ناجي جلول لـ"الصباح": آلاف الكفاءات تغادر تونس يوميا.. وعلى الدولة إيجاد آليات مقابل الهجرة
تونس – الصباح
يولد بسرعة ويكبر مع الوقت بسبب الظروف الصعبة كما يصفها اغلبهم، هو حلم الهجرة الذي أصبح يرافق جل شباب تونس هذا الحلم الذي تحول الى أولوية وهدف أساسي من أهداف حياتهم مقابل تخليهم عن أمور أخرى مثل بناء المسكن أو شراء السيارة أو السفر للسياحة.. فالعديد من شباب هذا البلد يتوق الى بناء مستقبله خارج ارض تونس وحتى من هم مستقرون مهنيا ويصنفون من بين الكفاءات والأدمغة التونسية لكن هذا لم يثنهم عن البحث عن فرص للمغادرة وبناء مستقبلهم في دول أخرى.
ورغم صيحات الفزع والتحذيرات التي أطلقها الباحثون والمختصون في هجرة الكفاءات من مخاطر مغادرة عديد الكفاءات البلاد إلا أن هذا النزيف مازال متواصلا الى اليوم كما يتوقع البعض ارتفاعها بشكل كبير في السنوات القادمة.
ناجي جلول الرئيس الأسبق للمعهد التونسي للدراسات الإستراتيجية أكد أن آلاف الأطباء والمهندسين والجامعيين يهاجرون يوميا وأنه لا يمكن منعهم من ذلك لان القانون يسمح لهم بالبحث عن بيئة عمل أفضل ولكن على الدولة البحث عن آليات واتفاقيات مع الدول الأوروبية التي تغادر نحوها كفاءتنا التونسية مثل دفع مقابل للهجرة وهذا معمول به في دول مثل كوبا التي تطلب مقابل للسماح بهجرة أطبائها.
وحسب ما أكده جلول لـ"الصباح" فإن أسباب هجرة الكفاءات التونسية لا تنحصر في الجانب المادي لان هناك عوامل أخرى تدفعهم الى الهجرة من بينها مثلا انعدام ظروف العمل خاصة بالنسبة للأطباء وانتشار العنف في المستشفيات بالإضافة الى أن أجرة المهندس في تونس تعتبر ضئيلة جدا مقارنة بما يتقاضاه في دول أوروبية أو خليجية.
وتعتبر أوروبا الغربية الوجهة المفضلة للأدمغة التونسية إذ يرغب 60 بالمائة منهم في الهجرة إلى دولها، فيما يفضل ما بين 30 و35 بالمائة التوجه نحو كندا وأمريكا الشمالية بينما يرغب البعض في الهجرة نحو دول الخليج.
كما شهد انتداب الكفاءات التونسية بالخارج عن طريق الوكالة التونسية للتعاون الفني نسقا تصاعديا حيث تعدى العدد 22 ألف خلال سنة 2022 مقابل 13 ألف سنة 2012.
ويستمر نزيف هجرة الأطباء في تونس رغم أن الأرقام تفيد بان تكلفة تكوين طبيب على المجموعة الوطنية تصل الى مائة ألف دينار في حين تصل تكلفة تكوين مهندس كل سنة 10 آلاف دينار.
في المقابل أكد رئيس النقابة التونسية لأطباء القطاع الخاص سمير شطورو أن 900 طبيب شاب يغادرون البلاد كل سنة من إجمالي 1000 طبيب متخرج سنويا، أي ما يعادل 90 بالمائة من المتكونين، مضيفا بأن هؤلاء الأطباء المهاجرين يختارون فرنسا في المقام الأول ثم ألمانيا وكندا وبلدان الخليج وبعض البلدان الإفريقية (التشاد وغينيا).
وفي تعليقه على هذه المؤشرات اعتبر شطورو في تعليق سابق له، أنها تعكس ظاهرة سلبية باتت تهدد المنظومة الصحية في البلاد وهي تعود الى الصعوبات التي يشهدها القطاع والى تفاقم حالات العنف المسلط عليهم وتردي المناخ الذي يعملون فيه عموما.
ومن جانبه أكد عميد المهندسين كمال سحنون بدوره أن عددا هاما من المهندسين التونسيين يهاجرون سنويا للعمل في الخارج رغم أن الدولة تنفق 100 ألف دينار لتكوين المهندس الذي يهاجر ليخدم اقتصاديات دول أخرى، مشيرا الى انه خلال الست سنوات الأخيرة والى حدود 2022 هاجر 39 ألف مهندس تونسي بمعدل 6500 مهندسا سنويا وحوالي 20 مهندسا في اليوم.
وارجع سحنون في مغادرة المهندسين لأسباب مادية ومعنوية، مشيرا في تصريحات سابقة له أن المهندس لم يتحصل على أي منحة خصوصية بعد الثورة.
جهاد الكلبوسي
ناجي جلول لـ"الصباح": آلاف الكفاءات تغادر تونس يوميا.. وعلى الدولة إيجاد آليات مقابل الهجرة
تونس – الصباح
يولد بسرعة ويكبر مع الوقت بسبب الظروف الصعبة كما يصفها اغلبهم، هو حلم الهجرة الذي أصبح يرافق جل شباب تونس هذا الحلم الذي تحول الى أولوية وهدف أساسي من أهداف حياتهم مقابل تخليهم عن أمور أخرى مثل بناء المسكن أو شراء السيارة أو السفر للسياحة.. فالعديد من شباب هذا البلد يتوق الى بناء مستقبله خارج ارض تونس وحتى من هم مستقرون مهنيا ويصنفون من بين الكفاءات والأدمغة التونسية لكن هذا لم يثنهم عن البحث عن فرص للمغادرة وبناء مستقبلهم في دول أخرى.
ورغم صيحات الفزع والتحذيرات التي أطلقها الباحثون والمختصون في هجرة الكفاءات من مخاطر مغادرة عديد الكفاءات البلاد إلا أن هذا النزيف مازال متواصلا الى اليوم كما يتوقع البعض ارتفاعها بشكل كبير في السنوات القادمة.
ناجي جلول الرئيس الأسبق للمعهد التونسي للدراسات الإستراتيجية أكد أن آلاف الأطباء والمهندسين والجامعيين يهاجرون يوميا وأنه لا يمكن منعهم من ذلك لان القانون يسمح لهم بالبحث عن بيئة عمل أفضل ولكن على الدولة البحث عن آليات واتفاقيات مع الدول الأوروبية التي تغادر نحوها كفاءتنا التونسية مثل دفع مقابل للهجرة وهذا معمول به في دول مثل كوبا التي تطلب مقابل للسماح بهجرة أطبائها.
وحسب ما أكده جلول لـ"الصباح" فإن أسباب هجرة الكفاءات التونسية لا تنحصر في الجانب المادي لان هناك عوامل أخرى تدفعهم الى الهجرة من بينها مثلا انعدام ظروف العمل خاصة بالنسبة للأطباء وانتشار العنف في المستشفيات بالإضافة الى أن أجرة المهندس في تونس تعتبر ضئيلة جدا مقارنة بما يتقاضاه في دول أوروبية أو خليجية.
وتعتبر أوروبا الغربية الوجهة المفضلة للأدمغة التونسية إذ يرغب 60 بالمائة منهم في الهجرة إلى دولها، فيما يفضل ما بين 30 و35 بالمائة التوجه نحو كندا وأمريكا الشمالية بينما يرغب البعض في الهجرة نحو دول الخليج.
كما شهد انتداب الكفاءات التونسية بالخارج عن طريق الوكالة التونسية للتعاون الفني نسقا تصاعديا حيث تعدى العدد 22 ألف خلال سنة 2022 مقابل 13 ألف سنة 2012.
ويستمر نزيف هجرة الأطباء في تونس رغم أن الأرقام تفيد بان تكلفة تكوين طبيب على المجموعة الوطنية تصل الى مائة ألف دينار في حين تصل تكلفة تكوين مهندس كل سنة 10 آلاف دينار.
في المقابل أكد رئيس النقابة التونسية لأطباء القطاع الخاص سمير شطورو أن 900 طبيب شاب يغادرون البلاد كل سنة من إجمالي 1000 طبيب متخرج سنويا، أي ما يعادل 90 بالمائة من المتكونين، مضيفا بأن هؤلاء الأطباء المهاجرين يختارون فرنسا في المقام الأول ثم ألمانيا وكندا وبلدان الخليج وبعض البلدان الإفريقية (التشاد وغينيا).
وفي تعليقه على هذه المؤشرات اعتبر شطورو في تعليق سابق له، أنها تعكس ظاهرة سلبية باتت تهدد المنظومة الصحية في البلاد وهي تعود الى الصعوبات التي يشهدها القطاع والى تفاقم حالات العنف المسلط عليهم وتردي المناخ الذي يعملون فيه عموما.
ومن جانبه أكد عميد المهندسين كمال سحنون بدوره أن عددا هاما من المهندسين التونسيين يهاجرون سنويا للعمل في الخارج رغم أن الدولة تنفق 100 ألف دينار لتكوين المهندس الذي يهاجر ليخدم اقتصاديات دول أخرى، مشيرا الى انه خلال الست سنوات الأخيرة والى حدود 2022 هاجر 39 ألف مهندس تونسي بمعدل 6500 مهندسا سنويا وحوالي 20 مهندسا في اليوم.
وارجع سحنون في مغادرة المهندسين لأسباب مادية ومعنوية، مشيرا في تصريحات سابقة له أن المهندس لم يتحصل على أي منحة خصوصية بعد الثورة.