إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

رغم الفيديوهات المفبركة والأخبار الزائفة .. "الجبهة العربية" تقلب موازين الحرب الإعلامية..

 

إسرائيل جندت مؤثرين وصحفيين من أجل الحرب الإعلامية لكنها فشلت في تعديل المعادلة الإعلامية

تونس-الصباح

ترافقت الحرب على الميدان في الأراضي الفلسطينية، مع حرب أخرى إعلامية فشل خلالها الكيان المحتل في أن يحرز نفس التقدم. وسعى مع العدوان المسلح الذي انتهجه في غزة وعمليات القصف المتواصلة منذ يوم 7 أكتوبر، وكل ما بدر منه من انتهاكات صارخة لكل المواثيق الدولية والحقوقية، إلى تمرير أخبار زائفة ومضللة وتركيب فيديوهات بغية الظفر بشيء من التعاطف وسط ما يتم تناقله من صور وتقارير كانت عناوين واضحة لجرائم إنسانية تدين إسرائيل وكل من يدعمها وتضع مكونات المجتمع الدولي أمام مرآة حقيقتها البشعة واحتكامها لمبدأ الكيل بمكيالين.

واعتبرت ياسمين الدخلي رئيسة تحرير "منصة تونس تتحرى" صلب النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين، أن الجانب الإسرائيلي قد سعى على امتداد الأيام الماضية الى لعب دور الضحية بشتى الطرق، غير أنه يمكن القول إنه خسر الحرب المعلوماتية أمام الجبهة العربية على منصات التواصل الاجتماعي، أين كان حضور المؤثرين الفلسطينيين على "التيك توك" مسيطرا وتمكن من أن يميل الكفة الإعلامية لفائدة الجانب الفلسطيني.

وبينت الدخلي انه ورغم ان الجانب الاسرائيلي قد قام بتجنيد مؤثرين وصحفيين وممثلين من اجل الحرب الاعلامية الا انه لم يتمكن من تعديل المعادلة الاعلامية لفائدته.

وشددت على ان حرب الميدان انطلقت بالتوازي مع حرب على مواقع التواصل الاجتماعي، وكان لها تاثير واضح بدورها. يمكن تقييمه من خلال حجم التراجع المسجل في المواقف الدولية.

وعددت رئيس تحرير منصة "تونس تتحرى"، عددا من العناوين الكبرى لحرب التضليل والأخبار الزائفة المسجلة، فقالت، فيديو قطع رؤوس الأطفال، الذي ساهم في تداوله مذيعو قناة "فوكس نيوز" وشبكة "سي إن إن" وغيرهما، كما تبناه الرئيس الأمريكي، جو بايدن، تم تكذيبه والتراجع عنه من قبل البيت الأبيض فيما بعد. كما احرج الاعلام الاسرائيلي امام ما تم اعتماده من صور لمخيمات لجوء عليها علم الكيان المحتل، تم تكذيبها وادانتها باعتبار انها صور مركبة اعتمدت آلية الذكاء الاصطناعي يمكن بالعين المجردة تبين عدم صحتها واكدت برامج التثبت ذلك.. ونفس محاولات التضليل وقعت في علاقة بخبر حرق سفارة الكيان المحتل في البحرين ومحاولات التبرؤ من قصف مستشفى المعمداني.. وفيديو حجز الاطفال وسط قفص من قبل كتائب القسام الذي تم تبين انه فيديو مركب والاصلي تم تداوله قبل انطلاق عملية طوفان الاقصى وصاحب الفيديو نشر تكذيبا رسميا لذلك.

وتبنى الإعلام الغربي، حسب ياسمين الدخلي سياسة الاخبار الزائفة والمضللة في تغطيته لأحداث الحرب على غزة، وكان إعلاما غير مهني اتخذ موقفا مساندا للجانب الإسرائيلي.

وأشارت في نفس السياق ان الحرب الاعلامية هذه المرة قد اختلفت عن سابقاتها، فقد أثرت الجبهة العربية التي تم إنشاؤها على مواقع التواصل الاجتماعي على مجراها وحسمتها لفائدتها، كما ساهمت المنصات المختصة في التحرير والتدقيق في التعديل وكشف الاخبار والصور والفيديوهات الكاذبة والمضللة. واعتبرت ياسمين الدخلي ان فضاءات الحرب الاعلامية قد تغيرت ومالت الكفة فيها لفائدة مواقع التواصل الاجتماعي والمؤثرين على حساب وسائل الاعلام التقليدية من صحف واذاعات وتلفزات.

وينتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كمّا هائلا من الأخبار الكاذبة والمضللة وبلغات مختلفة تساهم في تشويه الحقيقة وما يحدث على أرض الواقع. وقد أحصت شركة مراقبة وسائل التواصل الاجتماعي "فيزيبراين" 209,6 مليون رسالة مرتبطة بالحرب الإسرائيلية على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر. وبينت انه من غير السهل التعرف على الأخبار والمعلومات والمواد المضللة، فبعضها مستمد من الخيال والذكاء الاصطناعي بشكل كامل ويطلق عليها بالتزييف العميق والبعض الآخر يتناول وقائع حدثت فعلا ولكن تُستخدم خارج السياق مثل: تغير تاريخ الحدث، أو الموقع الجغرافي إضافة لتصوير رأي الأقلية على أنه الأغلبية.

وكشفت دراسة أجراها معهد "ماساتشوستس" للتكنولوجيا سنة 2018، أن انتشار الأخبار الكاذبة والإشاعات على وسائل التواصل الاجتماعي أسرع بكثير من الأخبار الحقيقية، حيث أوضحت الدراسة أن علة هذا الانتشار، ترجع إلى قدرة هذا النوع من الأخبار الكاذبة أو المضلّلة على خلق مشاعر الخوف أو الاندهاش الكبير لدى القراء والمتابعين، مما يضاعِف إقبال الناس على قراءتها ومشاركتها مع آخرين، ووجد هذا النوع من الأخبار ضالته في انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، بسبب سهولة الولوج إليها، ووفرة الإمكانيات اللوجستية والتقنية كاللوائح الإلكترونية والهواتف الذكية، حيث أصبحت تعرف طفرةً مضاعفة وعابرة للحدود، وذلك لطبيعة هذه المنصات المساعدة على النشر دون تكلفة ودون رقابة، كما تساعد طبيعتها المثيرة للجدل في الانتشار بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، خلال بحثهم عن السبق في نشر الأخبار، خصوصا إذا تعلق الموضوع بقضايا تستأثر باهتمام الرأي العام، سعيا منهم إلى حصد المزيد من الإعجابات والمشاركات والتعاليق، بغية كسب قاعدة جماهيرية على هذه المنصات بهدف تصنيفهم ضمن خانة "المؤثرين".

ريم سوودي

 

 

 

 

 

 

رغم الفيديوهات المفبركة والأخبار الزائفة .. "الجبهة العربية" تقلب موازين الحرب الإعلامية..

 

إسرائيل جندت مؤثرين وصحفيين من أجل الحرب الإعلامية لكنها فشلت في تعديل المعادلة الإعلامية

تونس-الصباح

ترافقت الحرب على الميدان في الأراضي الفلسطينية، مع حرب أخرى إعلامية فشل خلالها الكيان المحتل في أن يحرز نفس التقدم. وسعى مع العدوان المسلح الذي انتهجه في غزة وعمليات القصف المتواصلة منذ يوم 7 أكتوبر، وكل ما بدر منه من انتهاكات صارخة لكل المواثيق الدولية والحقوقية، إلى تمرير أخبار زائفة ومضللة وتركيب فيديوهات بغية الظفر بشيء من التعاطف وسط ما يتم تناقله من صور وتقارير كانت عناوين واضحة لجرائم إنسانية تدين إسرائيل وكل من يدعمها وتضع مكونات المجتمع الدولي أمام مرآة حقيقتها البشعة واحتكامها لمبدأ الكيل بمكيالين.

واعتبرت ياسمين الدخلي رئيسة تحرير "منصة تونس تتحرى" صلب النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين، أن الجانب الإسرائيلي قد سعى على امتداد الأيام الماضية الى لعب دور الضحية بشتى الطرق، غير أنه يمكن القول إنه خسر الحرب المعلوماتية أمام الجبهة العربية على منصات التواصل الاجتماعي، أين كان حضور المؤثرين الفلسطينيين على "التيك توك" مسيطرا وتمكن من أن يميل الكفة الإعلامية لفائدة الجانب الفلسطيني.

وبينت الدخلي انه ورغم ان الجانب الاسرائيلي قد قام بتجنيد مؤثرين وصحفيين وممثلين من اجل الحرب الاعلامية الا انه لم يتمكن من تعديل المعادلة الاعلامية لفائدته.

وشددت على ان حرب الميدان انطلقت بالتوازي مع حرب على مواقع التواصل الاجتماعي، وكان لها تاثير واضح بدورها. يمكن تقييمه من خلال حجم التراجع المسجل في المواقف الدولية.

وعددت رئيس تحرير منصة "تونس تتحرى"، عددا من العناوين الكبرى لحرب التضليل والأخبار الزائفة المسجلة، فقالت، فيديو قطع رؤوس الأطفال، الذي ساهم في تداوله مذيعو قناة "فوكس نيوز" وشبكة "سي إن إن" وغيرهما، كما تبناه الرئيس الأمريكي، جو بايدن، تم تكذيبه والتراجع عنه من قبل البيت الأبيض فيما بعد. كما احرج الاعلام الاسرائيلي امام ما تم اعتماده من صور لمخيمات لجوء عليها علم الكيان المحتل، تم تكذيبها وادانتها باعتبار انها صور مركبة اعتمدت آلية الذكاء الاصطناعي يمكن بالعين المجردة تبين عدم صحتها واكدت برامج التثبت ذلك.. ونفس محاولات التضليل وقعت في علاقة بخبر حرق سفارة الكيان المحتل في البحرين ومحاولات التبرؤ من قصف مستشفى المعمداني.. وفيديو حجز الاطفال وسط قفص من قبل كتائب القسام الذي تم تبين انه فيديو مركب والاصلي تم تداوله قبل انطلاق عملية طوفان الاقصى وصاحب الفيديو نشر تكذيبا رسميا لذلك.

وتبنى الإعلام الغربي، حسب ياسمين الدخلي سياسة الاخبار الزائفة والمضللة في تغطيته لأحداث الحرب على غزة، وكان إعلاما غير مهني اتخذ موقفا مساندا للجانب الإسرائيلي.

وأشارت في نفس السياق ان الحرب الاعلامية هذه المرة قد اختلفت عن سابقاتها، فقد أثرت الجبهة العربية التي تم إنشاؤها على مواقع التواصل الاجتماعي على مجراها وحسمتها لفائدتها، كما ساهمت المنصات المختصة في التحرير والتدقيق في التعديل وكشف الاخبار والصور والفيديوهات الكاذبة والمضللة. واعتبرت ياسمين الدخلي ان فضاءات الحرب الاعلامية قد تغيرت ومالت الكفة فيها لفائدة مواقع التواصل الاجتماعي والمؤثرين على حساب وسائل الاعلام التقليدية من صحف واذاعات وتلفزات.

وينتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كمّا هائلا من الأخبار الكاذبة والمضللة وبلغات مختلفة تساهم في تشويه الحقيقة وما يحدث على أرض الواقع. وقد أحصت شركة مراقبة وسائل التواصل الاجتماعي "فيزيبراين" 209,6 مليون رسالة مرتبطة بالحرب الإسرائيلية على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر. وبينت انه من غير السهل التعرف على الأخبار والمعلومات والمواد المضللة، فبعضها مستمد من الخيال والذكاء الاصطناعي بشكل كامل ويطلق عليها بالتزييف العميق والبعض الآخر يتناول وقائع حدثت فعلا ولكن تُستخدم خارج السياق مثل: تغير تاريخ الحدث، أو الموقع الجغرافي إضافة لتصوير رأي الأقلية على أنه الأغلبية.

وكشفت دراسة أجراها معهد "ماساتشوستس" للتكنولوجيا سنة 2018، أن انتشار الأخبار الكاذبة والإشاعات على وسائل التواصل الاجتماعي أسرع بكثير من الأخبار الحقيقية، حيث أوضحت الدراسة أن علة هذا الانتشار، ترجع إلى قدرة هذا النوع من الأخبار الكاذبة أو المضلّلة على خلق مشاعر الخوف أو الاندهاش الكبير لدى القراء والمتابعين، مما يضاعِف إقبال الناس على قراءتها ومشاركتها مع آخرين، ووجد هذا النوع من الأخبار ضالته في انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، بسبب سهولة الولوج إليها، ووفرة الإمكانيات اللوجستية والتقنية كاللوائح الإلكترونية والهواتف الذكية، حيث أصبحت تعرف طفرةً مضاعفة وعابرة للحدود، وذلك لطبيعة هذه المنصات المساعدة على النشر دون تكلفة ودون رقابة، كما تساعد طبيعتها المثيرة للجدل في الانتشار بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، خلال بحثهم عن السبق في نشر الأخبار، خصوصا إذا تعلق الموضوع بقضايا تستأثر باهتمام الرأي العام، سعيا منهم إلى حصد المزيد من الإعجابات والمشاركات والتعاليق، بغية كسب قاعدة جماهيرية على هذه المنصات بهدف تصنيفهم ضمن خانة "المؤثرين".

ريم سوودي

 

 

 

 

 

 

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews