إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

المشروع الإسرائيلي مخطط أكبر وأضخم من مجرد الانتقام من حركة المقاومة الفلسطينية

بقلم نوفل سلامة 

الرواية الإسرائيلية المضللة والتي تعمل على طمس الحقيقة التي كشفت عنها عملية طوفان الأقصى والتي عرت كل المخطط الأمريكي الإسرائيلي الذي حيك للعالم العربي والإسلامي

من المسائل التي يجب أن ننتبه إليها - وهي معركة أخرى من معارك المقاومة والتحرير - ونحن نتعاطى مع ما يحدث في فلسطين المحتلة منذ عملية طوفان الأقصى وما تتعرض له مدينة غزة المحاصرة من إجرام بحق الإنسانية على يد الآلة الحربية الصهيونية الغاشمة ، أن ننتبه إلى الفخ الذي ترسمه الصهيونية والحكومات الغربية المتواطئة معها للعالم العربي وما تقوم به الآلة الإعلامية الأطلسية المتعاونة دون حدود مع الدولة العبرية المتمثل في الترويج إلى أن ما يحصل في غزة من دمار كبير للمباني وقتل للمدنيين من نساء وأطفال وشيوخ وتهجير قصري ما هو إلا ردة فعل طبيعية لإسرائيل تجاه العملية العسكرية التي حصلت يوم 7 أكتوبر الماضي وانتقاما من المقاومة الإسلامية حينما تجرأت على مواجهة إسرائيل في عقر الأراضي المحتلة ونقلت المعركة إلى العنق الإسرائيلي وأن ما يقوم به الكيان المحتل هو من قبيل الدفاع الشرعي عن النفس تجاه إرهاب حركة حماس وجناحها العسكري كتائب القسام .

علينا أن ننتبه إلى هذه الرواية الإسرائيلية المضللة والتي تعمل على طمس الحقيقة التي كشفت عنها عملية طوفان الأقصى والتي عرت كل المخطط الأمريكي الإسرائيلي الذي حيك للعالم العربي والإسلامي وتم وضعه منذ سنة 2017 وحتى قبل ذلك بسنوات كثيرة من أجل قبر الملف الفلسطيني وتصفية القضية الفلسطينية نهائيا ودون رجعة من خلال استراتيجية إلهاء الشعوب عنها وتغيير وعيها عن كل القضايا الكبرى والمركزية والجادة في حياتها نحو مسائل هامشية وانشغالات يومية قطرية والمرور إلى إقرار واقع عربي جديد ومشهد سياسي مختلف متحكم فيه لمنطقة الشرق الأوسط سمته الأساسية سلام مغشوش تهيمن عليه إسرائيل وفق مشروع السلام الإبراهيمي أو " إتفاقيات إبراهيم " الذي وضعه الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر ونفذه الرئيس دونالد ترامب وهو مشروع يقوم على احتواء كافة الدول العربية وخاصة دول الشرق الأوسط من خلال عملية تطبيع كاملة مع الكيان الصهيوني ينهي حالة العداء لدولة الاحتلال حسب الموقف الأمريكي.

هذا المخطط الذي تم برمجته للمنطقة العربية يقوم على فكرة مركزية وهي إفراغ منطقة غزة وتهجير سكانها نحو جنوبها وتحديدا إلى منطقة سيناء المصرية وضم جزء كبير من أرض غزة التاريخية إلى حدود الأراضي المحتلة والتي تشمل دولة الكيان الغاصب حاليا مقابل إلحاق ما تبقى من أرض غزة إلى منطقة سيناء على مساحة تقارب 600 كيلو متر مربع لتصبح هي الفضاء الجغرافي الجديد الذي سوف يحتضن سكان غزة. ولتنفيذ هذا المشروع الخطير فقد تكفل الجانب المصرى ببناء حوالي 10 ملايين وحدة سكنية نصفها تم تشييده والنصف الآخر في طور البناء وهي مبان تكفي لإيواء حوالي مليون نسمة علما وأن العدد الجملي لسكان غزة يبلغ حوالي 2.4 مليون نسمة أما عن قيمة المشروع فتبلغ حوالي 8 مليار دولار تكفل الجانب السعودي بشراء الأرض التي سوف تقام فوقها الوحدات السكنية مع تعهد سلطة الاحتلال بتقديم دعم مادي في شكل حوافز مالية للاقتصاد المصري وتعهد أمريكا بإلغاء كل ديون مصر لدى البنك الدولي.

هذا المشروع القديم الجديد يهدف إلى خلق منطقة عازلة بين المستوطنات الإسرائيلية ومنطقة حدود غزة وتهجير جزء من السكان إلى منطقة سيناء والجزء الآخر إلى الأردن وبذلك يتحقق الوعد اليهودي المزعوم وأسطورة بني صهيون إنشاء دولة لليهود من النهر إلى البحر خالصة لهم.

هذا المخطط الذي كشفت عنه عملية طوفان الاقصى وفضحت من يقف وراءه والذي يهدف بالأساس إلى تفريغ قطاع غزة يأتي في سياق تحقيق مشروع انشاء قناة " بن غريون " المائية والتي سوف تكون بديلة عن قناة السويس وقد بدأت أشغالها منذ شهر نوفمبر من العام الماضي وقد حددت مدة انجازها بثلاث سنوات وتمر عبر أراضي غزة لذلك كان من اللازم حسب الإسرائيليين إفراغ مسار القناة كما يأتي هذا المشروع كذلك في سياق التمهيد لإنشاء مشروع القطاع التجاري الذي يصل الهند بإسرائيل مرورا بالخليج وهو يعبر قطاع غزة التي تقع ضمن مساره وهو طريق تجاري واقتصادي يضاهي طريق الحرير الصيني.

وبهذا يكون ما يجري اليوم في قطاع غزة من تدمير للمباني وترويع للسكان وارتكاب جرائم القتل وإبادة بحقهم وإجبارهم على مغادرة أراضيهم وتهجيرهم يأتي في سياق هذا المخطط وهذا المشروع الذي كان لا محالة سيقع حتى لو لم تقع عملية طوفان الاقصى بما يعني أن المقاومة الفلسطينية كانت على وعي تام بهذا المشروع وخطورته ومدركة جيدا للرهانات الموجودة وخيوط اللعبة والاستراتجيات التي وضعت لإضعاف العرب وإجبار دولهم على التطبيع وخنق المقاومة وتصفية القضية الفلسطينية نهائيا فقامت بعملية إستباقية عرت بها كل الأطراف التي تقف وراء هذا المشروع وكشفت للعالم ما يدور ويخطط له وأوقفت قطار التطبيع ولو لفترة وفضحت المستور وهي تعلم أنها لن تجد الدعم اللازم من العرب لذلك فإن المسؤولية التاريخية حتمت على المقاومة أن تأخذ بزمام المبادرة وأن فعل أي شيء من أجل الأرض والوطن والذاكرة المسلوبة.

 

 

المشروع الإسرائيلي مخطط أكبر وأضخم من مجرد الانتقام من حركة المقاومة الفلسطينية

بقلم نوفل سلامة 

الرواية الإسرائيلية المضللة والتي تعمل على طمس الحقيقة التي كشفت عنها عملية طوفان الأقصى والتي عرت كل المخطط الأمريكي الإسرائيلي الذي حيك للعالم العربي والإسلامي

من المسائل التي يجب أن ننتبه إليها - وهي معركة أخرى من معارك المقاومة والتحرير - ونحن نتعاطى مع ما يحدث في فلسطين المحتلة منذ عملية طوفان الأقصى وما تتعرض له مدينة غزة المحاصرة من إجرام بحق الإنسانية على يد الآلة الحربية الصهيونية الغاشمة ، أن ننتبه إلى الفخ الذي ترسمه الصهيونية والحكومات الغربية المتواطئة معها للعالم العربي وما تقوم به الآلة الإعلامية الأطلسية المتعاونة دون حدود مع الدولة العبرية المتمثل في الترويج إلى أن ما يحصل في غزة من دمار كبير للمباني وقتل للمدنيين من نساء وأطفال وشيوخ وتهجير قصري ما هو إلا ردة فعل طبيعية لإسرائيل تجاه العملية العسكرية التي حصلت يوم 7 أكتوبر الماضي وانتقاما من المقاومة الإسلامية حينما تجرأت على مواجهة إسرائيل في عقر الأراضي المحتلة ونقلت المعركة إلى العنق الإسرائيلي وأن ما يقوم به الكيان المحتل هو من قبيل الدفاع الشرعي عن النفس تجاه إرهاب حركة حماس وجناحها العسكري كتائب القسام .

علينا أن ننتبه إلى هذه الرواية الإسرائيلية المضللة والتي تعمل على طمس الحقيقة التي كشفت عنها عملية طوفان الأقصى والتي عرت كل المخطط الأمريكي الإسرائيلي الذي حيك للعالم العربي والإسلامي وتم وضعه منذ سنة 2017 وحتى قبل ذلك بسنوات كثيرة من أجل قبر الملف الفلسطيني وتصفية القضية الفلسطينية نهائيا ودون رجعة من خلال استراتيجية إلهاء الشعوب عنها وتغيير وعيها عن كل القضايا الكبرى والمركزية والجادة في حياتها نحو مسائل هامشية وانشغالات يومية قطرية والمرور إلى إقرار واقع عربي جديد ومشهد سياسي مختلف متحكم فيه لمنطقة الشرق الأوسط سمته الأساسية سلام مغشوش تهيمن عليه إسرائيل وفق مشروع السلام الإبراهيمي أو " إتفاقيات إبراهيم " الذي وضعه الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر ونفذه الرئيس دونالد ترامب وهو مشروع يقوم على احتواء كافة الدول العربية وخاصة دول الشرق الأوسط من خلال عملية تطبيع كاملة مع الكيان الصهيوني ينهي حالة العداء لدولة الاحتلال حسب الموقف الأمريكي.

هذا المخطط الذي تم برمجته للمنطقة العربية يقوم على فكرة مركزية وهي إفراغ منطقة غزة وتهجير سكانها نحو جنوبها وتحديدا إلى منطقة سيناء المصرية وضم جزء كبير من أرض غزة التاريخية إلى حدود الأراضي المحتلة والتي تشمل دولة الكيان الغاصب حاليا مقابل إلحاق ما تبقى من أرض غزة إلى منطقة سيناء على مساحة تقارب 600 كيلو متر مربع لتصبح هي الفضاء الجغرافي الجديد الذي سوف يحتضن سكان غزة. ولتنفيذ هذا المشروع الخطير فقد تكفل الجانب المصرى ببناء حوالي 10 ملايين وحدة سكنية نصفها تم تشييده والنصف الآخر في طور البناء وهي مبان تكفي لإيواء حوالي مليون نسمة علما وأن العدد الجملي لسكان غزة يبلغ حوالي 2.4 مليون نسمة أما عن قيمة المشروع فتبلغ حوالي 8 مليار دولار تكفل الجانب السعودي بشراء الأرض التي سوف تقام فوقها الوحدات السكنية مع تعهد سلطة الاحتلال بتقديم دعم مادي في شكل حوافز مالية للاقتصاد المصري وتعهد أمريكا بإلغاء كل ديون مصر لدى البنك الدولي.

هذا المشروع القديم الجديد يهدف إلى خلق منطقة عازلة بين المستوطنات الإسرائيلية ومنطقة حدود غزة وتهجير جزء من السكان إلى منطقة سيناء والجزء الآخر إلى الأردن وبذلك يتحقق الوعد اليهودي المزعوم وأسطورة بني صهيون إنشاء دولة لليهود من النهر إلى البحر خالصة لهم.

هذا المخطط الذي كشفت عنه عملية طوفان الاقصى وفضحت من يقف وراءه والذي يهدف بالأساس إلى تفريغ قطاع غزة يأتي في سياق تحقيق مشروع انشاء قناة " بن غريون " المائية والتي سوف تكون بديلة عن قناة السويس وقد بدأت أشغالها منذ شهر نوفمبر من العام الماضي وقد حددت مدة انجازها بثلاث سنوات وتمر عبر أراضي غزة لذلك كان من اللازم حسب الإسرائيليين إفراغ مسار القناة كما يأتي هذا المشروع كذلك في سياق التمهيد لإنشاء مشروع القطاع التجاري الذي يصل الهند بإسرائيل مرورا بالخليج وهو يعبر قطاع غزة التي تقع ضمن مساره وهو طريق تجاري واقتصادي يضاهي طريق الحرير الصيني.

وبهذا يكون ما يجري اليوم في قطاع غزة من تدمير للمباني وترويع للسكان وارتكاب جرائم القتل وإبادة بحقهم وإجبارهم على مغادرة أراضيهم وتهجيرهم يأتي في سياق هذا المخطط وهذا المشروع الذي كان لا محالة سيقع حتى لو لم تقع عملية طوفان الاقصى بما يعني أن المقاومة الفلسطينية كانت على وعي تام بهذا المشروع وخطورته ومدركة جيدا للرهانات الموجودة وخيوط اللعبة والاستراتجيات التي وضعت لإضعاف العرب وإجبار دولهم على التطبيع وخنق المقاومة وتصفية القضية الفلسطينية نهائيا فقامت بعملية إستباقية عرت بها كل الأطراف التي تقف وراء هذا المشروع وكشفت للعالم ما يدور ويخطط له وأوقفت قطار التطبيع ولو لفترة وفضحت المستور وهي تعلم أنها لن تجد الدعم اللازم من العرب لذلك فإن المسؤولية التاريخية حتمت على المقاومة أن تأخذ بزمام المبادرة وأن فعل أي شيء من أجل الأرض والوطن والذاكرة المسلوبة.

 

 

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews