إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

حكاياتهم .. عندما يفكّر الغباء ! ..

 

 

يرويها: أبوبكر الصغير

الغباء موجود في الأشياء التي نفعلها بقدر ما يوجد في الأشياء التي نقولها، نحن نفعل أشياء غبية ونقول كلاما غبيا ونأتي أفعالا غبية، هذا يدل على مدى الغباء الذي يسكن فينا .

إنّ الغباء مهم للمرء مثل الذكاء، بالمثل صعب الوصول إليه .

الغباء البشري إنساني جدًا، لأن الحيوان لا يمكن أن يكون غبيا، حتى الحمار بخلاف ما يعتقد البعض فهو من أذكى الحيوانات، ناهيك أنّ الطوبوغرافيين لمّا يريدون رسم مخطط إنشاء اقصر وأفضل طريق في الأماكن الوعرة والجبال يلجؤون للحمار ويضعون نقطة البداية والنهاية ثمَ يدربونه اعتمادا على نظرية ردً الفعل الاشتراطي للعالم بافلوف بوجود ما يتغذى به في مكان الوصول ويضعون كيسا مثقوبا من الجبس الأبيض أو الطبشور على ظهره فيسلك المعابر الأفضل والأقصر مسافة ومن خلال خط الجبس يقومون بأشغال انجاز الطريق .

كثير من المهربين عبر الحدود التونسية - الجزائرية أصبحوا يعتمدون الحمير المدربة لعملياتهم "التجارية".

الغباء يأتي من الحاجة، إلى تخليص أنفسنا من التعارض التبسيطي بين الحقيقة والخطأ .

أبعد من ذلك، فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو كيفية مكافحة الغباء، الذي يمكن إلى مجتمع رجعي، مجتمع يستقر في نوع من الحماقة، حيث لا يعود البشر، في ظل هيمنة الذكاء الاصطناعي، سوى مجرد مستخدمين للتكنولوجيا.

إذًا، ما هو السبب الحقيقي لهذا التطور المفترض للغباء؟ هل هو التعليم المدرسي، أم التربية، أم تسارع وتيرة حياتنا .

الغباء هو دائما خطأ الآخرين، بالطبع، سوف ندرك بسهولة أننا قلنا أو فعلنا "أشياء غبية"، لكن الغباء ليس غباءً - والذي يمكن أن يكون لغويًا (تفاهة، أو تناقضًا، أو خطأ) أو عمليًا (سلوكًا غير لائق). الغباء أمر جوهري، وليس عرضيًا مثل الغباء.

وهذا يوضح مدى اتساع الغباء الذي يغطيه. باختصار، إنه يؤثر على ما يجعل الإنسان فريداً، خصوصيته، وحتى تميزه: القول والعمل.

إذا كنا نعرف مقدار الكلام الذي يميزنا عن الأنواع الحيوانية الأخرى، فإن الأمر نفسه ينطبق على أفعالنا. فالبشر لا يتغذون ويتحركون ويتكاثرون فحسب، بل يتخذون إجراءات مدروسة ومنسقة، وقادرون على الابتكار، بهدف تحقيق غاية. الذي يعتبره أفضل لنفسه أو لمجتمعه، أي بالنظر إلى شيء يمثله كسلعة عامة أو شخصية، كتميز، والذي يريد الاقتراب منه عن علم، دون ادخار أي وسيلة، سعت أو لم تسع لتحقيق ذلك.

ولذلك لا بد من أسلوب جيد حتى يمكن ممارسة الفكر في البحث عن الحقيقة دون أن ينحرف عن مساره الصحيح .

والأهم دون تأثير، هؤلاء "الكرانكة" الجهلة الذين لا يستحون بتفسير الماء بعد جهد بالماء، ويقولون ما ليس له معنى وينطبق عليه وقع الحافر على الحافر .أليس نصف العلم أخطر من الجهل؟

لنقرَ في النهاية نحن الأشياء الجميلة التي يخسرها الأغبياء، نحن الفرص الضائعة التي لن تتكرر .

 

 

حكاياتهم  ..  عندما يفكّر الغباء ! ..

 

 

يرويها: أبوبكر الصغير

الغباء موجود في الأشياء التي نفعلها بقدر ما يوجد في الأشياء التي نقولها، نحن نفعل أشياء غبية ونقول كلاما غبيا ونأتي أفعالا غبية، هذا يدل على مدى الغباء الذي يسكن فينا .

إنّ الغباء مهم للمرء مثل الذكاء، بالمثل صعب الوصول إليه .

الغباء البشري إنساني جدًا، لأن الحيوان لا يمكن أن يكون غبيا، حتى الحمار بخلاف ما يعتقد البعض فهو من أذكى الحيوانات، ناهيك أنّ الطوبوغرافيين لمّا يريدون رسم مخطط إنشاء اقصر وأفضل طريق في الأماكن الوعرة والجبال يلجؤون للحمار ويضعون نقطة البداية والنهاية ثمَ يدربونه اعتمادا على نظرية ردً الفعل الاشتراطي للعالم بافلوف بوجود ما يتغذى به في مكان الوصول ويضعون كيسا مثقوبا من الجبس الأبيض أو الطبشور على ظهره فيسلك المعابر الأفضل والأقصر مسافة ومن خلال خط الجبس يقومون بأشغال انجاز الطريق .

كثير من المهربين عبر الحدود التونسية - الجزائرية أصبحوا يعتمدون الحمير المدربة لعملياتهم "التجارية".

الغباء يأتي من الحاجة، إلى تخليص أنفسنا من التعارض التبسيطي بين الحقيقة والخطأ .

أبعد من ذلك، فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو كيفية مكافحة الغباء، الذي يمكن إلى مجتمع رجعي، مجتمع يستقر في نوع من الحماقة، حيث لا يعود البشر، في ظل هيمنة الذكاء الاصطناعي، سوى مجرد مستخدمين للتكنولوجيا.

إذًا، ما هو السبب الحقيقي لهذا التطور المفترض للغباء؟ هل هو التعليم المدرسي، أم التربية، أم تسارع وتيرة حياتنا .

الغباء هو دائما خطأ الآخرين، بالطبع، سوف ندرك بسهولة أننا قلنا أو فعلنا "أشياء غبية"، لكن الغباء ليس غباءً - والذي يمكن أن يكون لغويًا (تفاهة، أو تناقضًا، أو خطأ) أو عمليًا (سلوكًا غير لائق). الغباء أمر جوهري، وليس عرضيًا مثل الغباء.

وهذا يوضح مدى اتساع الغباء الذي يغطيه. باختصار، إنه يؤثر على ما يجعل الإنسان فريداً، خصوصيته، وحتى تميزه: القول والعمل.

إذا كنا نعرف مقدار الكلام الذي يميزنا عن الأنواع الحيوانية الأخرى، فإن الأمر نفسه ينطبق على أفعالنا. فالبشر لا يتغذون ويتحركون ويتكاثرون فحسب، بل يتخذون إجراءات مدروسة ومنسقة، وقادرون على الابتكار، بهدف تحقيق غاية. الذي يعتبره أفضل لنفسه أو لمجتمعه، أي بالنظر إلى شيء يمثله كسلعة عامة أو شخصية، كتميز، والذي يريد الاقتراب منه عن علم، دون ادخار أي وسيلة، سعت أو لم تسع لتحقيق ذلك.

ولذلك لا بد من أسلوب جيد حتى يمكن ممارسة الفكر في البحث عن الحقيقة دون أن ينحرف عن مساره الصحيح .

والأهم دون تأثير، هؤلاء "الكرانكة" الجهلة الذين لا يستحون بتفسير الماء بعد جهد بالماء، ويقولون ما ليس له معنى وينطبق عليه وقع الحافر على الحافر .أليس نصف العلم أخطر من الجهل؟

لنقرَ في النهاية نحن الأشياء الجميلة التي يخسرها الأغبياء، نحن الفرص الضائعة التي لن تتكرر .