إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

انطلقت أمس.. عطلة تتحول إلى جهد مضاعف.. وإمكانيات منعدمة للترفيه

 

تونس-الصباح

دخل نهاية الأسبوع الماضي تلاميذ المرحلة الابتدائية والثانوية في عطلة مدرسية على امتداد أسبوع.. عطلة غيرت المفاهيم المتعارف عليها حيث عادة ما تكون العطل مناسبة للترفيه والترويح عن النفس.. لكنها ستكون لكثيرين امتدادا لأسبوع دراسي عادي ولجهد مضاعف..

من هذا المنطلق لم يعد بإمكان فئة هامة من الأولياء الاستثمار في العطلة المدرسية اليوم عبر برمجة مواعيد ترفيهية لأبنائهم من خلال اصطحابهم الى فضاءات ترفيهية على اعتبار أن كلفة "الترفيه" اليوم في بلادنا تتجاوز بكثير المقدرة الشرائية للتونسيين في ظل الغلاء الفاحش في الأسعار والذي يتجاوز بكثير التوازنات المالية للطبقة الوسطى إن كان فعلا يصح الحديث عن وجود طبقة وسطى في تونس جراء الارتفاع الجنوني في الأسعار ..

وإزاء انعدام الإمكانيات المتاحة للترفيه وجدت فئة من الأولياء في هذه العطلة مناسبة لتدارك ما فات من التحصيل الدراسي الذي غاب لأسباب عديدة ومختلفة: إما لعدم وجود إطارات تربوية بسبب تواصل معضلة الشغور أو بسبب كثرة غيابات الإطار التربوي. وبما انه فور الانتهاء من هذه العطلة سيجد التلاميذ أنفسهم أمام سلسلة من الاختبارات فقد وجد الأولياء كما التلاميذ ضالتهم في هذه العطلة التي ستخصص وفقا لكثيرين لحصص ماراطونية من الدروس الخصوصية استعدادا للامتحانات الثلاثي الأول بما أنها على الأبواب.

تفاعلا مع هذا الطرّح يشير البيداغوجي المتقاعد فريد السديري في تصريح لـ"الصباح" أن العطل المدرسية لم تعد منذ سنوات عنوانا للترفيه والترويح عن النفس على اعتبار انه ودون الخوض في الإمكانيات المادية المتوفرة للأولياء من عدمها فإن الأنشطة المتوفرة للتّلاميذ خلال العطلة المدرسية تكاد تكون غائبة كليا باستثناء بعض دور الشباب والثقافة التي مازالت تقوم بدورها رغم قلة الإمكانيات.. وبالتالي سيجد الطفل نفسه مجبرا على التوجه الى الألعاب الالكترونية التي توفرها جملة المحامل الالكترونية رغم خطورتها..

وأضاف محدّثنا من جهة أخرى أن العطل المدرسية للأسف تحولت الى استثمار في الدروس الخصوصية والى ضغط كبير يسلط على التلاميذ جراء تهافت الأولياء على تكثيف الدروس الخصوصية لتتحول العطلة من عنوان للراحة الى مواصلة للجهد والى ضغط مضاعف يمارس على التلميذ.

وفي نفس السياق تشير المربية عواطف العلوي في تصريح لـ"الصباح" الى أن العطلة المدرسية أفرغت للأسف من محتواها الجوهري والأساسي لتتحول الى حلقة أساسية للمراجعة وتكثيفها بما يسلط ضغطا مضاعفا على التلميذ في الوقت الذي يفترض فيه أن يتجاوز التلميذ خلال العطلة ضغط أسابيع من الدراسة خلال هذه المحطة التي يفترض ان تكون عنوانا للراحة، مشيرة الى أن هذه الوضعية من شانها أن تفقد التلميذ لاحقا توازنه الذهني والنفسي. وأضافت المربية أن العطلة المدرسية التي لطالما كانت محطة للراحة واسترداد الأنفاس باتت عبئا يثقل كاهل التلميذ بما أنها أصبحت على مدار السنوات الأخيرة امتدادا لأيام الدرس.. بما أن الأولياء أنفسهم يهيئون هذه الأرضية من خلال ضبط روزنامة للدروس الخصوصية.

في هذا الإطار تشير المربية الى انه يصعب اليوم محاربة ظاهرة الدروس الخصوصية أو استئصالها رغم مساعي الوزارة في هذا الغرض، لأن الأولياء ساهموا في ترسيخ هذه الآفة بدرجة كبيرة، حتى أن الدرس الخصوصي أضحى بالنسبة الى فئة منهم أهم وأنجع من الدرس الحضوري..

تجدر الإشارة الى أن فئة هامة من التلاميذ داهمتها العطلة المدرسية وهي لم يتسن لها بعد الحصول على جملة من المعارف المكتسبة في بعض المواد خاصة على مستوى الجهات الداخلية جراء عدم توفر أساتذة في اختصاصات هامة مثل الفيزياء والفرنسية.

منال حرزي

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

انطلقت أمس..   عطلة تتحول إلى جهد مضاعف.. وإمكانيات منعدمة للترفيه

 

تونس-الصباح

دخل نهاية الأسبوع الماضي تلاميذ المرحلة الابتدائية والثانوية في عطلة مدرسية على امتداد أسبوع.. عطلة غيرت المفاهيم المتعارف عليها حيث عادة ما تكون العطل مناسبة للترفيه والترويح عن النفس.. لكنها ستكون لكثيرين امتدادا لأسبوع دراسي عادي ولجهد مضاعف..

من هذا المنطلق لم يعد بإمكان فئة هامة من الأولياء الاستثمار في العطلة المدرسية اليوم عبر برمجة مواعيد ترفيهية لأبنائهم من خلال اصطحابهم الى فضاءات ترفيهية على اعتبار أن كلفة "الترفيه" اليوم في بلادنا تتجاوز بكثير المقدرة الشرائية للتونسيين في ظل الغلاء الفاحش في الأسعار والذي يتجاوز بكثير التوازنات المالية للطبقة الوسطى إن كان فعلا يصح الحديث عن وجود طبقة وسطى في تونس جراء الارتفاع الجنوني في الأسعار ..

وإزاء انعدام الإمكانيات المتاحة للترفيه وجدت فئة من الأولياء في هذه العطلة مناسبة لتدارك ما فات من التحصيل الدراسي الذي غاب لأسباب عديدة ومختلفة: إما لعدم وجود إطارات تربوية بسبب تواصل معضلة الشغور أو بسبب كثرة غيابات الإطار التربوي. وبما انه فور الانتهاء من هذه العطلة سيجد التلاميذ أنفسهم أمام سلسلة من الاختبارات فقد وجد الأولياء كما التلاميذ ضالتهم في هذه العطلة التي ستخصص وفقا لكثيرين لحصص ماراطونية من الدروس الخصوصية استعدادا للامتحانات الثلاثي الأول بما أنها على الأبواب.

تفاعلا مع هذا الطرّح يشير البيداغوجي المتقاعد فريد السديري في تصريح لـ"الصباح" أن العطل المدرسية لم تعد منذ سنوات عنوانا للترفيه والترويح عن النفس على اعتبار انه ودون الخوض في الإمكانيات المادية المتوفرة للأولياء من عدمها فإن الأنشطة المتوفرة للتّلاميذ خلال العطلة المدرسية تكاد تكون غائبة كليا باستثناء بعض دور الشباب والثقافة التي مازالت تقوم بدورها رغم قلة الإمكانيات.. وبالتالي سيجد الطفل نفسه مجبرا على التوجه الى الألعاب الالكترونية التي توفرها جملة المحامل الالكترونية رغم خطورتها..

وأضاف محدّثنا من جهة أخرى أن العطل المدرسية للأسف تحولت الى استثمار في الدروس الخصوصية والى ضغط كبير يسلط على التلاميذ جراء تهافت الأولياء على تكثيف الدروس الخصوصية لتتحول العطلة من عنوان للراحة الى مواصلة للجهد والى ضغط مضاعف يمارس على التلميذ.

وفي نفس السياق تشير المربية عواطف العلوي في تصريح لـ"الصباح" الى أن العطلة المدرسية أفرغت للأسف من محتواها الجوهري والأساسي لتتحول الى حلقة أساسية للمراجعة وتكثيفها بما يسلط ضغطا مضاعفا على التلميذ في الوقت الذي يفترض فيه أن يتجاوز التلميذ خلال العطلة ضغط أسابيع من الدراسة خلال هذه المحطة التي يفترض ان تكون عنوانا للراحة، مشيرة الى أن هذه الوضعية من شانها أن تفقد التلميذ لاحقا توازنه الذهني والنفسي. وأضافت المربية أن العطلة المدرسية التي لطالما كانت محطة للراحة واسترداد الأنفاس باتت عبئا يثقل كاهل التلميذ بما أنها أصبحت على مدار السنوات الأخيرة امتدادا لأيام الدرس.. بما أن الأولياء أنفسهم يهيئون هذه الأرضية من خلال ضبط روزنامة للدروس الخصوصية.

في هذا الإطار تشير المربية الى انه يصعب اليوم محاربة ظاهرة الدروس الخصوصية أو استئصالها رغم مساعي الوزارة في هذا الغرض، لأن الأولياء ساهموا في ترسيخ هذه الآفة بدرجة كبيرة، حتى أن الدرس الخصوصي أضحى بالنسبة الى فئة منهم أهم وأنجع من الدرس الحضوري..

تجدر الإشارة الى أن فئة هامة من التلاميذ داهمتها العطلة المدرسية وهي لم يتسن لها بعد الحصول على جملة من المعارف المكتسبة في بعض المواد خاصة على مستوى الجهات الداخلية جراء عدم توفر أساتذة في اختصاصات هامة مثل الفيزياء والفرنسية.

منال حرزي

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews