إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

حكاياتهم ... " قطوس في شكارة …!" .

 

يرويها: أبوبكر الصغير

لا يكتفي المرء بما يخبره به الآخرون، ليكتشف مأساته الخاصة .لا أحد يخدعنا، بل نحن نخدع أنفسنا.. إنه فن عظيم لبيع الرياح.

الشيء الوحيد الذي يمكنني قوله دون تردد هو أنني لا أملك "أنا" وأنني أرفض دفع ثمن هذه المهزلة.

فالتاجر سيخون من أقسم له في نفس اللحظة التي وعده فيها بذلك، في نفس الوقت الذي كان فيه عندما فعل ذلك، حتى بطريقة معينة.

لذلك، ليس من المستغرب أن يُنصح بالإخلاص، أو يُؤمر به بشكل أفضل: في الواقع، واجب الإخلاص هو هذا الالتزام المفروض علينا ليس فقط أن نكون ملتصقين بمشاعرنا وواجباتنا، بل أيضًا، بالأكثر. الآن، بحق، سيرى الجميع هذا على أنه أساسيات الأخلاق .

لا يوجد خيط مشترك يربط بين هذه الممارسات المقتضبة في كثير من الأحيان، بخلاف الصدى المؤرق لهواجس النفس: الأمانة وعدم الإضرار بالآخر، الموضوع الحقيقي هو استكشاف الخبايا الغامضة للحياة والأرواح، والحدود غير الواضحة بين الواقع والخيال. مشهد يتسم بمزيج من الفكاهة والجدية التي لا تزال في سياق عيش من الظلال والحياة المضادة.

لقد أصبحت هذه الممارسة معتادة لدرجة أن الإعلان المتعلق بشركة تبيع منتوجها عبر صفحات "السوشيال ميديا" لم يفاجئ أحداً.

لا يوجد شيء استثنائي من وجهة النظر الأخلاقية للأعمال المعاصرة، كما يمكن للمرء أن يقول!. ومع ذلك، يظل الأمر صادمًا ومثيرًا للقلق العميق.

إن النفاق الصارخ والخسيس بمثل هذه الإجراءات يؤدي إلى فجوة هائلة بين خطاب الدولة وممارسات هذه الشركات أو الدكاكين المشبوهة المتحيلة .

تفتننا دعايتها بخطب أمراء التحيل الجدد، الذين يعبرون ببلاغة عن التزامهم تجاه المجتمع والحريف والصحة والبيئة والتعليم وخدمة المواطن وتحقيق رفاهيته .

اقرّ بضعفي، بل بغباوتي، انني اصدق كلّ ما يقال ويرى .

احتجت الى بعض الأثاث للمنزل، لغرفة تحتاج الى إعادة ترتيب ما فيها من منقولات وملابس وأشياء كثيرة أخرى .

أغراني إشهار لا ادري ماذا فعل " الزكار البارك" ليظهر في صفحتي كلما دخلت عالم "السوشيال ميديا" .

أغرتني صورة حمالة الملابس الفخمة ، أرسلت طلبًا لأشتريها وهو ما تم، قاموا بتوصيلها ودفعت المطلوب وأنا فرحا مسرورا، لتكون المفاجأة بانّ ما اشتريته مجرد قطع حديدية غالبا أراها في أسواق ونصبات "الفريب" بعيدة تماما عن تلك التي رايتها في صورة العرض .

عاودت الاتصال بالشركة أو هذا الدكان الافتراضي المتحيل لأطالبهم باحترام ما تعهدوا لي به وما دفعت ثمنه كاملا، لكن لا حياة لمن تنادي، الى ان بلغني انّ مئات الأشخاص وقع التحيّل عليهم بنفس الطريفة .

المؤسف أن لا رقيب على هؤلاء، دكاكين تنتصب افتراضيا ليس لها ما تبيع وتقدًم الاّ الغش والتحيّل والسرقة .

ليس من صفة أسوأ من الغشّ، فيها تضيع القيم وتضيع الجهود هباء، فانعدام الردع يحدث الفساد، وانعدامه بدرجة مطلقة يحدث الفساد المطلق.

 

 

حكاياتهم  ...   " قطوس في شكارة …!" .

 

يرويها: أبوبكر الصغير

لا يكتفي المرء بما يخبره به الآخرون، ليكتشف مأساته الخاصة .لا أحد يخدعنا، بل نحن نخدع أنفسنا.. إنه فن عظيم لبيع الرياح.

الشيء الوحيد الذي يمكنني قوله دون تردد هو أنني لا أملك "أنا" وأنني أرفض دفع ثمن هذه المهزلة.

فالتاجر سيخون من أقسم له في نفس اللحظة التي وعده فيها بذلك، في نفس الوقت الذي كان فيه عندما فعل ذلك، حتى بطريقة معينة.

لذلك، ليس من المستغرب أن يُنصح بالإخلاص، أو يُؤمر به بشكل أفضل: في الواقع، واجب الإخلاص هو هذا الالتزام المفروض علينا ليس فقط أن نكون ملتصقين بمشاعرنا وواجباتنا، بل أيضًا، بالأكثر. الآن، بحق، سيرى الجميع هذا على أنه أساسيات الأخلاق .

لا يوجد خيط مشترك يربط بين هذه الممارسات المقتضبة في كثير من الأحيان، بخلاف الصدى المؤرق لهواجس النفس: الأمانة وعدم الإضرار بالآخر، الموضوع الحقيقي هو استكشاف الخبايا الغامضة للحياة والأرواح، والحدود غير الواضحة بين الواقع والخيال. مشهد يتسم بمزيج من الفكاهة والجدية التي لا تزال في سياق عيش من الظلال والحياة المضادة.

لقد أصبحت هذه الممارسة معتادة لدرجة أن الإعلان المتعلق بشركة تبيع منتوجها عبر صفحات "السوشيال ميديا" لم يفاجئ أحداً.

لا يوجد شيء استثنائي من وجهة النظر الأخلاقية للأعمال المعاصرة، كما يمكن للمرء أن يقول!. ومع ذلك، يظل الأمر صادمًا ومثيرًا للقلق العميق.

إن النفاق الصارخ والخسيس بمثل هذه الإجراءات يؤدي إلى فجوة هائلة بين خطاب الدولة وممارسات هذه الشركات أو الدكاكين المشبوهة المتحيلة .

تفتننا دعايتها بخطب أمراء التحيل الجدد، الذين يعبرون ببلاغة عن التزامهم تجاه المجتمع والحريف والصحة والبيئة والتعليم وخدمة المواطن وتحقيق رفاهيته .

اقرّ بضعفي، بل بغباوتي، انني اصدق كلّ ما يقال ويرى .

احتجت الى بعض الأثاث للمنزل، لغرفة تحتاج الى إعادة ترتيب ما فيها من منقولات وملابس وأشياء كثيرة أخرى .

أغراني إشهار لا ادري ماذا فعل " الزكار البارك" ليظهر في صفحتي كلما دخلت عالم "السوشيال ميديا" .

أغرتني صورة حمالة الملابس الفخمة ، أرسلت طلبًا لأشتريها وهو ما تم، قاموا بتوصيلها ودفعت المطلوب وأنا فرحا مسرورا، لتكون المفاجأة بانّ ما اشتريته مجرد قطع حديدية غالبا أراها في أسواق ونصبات "الفريب" بعيدة تماما عن تلك التي رايتها في صورة العرض .

عاودت الاتصال بالشركة أو هذا الدكان الافتراضي المتحيل لأطالبهم باحترام ما تعهدوا لي به وما دفعت ثمنه كاملا، لكن لا حياة لمن تنادي، الى ان بلغني انّ مئات الأشخاص وقع التحيّل عليهم بنفس الطريفة .

المؤسف أن لا رقيب على هؤلاء، دكاكين تنتصب افتراضيا ليس لها ما تبيع وتقدًم الاّ الغش والتحيّل والسرقة .

ليس من صفة أسوأ من الغشّ، فيها تضيع القيم وتضيع الجهود هباء، فانعدام الردع يحدث الفساد، وانعدامه بدرجة مطلقة يحدث الفساد المطلق.

 

 

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews