إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

حالة إحباط.. وتبسيط للعنف.. تحذير من تأثير مشاهد حرب غزة على الأطفال

 

من الضروري توفير المتابعة والرعاية النفسية للأطفال

تونس-الصباح

صور لجثث ومنازل مدمرة وأطفال تحت الأنقاض.. جثث وسط مشفى تم قصفه تم تمريرها مباشرة خلال ندوة صحفية، هي مجرد نماذج لما يتلقاه أطفالنا يوميا عبر قنوات الأخبار التي أدمن غالبية التونسيين على مشاهدتها منذ يوم 7 أكتوبر تاريخ انطلاق عملية طوفان الأقصى.

ولم يكف الأطفال في تونس عن مشاهدة الأخبار ومنقاشتها أو طرح التساؤلات حولها، بل أثثوا جزء كبيرا من التحركات التي انتظمت للتعبير عن مساندة المقاومة في فلسطين والتنديد بالعدوان الإسرائيلي على غزة، وعبروا من خلال صور وتسجيلات عن حزنهم وتأثرهم بما يجري..

حضور، يعتبر المختصون في علم النفس أنه بقدر ما سيصنع جزءا من شخصياتهم بقدر ما سيكون له الأثر على نفسياتهم.

وبين معز الشريف رئيس الجمعية التونسية للدفاع عن حقوق الطفل، أن كل الصور العنيفة التي يتلقاها الأطفال بصفة يومية خلال متابعة عائلاتهم لما يجري في غزة منذ نحو الثلاثة أسابيع، تتسبب في أمرين اثنين حالة إحباط لدى الصغار ونوع من تبسيط العنف واللجوء له في السلوكيات اليومية.

وبين أن أثر ذلك يكون مختلفا حسب السن، فالأطفال الذين سنهم دون العشر سنوات لا يكون لديهم ملكة إدراك أسباب ما يقع لأطفال في سنهم من قتل وتشريد وعنف.. ومن المهم جدا أن يتولى أفراد العائلة الصغيرة أو الموسعة تفسير ما يقع اليوم من أحداث في غزة، ويحاولون أن يقلصوا قدر الإمكان من آثار الصدمة التي سيتلقونها لو شاهدوا فيديوهات أو صورا صادمة وبشعة من الحرب.

أما بالنسبة للأطفال الذين سنهم فوق العشر سنوات والى غاية الـ18 عاما، شدد معز الشريف على ضرورة ان تتولى العائلة فتح حوار معهم وتفسير الفرق بين الصهيونية واليهود وتاريخ ما يقع اليوم في غزة وماهية الكيان الصهيوني.. لتفادي أي خلط لديهم وما يمكن أن يخلفه من كره للآخر وغل وغضب ورفض للتنوع والتعدد والاختلاف.. مع ما يمكن أن ينتج عنه من سلوكات متطرفة.

وذكر رئيس الجمعية التونسية للدفاع عن حقوق الطفل، أن اليافع عليه أن يدرك أن اليهود كانوا من التونسيين الذين ساهموا في حركة التحرر الوطني وأن الشعوب ليست هي الحكومات، فمسيرات وتحركات شعبية تم تنظيمها في دول تساند الكيان والصهيوني.

ونبه الشريف الى أن العائلة التي تلاحظ علامات على غرار اضطرابات في الأكل أو النوم أو تقوقع لأحد أطفالها وانزواء، فعليها أن تتصل مباشرة بأخصائي نفسي لمتابعة الطفل فتلك هي علامات واضحة لدخوله في حالة اكتئاب.

ودعا معز الشريف الأسر الى ضرورة مراقبة أبنائها خلال هذه الفترة والحلول دون مشاهدتهم لصور ومشاهد وفيديوهات العنف أو الحرب والتقتيل التي يتم نقلها بصفة يومية عبر القنوات الإخبارية التونسية والأجنبية.

وعلى العائلة ألا تكتف بالحصص التي خصصتها المدرسة والمعهد من اجل تفسير القضية الفلسطينية، فالمؤسسة التربوية والمربي يقدمان لغة جماعية في حين أن الأطفال ليس لهم نفس مستوى التأثر ونفس الوضع النفسي ولذلك فمرافقة الطفل خارج المدرسة أمر ضروري خلال هذه الأيام وحتى بعد انتهاء الحرب..

وللإشارة تقول تقارير منظمة الصحة العالمية، أن العنف ضد الأطفال يشمل كافّة أشكال الإساءة ضدّ الأفراد الذين تقل أعمارهم عن 18 عاما. ويكون للعنف المسجل مجموعةً كبيرةً من الآثار والتبعات السلبية طويلة الأمد على الأطفال وعلى المجتمع كاملاً، وذلك من خلال تسبّبها بالألم الجسدي للطفل بشكل مهين لكرامته وهو ما يُعيق نموّه لاحقاً، وزعزعة ثقة الأطفال بأنفسهم وتقديرهم لذواتهم، ممّا يؤدّي إلى دوران المجتمع في عجلة الفقر والإقصاء المجتمعي التي تتعزّز باستمرار العنف.

ريم سوودي

 

 

 

 

 

حالة إحباط.. وتبسيط للعنف..   تحذير من تأثير مشاهد حرب غزة على الأطفال

 

من الضروري توفير المتابعة والرعاية النفسية للأطفال

تونس-الصباح

صور لجثث ومنازل مدمرة وأطفال تحت الأنقاض.. جثث وسط مشفى تم قصفه تم تمريرها مباشرة خلال ندوة صحفية، هي مجرد نماذج لما يتلقاه أطفالنا يوميا عبر قنوات الأخبار التي أدمن غالبية التونسيين على مشاهدتها منذ يوم 7 أكتوبر تاريخ انطلاق عملية طوفان الأقصى.

ولم يكف الأطفال في تونس عن مشاهدة الأخبار ومنقاشتها أو طرح التساؤلات حولها، بل أثثوا جزء كبيرا من التحركات التي انتظمت للتعبير عن مساندة المقاومة في فلسطين والتنديد بالعدوان الإسرائيلي على غزة، وعبروا من خلال صور وتسجيلات عن حزنهم وتأثرهم بما يجري..

حضور، يعتبر المختصون في علم النفس أنه بقدر ما سيصنع جزءا من شخصياتهم بقدر ما سيكون له الأثر على نفسياتهم.

وبين معز الشريف رئيس الجمعية التونسية للدفاع عن حقوق الطفل، أن كل الصور العنيفة التي يتلقاها الأطفال بصفة يومية خلال متابعة عائلاتهم لما يجري في غزة منذ نحو الثلاثة أسابيع، تتسبب في أمرين اثنين حالة إحباط لدى الصغار ونوع من تبسيط العنف واللجوء له في السلوكيات اليومية.

وبين أن أثر ذلك يكون مختلفا حسب السن، فالأطفال الذين سنهم دون العشر سنوات لا يكون لديهم ملكة إدراك أسباب ما يقع لأطفال في سنهم من قتل وتشريد وعنف.. ومن المهم جدا أن يتولى أفراد العائلة الصغيرة أو الموسعة تفسير ما يقع اليوم من أحداث في غزة، ويحاولون أن يقلصوا قدر الإمكان من آثار الصدمة التي سيتلقونها لو شاهدوا فيديوهات أو صورا صادمة وبشعة من الحرب.

أما بالنسبة للأطفال الذين سنهم فوق العشر سنوات والى غاية الـ18 عاما، شدد معز الشريف على ضرورة ان تتولى العائلة فتح حوار معهم وتفسير الفرق بين الصهيونية واليهود وتاريخ ما يقع اليوم في غزة وماهية الكيان الصهيوني.. لتفادي أي خلط لديهم وما يمكن أن يخلفه من كره للآخر وغل وغضب ورفض للتنوع والتعدد والاختلاف.. مع ما يمكن أن ينتج عنه من سلوكات متطرفة.

وذكر رئيس الجمعية التونسية للدفاع عن حقوق الطفل، أن اليافع عليه أن يدرك أن اليهود كانوا من التونسيين الذين ساهموا في حركة التحرر الوطني وأن الشعوب ليست هي الحكومات، فمسيرات وتحركات شعبية تم تنظيمها في دول تساند الكيان والصهيوني.

ونبه الشريف الى أن العائلة التي تلاحظ علامات على غرار اضطرابات في الأكل أو النوم أو تقوقع لأحد أطفالها وانزواء، فعليها أن تتصل مباشرة بأخصائي نفسي لمتابعة الطفل فتلك هي علامات واضحة لدخوله في حالة اكتئاب.

ودعا معز الشريف الأسر الى ضرورة مراقبة أبنائها خلال هذه الفترة والحلول دون مشاهدتهم لصور ومشاهد وفيديوهات العنف أو الحرب والتقتيل التي يتم نقلها بصفة يومية عبر القنوات الإخبارية التونسية والأجنبية.

وعلى العائلة ألا تكتف بالحصص التي خصصتها المدرسة والمعهد من اجل تفسير القضية الفلسطينية، فالمؤسسة التربوية والمربي يقدمان لغة جماعية في حين أن الأطفال ليس لهم نفس مستوى التأثر ونفس الوضع النفسي ولذلك فمرافقة الطفل خارج المدرسة أمر ضروري خلال هذه الأيام وحتى بعد انتهاء الحرب..

وللإشارة تقول تقارير منظمة الصحة العالمية، أن العنف ضد الأطفال يشمل كافّة أشكال الإساءة ضدّ الأفراد الذين تقل أعمارهم عن 18 عاما. ويكون للعنف المسجل مجموعةً كبيرةً من الآثار والتبعات السلبية طويلة الأمد على الأطفال وعلى المجتمع كاملاً، وذلك من خلال تسبّبها بالألم الجسدي للطفل بشكل مهين لكرامته وهو ما يُعيق نموّه لاحقاً، وزعزعة ثقة الأطفال بأنفسهم وتقديرهم لذواتهم، ممّا يؤدّي إلى دوران المجتمع في عجلة الفقر والإقصاء المجتمعي التي تتعزّز باستمرار العنف.

ريم سوودي

 

 

 

 

 

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews