إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

ممنوع من الحياد: جباليا.. جباليا

 

سكان غزة يحاولون البقاء على قيد الحياة.. كيف والى متى.. لا احد يعرف تماما كما انه لا احد يعرف كم تحتاج آلة القتل الإسرائيلية من الدماء والارواح قبل ان تتوقف عن ارتكاب المجازر في حق الاهالي.. لليوم الثاني على التوالي استمر قصف جباليا ولعل الصور وحدها تكشف حجم المجزرة وما خلفته من اشلاء ادمية تحت الانقاض.. وحدها صرخات الاباء والامهات تنادي اسماء الابناء الذين غابوا تحت الركام تعلن عن الموت الزاحف في كل مكان صرخات كفيلة بهز الجبال والصخور ولكنها لم تحرك حتى الان سواكن البشر وتقصد المتحكمين باللعبة الذين يصرون على ان اوان ايقاف الحرب لم يحن وانه لا مجال لمنح المقاومة فرصة الصمود والبقاء.. وربما فات ناتنياهو وحلفاؤه في هذه الحرب التي تكتب بدماء اطفال ونساء وشباب وشيوخ فلسطين أن خلف هذا الموقف الذي اسقط كل الاقنعة عن حقيقة الغرب المتوحش هناك شعوب تنتفض على الظلم ومواقف تسجل وهناك منظمات حقوقية واصوات ومؤسسات اعلامية تستنكر وأن الرواية الإسرائيلية بدأت تسقط وتتلاشى أمام الحقائق على الارض..

لا يمكن لكل لغات العالم اليوم ان تتحدث عن جباليا التي تتعرض للابادة والحرق ولا شيء يمكن ان ينقل مأساة غزة التي تحاول التنفس بين الانقاض.. شهادات الاطباء الذين يخوضون المعارك اليومية بين الموت والحياة ويحاولون انقاذ الضحايا واجراء العمليات الجراحية تحت ضوء الشموع ودون تخدير وحدها كفيلة بمحاكمة ناتنياهو وعصاباته امام الجنائية الدولية قبل محاكمة التاريخ..غزة اليوم في قاموس الامم المتحدة مقبرة لالاف الاطفال.. جيل كامل يستهدف في كل مكان.. اكداس الجثث تنقل على الشاحنات او عربات يجرها الحمير بحثا عن مكان لمواراتها التراب.. اطفال غزة الذين صنفهم ناتنياهو بالإرهابيين ابيدوا بالآلاف ولا تزال آلة القتل الإسرائيلية تطلب المزيد... وكلما امكن للكاميرا ان تتنقل بين الاحياء منهم الا وكشفت للعالم عن حجم التوحش والحقد الساكن في نفوس الاحتلال.. اهالي غزة واطفالها يساقون الى الموت تحت انظار العالم ومن لم يمت بالقصف مات جوعا وعطشا..صوت احد الاطفال وهو يقول انه يتمنى الشهادة لانه جائع وهو يعتقد انه سيجد الخبز بانتظاره في الجنة يختزل المأساة التي يصر الغرب على التعاطس معها بالارقام وهو يرصد كل يوم عدد الشهداء من مختلف الاعمار متناسيا ان الامر يتعلق بمحرقة مستمرة..

خلف كل هذه القتامة وهذا الانهيار هناك خيط من النور وان بدا بعيدا مع انطلاق الاصوات المعارضة للحرب في مختلف عواصم العالم بما في ذلك حلفاء اسرائيل وداعميها.. الاحتجاجات اليومية دخلت المؤسسات الرسمية في امريكا وبريطانيا وفرنسا وغيرها... الاعلام المنحاز منذ بداية الحرب بدأ يهتم بالرواية الفلسطينية وينقل ما يقترفه الاحتلال من جرائم باستعمال الاسلحة المحرمة. نقابات عمالية بدأت تتمرد على مواقف حكوماتها، نقابات عمال النقل البلجيكية أعلنت رفض تحميل أو تفريغ شحنات الأسلحة التي تُرسل إلى إسرائيل لمحاربة المقاومة الفلسطينية... واعتبرت أن ما يجري من عمليات إبادة جماعية في فلسطين، يجعلها ترفض نقل شحنات الاسلحة في المطارات وهي بهذا الموقف تفضح الدور البلجيكي في نقل السلاح لتل ابيب ...اخيرا وليس اخرا اعلنت امس بوليفا قطع علاقاتها مع اسرائيل بسبب جرائم الحرب التي تقترفها في حق الفلسطينيين ووجهت بوليفا من داخل الامم المتحدة رسالة الى اهل غزة انهم ليسوا وحدهم..وقبل ذلك دعت تشيلي وكولومبيا سفيريهما في تل ابيب..وطبعا لم يكن بامكان الاردن ان يغمض عينيه ويستمر في الصمت على جرائم الاحتلال التي ترتكب على حدوده... الاردن امس اعلن سحب سفيره من تل ابيب وطلب من الكيان العبري عدم ارسال سفيره الى عمان.. خطوة انتظرها الجميع قد تكون تاخرت كثيرا وربما اعتقدنا في لحظة ما انها لن تاتي..

الاكيد ان هناك حاجة للمزيد لردع هذا الاحتلال الفاجر حتى يدرك ان صوت الشارع العربي والعالمي لن يتوقف عن نصرة فلسطين وادانة قهر وظلم الاحتلال..

اسيا العتروس

 

 

 

 

 

 

ممنوع من الحياد:  جباليا.. جباليا

 

سكان غزة يحاولون البقاء على قيد الحياة.. كيف والى متى.. لا احد يعرف تماما كما انه لا احد يعرف كم تحتاج آلة القتل الإسرائيلية من الدماء والارواح قبل ان تتوقف عن ارتكاب المجازر في حق الاهالي.. لليوم الثاني على التوالي استمر قصف جباليا ولعل الصور وحدها تكشف حجم المجزرة وما خلفته من اشلاء ادمية تحت الانقاض.. وحدها صرخات الاباء والامهات تنادي اسماء الابناء الذين غابوا تحت الركام تعلن عن الموت الزاحف في كل مكان صرخات كفيلة بهز الجبال والصخور ولكنها لم تحرك حتى الان سواكن البشر وتقصد المتحكمين باللعبة الذين يصرون على ان اوان ايقاف الحرب لم يحن وانه لا مجال لمنح المقاومة فرصة الصمود والبقاء.. وربما فات ناتنياهو وحلفاؤه في هذه الحرب التي تكتب بدماء اطفال ونساء وشباب وشيوخ فلسطين أن خلف هذا الموقف الذي اسقط كل الاقنعة عن حقيقة الغرب المتوحش هناك شعوب تنتفض على الظلم ومواقف تسجل وهناك منظمات حقوقية واصوات ومؤسسات اعلامية تستنكر وأن الرواية الإسرائيلية بدأت تسقط وتتلاشى أمام الحقائق على الارض..

لا يمكن لكل لغات العالم اليوم ان تتحدث عن جباليا التي تتعرض للابادة والحرق ولا شيء يمكن ان ينقل مأساة غزة التي تحاول التنفس بين الانقاض.. شهادات الاطباء الذين يخوضون المعارك اليومية بين الموت والحياة ويحاولون انقاذ الضحايا واجراء العمليات الجراحية تحت ضوء الشموع ودون تخدير وحدها كفيلة بمحاكمة ناتنياهو وعصاباته امام الجنائية الدولية قبل محاكمة التاريخ..غزة اليوم في قاموس الامم المتحدة مقبرة لالاف الاطفال.. جيل كامل يستهدف في كل مكان.. اكداس الجثث تنقل على الشاحنات او عربات يجرها الحمير بحثا عن مكان لمواراتها التراب.. اطفال غزة الذين صنفهم ناتنياهو بالإرهابيين ابيدوا بالآلاف ولا تزال آلة القتل الإسرائيلية تطلب المزيد... وكلما امكن للكاميرا ان تتنقل بين الاحياء منهم الا وكشفت للعالم عن حجم التوحش والحقد الساكن في نفوس الاحتلال.. اهالي غزة واطفالها يساقون الى الموت تحت انظار العالم ومن لم يمت بالقصف مات جوعا وعطشا..صوت احد الاطفال وهو يقول انه يتمنى الشهادة لانه جائع وهو يعتقد انه سيجد الخبز بانتظاره في الجنة يختزل المأساة التي يصر الغرب على التعاطس معها بالارقام وهو يرصد كل يوم عدد الشهداء من مختلف الاعمار متناسيا ان الامر يتعلق بمحرقة مستمرة..

خلف كل هذه القتامة وهذا الانهيار هناك خيط من النور وان بدا بعيدا مع انطلاق الاصوات المعارضة للحرب في مختلف عواصم العالم بما في ذلك حلفاء اسرائيل وداعميها.. الاحتجاجات اليومية دخلت المؤسسات الرسمية في امريكا وبريطانيا وفرنسا وغيرها... الاعلام المنحاز منذ بداية الحرب بدأ يهتم بالرواية الفلسطينية وينقل ما يقترفه الاحتلال من جرائم باستعمال الاسلحة المحرمة. نقابات عمالية بدأت تتمرد على مواقف حكوماتها، نقابات عمال النقل البلجيكية أعلنت رفض تحميل أو تفريغ شحنات الأسلحة التي تُرسل إلى إسرائيل لمحاربة المقاومة الفلسطينية... واعتبرت أن ما يجري من عمليات إبادة جماعية في فلسطين، يجعلها ترفض نقل شحنات الاسلحة في المطارات وهي بهذا الموقف تفضح الدور البلجيكي في نقل السلاح لتل ابيب ...اخيرا وليس اخرا اعلنت امس بوليفا قطع علاقاتها مع اسرائيل بسبب جرائم الحرب التي تقترفها في حق الفلسطينيين ووجهت بوليفا من داخل الامم المتحدة رسالة الى اهل غزة انهم ليسوا وحدهم..وقبل ذلك دعت تشيلي وكولومبيا سفيريهما في تل ابيب..وطبعا لم يكن بامكان الاردن ان يغمض عينيه ويستمر في الصمت على جرائم الاحتلال التي ترتكب على حدوده... الاردن امس اعلن سحب سفيره من تل ابيب وطلب من الكيان العبري عدم ارسال سفيره الى عمان.. خطوة انتظرها الجميع قد تكون تاخرت كثيرا وربما اعتقدنا في لحظة ما انها لن تاتي..

الاكيد ان هناك حاجة للمزيد لردع هذا الاحتلال الفاجر حتى يدرك ان صوت الشارع العربي والعالمي لن يتوقف عن نصرة فلسطين وادانة قهر وظلم الاحتلال..

اسيا العتروس

 

 

 

 

 

 

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews