إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

وسط حيرة وخوف.. أكتوبر 2023 الأكثر جفافا في تاريخ تونس

 

* خبير في الطقس لـ"الصباح" نزول الأمطار في الجنوب سببه المنخفض الجوي ..

تونس – الصباح

أكثر من شهرين مضت على دخول السنة المطرية دون تسجيل تساقطات.. وبين الحيرة والخوف يواصل عموم التونسيين الاهتمام بأخبار الطقس متأملين مع كل توقعات يعلنا المعهد الوطني للرصد الجوي نزول كميات من الأمطار تبدد مخاوفهم من خطر الشح المائي الذي أصبح أمرا واقعا بشهادة كل الخبراء والمختصين في المناخ وحتى سلطة الإشراف ممثلة في وزارة الفلاحة أكدت أن الوضع المائي في تونس صعب ودقيق.

ومع ما يشهده العالم عموما وتونس خصوصا من تغيرات مناخية نشهد تغير على مستوى نزول بعض التساقطات في بعض ولايات الجنوب مقابر تراجعها في ولايات الشمال وهل لهذا ارتباط بالتغير المناخي وتواصل ارتفاع درجات الحرارة؟

ومنذ أيام أصدر المعهد الوطني للرصد الجوي، الملخص المناخي لشهر سبتمبر 2023 والذي أكد فيه أنّ المجموع الإجمالي للأمطار (27 محطة رئيسة) لشهر سبتمبر، بلغ 35.5 مليمترا ويُمثّل ذلك 3.5% فقط من المعدل المرجعي للشهر (1006.1 مليمترا).

وقد بلغ النقص نسبة 96.5%، وبالتالي يصنّف سبتمبر لهذا العام الأكثر جفافا منذ سنة 1970 والثاني بعد سبتمبر 1964 (15.3 مليمترا) منذ سنة 1950.

وفي متابعة وزارة الفلاحة والموارد المائية لوضعية المياه في تونس أكد وزير الفلاحة عبد المنعم بلعاتي مؤخرا أنّ الموارد المائية في تونس تشهد تراجعا لم يتم تسجيله من قبل.

وجاء في بلاغ وزارة الفلاحة، أنّ نسبة تعبئة السدود قدّرت بـ24%.

اعتبر عامر بحبة أستاذ مبرز في الجغرافيا والمشرف على المرصد التونسي للطقس والمناخ ان التغيرات المناخية بدأت تظهر في العالم وفي تونس منذ سنوات ولكن لاحظنا انها أصبحت سرعة بمفعول نشاط الإنسان منذ أواخر القرن 19 والى حد اليوم وقد أدى ذلك الى ارتفاع الاحترار المناخي وظهرت أحداث طبيعية "متطرفة" مثل الحرائق والفيضانات.

وأكد الخبير في الطقس لـ"الصباح" ان معدل كميات الأمطار في شهري سبتمبر وأكتوبر المسجلة مؤخرا بجهة الساحل هي بين 40 و70 مليمترا في المقابل وفي نفس الفترة وخلال شهر سبتمبر من سنة 2020 تم تسجيل ما بين 400 و500 مليمتر في عدة مناطق من الساحل التونسي مثل المكنين ومنزل فارسي وبني حسان وقد تم تسجيل الفيضانات مرتين في ظرف 10 أيام التاريخ الأول في 5 سبتمبر 2020 والثاني في 14 سبتمبر من نفس السنة لتأتي بعدها سنوات جفاف متتالية والى غاية اليوم.

وأشار محدثنا الى أن المناخ في تونس متوسطي لذلك نجد كذلك تفاوت في توزيع كميات الأمطار سواء داخل السنة نفسها او بين السنوات مضيفا انه من 2015 الى اليوم تقريبا 8 سنوات كانت هناك سنة فقط ممطرة وهي سنة 2018 – 2019 لان السنة المطرية تبدأ من شهر سبتمبر والى غاية شهر أوت من السنة الجديدة وخلال هذه السنة سجلنا نسبة امتلاء سدود فاقت 80 بالمائة كما تم تسجيل نسبة امتلاء بلغت 100 بالمائة بأكبر سد في تونس وهو سد سدي سالم.

واعتبر الخبير في الطقس في سياق حديثه ان يكون شهر أكتوبر المنقضي الأكثر جفافا في تاريخ تونس في انتظار صدور تقرير المرصد الوطني للرصد الجوي حول نسبة التساقطات في الشهر المذكور.

وعن نزول الأمطار ببعض ولايات الجنوب التونسي وتراجعها على مستوى الشمال فسر محدثنا ذلك بأنه يعود الى وجود منخفض حراري القادم من ايطاليا واليونان وصولا الى ليبيا ثم ولايات مدنين وجرجيس.

جهاد الكلبوسي

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

وسط حيرة وخوف..   أكتوبر 2023 الأكثر جفافا في تاريخ تونس

 

* خبير في الطقس لـ"الصباح" نزول الأمطار في الجنوب سببه المنخفض الجوي ..

تونس – الصباح

أكثر من شهرين مضت على دخول السنة المطرية دون تسجيل تساقطات.. وبين الحيرة والخوف يواصل عموم التونسيين الاهتمام بأخبار الطقس متأملين مع كل توقعات يعلنا المعهد الوطني للرصد الجوي نزول كميات من الأمطار تبدد مخاوفهم من خطر الشح المائي الذي أصبح أمرا واقعا بشهادة كل الخبراء والمختصين في المناخ وحتى سلطة الإشراف ممثلة في وزارة الفلاحة أكدت أن الوضع المائي في تونس صعب ودقيق.

ومع ما يشهده العالم عموما وتونس خصوصا من تغيرات مناخية نشهد تغير على مستوى نزول بعض التساقطات في بعض ولايات الجنوب مقابر تراجعها في ولايات الشمال وهل لهذا ارتباط بالتغير المناخي وتواصل ارتفاع درجات الحرارة؟

ومنذ أيام أصدر المعهد الوطني للرصد الجوي، الملخص المناخي لشهر سبتمبر 2023 والذي أكد فيه أنّ المجموع الإجمالي للأمطار (27 محطة رئيسة) لشهر سبتمبر، بلغ 35.5 مليمترا ويُمثّل ذلك 3.5% فقط من المعدل المرجعي للشهر (1006.1 مليمترا).

وقد بلغ النقص نسبة 96.5%، وبالتالي يصنّف سبتمبر لهذا العام الأكثر جفافا منذ سنة 1970 والثاني بعد سبتمبر 1964 (15.3 مليمترا) منذ سنة 1950.

وفي متابعة وزارة الفلاحة والموارد المائية لوضعية المياه في تونس أكد وزير الفلاحة عبد المنعم بلعاتي مؤخرا أنّ الموارد المائية في تونس تشهد تراجعا لم يتم تسجيله من قبل.

وجاء في بلاغ وزارة الفلاحة، أنّ نسبة تعبئة السدود قدّرت بـ24%.

اعتبر عامر بحبة أستاذ مبرز في الجغرافيا والمشرف على المرصد التونسي للطقس والمناخ ان التغيرات المناخية بدأت تظهر في العالم وفي تونس منذ سنوات ولكن لاحظنا انها أصبحت سرعة بمفعول نشاط الإنسان منذ أواخر القرن 19 والى حد اليوم وقد أدى ذلك الى ارتفاع الاحترار المناخي وظهرت أحداث طبيعية "متطرفة" مثل الحرائق والفيضانات.

وأكد الخبير في الطقس لـ"الصباح" ان معدل كميات الأمطار في شهري سبتمبر وأكتوبر المسجلة مؤخرا بجهة الساحل هي بين 40 و70 مليمترا في المقابل وفي نفس الفترة وخلال شهر سبتمبر من سنة 2020 تم تسجيل ما بين 400 و500 مليمتر في عدة مناطق من الساحل التونسي مثل المكنين ومنزل فارسي وبني حسان وقد تم تسجيل الفيضانات مرتين في ظرف 10 أيام التاريخ الأول في 5 سبتمبر 2020 والثاني في 14 سبتمبر من نفس السنة لتأتي بعدها سنوات جفاف متتالية والى غاية اليوم.

وأشار محدثنا الى أن المناخ في تونس متوسطي لذلك نجد كذلك تفاوت في توزيع كميات الأمطار سواء داخل السنة نفسها او بين السنوات مضيفا انه من 2015 الى اليوم تقريبا 8 سنوات كانت هناك سنة فقط ممطرة وهي سنة 2018 – 2019 لان السنة المطرية تبدأ من شهر سبتمبر والى غاية شهر أوت من السنة الجديدة وخلال هذه السنة سجلنا نسبة امتلاء سدود فاقت 80 بالمائة كما تم تسجيل نسبة امتلاء بلغت 100 بالمائة بأكبر سد في تونس وهو سد سدي سالم.

واعتبر الخبير في الطقس في سياق حديثه ان يكون شهر أكتوبر المنقضي الأكثر جفافا في تاريخ تونس في انتظار صدور تقرير المرصد الوطني للرصد الجوي حول نسبة التساقطات في الشهر المذكور.

وعن نزول الأمطار ببعض ولايات الجنوب التونسي وتراجعها على مستوى الشمال فسر محدثنا ذلك بأنه يعود الى وجود منخفض حراري القادم من ايطاليا واليونان وصولا الى ليبيا ثم ولايات مدنين وجرجيس.

جهاد الكلبوسي

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews