إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

دفاعا عن المقدسات.. دعوات لـ"التجنيد" والجهاد نصرة لفلسطين

 

 

تونس – الصباح

بعد التحركات ومسيرات التضامن مع غزة خاصة والفلسطينيين عامة في الحرب التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي، بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية وعدة بلدان غربية أخرى، للأسبوع الرابع على التوالي، التي لم تقتصر على الشارع العربي والمجتمعات الإسلامية بل شملت أيضا بشكل كبير ولافت المجتمعات الغربية بما في ذلك البلدان الداعمة للكيان المحتل، ما انفكت تتواتر الدعوات لنصرة الفلسطينيين في عزلتهم في ظل تواطؤ القوى الكبرى في العالم واتخاذها إجراءات علنية داعمة للكيان المحتل في التنكيل بالمواطنين العزل وارتكاب أفظع المجازر إلى حد استعصى على الجهات التي توثق لذلك تسميتها نظرا لكثرتها، وضرب بعضها الآخر بكل قوانين واتفاقيات ونواميس حقوق الإنسان والحرب وحق الشعوب في تقرير مصيرها والحريات والديمقراطية والالتزام بشروط وقواعد الحرب في عدم الاعتداء على المدنيين والأماكن والفضاءات العامة كالمساجد والكنائس والمستشفيات التي تحولت إلى ملاجئ وملاذ للمواطنين بعد أن دكت قوات الاحتلال المنازل والمساكن وسوتها بالتراب بمن فيها عن طريق القنابل والصواريخ.

نصرة المستضعفين

لتتوسع قاعدة تعاطف الشعوب مع أبناء غزة العزل بصفة خاصة والفلسطينيين بشكل عام في تمسكهم بحقهم في أرضهم واستماتتهم في الدفاع عنها وعن وطنهم رغم الحصار والمعاناة وعبر الإمكانيات المحدودة المتاحة لهم، لتشهد تحركات المساندة والتضامن والتعاطف في بعض الأوساط في العالم نقلة إلى دعوات لنصرة هؤلاء المستضعفين في دفاعهم عن حقهم وتقديم الدعم اللازم لهم على أرض الميدان. فيما تواترت أيضا دعوات أخرى للجهاد للدفاع عن المقدسات في ظل خطر التدنيس خاصة أمام تواتر مشاهد وأخبار عن الاعتداءات التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون الذين افتكوا أراضي فلسطينية بالقوة، ضد الفلسطينيين في الضفة الشمالية باستعمال القوة والسلاح وانتزاع ممتلكاتهم بالقوة في عمليات توسع خطيرة للاحتلال وذلك موازاة مع الحرب التي تشنها قوات الاحتلال بدعم من العسكرية الأمريكية في غزة.

وهو ما يعيد إلى الأذهان ما عرفه العالم بعد ثورات الربيع العربي من حملات تدعوا للجهاد في سوريا ضد نظام بشار الأسد التي عرفها العالم العملية وساهمت عدة أنظمة ومنظمات في تمويلها وخلق شبكات تمعشت من تلك العملية أدت إلى تجنيد الآلاف إن لم يكن ملايين من الشباب ليس في الوطن العربي فحسب بل أيضا من بلدان ومجتمعات غربية انخرطوا في الجهاد أو ما وصفهم البعض بالتنظيمات الإرهابية.

وقد هددت الحكومة البريطانية باعتقال واستعمال السلاح ضد من يدعوا للجهاد في مسيرات التضامن مع الفلسطينيين التي ما انفكت تسجل في لندن وعدة مناطق أخرى وذلك بعد دعوة عدة جهات إلى الجهاد في فلسطين والحث على توسيع الدعوات لذلك. واعتبر رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك أن في ذلك تهديد للديمقراطية وحث على التطرف.

تشجيع واستقطاب

وقد نشطت بعض الصفحات على شبكات التواصل الاجتماعي للدعوة للاستقطاب والتشجيع على تجنيد الراغبين في نصرة الفلسطينيين والأماكن المقدسة برمزيتها التاريخية والدينية إسلامية كانت أم مسيحية ويهودية، خاصة بعد أن كشف الكيان المحتل عن نواياه الجدية في ضم ما تبقى من هذه الأراضي الفلسطينية وما يتكبده الفلسطينيون من اعتداءات وتنكيل أثناء أدائهم للمناسك الدينية في هذه الفضاءات بعد أن أصبحت صلاة الجمعة تكلفهم أسبوعيا سقوط الشهداء فضلا عن الإيقافات والجرحى.

ورغم محاولات كل الأنظمة العربية والغربية، التشديد على كل محاولة للاستقطاب للجهاد أو غيرها من أشكال الانخراط في الحرب الدائرة على الأراضي الفلسطينية اليوم إلا أن مشاهد نيران القنابل والأسلحة المتطورة التي تستخدمها قوات الاحتلال برا وبحرا وجوا ضد الشعب المحاصر وما تخلفه بشكل يومي من شهداء وجرحى وتهديم وتشريد ودمار ومعاناة ومواصلة المجازر والاعتداءات الوحشية في ظل قطع الماء والكهرباء عنه وغلق كل منافذ إدخال ما يحتاجه فضلا عن منع دخول المساعدات إلى هذه الأراضي، كلها عوامل هزت شعوب العالم المنتصرة لحقوق الإنسان والشعوب المستضعفة والرافضة لكل أشكال الاستعمار والاستيطان في هذه المرحلة من القرن الحادي والعشرين. الأمر الذي جعل دعوات التوجه إلى نصرة الفلسطينيين في هذه القضية بعد 75 عاما من الاحتلال الإسرائيلي، مسألة تجد الترحيب من قبل البعض في عدة أوساط اجتماعية ليس في البلدان العربية والإسلامية فحسب، رغم منع القوانين والاتفاقيات الدولية لذلك. وهو ما تحاول عدة جهات غربية عدم الخوض فيه في العلن، رغم يقينها بخطورة هذه العملية لاسيما في ظل تواصل العدوان الإسرائيلي على الشعب الأعزل وضرب القوانين والدعوات لإيقاف نزيف القتل والتشريد للمدنيين وتدمير البنية التحتية في غزة ومواصلة التوسع وانتزاع الأراضي في الضفة الغربية.

وقد بدأت بعض الجهات الترويج للفتاوى المعتمدة في مثل هذه الوضعية بالنسبة للمسلمين وغيرها من الدعوات في أوساط غير إسلامية.

من أجل السلام

كما دعا بابا الفاتيكان، فرانسيس يوم الجمعة المنقضي قداسًا خاصًا من أجل السلام في الشرق الأوسط ومناطق الصراع الأخرى في غزة وفلسطين. ودعا المسيحيين، في كلمة تابعه فيها عدد كبير على شاشات التلفزيون ووسائل التواصل الاجتماعي، إلى الصلاة والصيام من أجل السلام في جميع أنحاء العالم. وعبر البابا فرنسيس عن أسفه لمحنة المدنيين في غزة، ودعا إلى إنشاء ممرات إنسانية واحترام حقوق الإنسان في القطاع. ولم يكتف بابا الفاتيكان بذلك بل أجرى سلسلة من المكالمات الهاتفية مع زعماء العالم على غرار الرئيس الأمريكي جو بايدن والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لمناقشة ضرورة منع التصعيد في المنطقة.

وكانت حادثة اقتحام مطار داغستان نهاية الأسبوع المنقضي ومهاجمة محتجون المطار، أثناء وصول طائرة قادمة من إسرائيل، الأمر الذي اضطر قوات الأمن الروسية إلى إغلاق المطار وإبعاد المحتجين.

ويذكر أن تحركات التضامن التي عرفتها شوارع البلدان العربية المطبعة من الكيان الصهيوني المحتل مؤخرا، على غرار الأردن والمغرب ومصر، طالبت أنظمتها بإلغاء التطبيع.

نزيهة الغضباني

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 دفاعا عن المقدسات..   دعوات لـ"التجنيد" والجهاد نصرة لفلسطين

 

 

تونس – الصباح

بعد التحركات ومسيرات التضامن مع غزة خاصة والفلسطينيين عامة في الحرب التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي، بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية وعدة بلدان غربية أخرى، للأسبوع الرابع على التوالي، التي لم تقتصر على الشارع العربي والمجتمعات الإسلامية بل شملت أيضا بشكل كبير ولافت المجتمعات الغربية بما في ذلك البلدان الداعمة للكيان المحتل، ما انفكت تتواتر الدعوات لنصرة الفلسطينيين في عزلتهم في ظل تواطؤ القوى الكبرى في العالم واتخاذها إجراءات علنية داعمة للكيان المحتل في التنكيل بالمواطنين العزل وارتكاب أفظع المجازر إلى حد استعصى على الجهات التي توثق لذلك تسميتها نظرا لكثرتها، وضرب بعضها الآخر بكل قوانين واتفاقيات ونواميس حقوق الإنسان والحرب وحق الشعوب في تقرير مصيرها والحريات والديمقراطية والالتزام بشروط وقواعد الحرب في عدم الاعتداء على المدنيين والأماكن والفضاءات العامة كالمساجد والكنائس والمستشفيات التي تحولت إلى ملاجئ وملاذ للمواطنين بعد أن دكت قوات الاحتلال المنازل والمساكن وسوتها بالتراب بمن فيها عن طريق القنابل والصواريخ.

نصرة المستضعفين

لتتوسع قاعدة تعاطف الشعوب مع أبناء غزة العزل بصفة خاصة والفلسطينيين بشكل عام في تمسكهم بحقهم في أرضهم واستماتتهم في الدفاع عنها وعن وطنهم رغم الحصار والمعاناة وعبر الإمكانيات المحدودة المتاحة لهم، لتشهد تحركات المساندة والتضامن والتعاطف في بعض الأوساط في العالم نقلة إلى دعوات لنصرة هؤلاء المستضعفين في دفاعهم عن حقهم وتقديم الدعم اللازم لهم على أرض الميدان. فيما تواترت أيضا دعوات أخرى للجهاد للدفاع عن المقدسات في ظل خطر التدنيس خاصة أمام تواتر مشاهد وأخبار عن الاعتداءات التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون الذين افتكوا أراضي فلسطينية بالقوة، ضد الفلسطينيين في الضفة الشمالية باستعمال القوة والسلاح وانتزاع ممتلكاتهم بالقوة في عمليات توسع خطيرة للاحتلال وذلك موازاة مع الحرب التي تشنها قوات الاحتلال بدعم من العسكرية الأمريكية في غزة.

وهو ما يعيد إلى الأذهان ما عرفه العالم بعد ثورات الربيع العربي من حملات تدعوا للجهاد في سوريا ضد نظام بشار الأسد التي عرفها العالم العملية وساهمت عدة أنظمة ومنظمات في تمويلها وخلق شبكات تمعشت من تلك العملية أدت إلى تجنيد الآلاف إن لم يكن ملايين من الشباب ليس في الوطن العربي فحسب بل أيضا من بلدان ومجتمعات غربية انخرطوا في الجهاد أو ما وصفهم البعض بالتنظيمات الإرهابية.

وقد هددت الحكومة البريطانية باعتقال واستعمال السلاح ضد من يدعوا للجهاد في مسيرات التضامن مع الفلسطينيين التي ما انفكت تسجل في لندن وعدة مناطق أخرى وذلك بعد دعوة عدة جهات إلى الجهاد في فلسطين والحث على توسيع الدعوات لذلك. واعتبر رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك أن في ذلك تهديد للديمقراطية وحث على التطرف.

تشجيع واستقطاب

وقد نشطت بعض الصفحات على شبكات التواصل الاجتماعي للدعوة للاستقطاب والتشجيع على تجنيد الراغبين في نصرة الفلسطينيين والأماكن المقدسة برمزيتها التاريخية والدينية إسلامية كانت أم مسيحية ويهودية، خاصة بعد أن كشف الكيان المحتل عن نواياه الجدية في ضم ما تبقى من هذه الأراضي الفلسطينية وما يتكبده الفلسطينيون من اعتداءات وتنكيل أثناء أدائهم للمناسك الدينية في هذه الفضاءات بعد أن أصبحت صلاة الجمعة تكلفهم أسبوعيا سقوط الشهداء فضلا عن الإيقافات والجرحى.

ورغم محاولات كل الأنظمة العربية والغربية، التشديد على كل محاولة للاستقطاب للجهاد أو غيرها من أشكال الانخراط في الحرب الدائرة على الأراضي الفلسطينية اليوم إلا أن مشاهد نيران القنابل والأسلحة المتطورة التي تستخدمها قوات الاحتلال برا وبحرا وجوا ضد الشعب المحاصر وما تخلفه بشكل يومي من شهداء وجرحى وتهديم وتشريد ودمار ومعاناة ومواصلة المجازر والاعتداءات الوحشية في ظل قطع الماء والكهرباء عنه وغلق كل منافذ إدخال ما يحتاجه فضلا عن منع دخول المساعدات إلى هذه الأراضي، كلها عوامل هزت شعوب العالم المنتصرة لحقوق الإنسان والشعوب المستضعفة والرافضة لكل أشكال الاستعمار والاستيطان في هذه المرحلة من القرن الحادي والعشرين. الأمر الذي جعل دعوات التوجه إلى نصرة الفلسطينيين في هذه القضية بعد 75 عاما من الاحتلال الإسرائيلي، مسألة تجد الترحيب من قبل البعض في عدة أوساط اجتماعية ليس في البلدان العربية والإسلامية فحسب، رغم منع القوانين والاتفاقيات الدولية لذلك. وهو ما تحاول عدة جهات غربية عدم الخوض فيه في العلن، رغم يقينها بخطورة هذه العملية لاسيما في ظل تواصل العدوان الإسرائيلي على الشعب الأعزل وضرب القوانين والدعوات لإيقاف نزيف القتل والتشريد للمدنيين وتدمير البنية التحتية في غزة ومواصلة التوسع وانتزاع الأراضي في الضفة الغربية.

وقد بدأت بعض الجهات الترويج للفتاوى المعتمدة في مثل هذه الوضعية بالنسبة للمسلمين وغيرها من الدعوات في أوساط غير إسلامية.

من أجل السلام

كما دعا بابا الفاتيكان، فرانسيس يوم الجمعة المنقضي قداسًا خاصًا من أجل السلام في الشرق الأوسط ومناطق الصراع الأخرى في غزة وفلسطين. ودعا المسيحيين، في كلمة تابعه فيها عدد كبير على شاشات التلفزيون ووسائل التواصل الاجتماعي، إلى الصلاة والصيام من أجل السلام في جميع أنحاء العالم. وعبر البابا فرنسيس عن أسفه لمحنة المدنيين في غزة، ودعا إلى إنشاء ممرات إنسانية واحترام حقوق الإنسان في القطاع. ولم يكتف بابا الفاتيكان بذلك بل أجرى سلسلة من المكالمات الهاتفية مع زعماء العالم على غرار الرئيس الأمريكي جو بايدن والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لمناقشة ضرورة منع التصعيد في المنطقة.

وكانت حادثة اقتحام مطار داغستان نهاية الأسبوع المنقضي ومهاجمة محتجون المطار، أثناء وصول طائرة قادمة من إسرائيل، الأمر الذي اضطر قوات الأمن الروسية إلى إغلاق المطار وإبعاد المحتجين.

ويذكر أن تحركات التضامن التي عرفتها شوارع البلدان العربية المطبعة من الكيان الصهيوني المحتل مؤخرا، على غرار الأردن والمغرب ومصر، طالبت أنظمتها بإلغاء التطبيع.

نزيهة الغضباني

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews