إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

ممنوع من الحياد.. الرسالة الأخيرة كتبت بالدم ...

 

لا خلاف أن ما يحدث اليوم في غزة حرب كونية تستهدف القطاع بمشاركة القوى الكبرى التي عجلت بإرسال تعزيزاتها إلى المنطقة وتوجيه سفنها الحربية وناقلات المروحيات والذخائر إلى كيان الاحتلال الصهيوني الذي يستمر في عدوانه على غزة كما لو كان يواجه قوة عسكرية كلاسيكية أو جيشا نظاميا يمتلك كل المقومات الدفاعية...وهي حرب غير متكافئة تحرق الأخضر واليابس وتدفع باتجاه إبادة غزة على بكرة أبيها وإزالتها من الخارطة أو هذا على الأقل ما يتمناه الاحتلال ولا يخفيه أيضا... القصف العشوائي للاحتلال يستهدف كل ما يتحرك في غزة والصور القادمة من بين الخراب والدمار رغم القيود التي يصر زوكربورغ على فرضها على الجميع لمنع نقل الحقائق تؤكد أن ما يحدث تصفية عرقية وأن غزة تتحول إلى مقبرة مفتوحة..صرخات الناجين ولوعة الآباء والأمهات وهم يحاولون التقاط ما بقي من أشلاء أطفالهم أو ذويهم تعكس درجة التوحش التي بلغها جيش الاحتلال ومعه حلفاءه ومزوديه بالسلاح... والأكيد أن في الهجمات والقصف الذي لا يستثني طفلا أو شيخا أو امرأة أو طبيبا أو مسعفا أو صحفيا ما يعزز القناعة أننا وللأسف إزاء جريمة حرب لا تجد من يتصدى لها سواء تعلق الأمر بالمجتمع الدولي أو كذلك بالدول العربية والإسلامية بما يعزز الشكوك بان ما يروج له الديبلوماسي الأمريكي دنيس روس من أن عواصم عربية تؤيد تصفية حماس ليست تجنيا عليهم بل هدفا مطلوبا ..

والأكيد أيضا أن استهداف الصحفيين في هذه الحرب جزء من جريمة الإبادة وتأكيد على إعدام الحقيقة ومنعها من الوصول إلى الرأي العام الدولي الذي بدأ يعي حقيقة وأهداف الحرب الجائرة على غزة...أكثر من خمس وثلاثين صحفيا قتلوا منذ بداية العدوان على طريقة اغتيال شيرين أبو عاقلة العام الماضي.. وآخر ضحايا المجزرة احمد أبو حطب مراسل تلفزيون فلسطين الذي استهدف مع احد عشر فردا من عائلته وقبله استهدفت عائلة الصحفي وائل الدحدوح... زملاء أبو حطب نزعوا الخوذة وسترة الصحافة في لحظة غضب معتبرين وانها لا تقيهم من العدوان ..

ما يحدث في غزة محرقة بأتم معنى الكلمة وهي محرقة العصر التي يتابع أطوارها العالم لحظة بلحظة ولكنه عاجز عن إيقافها ...

الأخطر أن وزير الخارجية الأمريكي بلينكن الذي يزور تل أبيب للمرة الثالثة منذ بداية العدوان يصر على الضلوع بمهمة الناطق الرسمي باسم حكومة الائتلاف اليميني الإسرائيلي الإرهابي ويصر معها المسؤول الأمريكي على المضي قدما في إرضاء إسرائيل وأهوائها فلا ينطق إلا بما يرضي نتنياهو الذي يفترض أن يكون أمام الجنائية الدولية... يقول بلينكن انه يشعر بالصدمة كلما رأى أشلاء طفل فلسطيني تستخرج من تحت الأنقاض ونكاد نجزم انه ينافق وانه يكذب ولو كان الأمر كذلك لحرص على إيقاف العدوان.. ربما يعرف بلينكن أن مهمته تقتضي ضمان انتصار نتنياهو في الحرب... وهو مجند لذلك ولكنه يجهل بالتأكيد معنى غزة وطينة أهل غزة وشعبها.. يقول يوسابيوس القيصري الذي أطلق عليه "أبو التاريخ الكنسي"، منذ القرن الرابع بعد الميلاد، إن "غزة" تعني العِزة والمَنَعة والقوة. ..وقد اكتسبت كل هذه المعاني لكثرة الحروب والمحن التي مرت بها ...والحرب الراهنة قد لا تكون آخر المحن ولكن يخطئ من يعتقد أن غزة ستزول من الخارطة بعدها... قد يزداد جرح غزة عمقا وقد يطول النزيف ولكن قدر غزة أن تعود وأن يعيد الناجون من أطفالها وشبابها الذين رأوا عائلاتهم تباد تحت أعينهم وشاهدوا بيوتهم تدمر سيعيدون إليها الحياة ويواصلون ما بدأته الأجيال السابقة حتى وان تخلى عنهم كل العالم لم تسارع إليهم السفن الأمريكية والفرنسية والبريطانية...

اسيا العتروس

 

 

ممنوع من الحياد..   الرسالة الأخيرة كتبت بالدم ...

 

لا خلاف أن ما يحدث اليوم في غزة حرب كونية تستهدف القطاع بمشاركة القوى الكبرى التي عجلت بإرسال تعزيزاتها إلى المنطقة وتوجيه سفنها الحربية وناقلات المروحيات والذخائر إلى كيان الاحتلال الصهيوني الذي يستمر في عدوانه على غزة كما لو كان يواجه قوة عسكرية كلاسيكية أو جيشا نظاميا يمتلك كل المقومات الدفاعية...وهي حرب غير متكافئة تحرق الأخضر واليابس وتدفع باتجاه إبادة غزة على بكرة أبيها وإزالتها من الخارطة أو هذا على الأقل ما يتمناه الاحتلال ولا يخفيه أيضا... القصف العشوائي للاحتلال يستهدف كل ما يتحرك في غزة والصور القادمة من بين الخراب والدمار رغم القيود التي يصر زوكربورغ على فرضها على الجميع لمنع نقل الحقائق تؤكد أن ما يحدث تصفية عرقية وأن غزة تتحول إلى مقبرة مفتوحة..صرخات الناجين ولوعة الآباء والأمهات وهم يحاولون التقاط ما بقي من أشلاء أطفالهم أو ذويهم تعكس درجة التوحش التي بلغها جيش الاحتلال ومعه حلفاءه ومزوديه بالسلاح... والأكيد أن في الهجمات والقصف الذي لا يستثني طفلا أو شيخا أو امرأة أو طبيبا أو مسعفا أو صحفيا ما يعزز القناعة أننا وللأسف إزاء جريمة حرب لا تجد من يتصدى لها سواء تعلق الأمر بالمجتمع الدولي أو كذلك بالدول العربية والإسلامية بما يعزز الشكوك بان ما يروج له الديبلوماسي الأمريكي دنيس روس من أن عواصم عربية تؤيد تصفية حماس ليست تجنيا عليهم بل هدفا مطلوبا ..

والأكيد أيضا أن استهداف الصحفيين في هذه الحرب جزء من جريمة الإبادة وتأكيد على إعدام الحقيقة ومنعها من الوصول إلى الرأي العام الدولي الذي بدأ يعي حقيقة وأهداف الحرب الجائرة على غزة...أكثر من خمس وثلاثين صحفيا قتلوا منذ بداية العدوان على طريقة اغتيال شيرين أبو عاقلة العام الماضي.. وآخر ضحايا المجزرة احمد أبو حطب مراسل تلفزيون فلسطين الذي استهدف مع احد عشر فردا من عائلته وقبله استهدفت عائلة الصحفي وائل الدحدوح... زملاء أبو حطب نزعوا الخوذة وسترة الصحافة في لحظة غضب معتبرين وانها لا تقيهم من العدوان ..

ما يحدث في غزة محرقة بأتم معنى الكلمة وهي محرقة العصر التي يتابع أطوارها العالم لحظة بلحظة ولكنه عاجز عن إيقافها ...

الأخطر أن وزير الخارجية الأمريكي بلينكن الذي يزور تل أبيب للمرة الثالثة منذ بداية العدوان يصر على الضلوع بمهمة الناطق الرسمي باسم حكومة الائتلاف اليميني الإسرائيلي الإرهابي ويصر معها المسؤول الأمريكي على المضي قدما في إرضاء إسرائيل وأهوائها فلا ينطق إلا بما يرضي نتنياهو الذي يفترض أن يكون أمام الجنائية الدولية... يقول بلينكن انه يشعر بالصدمة كلما رأى أشلاء طفل فلسطيني تستخرج من تحت الأنقاض ونكاد نجزم انه ينافق وانه يكذب ولو كان الأمر كذلك لحرص على إيقاف العدوان.. ربما يعرف بلينكن أن مهمته تقتضي ضمان انتصار نتنياهو في الحرب... وهو مجند لذلك ولكنه يجهل بالتأكيد معنى غزة وطينة أهل غزة وشعبها.. يقول يوسابيوس القيصري الذي أطلق عليه "أبو التاريخ الكنسي"، منذ القرن الرابع بعد الميلاد، إن "غزة" تعني العِزة والمَنَعة والقوة. ..وقد اكتسبت كل هذه المعاني لكثرة الحروب والمحن التي مرت بها ...والحرب الراهنة قد لا تكون آخر المحن ولكن يخطئ من يعتقد أن غزة ستزول من الخارطة بعدها... قد يزداد جرح غزة عمقا وقد يطول النزيف ولكن قدر غزة أن تعود وأن يعيد الناجون من أطفالها وشبابها الذين رأوا عائلاتهم تباد تحت أعينهم وشاهدوا بيوتهم تدمر سيعيدون إليها الحياة ويواصلون ما بدأته الأجيال السابقة حتى وان تخلى عنهم كل العالم لم تسارع إليهم السفن الأمريكية والفرنسية والبريطانية...

اسيا العتروس

 

 

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews