدية والهدف من ذلك أن يكونوا عبرة لمن يسيرون على نفس النهج. وما يظهره فراعنة هذا العصر هذه الأيام من فرعنة، بمعنى استقواء وجبروت وطغيان، هو ذاته ما يمارسه عادة يمارسه الطغاة في العالم، أولئك الذين تسول لهم انفسهم تجاوز كل القيم الإنسانية وتجاهل كل الاعتبارات والدوس على المشاعر، لانهم ببساطة يشعرون انهم في حل من كل ذلك لقوتهم واحساسهم بانهم فوق كل حساب.

فرعون موسى وصل به الامر وفق ما ورد في القرآن، أنه قال انه هو الاله وفراعنة هذا العصر يشعرون بنفس الشيء وإلا ما الذي يخول لهم سفك كل تلك الدماء في غزة؟ شهر كامل وإسرائيل تقتل الفلسطينيين مستخدمة احدث أنواع الأسلحة التي تمدها بها أمريكا وتحظى بدعم البلدان المذكورة التي هرع قادتها إلى المسؤول الأول في الحكومة العبرية يمدونه بالدعم ويمنحونه صكا على بياض لقتل الأطفال في غزة وتدمير البيوت على رؤوس سكانها.

شهر كامل وإسرائيل تقصف المدنيين العزل في غزة وترتكب افظع أنواع المجازر حتى أنها تقصف المستشفيات والطواقم الطبية وطواقم الإسعاف والمدارس الأممية التي تحتمي بها العائلات من قصفها الوحشي المستمر. وقد خلف ذلك سقوط آلاف الشهداء والجرحى ونسبة كبيرة منهم من الأطفال. وفي الوقت الذي تدمر فيه كل أسباب الحياة في غزة ويواصل العدو الصهيوني قطع الامدادات بالماء والكهرباء والأغذية على السكان بالتوازي مع استمرار القصف الوحشي، تشعر أن القادة الصهاينة وداعميهم في حالة من الانتشاء. لكأن دم الفلسطينيين يزيدهم غطرسة ووحشية ويقوي شعورهم بأنهم فوق كل حساب وانهم سادة هذا العالم وأنه لا وجود لمن يراقب أو يحاسبهم عن جرائمهم وبطشهم.

تصرفاتهم وممارساتهم وهم ومن يشتركون معهم في عدم الإحساس بمأساة الفلسطينيين بما في ذلك في المنطقة العربية ( العرب أصدقاء إسرائيل. هكذا يذكر رئيس حكومة الكيان الصهيوني من نسي ان هناك من العرب من هم صهاينة أيضا)، تدل على أنهم في حل من كل اعتبارات أرضية أو سماوية. وجوابهم جاهز لكل محتج: من حق إسرائيل ان تدافع عن نفسها !

فراعنة هذا العصر انساهم احساسهم بالقوة، تماما مثلما حدث مع فراعنة الأزمنة السابقة أن هناك نظاما في هذا الكون وان الطبيعة تنتهي بإعادة الأمور إلى نصابها وان احد اهم قوانين الطبيعة هو وضعها سقف للفرعنة.

حياة السايب

 

جملة اعتراضية..   فراعنة العصر

 

 كل المؤشرات تؤكد أن لكل عصر فراعنته.

وفراعنة هذا العصر هم وكما يمكن ان يتوقع ذلك الجميع، ذلك الحلف الشيطاني الذي تترأسه الولايات المتحدة الأمريكية ويضم صنيعتها إسرائيل والبلدان الأوروبية التي تسير في نفس الركب وخاصة فرنسا وإيطاليا وبريطانيا وألمانيا، هذا الرباعي الذي نراه اليوم يزايد في الشر حتى على أمريكا ويريدون أن يثبتوا لها انهم قادرون على أن يتفوقوا عليها في الممارسات الشيطانية بدعمهم لجرائم الكيان الصهيوني في حربه الظالمة التي يشنها على غزة بفلسطين.

هذه الحرب التي لم يفلح فيها العدو المزروع في قلب الامة، في شيء ما عدا قتل الأطفال والتفنن في الغطرسة والبطش بالابرياء، تتم بمباركة من بلدان صدّعت رؤوسنا بادعائها بانها بلدان الحرية والديمقراطية، قبل ان تدفعها الحرب الظالمة ضد غزة إلى أن تنزع عنها جلدتها مثل الثعبان لنكتشف اصلها المريض والبائس.

وفراعنة هذا العصر الذين رفعوا اقنعتهم واكتشف العالم حقيقتهم الدموية المريضة، لا يختلفون كثيرا عن فرعون موسى. وفرعون موسى الذي تختلف حوله الروايات وتبنى عنه الاساطير إلى يومنا هذا لا يعنينا كشخصية تاريخية أو اسطورية ولا يهمنا إن كان هو رمسيس الثاني وفق بعض القراءات التاريخية أو شخصية أخرى وفق بعض الروايات التي تعتبر أن الامر لا يتعلق برمسيس الثاني، وإنما كل ما يعنينا هو الرمزية التي يحملها. فهو رمز للشر والجبروت وهو مستعد لقتل الآلاف واكثر في سبيل الحفاظ على سلطانه وقوته ومجده الذي كان يهددها وفق الرواية الدينية الإسلامية، صبيا صغيرا كان يحمل اسم موسى.

فقد نقل المنجمون للفرعون ( حاكم مصر القوي) ان صبيا يولد في بني إسرائيل سينهي ملكه فطفق يقتل كل المواليد الذكور، إلا موسى الذي نجا. وتقول الرواية الدينية الإسلامية انه تربى في قصر الفرعون واحبته زوجة الفرعون وهو فعلا من قتل الفرعون بعد أن تلقى النبوة. بقية القصة معروفة للأغلبية والقصة تنتهي بغرق فرعون الجبار في البحر بعد ان نجّى الله موسى وقومه وشق البحر بعصاه عند مرورهم قبل ان ينغلق البحر مجددا على فرعون وجيشه.

والمغزى من القصة التي رواها القرآن بدقة كبيرة أن نهاية الطغاة هي حتما نهاية تراجيدية والهدف من ذلك أن يكونوا عبرة لمن يسيرون على نفس النهج. وما يظهره فراعنة هذا العصر هذه الأيام من فرعنة، بمعنى استقواء وجبروت وطغيان، هو ذاته ما يمارسه عادة يمارسه الطغاة في العالم، أولئك الذين تسول لهم انفسهم تجاوز كل القيم الإنسانية وتجاهل كل الاعتبارات والدوس على المشاعر، لانهم ببساطة يشعرون انهم في حل من كل ذلك لقوتهم واحساسهم بانهم فوق كل حساب.

فرعون موسى وصل به الامر وفق ما ورد في القرآن، أنه قال انه هو الاله وفراعنة هذا العصر يشعرون بنفس الشيء وإلا ما الذي يخول لهم سفك كل تلك الدماء في غزة؟ شهر كامل وإسرائيل تقتل الفلسطينيين مستخدمة احدث أنواع الأسلحة التي تمدها بها أمريكا وتحظى بدعم البلدان المذكورة التي هرع قادتها إلى المسؤول الأول في الحكومة العبرية يمدونه بالدعم ويمنحونه صكا على بياض لقتل الأطفال في غزة وتدمير البيوت على رؤوس سكانها.

شهر كامل وإسرائيل تقصف المدنيين العزل في غزة وترتكب افظع أنواع المجازر حتى أنها تقصف المستشفيات والطواقم الطبية وطواقم الإسعاف والمدارس الأممية التي تحتمي بها العائلات من قصفها الوحشي المستمر. وقد خلف ذلك سقوط آلاف الشهداء والجرحى ونسبة كبيرة منهم من الأطفال. وفي الوقت الذي تدمر فيه كل أسباب الحياة في غزة ويواصل العدو الصهيوني قطع الامدادات بالماء والكهرباء والأغذية على السكان بالتوازي مع استمرار القصف الوحشي، تشعر أن القادة الصهاينة وداعميهم في حالة من الانتشاء. لكأن دم الفلسطينيين يزيدهم غطرسة ووحشية ويقوي شعورهم بأنهم فوق كل حساب وانهم سادة هذا العالم وأنه لا وجود لمن يراقب أو يحاسبهم عن جرائمهم وبطشهم.

تصرفاتهم وممارساتهم وهم ومن يشتركون معهم في عدم الإحساس بمأساة الفلسطينيين بما في ذلك في المنطقة العربية ( العرب أصدقاء إسرائيل. هكذا يذكر رئيس حكومة الكيان الصهيوني من نسي ان هناك من العرب من هم صهاينة أيضا)، تدل على أنهم في حل من كل اعتبارات أرضية أو سماوية. وجوابهم جاهز لكل محتج: من حق إسرائيل ان تدافع عن نفسها !

فراعنة هذا العصر انساهم احساسهم بالقوة، تماما مثلما حدث مع فراعنة الأزمنة السابقة أن هناك نظاما في هذا الكون وان الطبيعة تنتهي بإعادة الأمور إلى نصابها وان احد اهم قوانين الطبيعة هو وضعها سقف للفرعنة.

حياة السايب

 

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews