إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

الامتحانات تنطلق.. وإطارات تربوية "غائبة".. أين تكافؤ الفرص في التعليم؟

 

تونس-الصباح

في الوقت الذي يستعد فيه تلاميذ مختلف المدارس الإعدادية والثانوية لإجراء فروض المراقبة ما تزال فئة هامة من التلاميذ تنتظر إطارات تربوية تباشر عملها في ظل النقص الحاصل في الإطارات التربوية لاسيما على مستوى الجهات.

في هذا الخصوص يستعد حاليا غالبية التلاميذ لإجراء فروض المراقبة للثلاثي الأول وما يرافق هذه المحطة التقييمية من استعدادات وبروتوكولات من قبيل حالة الاستنفار داخل المنازل التي عادة ما تكون متبوعة ببرمجة حصص مكثفة من الدروس الخصوصية.. في المقابل تقف فئة أخرى "عاجزة" فالامتحانات على الأبواب ولا وجود الى حد اللحظة لمدرس.. الأمر الذي يضع مجددا مبدأ تكافؤ الفرص في التعليم في الميزان..

هذه الوضعية التي يعاني منها التلاميذ لا سيما في المناطق الداخلية تطرح مرة أخرى مسالة الشغورات والنقص الحاصل في الإطار التربوي رغم جهود الوزارة في هذا الجانب ورغم الانتدابات التي أعلنت عنها في مستهل السنة الدراسية هذا بالتوازي مع إدراج المدرسين النواب صلب قاعدة بيانات وطنية وتحيينها بالنسبة للمرحلة الابتدائية والتعليم الثانوي. ومع ذلك لم تف هذه الجهود بالحاجبات في ظل الشغورات المتواجدة والتي تقدر وفقا لما أدلت به مصادر نقابية لـ"الصباح" في وقت سابق بـ5000 إطار تربوي..

تفاعلا مع هذا الطرح يشير البيداغوجي المتقاعد فريد السديري في تصريح لـ"الصباح" أن هذه الوضعية: والتي تتمثل في غياب إطارات تربوية أو تغيّبها باستمرار والأسرة التربوية تعيش على وقع ماراطون الامتحانات من شانه أن ينسف جهود الوزارة فيما يتعلق بمحاربة ومكافحة معضلة الدروس الخصوصية.

وفسر البيداغوجي أن العائلات وخاصة تلك الفئة التي تستثمر في تعليم أبنائها كلّفها ذلك ما كلف لن تبق مكتوفة الأيدي تنتظر تعيين مدرس في مادة ما وإنما ستنساق "عن مضض" نحو الدروس الخصوصية التي يمثل وقتها حلا جذريا.. واعتبر المربي من جانب آخر انه لا يمكن إلقاء اللوم على سلطة الإشراف فيما يتعلق بمسألة الشغورات التي تتفاقم خاصة في المناطق الداخلية على اعتبار أن هذا الملف يرتبط ارتباطا وثيقا بإمكانيات المالية العمومية والظرفية الاقتصادية التي تعيشها البلاد عموما..

من جهة أخرى وبعيدا عن الإعداديات والمعاهد الثانوية يذكر أن هذه الوضعية تنسحب أيضا على تلاميذ المدارس الابتدائية..

وفي هذا السياق جدير بالذكر أن تلاميذ مدرسة الهضاب بجبل الوسط قد منعوا صباح أول أمس الجمعة 20 أكتوبر 2023، من الالتحاق بفصولهم من قبل أولياء تلاميذ السنة الخامسة المحتجين أمام باب المدرسة على الغيابات المتكررة لمدرس مادة الفرنسية.

وذكر الأولياء المحتجون أن أبناءهم لم يسجلوا أي تقدم يذكر في البرنامج التعليمي لمادة الفرنسية منذ انطلاق السنة الدراسية بسبب كثرة غياب معلم هذه المادة التي تعتبر مادة أساسية في المنهج التربوي.

وأكد الأولياء أن الدروس لن تُستأنف بالمؤسسة التربوية المذكورة إلا إذا تم حل هذا الإشكال موضحين أنهم تواصلوا مع مدير المدرسة ومع مسؤولين بالمندوبية الجهوية للتربية بزغوان لحثهم على اتخاذ الإجراء الأنسب الذي يضمن لأبنائهم حقهم الكامل في التعلم بما يضمن جاهزيتهم لإجراء الامتحانات وإحرازهم نتائج جيدة وذلك بإلزام المدرس المعني باحترام المدرسة واحترام واجبه تجاه التلاميذ أو تغييره بمعلم آخر إذا ثبت أن تغيبه له مبررات شرعية على حد قولهم...

ومدرسة الهضاب بجبل الوسط لا تعدو أن تكون سوى مجرد اسم في قائمة طويلة من المدارس التي تعاني إما غيابا كليا لإطارات تربوية لم تباشر عملها الى حد اللحظة أو كثرة في غيابات هذه الإطارات وعدم مباشرتها لمهامها بانتظام.. فمن يتحمل هنا مسؤولية تدني مستوى التلاميذ من سنة الى أخرى؟

منال حرزي

 

 

 

 

 

 

الامتحانات تنطلق.. وإطارات تربوية "غائبة"..  أين تكافؤ الفرص في التعليم؟

 

تونس-الصباح

في الوقت الذي يستعد فيه تلاميذ مختلف المدارس الإعدادية والثانوية لإجراء فروض المراقبة ما تزال فئة هامة من التلاميذ تنتظر إطارات تربوية تباشر عملها في ظل النقص الحاصل في الإطارات التربوية لاسيما على مستوى الجهات.

في هذا الخصوص يستعد حاليا غالبية التلاميذ لإجراء فروض المراقبة للثلاثي الأول وما يرافق هذه المحطة التقييمية من استعدادات وبروتوكولات من قبيل حالة الاستنفار داخل المنازل التي عادة ما تكون متبوعة ببرمجة حصص مكثفة من الدروس الخصوصية.. في المقابل تقف فئة أخرى "عاجزة" فالامتحانات على الأبواب ولا وجود الى حد اللحظة لمدرس.. الأمر الذي يضع مجددا مبدأ تكافؤ الفرص في التعليم في الميزان..

هذه الوضعية التي يعاني منها التلاميذ لا سيما في المناطق الداخلية تطرح مرة أخرى مسالة الشغورات والنقص الحاصل في الإطار التربوي رغم جهود الوزارة في هذا الجانب ورغم الانتدابات التي أعلنت عنها في مستهل السنة الدراسية هذا بالتوازي مع إدراج المدرسين النواب صلب قاعدة بيانات وطنية وتحيينها بالنسبة للمرحلة الابتدائية والتعليم الثانوي. ومع ذلك لم تف هذه الجهود بالحاجبات في ظل الشغورات المتواجدة والتي تقدر وفقا لما أدلت به مصادر نقابية لـ"الصباح" في وقت سابق بـ5000 إطار تربوي..

تفاعلا مع هذا الطرح يشير البيداغوجي المتقاعد فريد السديري في تصريح لـ"الصباح" أن هذه الوضعية: والتي تتمثل في غياب إطارات تربوية أو تغيّبها باستمرار والأسرة التربوية تعيش على وقع ماراطون الامتحانات من شانه أن ينسف جهود الوزارة فيما يتعلق بمحاربة ومكافحة معضلة الدروس الخصوصية.

وفسر البيداغوجي أن العائلات وخاصة تلك الفئة التي تستثمر في تعليم أبنائها كلّفها ذلك ما كلف لن تبق مكتوفة الأيدي تنتظر تعيين مدرس في مادة ما وإنما ستنساق "عن مضض" نحو الدروس الخصوصية التي يمثل وقتها حلا جذريا.. واعتبر المربي من جانب آخر انه لا يمكن إلقاء اللوم على سلطة الإشراف فيما يتعلق بمسألة الشغورات التي تتفاقم خاصة في المناطق الداخلية على اعتبار أن هذا الملف يرتبط ارتباطا وثيقا بإمكانيات المالية العمومية والظرفية الاقتصادية التي تعيشها البلاد عموما..

من جهة أخرى وبعيدا عن الإعداديات والمعاهد الثانوية يذكر أن هذه الوضعية تنسحب أيضا على تلاميذ المدارس الابتدائية..

وفي هذا السياق جدير بالذكر أن تلاميذ مدرسة الهضاب بجبل الوسط قد منعوا صباح أول أمس الجمعة 20 أكتوبر 2023، من الالتحاق بفصولهم من قبل أولياء تلاميذ السنة الخامسة المحتجين أمام باب المدرسة على الغيابات المتكررة لمدرس مادة الفرنسية.

وذكر الأولياء المحتجون أن أبناءهم لم يسجلوا أي تقدم يذكر في البرنامج التعليمي لمادة الفرنسية منذ انطلاق السنة الدراسية بسبب كثرة غياب معلم هذه المادة التي تعتبر مادة أساسية في المنهج التربوي.

وأكد الأولياء أن الدروس لن تُستأنف بالمؤسسة التربوية المذكورة إلا إذا تم حل هذا الإشكال موضحين أنهم تواصلوا مع مدير المدرسة ومع مسؤولين بالمندوبية الجهوية للتربية بزغوان لحثهم على اتخاذ الإجراء الأنسب الذي يضمن لأبنائهم حقهم الكامل في التعلم بما يضمن جاهزيتهم لإجراء الامتحانات وإحرازهم نتائج جيدة وذلك بإلزام المدرس المعني باحترام المدرسة واحترام واجبه تجاه التلاميذ أو تغييره بمعلم آخر إذا ثبت أن تغيبه له مبررات شرعية على حد قولهم...

ومدرسة الهضاب بجبل الوسط لا تعدو أن تكون سوى مجرد اسم في قائمة طويلة من المدارس التي تعاني إما غيابا كليا لإطارات تربوية لم تباشر عملها الى حد اللحظة أو كثرة في غيابات هذه الإطارات وعدم مباشرتها لمهامها بانتظام.. فمن يتحمل هنا مسؤولية تدني مستوى التلاميذ من سنة الى أخرى؟

منال حرزي

 

 

 

 

 

 

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews