إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

حكاياتهم.. الهروب الكبير ..!.

 

يرويها: أبوبكر الصغير

إن جرائم الاغتيال السياسي من اخطر وأبشع الجرائم التي تشهدها الدول والأنظمة، جرائم تبقى راسخة، نقطة سوداء في وجه الحكّام.

من يرتكبون هذه الجرائم، من يأتون مثل هذه الأفعال هم اخطر الإرهابيين والمجرمين.

من "هربوا" أو "هُرّبوا" من سجن المرناقية هم من تورّطوا في عمليتي اغتيال الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي وأمنيين.

لما قرّر الوزير الأسبق احمد بن صالح الفرار من السجن كانت الجزائر على "علم" بخطة هروبه بالإضافة الى شقيقه محمد الذي نسق الخطة قبل أن يبوح بها، كذلك حارس السجن الذي وصفه بن صالح بالأمين حمادي العريبي.

تم تنفيذ عملية الهروب يوم 5 فيفري 1972 بعد منتصف الليل، "خرج" بن صالح من السجن وركب في سيارة شقيقه التي انطلقت بسرعة في اتجاه مدينة طبرقة.

إجابة عن سؤال عن سر تلحفه "بالسفساري" أثناء هروبه من السجن قال بن صالح: "السفساري" لبسته بطلب من شقيقي محمد لما اقتربنا من دورية للحرس الوطني وكانت سيارتنا تسير بسرعة فائقة ولما أوقفنا العون مستفسرا عن سر السرعة قال له أخي: أن المرأة تعاني من آلام حادة ونحن في طريقنا إلى المستشفى فتركوا سبيلنا.

يضيف بن صالح في سرد رواية الهروب انّه لمّا وصل الحدود الجزائرية في الساعة الثالثة صباحا بعد أن قطع الوادي الكبير وكان الجو قارسا جدا. وبعد ان اجتاز السواتر الحدودية بمعية الحارس حمادي العريبي وجد الحرس الجزائري على علم بقدومه وخاطب احدهم بن صالح قائلا: مرحبا بك سيدي الوزير.

ثم تم نقله في سيارة الجيش التي أوصلته إلى القصر الرئاسي فاستقبله بحفاوة الرئيس الحزائري هواري بومدين قائلا ابن صالح بلهجته: "مرحبا بيك أنت راك خونا الكبير " !!!.

حادثة تهريب رشيد عزوز لمحمد مزالي وخروجه سرا من تونس في أواخر عام 1986 متنكّرا بشاشية و”شلاغم” عبر الحدود الجزائرية لاتزال تخفي أسرارها، لم تكن من السجن بل من بيته في سكرة خيب كان في إقامة جبرية بأمر من الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة، وكانت قصة تروى في شريط سينمائي.

عملية المرناقية وهروب ذلك العدد من الإرهابيين، من اخطر الأحداث التي تشهدها تونس.

مع العلم أنها سبقتها عمليات تهريب أخرى ذكرنا بها الزميل الصحفي فطين حفصية وسرقها منه احد "الكراكنة" في فترة حوار مفتوح على قناة تلفزيونية خاصة.

يشير حفصية الى ان مصادر نقابية سجنية كانت تداولت قبل أعوام إحباط مخطط للإرهابي الصومالي بعد حيازته لـ8 لترات من مادة معدة للتخدير أحكم إخفاءها في قوارير بلاستيكية وضعها داخل حشايا سرير.

المخطط كان يقضي باستعمال المادة المخدرة لاحتجاز عدد من أعوان سجن المرناقية وافتكاك المفاتيح والسيطرة على العنابر من الداخل قصد تسهيل الفرار الجماعي.

اما الحادثة الثانية استجدّت في العام 2016 تم خلالها الكشف عن مخطط مماثل للتنويم ثم هروب نزلاء إرهابيين من 3 سجون أهمها المرناقية بعد القبض على خلية إرهابية بالقصرين وتوثيق فيديو وخرائط للسجون المعنية !! .

بمعنى، لسجون تونس تاريخ مع مخططات بل محاولات سابقة لعمليات هروب وتهريب.

لكن واقعة "يوم 31 اكتوبر 2023" التي تمّت من داخل احد أكثر سجون إفريقيا تحصينا، وطبيعة الأشخاص المعنيين المصنفين من اخطر الإرهابيين الذين عرفتهم تونس في تاريخها الحديث تدفع الى اخطر الأسئلة باعتبار تبعاتها الخطيرة امنيا وسياسيا.

في بعض الأحيان يرى الناس الجرح الذي في رأسك ولكنهم لا يشعـرون بالألم الذي تعانيه !!!.

 

 

 

حكاياتهم..   الهروب الكبير ..!.

 

يرويها: أبوبكر الصغير

إن جرائم الاغتيال السياسي من اخطر وأبشع الجرائم التي تشهدها الدول والأنظمة، جرائم تبقى راسخة، نقطة سوداء في وجه الحكّام.

من يرتكبون هذه الجرائم، من يأتون مثل هذه الأفعال هم اخطر الإرهابيين والمجرمين.

من "هربوا" أو "هُرّبوا" من سجن المرناقية هم من تورّطوا في عمليتي اغتيال الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي وأمنيين.

لما قرّر الوزير الأسبق احمد بن صالح الفرار من السجن كانت الجزائر على "علم" بخطة هروبه بالإضافة الى شقيقه محمد الذي نسق الخطة قبل أن يبوح بها، كذلك حارس السجن الذي وصفه بن صالح بالأمين حمادي العريبي.

تم تنفيذ عملية الهروب يوم 5 فيفري 1972 بعد منتصف الليل، "خرج" بن صالح من السجن وركب في سيارة شقيقه التي انطلقت بسرعة في اتجاه مدينة طبرقة.

إجابة عن سؤال عن سر تلحفه "بالسفساري" أثناء هروبه من السجن قال بن صالح: "السفساري" لبسته بطلب من شقيقي محمد لما اقتربنا من دورية للحرس الوطني وكانت سيارتنا تسير بسرعة فائقة ولما أوقفنا العون مستفسرا عن سر السرعة قال له أخي: أن المرأة تعاني من آلام حادة ونحن في طريقنا إلى المستشفى فتركوا سبيلنا.

يضيف بن صالح في سرد رواية الهروب انّه لمّا وصل الحدود الجزائرية في الساعة الثالثة صباحا بعد أن قطع الوادي الكبير وكان الجو قارسا جدا. وبعد ان اجتاز السواتر الحدودية بمعية الحارس حمادي العريبي وجد الحرس الجزائري على علم بقدومه وخاطب احدهم بن صالح قائلا: مرحبا بك سيدي الوزير.

ثم تم نقله في سيارة الجيش التي أوصلته إلى القصر الرئاسي فاستقبله بحفاوة الرئيس الحزائري هواري بومدين قائلا ابن صالح بلهجته: "مرحبا بيك أنت راك خونا الكبير " !!!.

حادثة تهريب رشيد عزوز لمحمد مزالي وخروجه سرا من تونس في أواخر عام 1986 متنكّرا بشاشية و”شلاغم” عبر الحدود الجزائرية لاتزال تخفي أسرارها، لم تكن من السجن بل من بيته في سكرة خيب كان في إقامة جبرية بأمر من الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة، وكانت قصة تروى في شريط سينمائي.

عملية المرناقية وهروب ذلك العدد من الإرهابيين، من اخطر الأحداث التي تشهدها تونس.

مع العلم أنها سبقتها عمليات تهريب أخرى ذكرنا بها الزميل الصحفي فطين حفصية وسرقها منه احد "الكراكنة" في فترة حوار مفتوح على قناة تلفزيونية خاصة.

يشير حفصية الى ان مصادر نقابية سجنية كانت تداولت قبل أعوام إحباط مخطط للإرهابي الصومالي بعد حيازته لـ8 لترات من مادة معدة للتخدير أحكم إخفاءها في قوارير بلاستيكية وضعها داخل حشايا سرير.

المخطط كان يقضي باستعمال المادة المخدرة لاحتجاز عدد من أعوان سجن المرناقية وافتكاك المفاتيح والسيطرة على العنابر من الداخل قصد تسهيل الفرار الجماعي.

اما الحادثة الثانية استجدّت في العام 2016 تم خلالها الكشف عن مخطط مماثل للتنويم ثم هروب نزلاء إرهابيين من 3 سجون أهمها المرناقية بعد القبض على خلية إرهابية بالقصرين وتوثيق فيديو وخرائط للسجون المعنية !! .

بمعنى، لسجون تونس تاريخ مع مخططات بل محاولات سابقة لعمليات هروب وتهريب.

لكن واقعة "يوم 31 اكتوبر 2023" التي تمّت من داخل احد أكثر سجون إفريقيا تحصينا، وطبيعة الأشخاص المعنيين المصنفين من اخطر الإرهابيين الذين عرفتهم تونس في تاريخها الحديث تدفع الى اخطر الأسئلة باعتبار تبعاتها الخطيرة امنيا وسياسيا.

في بعض الأحيان يرى الناس الجرح الذي في رأسك ولكنهم لا يشعـرون بالألم الذي تعانيه !!!.