قبل أكثر من عشرين عاما كتب الصحفي الأمريكي توماس فريدمان مقاله الشهير في أعقاب هجمات الـ11 من سبتمبر لماذا يكرهوننا؟.. وتحول السؤال إلى جدل من أمريكا إلى أوروبا وبات كل من يحمل هوية عربية أو شرق أوسطية متهم حتى يثبت براءته.. اليوم وعلى وقع الحرب المسعورة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي منذ شهر على قطاع غزة وما تسجله آلة القتل والدمار الإسرائيلية يوميا من جرائم إبادة جماعية ومن تصفية عرقية ومن استهداف للمدارس والمستشفيات وسيارات الإسعاف والمخابز نقول أنهم يكرهوننا..، نعم هذا الغرب يكرهنا وهو لا يكره الفلسطينيين فحسب بل كل من يؤيدهم من عرب أو مسلمين أو غيرهم من الجنسيات ممن انتصروا للعدالة الدولية ولحق الشعب الفلسطيني في الحياة والحرية والكرامة.. نعم نقول دون تردد يكرهوننا لان الغرب مع بعض الاستثناءات اختار الانحياز الأعمى للجلاد وداس على كل القيم الكونية التي كان يدعي الدفاع عنها وكشف عن درجة غير مسبوقة من النفاق الدولي الرسمي إزاء ما يحدث من جرائم حرب لم تستنثي أحدا من كبار أو صغار من نساء أو رجال في غزة والضفة.. والأمر يتعلق بالسلطات الرسمية التي لن تدخر جهدا في دعم وتمويل وعسكرة الاحتلال الإسرائيلي على مدى عقود رغم تصريحات مسؤول الأمن في حكومة ناتنياهو غالانت الذي شبه أهالي غزة بالحيوانات البشرية.. ولو أننا حاولنا تجاوز كل التصريحات العنصرية للمسؤولين الإسرائيليين وحتى للمسؤولين الغربيين الذين تواتروا على تل أبيب لدعمها في حربها المفتوحة على غزة تحت شعار انه من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها..،فان اخطر ما رافق ويرافق هذه الحرب التي تدخل شهرها الثاني على التوالي دون مؤشرات على تحقيق اختراق محتمل لإيقاف الحرب هذا الصمت المريب على خرق القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني باستهداف مؤسسات الأمم المتحدة والمدارس التي تديرها الاونروا واستهداف المستشفيات ومنها مستشفى المعمداني ومستشفى الشفاء والمستشفى الاندونيسي..، يحدث كل ذلك بتمكين إسرائيل من احدث أنواع السلاح بما في ذلك الأسلحة الفتاكة والأسلحة المحرمة دوليا بشهادة منظمات حقوقية ودولية..،يحدث أيضا فيما يستمر وصول السفن الحربية الأمريكية والبريطانية وحاملات الطائرات الفرنسية...وكأن غزة المكلومة وما فيها من مقاومة تمثل أعتى قوة عسكرية في العالم.. يحدث كل ذلك ولا تخجل القوى الكبرى ولا تتحرج من استعراض عضلاتها العسكرية والسماح باغتيال الأطفال والأمهات وإبادة عائلات بأكملها من الوجود وطمر أحياء بأكملها دمرت على رؤوس أصحابها ...
نعم يكرهوننا وفي تصريحات صرخات وتصريحات مسؤولي الأمم المتحدة الذين يفضحون تواطؤ القوى الكبرى وتغطيتها على جرائم الاحتلال...مدير مكتب نيويورك للمفوضية السامية كريغ مخيبر خير الاستقالة أمام هذا الصلف والفشل الأممي في وضع حد للحرب...كريغ وصف ما يحدث في غزة بأنه حالة إبادة ...المسؤول الاممي المتطلع على دواليب عمل الامم المتحدة التي تخلت عن شروط الحياد وعن المسؤولية الأخلاقية والإنسانية والقانونية ازاء الفلسطينيين اتهم واشنطن وبريطانيا والدول الأوروبية بتوفير غطاء سياسي وديبلوماسي للفظائع التي ترتكبها إسرائيل ...
المسؤول الأممي تحدث في رسالة استقالته عن "المشروع الاستعماري الأوروبي الذي دخل المرحلة النهائية لتدمير ما بقي من الحياة الفلسطينية الأصلية"...
الأكيد أن راية الأمم المتحدة الزرقاء التي يفترض أن تكون مظلة آمنة، للمهددين تحت الاحتلال وللمشردين ولمن يبحثون عن ملجئ آمن من القصف الهمجي الإسرائيلي، لم تعد توفر الحماية لأطفال فلسطين ونسائها...
بقي من المهم الإشارة إلى أن هذا التوحش الذي تمارسه إسرائيل بدعم من حلفائها تحت أنظار العالم الحر يوشك أن ينقلب عليها بل ربما بدأنا نشهد بداية انقلاب السحر على الساحر...، وقد بدأت المظاهرات الاحتجاجية الشعبية الغاضبة في العواصم الغربية توجه رسائلها الرافضة للسلطات الرسمية على تأييدها الأعمى للاحتلال وعلى الاستمرار في استنزاف أموال داعمي الضرائب لقتل الأطفال والنساء في غزة ووجدت بعض وسائل الإعلام في الغرب التي تولت مهمة الانسياق وراء الدفاع اللامشروط عن الرواية الإسرائيلية والنظر إلى المجازر اليومية بعين إسرائيلية نفسها مضطرة أمام هول ما يتعرض له أهل القطاع من تقتيل وانتقام دموي ومن سياسة القتل الجماعي والتدمير الممنهج لافراغ القطاع من سكانه أمام سخط الرأي العام و سخط المنظمات الحقوقية التي لم تتوانى عن اتهامها بالتخلي عن المهنية والموضوعية والانسياق إلى مناصرة الجلاد على حساب الضحية ...
الساعات القليلة القادمة وحدها ستحدد إلى أين يتجه المشهد في غزة بعد الاجتماعات المكوكية التي قادها وزير الخارجية بلينكن إلى المنطقة خاصة وقد بقي على موقفه خلال المؤتمر الصحفي مع نظيريه الأردني والمصري على انه من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها و منع تكرار ما حدث في السابع من أكتوبر قبل أن يتدارك.
بأنه سيتعين على إسرائيل تجنب استهداف المدنيين..،وهو ما يعني صراحة بالنسبة للمسؤول الأمريكي اقتلوهم ولكن بلطف..، ألم نقل أنهم يكرهوننا ...
اسيا العتروس
قبل أكثر من عشرين عاما كتب الصحفي الأمريكي توماس فريدمان مقاله الشهير في أعقاب هجمات الـ11 من سبتمبر لماذا يكرهوننا؟.. وتحول السؤال إلى جدل من أمريكا إلى أوروبا وبات كل من يحمل هوية عربية أو شرق أوسطية متهم حتى يثبت براءته.. اليوم وعلى وقع الحرب المسعورة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي منذ شهر على قطاع غزة وما تسجله آلة القتل والدمار الإسرائيلية يوميا من جرائم إبادة جماعية ومن تصفية عرقية ومن استهداف للمدارس والمستشفيات وسيارات الإسعاف والمخابز نقول أنهم يكرهوننا..، نعم هذا الغرب يكرهنا وهو لا يكره الفلسطينيين فحسب بل كل من يؤيدهم من عرب أو مسلمين أو غيرهم من الجنسيات ممن انتصروا للعدالة الدولية ولحق الشعب الفلسطيني في الحياة والحرية والكرامة.. نعم نقول دون تردد يكرهوننا لان الغرب مع بعض الاستثناءات اختار الانحياز الأعمى للجلاد وداس على كل القيم الكونية التي كان يدعي الدفاع عنها وكشف عن درجة غير مسبوقة من النفاق الدولي الرسمي إزاء ما يحدث من جرائم حرب لم تستنثي أحدا من كبار أو صغار من نساء أو رجال في غزة والضفة.. والأمر يتعلق بالسلطات الرسمية التي لن تدخر جهدا في دعم وتمويل وعسكرة الاحتلال الإسرائيلي على مدى عقود رغم تصريحات مسؤول الأمن في حكومة ناتنياهو غالانت الذي شبه أهالي غزة بالحيوانات البشرية.. ولو أننا حاولنا تجاوز كل التصريحات العنصرية للمسؤولين الإسرائيليين وحتى للمسؤولين الغربيين الذين تواتروا على تل أبيب لدعمها في حربها المفتوحة على غزة تحت شعار انه من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها..،فان اخطر ما رافق ويرافق هذه الحرب التي تدخل شهرها الثاني على التوالي دون مؤشرات على تحقيق اختراق محتمل لإيقاف الحرب هذا الصمت المريب على خرق القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني باستهداف مؤسسات الأمم المتحدة والمدارس التي تديرها الاونروا واستهداف المستشفيات ومنها مستشفى المعمداني ومستشفى الشفاء والمستشفى الاندونيسي..، يحدث كل ذلك بتمكين إسرائيل من احدث أنواع السلاح بما في ذلك الأسلحة الفتاكة والأسلحة المحرمة دوليا بشهادة منظمات حقوقية ودولية..،يحدث أيضا فيما يستمر وصول السفن الحربية الأمريكية والبريطانية وحاملات الطائرات الفرنسية...وكأن غزة المكلومة وما فيها من مقاومة تمثل أعتى قوة عسكرية في العالم.. يحدث كل ذلك ولا تخجل القوى الكبرى ولا تتحرج من استعراض عضلاتها العسكرية والسماح باغتيال الأطفال والأمهات وإبادة عائلات بأكملها من الوجود وطمر أحياء بأكملها دمرت على رؤوس أصحابها ...
نعم يكرهوننا وفي تصريحات صرخات وتصريحات مسؤولي الأمم المتحدة الذين يفضحون تواطؤ القوى الكبرى وتغطيتها على جرائم الاحتلال...مدير مكتب نيويورك للمفوضية السامية كريغ مخيبر خير الاستقالة أمام هذا الصلف والفشل الأممي في وضع حد للحرب...كريغ وصف ما يحدث في غزة بأنه حالة إبادة ...المسؤول الاممي المتطلع على دواليب عمل الامم المتحدة التي تخلت عن شروط الحياد وعن المسؤولية الأخلاقية والإنسانية والقانونية ازاء الفلسطينيين اتهم واشنطن وبريطانيا والدول الأوروبية بتوفير غطاء سياسي وديبلوماسي للفظائع التي ترتكبها إسرائيل ...
المسؤول الأممي تحدث في رسالة استقالته عن "المشروع الاستعماري الأوروبي الذي دخل المرحلة النهائية لتدمير ما بقي من الحياة الفلسطينية الأصلية"...
الأكيد أن راية الأمم المتحدة الزرقاء التي يفترض أن تكون مظلة آمنة، للمهددين تحت الاحتلال وللمشردين ولمن يبحثون عن ملجئ آمن من القصف الهمجي الإسرائيلي، لم تعد توفر الحماية لأطفال فلسطين ونسائها...
بقي من المهم الإشارة إلى أن هذا التوحش الذي تمارسه إسرائيل بدعم من حلفائها تحت أنظار العالم الحر يوشك أن ينقلب عليها بل ربما بدأنا نشهد بداية انقلاب السحر على الساحر...، وقد بدأت المظاهرات الاحتجاجية الشعبية الغاضبة في العواصم الغربية توجه رسائلها الرافضة للسلطات الرسمية على تأييدها الأعمى للاحتلال وعلى الاستمرار في استنزاف أموال داعمي الضرائب لقتل الأطفال والنساء في غزة ووجدت بعض وسائل الإعلام في الغرب التي تولت مهمة الانسياق وراء الدفاع اللامشروط عن الرواية الإسرائيلية والنظر إلى المجازر اليومية بعين إسرائيلية نفسها مضطرة أمام هول ما يتعرض له أهل القطاع من تقتيل وانتقام دموي ومن سياسة القتل الجماعي والتدمير الممنهج لافراغ القطاع من سكانه أمام سخط الرأي العام و سخط المنظمات الحقوقية التي لم تتوانى عن اتهامها بالتخلي عن المهنية والموضوعية والانسياق إلى مناصرة الجلاد على حساب الضحية ...
الساعات القليلة القادمة وحدها ستحدد إلى أين يتجه المشهد في غزة بعد الاجتماعات المكوكية التي قادها وزير الخارجية بلينكن إلى المنطقة خاصة وقد بقي على موقفه خلال المؤتمر الصحفي مع نظيريه الأردني والمصري على انه من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها و منع تكرار ما حدث في السابع من أكتوبر قبل أن يتدارك.
بأنه سيتعين على إسرائيل تجنب استهداف المدنيين..،وهو ما يعني صراحة بالنسبة للمسؤول الأمريكي اقتلوهم ولكن بلطف..، ألم نقل أنهم يكرهوننا ...