إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

مسيرة مساندة للمقاومة الفلسطينية.. هبّة واسعة لمختلف القوى المدنية والسياسية.. ومطالبة بتجريم التطبيع

 

مقرر لجنة الحقوق والحريات لـ"الصباح": "وصلنا الى الجلسة قبل الأخيرة في خصوص قانون تجريم التطبيع.. و30 أكتوبر موعد عرضه على الجلسة العامة "

تونس الصباح

توافدت الجماهير منذ ما قبل منتصف النهار على ساحة الشهيد شكري بلعيد (حقوق الإنسان سابقا)، نساء ورجالا شيبا وشبابا وأطفالا، يحملون أعلام فلسطين يتزينون بالكوفية، بقمصان رسمت عليها صور لحنظلة وشعارات النصر والمقاومة.

تدريجيا امتلأ المكان بشتى المكونات المدنية والسياسية، فرقاء وأصدقاء وحتى أعداء سياسيين.. لم يتخلف أي منهم عن مسيرة يوم أمس المساندة للمقاومة الفلسطينية، فالقضايا العادلة تجمع ولا تفرق.

مختلفون اتفقوا في نفس الشعارات، نادوا بغلق سفارات الدول الداعمة للكيان الصهيوني، ولتجريم التطبيع، وبقطع العلاقات مع فرنسا وأمريكا واعتبارهما شريكين أساسيين في العدوان على الشعب الفلسطيني.. وعبر لافتات نددوا بمواقف الحكام العرب وعدد من الدول الغربية التي طالما تشدقت بحقوق الإنسان وحق الشعوب في تقرير مصريها ولم يكن لها أي موقف أمام المجازر الواقعة في غزة وأمام جرائم الحرب في حق الأطفال والنساء هناك.

مشارب مختلفة

تونسيون وتونسيات بمشارب مختلفة وتحت عناوين متعددة، مدنية شملت الاتحاد العام التونسي للشغل والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، نقابة الصحفيين، النساء الديمقراطيات والمنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والمحامين والحركات الشبابية جماهير الرياضة... وسياسية، ضمت حزب العمال حزبي الوطد وحركة الشعب والتيار الشعبي وعددا من مكونات القوى القومية وقيادات في حركة النهضة والتكتل وحزب المسار.. تقدموا بالمئات من ساحة حقوق الإنسان سابقا، مرورا بشارع القرش الأكبر عبر نهج مرسيليا وصول الى شارع الحبيب بورقيبة أين اتجهوا نحو السفارة الفرنسية غاضبين ومستنكرين منددين بما تقوم به الدولة الفرنسية ومطالبين برحيل السفير.

عديدة هي الرسائل والشعارات التي حملتها المسيرة المساندة للشعب والمقاومة الفلسطينية، وفي غالبيتها كانت متماهية مع الموقف الرسمي للدولة التونسية. ومع التوجه العام لنواب الشعب كما أكد ذلك نائب الشعب ومقرر لجنة الحقوق والحريات داخل المجلس محمد علي سليمان في تصريحه لـ"الصباح" أين قال: "إن المجلس يتبنى المواقف العامة للتونسيين والتونسيات" وأنهم رسميا قد وصلوا الى الاجتماع قبل الأخير في علاقة بقانون تجريم التطبيع أين سيقع تلخيص التقرير النهائي للجنة وسيتم المرور الى تجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني كتعبير من النواب على أن تونس في الموقع الصحيح وان العدو الذي جُرم شعبيا وسياسيا وحقوقيا وإعلاميا يجرم قانونيا أيضا. وكشف أن الجلسة العامة ليوم 30 أكتوبر الجاري ستكون موعد تمرير قانون تجريم التطبيع.

واعتبر محمد علي سليمان أن مسيرة أمس قد حملت أكثر من رسالة، تحية للمقاومة الفلسطينية التي أعطت درسا في إعادة القضية الفلسطينية الى الواجهة. ورسالة ثانية حملها حسب رأيه التلاميذ والطلبة، هذا الجيل الذي كنا نعتقد انه فك الارتباط بينه وبين القضية الفلسطينية والانتماء والانتصار لحق الشعب الفلسطيني، هذا الجيل يثبت اليوم انه أذكى وأكبر مما كنا نتصور. ورسالة ثالثة للنواب بأن تجريم التطبيع مطلب الشعب التونسي والنواب والسلطة الرسمية.

في نفس الإطار أفاد بسام الطريفي رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان أن العنوان الأبرز الذي حملته مسيرة يوم أمس هو الوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني والمقاومة في غزة وفي كل مكان على الأراضي الفلسطينية، و"توجيه رسالة شديدة اللهجة لسفارات الاتحاد الأوروبي وأمريكا والى الجامعة العربية، أين ندد بما يحصل. ونعتبر أن ما وقع عدوان وجرائم ضد الإنسانية وإبادة جماعية وكل من يتواطأ ويسكت أمام هذه الجرائم يعتبر مشاركا فيه. "

دعوة إلى التحرك

ودعا الطريفي كل الدول العربية الى التحرك من اجل إيقاف العدوان على الشعب الفلسطيني والتنديد بجرائم الحرب ودعوة الهياكل الدولية ومنها محكمة لاهاي الدولية لمعاقبة مجرمي الحرب ومحاسبتهم على ما يجري في غزة.

بدوره بين أيمن العلوي عن حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد، أن الجماهير العربية في تونس وكامل الوطن العربي، ليست بصدد المشاركة فقط في مسيرات أمام السفارات المساندة للعدوان الصهيوني على غرار السفارة الأمريكية والفرنسية، بل تشارك فعلا في الحرب على غزة عبر حملات المقاطعة والتظاهر بالمد الإعلامي وفضح أكاذيب الدعاية الصهيوني، ورأى أن الجهد المتعاظم والمتصاعد للشباب العربي وشباب تونس قادر على توسيع رقعة الحرب بشكل غير تقليدي، هذه الحرب التي طليعتها أيادي المقاومة والشعب الفلسطيني وكفاحهم المسلح ووجهها الثاني تحركات الجماهير الغاضبة ومزيد الضغط على الحكومات العربية والدول المتواطئة مع الكيان الصهيوني وعدوانه على الشعب الفلسطيني. وشدد أيمن العلوي على أن تونس ومسيرة أمس والمسيرات التي سبقتها خلال الأيام الماضية جزء من المشهد المتشكل المقاوم والمتضامن بشكل متصاعد مع الشعب والمقاومة الفلسطينية.

ورأى حمه الهمامي أمين عام حزب العمال انه من المهم اليوم الربط بين زخم التحركات الشعبية المسجلة في مختلف دول العالم ومنها تونس، وبين المقاومة المسلحة، فكلاهما يجب أن يتصاعدا متحدين نصرة للشعب الفلسطيني فالأيام الصعبة قادمة. ومن المهم الحفاظ على التظاهرات والتحركات المساندة والداعمة، ولذلك من المهم جدا حسب رأيه أن يتواصل رفع شعارات طرد السفير الأمريكي وطرد السفير الفرنسي فهما ليسا مجرد داعم بل هي جزء من إدارة العدوان على الشعب الفلسطيني.

لحظة تاريخية

وصنف القيادي في حركة الشعب سالم الأبيض، أن ما يقع يعتبر لحظة تاريخية جديدة، انتقلت معها موازين القوى من لحظة الدفاع عن القضية الفلسطينية الى مرحلة القضية فيها أصبحت تهاجم. ويمكن اعتبارها بدايات تحرير بما هو حلم أجيال متتالية اليوم بدأ يتحقق. وأكد أنه يتبنى رسميا مطلب تجريم التطبيع ومع التصدي لكل اعتراف بالكيان الصهيوني. وشدد على ضرورة ألا يقتصر تجريم التطبيع على الشعارات السياسية وان يكون له استتباعات حقيقية تشمل جميع القطاعات على اختلاف تخصصاتها.

وتواصلت المسيرة الى غاية الساعة الثالثة بعد الزوال وسط تواجد أمني كبير أمام السفارة الفرنسية، حال دون كسر المحتجين للحواجز ودخولها. في نفس الوقت اختار جزء من المشاركين في التحرك البقاء في شارع الحبيب بورقيبة وجعله فضاء مفتوحا للتظاهر والتعبير عن الغضب من الموقف الدولي إزاء جرائم الحرب والمجازر الواقعة في الشعب الفلسطيني..

ريم سوودي

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مسيرة مساندة للمقاومة الفلسطينية..   هبّة واسعة لمختلف القوى المدنية والسياسية.. ومطالبة بتجريم التطبيع

 

مقرر لجنة الحقوق والحريات لـ"الصباح": "وصلنا الى الجلسة قبل الأخيرة في خصوص قانون تجريم التطبيع.. و30 أكتوبر موعد عرضه على الجلسة العامة "

تونس الصباح

توافدت الجماهير منذ ما قبل منتصف النهار على ساحة الشهيد شكري بلعيد (حقوق الإنسان سابقا)، نساء ورجالا شيبا وشبابا وأطفالا، يحملون أعلام فلسطين يتزينون بالكوفية، بقمصان رسمت عليها صور لحنظلة وشعارات النصر والمقاومة.

تدريجيا امتلأ المكان بشتى المكونات المدنية والسياسية، فرقاء وأصدقاء وحتى أعداء سياسيين.. لم يتخلف أي منهم عن مسيرة يوم أمس المساندة للمقاومة الفلسطينية، فالقضايا العادلة تجمع ولا تفرق.

مختلفون اتفقوا في نفس الشعارات، نادوا بغلق سفارات الدول الداعمة للكيان الصهيوني، ولتجريم التطبيع، وبقطع العلاقات مع فرنسا وأمريكا واعتبارهما شريكين أساسيين في العدوان على الشعب الفلسطيني.. وعبر لافتات نددوا بمواقف الحكام العرب وعدد من الدول الغربية التي طالما تشدقت بحقوق الإنسان وحق الشعوب في تقرير مصريها ولم يكن لها أي موقف أمام المجازر الواقعة في غزة وأمام جرائم الحرب في حق الأطفال والنساء هناك.

مشارب مختلفة

تونسيون وتونسيات بمشارب مختلفة وتحت عناوين متعددة، مدنية شملت الاتحاد العام التونسي للشغل والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، نقابة الصحفيين، النساء الديمقراطيات والمنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والمحامين والحركات الشبابية جماهير الرياضة... وسياسية، ضمت حزب العمال حزبي الوطد وحركة الشعب والتيار الشعبي وعددا من مكونات القوى القومية وقيادات في حركة النهضة والتكتل وحزب المسار.. تقدموا بالمئات من ساحة حقوق الإنسان سابقا، مرورا بشارع القرش الأكبر عبر نهج مرسيليا وصول الى شارع الحبيب بورقيبة أين اتجهوا نحو السفارة الفرنسية غاضبين ومستنكرين منددين بما تقوم به الدولة الفرنسية ومطالبين برحيل السفير.

عديدة هي الرسائل والشعارات التي حملتها المسيرة المساندة للشعب والمقاومة الفلسطينية، وفي غالبيتها كانت متماهية مع الموقف الرسمي للدولة التونسية. ومع التوجه العام لنواب الشعب كما أكد ذلك نائب الشعب ومقرر لجنة الحقوق والحريات داخل المجلس محمد علي سليمان في تصريحه لـ"الصباح" أين قال: "إن المجلس يتبنى المواقف العامة للتونسيين والتونسيات" وأنهم رسميا قد وصلوا الى الاجتماع قبل الأخير في علاقة بقانون تجريم التطبيع أين سيقع تلخيص التقرير النهائي للجنة وسيتم المرور الى تجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني كتعبير من النواب على أن تونس في الموقع الصحيح وان العدو الذي جُرم شعبيا وسياسيا وحقوقيا وإعلاميا يجرم قانونيا أيضا. وكشف أن الجلسة العامة ليوم 30 أكتوبر الجاري ستكون موعد تمرير قانون تجريم التطبيع.

واعتبر محمد علي سليمان أن مسيرة أمس قد حملت أكثر من رسالة، تحية للمقاومة الفلسطينية التي أعطت درسا في إعادة القضية الفلسطينية الى الواجهة. ورسالة ثانية حملها حسب رأيه التلاميذ والطلبة، هذا الجيل الذي كنا نعتقد انه فك الارتباط بينه وبين القضية الفلسطينية والانتماء والانتصار لحق الشعب الفلسطيني، هذا الجيل يثبت اليوم انه أذكى وأكبر مما كنا نتصور. ورسالة ثالثة للنواب بأن تجريم التطبيع مطلب الشعب التونسي والنواب والسلطة الرسمية.

في نفس الإطار أفاد بسام الطريفي رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان أن العنوان الأبرز الذي حملته مسيرة يوم أمس هو الوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني والمقاومة في غزة وفي كل مكان على الأراضي الفلسطينية، و"توجيه رسالة شديدة اللهجة لسفارات الاتحاد الأوروبي وأمريكا والى الجامعة العربية، أين ندد بما يحصل. ونعتبر أن ما وقع عدوان وجرائم ضد الإنسانية وإبادة جماعية وكل من يتواطأ ويسكت أمام هذه الجرائم يعتبر مشاركا فيه. "

دعوة إلى التحرك

ودعا الطريفي كل الدول العربية الى التحرك من اجل إيقاف العدوان على الشعب الفلسطيني والتنديد بجرائم الحرب ودعوة الهياكل الدولية ومنها محكمة لاهاي الدولية لمعاقبة مجرمي الحرب ومحاسبتهم على ما يجري في غزة.

بدوره بين أيمن العلوي عن حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد، أن الجماهير العربية في تونس وكامل الوطن العربي، ليست بصدد المشاركة فقط في مسيرات أمام السفارات المساندة للعدوان الصهيوني على غرار السفارة الأمريكية والفرنسية، بل تشارك فعلا في الحرب على غزة عبر حملات المقاطعة والتظاهر بالمد الإعلامي وفضح أكاذيب الدعاية الصهيوني، ورأى أن الجهد المتعاظم والمتصاعد للشباب العربي وشباب تونس قادر على توسيع رقعة الحرب بشكل غير تقليدي، هذه الحرب التي طليعتها أيادي المقاومة والشعب الفلسطيني وكفاحهم المسلح ووجهها الثاني تحركات الجماهير الغاضبة ومزيد الضغط على الحكومات العربية والدول المتواطئة مع الكيان الصهيوني وعدوانه على الشعب الفلسطيني. وشدد أيمن العلوي على أن تونس ومسيرة أمس والمسيرات التي سبقتها خلال الأيام الماضية جزء من المشهد المتشكل المقاوم والمتضامن بشكل متصاعد مع الشعب والمقاومة الفلسطينية.

ورأى حمه الهمامي أمين عام حزب العمال انه من المهم اليوم الربط بين زخم التحركات الشعبية المسجلة في مختلف دول العالم ومنها تونس، وبين المقاومة المسلحة، فكلاهما يجب أن يتصاعدا متحدين نصرة للشعب الفلسطيني فالأيام الصعبة قادمة. ومن المهم الحفاظ على التظاهرات والتحركات المساندة والداعمة، ولذلك من المهم جدا حسب رأيه أن يتواصل رفع شعارات طرد السفير الأمريكي وطرد السفير الفرنسي فهما ليسا مجرد داعم بل هي جزء من إدارة العدوان على الشعب الفلسطيني.

لحظة تاريخية

وصنف القيادي في حركة الشعب سالم الأبيض، أن ما يقع يعتبر لحظة تاريخية جديدة، انتقلت معها موازين القوى من لحظة الدفاع عن القضية الفلسطينية الى مرحلة القضية فيها أصبحت تهاجم. ويمكن اعتبارها بدايات تحرير بما هو حلم أجيال متتالية اليوم بدأ يتحقق. وأكد أنه يتبنى رسميا مطلب تجريم التطبيع ومع التصدي لكل اعتراف بالكيان الصهيوني. وشدد على ضرورة ألا يقتصر تجريم التطبيع على الشعارات السياسية وان يكون له استتباعات حقيقية تشمل جميع القطاعات على اختلاف تخصصاتها.

وتواصلت المسيرة الى غاية الساعة الثالثة بعد الزوال وسط تواجد أمني كبير أمام السفارة الفرنسية، حال دون كسر المحتجين للحواجز ودخولها. في نفس الوقت اختار جزء من المشاركين في التحرك البقاء في شارع الحبيب بورقيبة وجعله فضاء مفتوحا للتظاهر والتعبير عن الغضب من الموقف الدولي إزاء جرائم الحرب والمجازر الواقعة في الشعب الفلسطيني..

ريم سوودي

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews