إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

ما أكثر الأصحاب حين تعدّهم ولكنّهم في النائبات قليل

الخزي والعار سيلاحقان كلّ من أوجعوا رؤوسنا وأصابونا بالصّداع من وراء شعاراتهم الجوفاء المقيتة فهم يقولون ما لا يفعلون. إنّ الخطر من التّطبيع لا يعنيهم ولا يهمّهم

بقلم:مصدّق الشّريف

قلت لصديقي: "ما أكثر اللّوائح حين تعدّها".

 فردّ عليّ:" لم أفهمك، أفصحǃ وضّح تعجّبك".

أجبته: "إنّي أقصد لوائح الصّراع العربيّ الصّهيونيّ. تابعتُ مؤتمرات الاتحاد العام التونسيّ للشّغل والاتحاد الجهويّ للشّغل بصفاقس منذ وطأت قدماي دور الاتّحاد. كانت تشفع بأربع لوائح: اللاّئحة المهنيّة، اللاّئحة العامة، اللاّئحة الدّاخليّة ولائحة الصّراع العربي الصّهيونيّ الإمبريالي، وما أدراك ما لائحة الصّراع العربي الصّهيونيّ الإمبرياليǃ كلّ الحاضرين والحاضرات بقاعة المؤتمر الوطنيّ أو الجهويّ يهلّلون لها ويكبّرون. وتُرفع في الإبّان الأعلام الفلسطينيّة واللاّفتات المكتوب عليها: "فلسطين عربيّة لا تخلّ عن القضيّة، " فلسطين عربيّة لا تخلّ عن البندقيّة"، "فلسطين عربيّة سحقا سحقا للرّجعيّة"، "تحرير فلسطين من الماء إلى الماء" وغيرها من الشعارات المكتوبة أو المردّدة التي تصل إلى عنان سقف القاعة ويصل صداها إلى خارج مقرّات الاتحاد مركزيّا وجهويّا. أما عن المسيرات وما يُرفع خلالها من شعارات من أجل نصرة القضيّة الفلسطينيّة فهي موسميّة تكون لأكثر من مرّة في السّنة بمناسبة الاحتفاء بيوم الأرض والاحتفال باليوم العالمي للتّضامن مع الشّعب الفلسطيني. بالإضافة إلى حضور الشّعارات نفسها حتى في المسيرات التي تطالب بالتّرفيع في الأجور والتخفيض من الأسعار إذ ترتفع الأصوات إلى عنان السّماء وتبحّ الحناجر من أجل القضيّة الفلسطينيّة، القضيّة الأم، فهي في "أعماق وجدانهم".

أنصت إليّ صديقي جيّدا وسألني متعجّبا بعد أن أكملتُ كلامي: "ما مناسبة ما قمت باستعراضه؟"

أجبته قائلا: "لعلّك سمعت بما جدّ في المدّة الأخيرة بكليّة الآداب والعلوم الانسانيّة بصفاقس. لقد تفطّن أساتذة هذه الكلّية الأشاوس إلى محاولة إمرار المشرفين على مخبر علم الاجتماع مؤامرة التّطبيع باستقبالهم لجامعيّة تنتمي إلى إحدى كلّيات الكيان الصّهيونيّ في عقر الكلّية لتفتح لها أبوابها ما بين يومي 24 و26 أكتوبر 2022 بمناسبة انعقاد ملتقى علميّ تحت عنوان "لقاءات علم الاجتماع "الفرنكوفوني"". وقد أقامت الجامعيّة المذكورة أربعة أيام بأحد أفخر نزل مدينة صفاقس. والغريب أنّ نقابة أساتذة كلّية الآداب والعلوم الانسانيّة بصفاقس والمجلس العلميّ لهذه الكلّية قد أصدرا بيانين يوضحان خيوط التّطبيع وتورّط بعض أساتذة الكلّية فيه وإعدادهم دخول الأعداء علينا ونومهم في فراشنا لكن لم نسمع برأي عتاة كتّاب لائحة الصّراع العربيّ الصّهيونيّ الامبرياليّ ولم نقرأ لهم سطرا حول الموضوع. لقد دسّوا رؤوسهم في التّراب واختفوا من السّاحة. بل إنّهم تبخّروا في الأجواءǃ إنّ صمت الاتّحاد الجهوي للشّغل بصفاقس والاتّحاد العام التونسي للشغل يبعث على الرّيبة. فالهيكلان لم ينبسا ببنت شفة ولم يصدرا بيانا يستنكران فيه محاولة التّطبيع وتدنيس كليّة الآداب والعلوم الانسانيّة بصفاقس بقدمي أستاذة صهيونيّة واستقبالها. والحفاوة بها وتمتيعها بخيرات بلادنا من إقامة وأكل وشرب والحال أنّها تناصر من اغتصبوا أٍرض فلسطين الحبيبة وقتّلوا أبناءها وشرّدوهم وزجّوا بهم في المعتقلات.

ينتابني هذا التّساؤل وأنا أعي أنّ الخزي والعار سيلاحقان كلّ من أوجعوا رؤوسنا وأصابونا بالصّداع من وراء شعاراتهم الجوفاء المقيتة فهم يقولون ما لا يفعلون. إنّ الخطر من التّطبيع لا يعنيهم ولا يهمّهم لأنّ شعاراتهم ولافتاتهم ولوائحهم لا يصحّ عليها إلاّ:

أقول وقد لاحت بقربي لائحة الصّراع العربيّ الصّهيونيّ،

 أيا حرائر تونس وأحرارها هل تشعرون بحالي؟

...

هل من طبيب لداء الرّياء يشفي نفوسا،

 تاجرت بفلسطين على امتداد السّنين والأعوام؟

...

كانت فلسطين لهم،

 دجاجة من بيضها السّمين يأكلون

كانت فلسطين لهم،

 شعارات جوفاء بها يتاجرون

طوبى لهم، على أيديهم أصبح حرم جامعيّ من ورق

 فألفُ يشكرون

على أيديهم أصبحت كلّية الآداب والعلوم الانسانيّة بصفاقس

مباحة... فألفُ يشكرون

مؤامرة التّطبيع تسرّبت،

 فكلّ تطبيع، وهم سالمون

من مطبخ السّلطان يأكلون

في نفاقهم يعمهون

وفي سمسرتهم يواصلون

 

 

 

 

ما أكثر الأصحاب حين تعدّهم ولكنّهم في النائبات قليل

الخزي والعار سيلاحقان كلّ من أوجعوا رؤوسنا وأصابونا بالصّداع من وراء شعاراتهم الجوفاء المقيتة فهم يقولون ما لا يفعلون. إنّ الخطر من التّطبيع لا يعنيهم ولا يهمّهم

بقلم:مصدّق الشّريف

قلت لصديقي: "ما أكثر اللّوائح حين تعدّها".

 فردّ عليّ:" لم أفهمك، أفصحǃ وضّح تعجّبك".

أجبته: "إنّي أقصد لوائح الصّراع العربيّ الصّهيونيّ. تابعتُ مؤتمرات الاتحاد العام التونسيّ للشّغل والاتحاد الجهويّ للشّغل بصفاقس منذ وطأت قدماي دور الاتّحاد. كانت تشفع بأربع لوائح: اللاّئحة المهنيّة، اللاّئحة العامة، اللاّئحة الدّاخليّة ولائحة الصّراع العربي الصّهيونيّ الإمبريالي، وما أدراك ما لائحة الصّراع العربي الصّهيونيّ الإمبرياليǃ كلّ الحاضرين والحاضرات بقاعة المؤتمر الوطنيّ أو الجهويّ يهلّلون لها ويكبّرون. وتُرفع في الإبّان الأعلام الفلسطينيّة واللاّفتات المكتوب عليها: "فلسطين عربيّة لا تخلّ عن القضيّة، " فلسطين عربيّة لا تخلّ عن البندقيّة"، "فلسطين عربيّة سحقا سحقا للرّجعيّة"، "تحرير فلسطين من الماء إلى الماء" وغيرها من الشعارات المكتوبة أو المردّدة التي تصل إلى عنان سقف القاعة ويصل صداها إلى خارج مقرّات الاتحاد مركزيّا وجهويّا. أما عن المسيرات وما يُرفع خلالها من شعارات من أجل نصرة القضيّة الفلسطينيّة فهي موسميّة تكون لأكثر من مرّة في السّنة بمناسبة الاحتفاء بيوم الأرض والاحتفال باليوم العالمي للتّضامن مع الشّعب الفلسطيني. بالإضافة إلى حضور الشّعارات نفسها حتى في المسيرات التي تطالب بالتّرفيع في الأجور والتخفيض من الأسعار إذ ترتفع الأصوات إلى عنان السّماء وتبحّ الحناجر من أجل القضيّة الفلسطينيّة، القضيّة الأم، فهي في "أعماق وجدانهم".

أنصت إليّ صديقي جيّدا وسألني متعجّبا بعد أن أكملتُ كلامي: "ما مناسبة ما قمت باستعراضه؟"

أجبته قائلا: "لعلّك سمعت بما جدّ في المدّة الأخيرة بكليّة الآداب والعلوم الانسانيّة بصفاقس. لقد تفطّن أساتذة هذه الكلّية الأشاوس إلى محاولة إمرار المشرفين على مخبر علم الاجتماع مؤامرة التّطبيع باستقبالهم لجامعيّة تنتمي إلى إحدى كلّيات الكيان الصّهيونيّ في عقر الكلّية لتفتح لها أبوابها ما بين يومي 24 و26 أكتوبر 2022 بمناسبة انعقاد ملتقى علميّ تحت عنوان "لقاءات علم الاجتماع "الفرنكوفوني"". وقد أقامت الجامعيّة المذكورة أربعة أيام بأحد أفخر نزل مدينة صفاقس. والغريب أنّ نقابة أساتذة كلّية الآداب والعلوم الانسانيّة بصفاقس والمجلس العلميّ لهذه الكلّية قد أصدرا بيانين يوضحان خيوط التّطبيع وتورّط بعض أساتذة الكلّية فيه وإعدادهم دخول الأعداء علينا ونومهم في فراشنا لكن لم نسمع برأي عتاة كتّاب لائحة الصّراع العربيّ الصّهيونيّ الامبرياليّ ولم نقرأ لهم سطرا حول الموضوع. لقد دسّوا رؤوسهم في التّراب واختفوا من السّاحة. بل إنّهم تبخّروا في الأجواءǃ إنّ صمت الاتّحاد الجهوي للشّغل بصفاقس والاتّحاد العام التونسي للشغل يبعث على الرّيبة. فالهيكلان لم ينبسا ببنت شفة ولم يصدرا بيانا يستنكران فيه محاولة التّطبيع وتدنيس كليّة الآداب والعلوم الانسانيّة بصفاقس بقدمي أستاذة صهيونيّة واستقبالها. والحفاوة بها وتمتيعها بخيرات بلادنا من إقامة وأكل وشرب والحال أنّها تناصر من اغتصبوا أٍرض فلسطين الحبيبة وقتّلوا أبناءها وشرّدوهم وزجّوا بهم في المعتقلات.

ينتابني هذا التّساؤل وأنا أعي أنّ الخزي والعار سيلاحقان كلّ من أوجعوا رؤوسنا وأصابونا بالصّداع من وراء شعاراتهم الجوفاء المقيتة فهم يقولون ما لا يفعلون. إنّ الخطر من التّطبيع لا يعنيهم ولا يهمّهم لأنّ شعاراتهم ولافتاتهم ولوائحهم لا يصحّ عليها إلاّ:

أقول وقد لاحت بقربي لائحة الصّراع العربيّ الصّهيونيّ،

 أيا حرائر تونس وأحرارها هل تشعرون بحالي؟

...

هل من طبيب لداء الرّياء يشفي نفوسا،

 تاجرت بفلسطين على امتداد السّنين والأعوام؟

...

كانت فلسطين لهم،

 دجاجة من بيضها السّمين يأكلون

كانت فلسطين لهم،

 شعارات جوفاء بها يتاجرون

طوبى لهم، على أيديهم أصبح حرم جامعيّ من ورق

 فألفُ يشكرون

على أيديهم أصبحت كلّية الآداب والعلوم الانسانيّة بصفاقس

مباحة... فألفُ يشكرون

مؤامرة التّطبيع تسرّبت،

 فكلّ تطبيع، وهم سالمون

من مطبخ السّلطان يأكلون

في نفاقهم يعمهون

وفي سمسرتهم يواصلون

 

 

 

 

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews