إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

من بينهم ثلاثة فائزين بنوبل للآداب.. مئات الأدباء في العالم ينددون بموقف معرض فرنفكورت للكتاب المساند للحرب على غزة

 

 ناشرون ومترجمون يعتبرون موقف معرض فرنكفورت ضيع فرصة للتفكير فيما يمكن ان بقدمه الأدب في الأزمات

انتقاد شديد لانحياز ادارة المعرض للكيان الاسرائيلي على حساب الفلسطينيين

تونس- الصباح

بعد انسحاب اتحاد الناشرين العرب ودور نشر ومعارض كتاب عربية من الدورة الجديدة لمعرض فرنكفورت للكتاب، احتجاجا على تصرف هيئته العنصري مع كاتبة فلسطينية تم اقصاؤها من المعرض لمجرد أنها فلسطينية، عبّر أكثر من 600 كاتب عن انتقادهم الشديد لالغاء حفل تكريم الكاتبة الفلسطينية عدنية شبلي ومنحها جائزة بمعرض فرنكفورت للكتاب في دورته الجديدة بقرار من هيئة المعرض الذي اعلن مديره عن مساندته المطلقة للحرب التي يشنها الكيان الصهيوني منذ ايام موقعا خسائر مرعبة في الارواح ودمارا كبيرا في البينة الاساسية.

وقد امضى هؤلاء على عريضة نشرتها جريدة لوموند الفرنسية ساعات قبل انطلاق المعرض الذي يعد من اكبر معارض الكتاب في العالم. ومن بين المحتجين 3 فائزين بجائزة نوبل للآداب وهم كل من الفرنسية الفائزة بالجائزة سنة 2022 آني إرنو، والفائز البريطاني من أصل تنزاني سنة 2021 عبد الرزاق غرنة، والفائزة البولونية سنة 2018 أولغا توكارتشوك، إضافة إلى مجموعة من الناشرين والمترجمين.

وكان من المقرر أن تتسلم الكاتبة عدنية شبلي المقيمة في برلين جائزة تمنحها الجمعية الأدبية الألمانية "ليتبروم" في معرض فرانكفورت عن روايتها "تفصيل ثانوي" (2017) بعد غد الجمعة 20 أكتوبر الجاري.

واعتبر الموقعون في عريضة نشرت بصحيفة "لوموند" الفرنسية- معرض فرانكفورت للكتاب، ان من واجب المعرض "إنشاء مساحات تسمح للكتاب الفلسطينيين بمشاركة أفكارهم حول الأدب في هذه الأوقات العصيبة والرهيبة، بدلاً من إسكاتهم".

وأضافوا "علينا أن نبحث عن طرق جديدة للكتابة والقول والتفكير والتعامل مع هذه الفترة المظلمة. ولهذا السبب، نحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى الكتّاب، ومن بينهم الكتّاب الفلسطينيون".

وكانت الجمعية الأدبية "ليتبروم"، الجهة المنظمة للجائزة، الممولة جزئيا من الحكومة الألمانية ومعرض فرانكفورت للكتاب، قد أعلنت في 13 اكتوبر الجاري أن الجائزة لن تُمنح للكاتبة خلال المعرض. كما تم إلغاء اللقاء مع الجمهور الذي كان من المقرر عقده أيضا في المعرض بحضور المؤلفة ومترجمهاغونتر أورث.

وقد انكرت الكاتبة الفلسطينية وفق ما نقلته عنها الصحيفة الفرنسية لوموند أن تكون قد وافقت عن تأجيل التكريم وفق ما ادعته الجمعية الأدبية الألمانية في بيانها حول الموضوع، مع العلم أن الجمعية المذكورة اشارات إلى إنها لم تغير موقفها في منح جائزتها لرواية عدنية شبلي، تفصيل ثانوي، رغم الانتقادات والاتهامات.

وأبدت جمعية المؤلفين الألمان عدم قبولها للانتقادات الموجهة للرواية، وقالت إيفا ميناسي، المتحدثة باسم نادي القلم في برلين "لا يوجد كتاب يصبح مختلفا (أفضل أو أسوأ أو أكثر خطورة) بسبب تغير السياق الإخباري"، وتابعت "إما أن يكون الكتاب مستحقا للجائزة، أو لا يكون.. إن قرار لجنة التحكيم بشأن شبلي، والذي صدر قبل أسابيع، كان في رأيي قرارا جيدا للغاية. وسحب الجائزة منها سيكون خطأ جوهريا، من وجهة نظر سياسية.. ومن وجهة نظر أدبية".

ونقلت مواقع اعلامية أن الناشرة الأمريكية لكتاب عدنية شبلي، باربرا إيبلر، وجهت رسالة إلى محرري صحيفة نيويورك تايمز، جاء فيها: "إن إلغاء الحفل وبالتالي محاولة إسكات صوت عدنية شبلي بسبب الحرب في إسرائيل هو عمل جبان. لكن القول بأن عدنية شبلي وافقت هو أسوأ بكثير".

وانتقد الممضون في عريضة الكتاب والأدباء رغبة المعرض في جعل الأصوات الإسرائيلية "مسموعة بشكل خاص" مع تقليل المساحة المخصصة للأصوات الفلسطينية، وتضيف: "رغم اتهام الرواية بمعاداة السامية من قبل اثنين من الصحفيين والنقاد الأدبيين، فقد دحض نقاد آخرون "أكثر جدية" هذا الاتهام بقوة في الصحافة الألمانية وأماكن أخر.

وأشارت العريضة إلى أن أحداث الرواية "موثقة جيدا" وتروي اغتصاب امرأة فلسطينية بدوية شابة عام 1949 على يد وحدة من الجيش الإسرائيلي، ونقل عن الناشر البريطاني للرواية جاك تيستارد أن "أحد الأغراض الرئيسية للأدب هو تعزيز التفاهم والحوار بين الثقافات".

وتابع "بهذه الروح ذاتها، نحن المنتمين إلى عالم الكتابة والترجمة والنشر، نؤكد بصوت عال وواضح أن إلغاء الفعاليات الثقافية ليس حلا".

ووقع على العريضة إلى جانب الفائزين بنوبل الثلاثة كل من الفيلسوفة الأمريكية والأستاذة في جامعة بيركلي جوديثبوتلر، والكاتب السنغالي بوبكر بوريس ديوب، والمترجمة الفرنسية للرواية ستيفاني دوجولس، والأديبة الايرلندية الحائزة على جائزة بوكر البريطانية آن إنرايت، والكاتبة والمخرجة الكندية نعومي كلاين، والكاتب والناشر فاروق مردم بك، والمؤرخ وسفير فلسطين السابق لدى اليونسكو إلياس صنبر؛ كما وقع على العريضة أدباء وناشرون ومترجمون أوربيون آخرون.

وجاءت الرواية في قالب درامي ولا تشمل تفاصيل سياسية مباشرة، وتدور في زمنين منفصلين حيث تروي قصة فتاة فلسطينية من النقب يغتصبها جنود إسرائيليون بعد عام واحد من النكبة الفلسطينية، بينما تحاول فتاة أخرى بعد نصف قرن البحث عن وقائع الجريمة الأولى.

وتؤرخ الرواية للمعاناة الفلسطينية بدءا من التهجير في زمن النكبة وحتى المنع من التنقل بين مناطق الأراضي الفلسطينية، وفق التقارير الاعلامية الصادرة حول الرواية.

ونشرت الترجمة الإنقليزية للرواية، بقلم إليزابيث جاكيت في عام 2020، ووصلت إلى القائمة الطويلة لجائزة البوكر الدولية في العام التالي ورشحت لجوائز اخرى هامة. .

وقالت جمعية "ليتبروم" في بيان لها حين الاعلان عن الجائزة، إن رواية عدنية شبلي "عمل فني مؤلف بدقة يتحدث عن قوة الحدود وما تصنعه الصراعات العنيفة بالناس. كان ذلك بطبيعة الحال قبل أن يعدل معرض فرنكفورت الدولي للكتاب الذي انطلق أمس عن تكريم الكاتبة الفلسطينية وأن يعبر مديره عن دعمه الكامل للكيان الصهيوني في حربه الغاشمة ضد غزة بفلسطين.

ونذكر بأن اتحاد الناشرين العرب وكذلك هيئة الشارقة للكتاب ودار الصباح للنشر وعدد من الكتاب العرب المدعوين للتظاهرة قد بادرا بمجرد تأكيد خبر تغييب الكاتب الفلسطينية بالإعلان عن سحب مشاركتهم في المعرض احتجاجا عن الانحياز الواضح لادارته لفائدة اسرائيل. واعلنت دولة ماليزيا بدورها ولنفس السبب انسحابها من التظاهرة ولعلها فرصة للإشارة إلى أن هذه الدولة كانت سباقة في التعبير عن مساندتها للقضية الفلسطينية ووقوفها إلى جانب غزة التي تواجه منذ ايام حرب ابادة يشنها الكيان الصهيوني على مواطنين عزل يعانون أصلا من الحصار والتجويع منذ أكثر من 17 سنة.

 س ت

 

 

من بينهم ثلاثة فائزين بنوبل للآداب..   مئات الأدباء في العالم ينددون بموقف معرض فرنفكورت للكتاب المساند للحرب على غزة

 

 ناشرون ومترجمون يعتبرون موقف معرض فرنكفورت ضيع فرصة للتفكير فيما يمكن ان بقدمه الأدب في الأزمات

انتقاد شديد لانحياز ادارة المعرض للكيان الاسرائيلي على حساب الفلسطينيين

تونس- الصباح

بعد انسحاب اتحاد الناشرين العرب ودور نشر ومعارض كتاب عربية من الدورة الجديدة لمعرض فرنكفورت للكتاب، احتجاجا على تصرف هيئته العنصري مع كاتبة فلسطينية تم اقصاؤها من المعرض لمجرد أنها فلسطينية، عبّر أكثر من 600 كاتب عن انتقادهم الشديد لالغاء حفل تكريم الكاتبة الفلسطينية عدنية شبلي ومنحها جائزة بمعرض فرنكفورت للكتاب في دورته الجديدة بقرار من هيئة المعرض الذي اعلن مديره عن مساندته المطلقة للحرب التي يشنها الكيان الصهيوني منذ ايام موقعا خسائر مرعبة في الارواح ودمارا كبيرا في البينة الاساسية.

وقد امضى هؤلاء على عريضة نشرتها جريدة لوموند الفرنسية ساعات قبل انطلاق المعرض الذي يعد من اكبر معارض الكتاب في العالم. ومن بين المحتجين 3 فائزين بجائزة نوبل للآداب وهم كل من الفرنسية الفائزة بالجائزة سنة 2022 آني إرنو، والفائز البريطاني من أصل تنزاني سنة 2021 عبد الرزاق غرنة، والفائزة البولونية سنة 2018 أولغا توكارتشوك، إضافة إلى مجموعة من الناشرين والمترجمين.

وكان من المقرر أن تتسلم الكاتبة عدنية شبلي المقيمة في برلين جائزة تمنحها الجمعية الأدبية الألمانية "ليتبروم" في معرض فرانكفورت عن روايتها "تفصيل ثانوي" (2017) بعد غد الجمعة 20 أكتوبر الجاري.

واعتبر الموقعون في عريضة نشرت بصحيفة "لوموند" الفرنسية- معرض فرانكفورت للكتاب، ان من واجب المعرض "إنشاء مساحات تسمح للكتاب الفلسطينيين بمشاركة أفكارهم حول الأدب في هذه الأوقات العصيبة والرهيبة، بدلاً من إسكاتهم".

وأضافوا "علينا أن نبحث عن طرق جديدة للكتابة والقول والتفكير والتعامل مع هذه الفترة المظلمة. ولهذا السبب، نحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى الكتّاب، ومن بينهم الكتّاب الفلسطينيون".

وكانت الجمعية الأدبية "ليتبروم"، الجهة المنظمة للجائزة، الممولة جزئيا من الحكومة الألمانية ومعرض فرانكفورت للكتاب، قد أعلنت في 13 اكتوبر الجاري أن الجائزة لن تُمنح للكاتبة خلال المعرض. كما تم إلغاء اللقاء مع الجمهور الذي كان من المقرر عقده أيضا في المعرض بحضور المؤلفة ومترجمهاغونتر أورث.

وقد انكرت الكاتبة الفلسطينية وفق ما نقلته عنها الصحيفة الفرنسية لوموند أن تكون قد وافقت عن تأجيل التكريم وفق ما ادعته الجمعية الأدبية الألمانية في بيانها حول الموضوع، مع العلم أن الجمعية المذكورة اشارات إلى إنها لم تغير موقفها في منح جائزتها لرواية عدنية شبلي، تفصيل ثانوي، رغم الانتقادات والاتهامات.

وأبدت جمعية المؤلفين الألمان عدم قبولها للانتقادات الموجهة للرواية، وقالت إيفا ميناسي، المتحدثة باسم نادي القلم في برلين "لا يوجد كتاب يصبح مختلفا (أفضل أو أسوأ أو أكثر خطورة) بسبب تغير السياق الإخباري"، وتابعت "إما أن يكون الكتاب مستحقا للجائزة، أو لا يكون.. إن قرار لجنة التحكيم بشأن شبلي، والذي صدر قبل أسابيع، كان في رأيي قرارا جيدا للغاية. وسحب الجائزة منها سيكون خطأ جوهريا، من وجهة نظر سياسية.. ومن وجهة نظر أدبية".

ونقلت مواقع اعلامية أن الناشرة الأمريكية لكتاب عدنية شبلي، باربرا إيبلر، وجهت رسالة إلى محرري صحيفة نيويورك تايمز، جاء فيها: "إن إلغاء الحفل وبالتالي محاولة إسكات صوت عدنية شبلي بسبب الحرب في إسرائيل هو عمل جبان. لكن القول بأن عدنية شبلي وافقت هو أسوأ بكثير".

وانتقد الممضون في عريضة الكتاب والأدباء رغبة المعرض في جعل الأصوات الإسرائيلية "مسموعة بشكل خاص" مع تقليل المساحة المخصصة للأصوات الفلسطينية، وتضيف: "رغم اتهام الرواية بمعاداة السامية من قبل اثنين من الصحفيين والنقاد الأدبيين، فقد دحض نقاد آخرون "أكثر جدية" هذا الاتهام بقوة في الصحافة الألمانية وأماكن أخر.

وأشارت العريضة إلى أن أحداث الرواية "موثقة جيدا" وتروي اغتصاب امرأة فلسطينية بدوية شابة عام 1949 على يد وحدة من الجيش الإسرائيلي، ونقل عن الناشر البريطاني للرواية جاك تيستارد أن "أحد الأغراض الرئيسية للأدب هو تعزيز التفاهم والحوار بين الثقافات".

وتابع "بهذه الروح ذاتها، نحن المنتمين إلى عالم الكتابة والترجمة والنشر، نؤكد بصوت عال وواضح أن إلغاء الفعاليات الثقافية ليس حلا".

ووقع على العريضة إلى جانب الفائزين بنوبل الثلاثة كل من الفيلسوفة الأمريكية والأستاذة في جامعة بيركلي جوديثبوتلر، والكاتب السنغالي بوبكر بوريس ديوب، والمترجمة الفرنسية للرواية ستيفاني دوجولس، والأديبة الايرلندية الحائزة على جائزة بوكر البريطانية آن إنرايت، والكاتبة والمخرجة الكندية نعومي كلاين، والكاتب والناشر فاروق مردم بك، والمؤرخ وسفير فلسطين السابق لدى اليونسكو إلياس صنبر؛ كما وقع على العريضة أدباء وناشرون ومترجمون أوربيون آخرون.

وجاءت الرواية في قالب درامي ولا تشمل تفاصيل سياسية مباشرة، وتدور في زمنين منفصلين حيث تروي قصة فتاة فلسطينية من النقب يغتصبها جنود إسرائيليون بعد عام واحد من النكبة الفلسطينية، بينما تحاول فتاة أخرى بعد نصف قرن البحث عن وقائع الجريمة الأولى.

وتؤرخ الرواية للمعاناة الفلسطينية بدءا من التهجير في زمن النكبة وحتى المنع من التنقل بين مناطق الأراضي الفلسطينية، وفق التقارير الاعلامية الصادرة حول الرواية.

ونشرت الترجمة الإنقليزية للرواية، بقلم إليزابيث جاكيت في عام 2020، ووصلت إلى القائمة الطويلة لجائزة البوكر الدولية في العام التالي ورشحت لجوائز اخرى هامة. .

وقالت جمعية "ليتبروم" في بيان لها حين الاعلان عن الجائزة، إن رواية عدنية شبلي "عمل فني مؤلف بدقة يتحدث عن قوة الحدود وما تصنعه الصراعات العنيفة بالناس. كان ذلك بطبيعة الحال قبل أن يعدل معرض فرنكفورت الدولي للكتاب الذي انطلق أمس عن تكريم الكاتبة الفلسطينية وأن يعبر مديره عن دعمه الكامل للكيان الصهيوني في حربه الغاشمة ضد غزة بفلسطين.

ونذكر بأن اتحاد الناشرين العرب وكذلك هيئة الشارقة للكتاب ودار الصباح للنشر وعدد من الكتاب العرب المدعوين للتظاهرة قد بادرا بمجرد تأكيد خبر تغييب الكاتب الفلسطينية بالإعلان عن سحب مشاركتهم في المعرض احتجاجا عن الانحياز الواضح لادارته لفائدة اسرائيل. واعلنت دولة ماليزيا بدورها ولنفس السبب انسحابها من التظاهرة ولعلها فرصة للإشارة إلى أن هذه الدولة كانت سباقة في التعبير عن مساندتها للقضية الفلسطينية ووقوفها إلى جانب غزة التي تواجه منذ ايام حرب ابادة يشنها الكيان الصهيوني على مواطنين عزل يعانون أصلا من الحصار والتجويع منذ أكثر من 17 سنة.

 س ت

 

 

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews