إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

الحوار والتواصل للحد من العنف المدرسي.. قراءة أولية في ندوة التوقي من العنف والسلوكات المحفوفة بالمخاطر

 

 

                      

لا يمكن ببساطة الخلط بين العنف في المدارس وأشكال أخرى من العنف أو الانحراف. إنه بالفعل محدد في أشكاله وأسبابه وفي سياقه

بقلم: منذر عافي (*)

تنزلت الندوة في إطار الحرص على الارتقاء بالمؤسسة التربوية الى فضاء دامج وقادر على توفير تربية جيدة وشاملة للجميع عبر حياة تقوم على التواصل والحوار والتفاهم بين جميع افراد الاسرة التربوية وسط مناخ مدرسي يكرس قواعد العيش معا ويتيح إشاعة مختلف القيم ذات العلاقة.

الهدف الاستراتيجي

 يتمثل الهدف الاستراتيجي من مثل هذه الندوات في رصد مختلف السلوكات المنافية لقواعد العيش معا في الوسط المدرسي بهد تطوير الاليات المتاحة وإيجاد صيغ أخرى وبدائل جديدة للتدخل في ضوء النقائص المرصودة والثغرات المسجلة.

الأهداف الفرعية

*تشخيص ظاهرة السلوكات المنافية لقواعد العيش معا في الوسط المدرسي : واقعها وافاقها .

*اتاحة الفرصة لمختلف الشركاء لتعميق التفكير وتوسيع نطاق الحوار في ظاهرة السلوكيات المنافية لقواعد العيش المشترك في الوسط المدرسي من أجل ضمان تعددية التدخل وتأمين نجاعته.

*تحسيس مختلف الأطراف ذات العلاقة بالأدوار الموكلة اليها في كل مستوى من مستويات التدخل المتصلة بهذه الظاهرة:

                 -التدخل في مستوى الوقاية

                  - التدخل في مستوى التأطير

                 - التدخل في مستوى العلاج

* تقديم شهادات مختلف الأطراف ذات العلاقة بهذه الظاهرة (تلاميذ/مدرسين/ مستشارين في الاعلام والتوجيه المدرسي والجامعي/اطار اداري وبيداغوجي/أولياء/جمعيات ومنظمات...) عبر ورشات وموائد مستديرة تُنظّمُ للغرض، واستعراض نماذج من التجارب الميدانية ذات العلاقة بموضوع الندوة وأهدافها

الخروج بتوصيات عملية وصيغ جديدة للتدخل في هذا المجال تكون قادرة على تفعيل العمل التشاركي في اتجاه تامين وقاية اشمل وضمان تأطير أنجع.

• إنشاء بيئة تعليمية لا يتم فيها التسامح مع العنف، وذلك للحفاظ على ثقافة التعايش الدائم؛ • الاستجابة للعنف عند حدوثه، من أجل حماية مبدأ التعايش.

ليست هذه الندوة مجرد رد فعل على حالة أزمة؛

 من المؤكد ان العنف المدرسي في تونس وفي العالم يعتبر مصدر قلق تربوي واجتماعي وسياسي. ولقد تطور العنف المدرسي من حالات معزولة الى ظاهرة اجتماعية شغلت الرأي العام وخاصة في خلال العشرية الأخيرة، وأصبحت موضوعًا للنقاش ومصدر قلق مجتمعي واحتلت حيزا كبيرا في وسائل الاعلام، لذلك من الضروري البدء بتوضيح مفهوم العنف في المدرسة، من أجل الانفصال عن التصورات الخاطئة الشائعة المحتملة وبالتالي البدء وفق أساس جيد لا مكان فيه للتهويل ولا يسمح بالتهوين من شان الظاهرة كذلك. تتطلب التحديات العديدة التي العنف في المدارس أولاً فهم خصائص السلوك العدواني والعنيف، فضلاً عن السياقات العديدة التي يتم فيها التعبير عن هذه السلوكيات. مع مراعاة التطورات الرقمية، لذلك ينبغي أن نتعامل أيضًا مع مظاهر العنف السيبراني بين التلاميذ، فيما يتعلق بالعنف الذي يمارسونه ويعانون منه في المدرسة، يتم إيلاء اهتمام خاص لدور البيئة المدرسية في الحفاظ على عوامل الخطر أو الحد منها، وكذلك في تعزيز بعض العوامل والعمليات الوقائية. في هذا الصدد، يتم التركيز على العوامل التي يكون للعمل التربوي تأثير حقيقي عليها. يعرض الجهود التي بذلتها وزارة التربية لمنع وتقليل العنف في المدارس.

المدرسة باعتبارها بيئة مجتمعية

من المعلوم أن المدرسة هي بيئة مجتمعية تتفاعل فيها علاقات معقدة يمكن ان تؤدي إلى مظاهر متعددة للعنف، ولكن المدرسة أيضًا فضاء متميز لدعم تعلم السلوكيات الاجتماعية الإيجابية وتطوير السلوك الاجتماعي والعاطفي الذي يسمح للأفراد بتطوير كفايات إدارة علاقاتهم الشخصية بشكل مناسب.

 وتهدف هذه الندوة أولاً التمييز الواضح بين ثلاثة مكونات للظاهرة،

-وهي تشخيص الظاهرة،

-كشف خطورتها

-وتبيان الأساليب العملية والبيداغوجية لمعالجتها .

وهو امر يدعونا صراحة الى الإفصاح عن حقيقة الظاهرة بشكل جيد هو مبدأ أساسي ستعتمده وزارة التربية في تصديها للعنف المدرسي استنادا أساسا الى مقاربة علمية لذلك لن نجد حرجا في الحديث عن ظواهر خطيرة تهدد المدارس كالانتحار والتحرش والابتزاز والضرب العقاب البدني والتنمر وتعاطي المخدرات والمسكرات وغيرها .

وبطبيعة الحال لا يمكن التعامل مع جميع حالات العنف بذات الطريقة ففيها ما يخضع لسلطة القضاء، وفيها ما يشكل التعطي معه جزء من الحياة المدرسية وتتم معالجتها معالجة تربوية وتأديبية. تأثير هادف ودائم للتدابير المعمول بها بالفعل.

من أجل فهم ظاهرة العنف ومنع انتشارها في مؤسساتنا التربوية

الفائدة المرجوة من هذه الندوة: تكمن في المساعدة على توضيح بعض المفاهيم أو التي قد تبدو بداهة بسيطة وواضحة أو غامضة أو حتى ملتبسة في علاقة بالعنف في الوسط المدرسي. لذلك يمكن ان نطرح الإشكاليات التالية :

-كيف يمكن قياس تأثير العنف المدرسي وإدراك آثار الضارة على التعلم والنمو المعرفي والعاطفي والجسدي للتلاميذ؟

-ما هي الحلول، وما هي المبادرات الكفيلة بإنشاء بيئة مدرسية تواصلية ومضيافة؟

-هل نتعامل مع ظاهرة العنف المدرسي على أنها ازمة تتطلب معالجة محددة

-أو يجب أن نفهم بشكل شامل مشاكل الحياة المدرسية (تنظيم الحياة المدرسية / العلاقات بين أعضاء الاسرة التربوية وبين المدرسة والبيئة/ الزمن المدرسي/ الإدارة المدرسية والشراكة مع المجتمع المدني، إلخ...الخروج بتوصيات عملية وصيغ جديدة للتدخل في هذا المجال تكون قادرة على تفعيل العمل التشاركي في اتجاه تامين وقاية اشمل وضمان تأطير أنجع.ويمكن أن يتم التفكير فيإنشاء لجنة الوطنية لمكافحة العنف في المدارس تكونتركيبتها مفتوحة على نطاق واسع لتشمل جميع الشركاء في مكافحة العنف، وتتمثل مهمة هذه اللجنة في تحديد ظواهر العنف في المدرسة وتحليلها واقتراح الاستجابات المناسبة.

العنف المدرسي هل هو عنف مجتمعي؟

لا يمكن ببساطة الخلط بين العنف في المدارس وأشكال أخرى من العنف أو الانحراف. إنه بالفعل محدد في أشكاله وأسبابه وفي سياقه. يحدث في مؤسسة معينة، مع ضحايا ومعتدين محددين: يهتم البحث الاجتماعي بشكل متزايد بتأثيرات السياق للمدرسة نفسها –كيف يساهم تنظيمها الداخلي في انتشار العنف أو يمنعه بالعكس. ومع ذلك، فإن السياق الاجتماعي والسياسي والثقافي والمجتمعي يتفاعل بشكل كبير مع المؤسسة المدرسية. في بعض البلدان، تظل المدرسة محمية للغاية من قبل السكان أنفسهم، وفي بلدان أخرى، على العكس من ذلك،

تكشف المفاهيم السائدة المستخدمة حاليًا لتأهيل هذه السلوكيات في هذا الصدد: السلوك المعادي للمجتمع، والاضطرابات السلوكية أو حتى السلوك المحفوف بالمخاطر. بالأمس كنا نتحدث بشكل رئيسي عن عنف المؤسسة. اليوم،

يبدو من العسير فصل مشكلة العنف في المدارس عن مشكلة المناخ المدرسي والحياة المدرسية. يتعلق الأمر بفهم كيف يمكن للمدرسة أن تكون عاملاً وقائيًا ضد العنف: التوعية أم الاستبعاد؟ يجب النظر إلى التعليم بشكل شامل، حيث تلعب المدارس اليوم دورًا حاسمًا في التنمية الشاملة للأطفال. يشمل منع العنف تدابير رد الفعل، وقبل كل شيء، تدابير استباقيةتتضمن الوقاية الاستباقية من العنف تطوير المناهج والكتب المدرسية، وتكوين المدرسين والمؤطرين، وإشراك الجمعيات والمنظمات والهياكل النقابية والاولياء ، والتثقيف في مجال حقوق الإنسان، ومنع تعاطي المخدرات والكحول في المدرسة. وفي الواقع، تلعب وسائل الإعلام دورًا مهمًا في منع العنف في المدارس من خلال التأثير على السلوك قصير المدى وطويل الأمد وزيادة الوعي بالعنف في المدارس. إن سلامة المدرسة في هذا السياق هي مسؤولية مشتركة بين وزارة التربية ووزارة الداخلية ومنظمات المجتمع والأولياء والتلاميذ.

*باحث في علم الاجتماع والتربية

 

 

 

 

الحوار والتواصل للحد من العنف المدرسي..  قراءة أولية في ندوة التوقي من العنف والسلوكات المحفوفة بالمخاطر

 

 

                      

لا يمكن ببساطة الخلط بين العنف في المدارس وأشكال أخرى من العنف أو الانحراف. إنه بالفعل محدد في أشكاله وأسبابه وفي سياقه

بقلم: منذر عافي (*)

تنزلت الندوة في إطار الحرص على الارتقاء بالمؤسسة التربوية الى فضاء دامج وقادر على توفير تربية جيدة وشاملة للجميع عبر حياة تقوم على التواصل والحوار والتفاهم بين جميع افراد الاسرة التربوية وسط مناخ مدرسي يكرس قواعد العيش معا ويتيح إشاعة مختلف القيم ذات العلاقة.

الهدف الاستراتيجي

 يتمثل الهدف الاستراتيجي من مثل هذه الندوات في رصد مختلف السلوكات المنافية لقواعد العيش معا في الوسط المدرسي بهد تطوير الاليات المتاحة وإيجاد صيغ أخرى وبدائل جديدة للتدخل في ضوء النقائص المرصودة والثغرات المسجلة.

الأهداف الفرعية

*تشخيص ظاهرة السلوكات المنافية لقواعد العيش معا في الوسط المدرسي : واقعها وافاقها .

*اتاحة الفرصة لمختلف الشركاء لتعميق التفكير وتوسيع نطاق الحوار في ظاهرة السلوكيات المنافية لقواعد العيش المشترك في الوسط المدرسي من أجل ضمان تعددية التدخل وتأمين نجاعته.

*تحسيس مختلف الأطراف ذات العلاقة بالأدوار الموكلة اليها في كل مستوى من مستويات التدخل المتصلة بهذه الظاهرة:

                 -التدخل في مستوى الوقاية

                  - التدخل في مستوى التأطير

                 - التدخل في مستوى العلاج

* تقديم شهادات مختلف الأطراف ذات العلاقة بهذه الظاهرة (تلاميذ/مدرسين/ مستشارين في الاعلام والتوجيه المدرسي والجامعي/اطار اداري وبيداغوجي/أولياء/جمعيات ومنظمات...) عبر ورشات وموائد مستديرة تُنظّمُ للغرض، واستعراض نماذج من التجارب الميدانية ذات العلاقة بموضوع الندوة وأهدافها

الخروج بتوصيات عملية وصيغ جديدة للتدخل في هذا المجال تكون قادرة على تفعيل العمل التشاركي في اتجاه تامين وقاية اشمل وضمان تأطير أنجع.

• إنشاء بيئة تعليمية لا يتم فيها التسامح مع العنف، وذلك للحفاظ على ثقافة التعايش الدائم؛ • الاستجابة للعنف عند حدوثه، من أجل حماية مبدأ التعايش.

ليست هذه الندوة مجرد رد فعل على حالة أزمة؛

 من المؤكد ان العنف المدرسي في تونس وفي العالم يعتبر مصدر قلق تربوي واجتماعي وسياسي. ولقد تطور العنف المدرسي من حالات معزولة الى ظاهرة اجتماعية شغلت الرأي العام وخاصة في خلال العشرية الأخيرة، وأصبحت موضوعًا للنقاش ومصدر قلق مجتمعي واحتلت حيزا كبيرا في وسائل الاعلام، لذلك من الضروري البدء بتوضيح مفهوم العنف في المدرسة، من أجل الانفصال عن التصورات الخاطئة الشائعة المحتملة وبالتالي البدء وفق أساس جيد لا مكان فيه للتهويل ولا يسمح بالتهوين من شان الظاهرة كذلك. تتطلب التحديات العديدة التي العنف في المدارس أولاً فهم خصائص السلوك العدواني والعنيف، فضلاً عن السياقات العديدة التي يتم فيها التعبير عن هذه السلوكيات. مع مراعاة التطورات الرقمية، لذلك ينبغي أن نتعامل أيضًا مع مظاهر العنف السيبراني بين التلاميذ، فيما يتعلق بالعنف الذي يمارسونه ويعانون منه في المدرسة، يتم إيلاء اهتمام خاص لدور البيئة المدرسية في الحفاظ على عوامل الخطر أو الحد منها، وكذلك في تعزيز بعض العوامل والعمليات الوقائية. في هذا الصدد، يتم التركيز على العوامل التي يكون للعمل التربوي تأثير حقيقي عليها. يعرض الجهود التي بذلتها وزارة التربية لمنع وتقليل العنف في المدارس.

المدرسة باعتبارها بيئة مجتمعية

من المعلوم أن المدرسة هي بيئة مجتمعية تتفاعل فيها علاقات معقدة يمكن ان تؤدي إلى مظاهر متعددة للعنف، ولكن المدرسة أيضًا فضاء متميز لدعم تعلم السلوكيات الاجتماعية الإيجابية وتطوير السلوك الاجتماعي والعاطفي الذي يسمح للأفراد بتطوير كفايات إدارة علاقاتهم الشخصية بشكل مناسب.

 وتهدف هذه الندوة أولاً التمييز الواضح بين ثلاثة مكونات للظاهرة،

-وهي تشخيص الظاهرة،

-كشف خطورتها

-وتبيان الأساليب العملية والبيداغوجية لمعالجتها .

وهو امر يدعونا صراحة الى الإفصاح عن حقيقة الظاهرة بشكل جيد هو مبدأ أساسي ستعتمده وزارة التربية في تصديها للعنف المدرسي استنادا أساسا الى مقاربة علمية لذلك لن نجد حرجا في الحديث عن ظواهر خطيرة تهدد المدارس كالانتحار والتحرش والابتزاز والضرب العقاب البدني والتنمر وتعاطي المخدرات والمسكرات وغيرها .

وبطبيعة الحال لا يمكن التعامل مع جميع حالات العنف بذات الطريقة ففيها ما يخضع لسلطة القضاء، وفيها ما يشكل التعطي معه جزء من الحياة المدرسية وتتم معالجتها معالجة تربوية وتأديبية. تأثير هادف ودائم للتدابير المعمول بها بالفعل.

من أجل فهم ظاهرة العنف ومنع انتشارها في مؤسساتنا التربوية

الفائدة المرجوة من هذه الندوة: تكمن في المساعدة على توضيح بعض المفاهيم أو التي قد تبدو بداهة بسيطة وواضحة أو غامضة أو حتى ملتبسة في علاقة بالعنف في الوسط المدرسي. لذلك يمكن ان نطرح الإشكاليات التالية :

-كيف يمكن قياس تأثير العنف المدرسي وإدراك آثار الضارة على التعلم والنمو المعرفي والعاطفي والجسدي للتلاميذ؟

-ما هي الحلول، وما هي المبادرات الكفيلة بإنشاء بيئة مدرسية تواصلية ومضيافة؟

-هل نتعامل مع ظاهرة العنف المدرسي على أنها ازمة تتطلب معالجة محددة

-أو يجب أن نفهم بشكل شامل مشاكل الحياة المدرسية (تنظيم الحياة المدرسية / العلاقات بين أعضاء الاسرة التربوية وبين المدرسة والبيئة/ الزمن المدرسي/ الإدارة المدرسية والشراكة مع المجتمع المدني، إلخ...الخروج بتوصيات عملية وصيغ جديدة للتدخل في هذا المجال تكون قادرة على تفعيل العمل التشاركي في اتجاه تامين وقاية اشمل وضمان تأطير أنجع.ويمكن أن يتم التفكير فيإنشاء لجنة الوطنية لمكافحة العنف في المدارس تكونتركيبتها مفتوحة على نطاق واسع لتشمل جميع الشركاء في مكافحة العنف، وتتمثل مهمة هذه اللجنة في تحديد ظواهر العنف في المدرسة وتحليلها واقتراح الاستجابات المناسبة.

العنف المدرسي هل هو عنف مجتمعي؟

لا يمكن ببساطة الخلط بين العنف في المدارس وأشكال أخرى من العنف أو الانحراف. إنه بالفعل محدد في أشكاله وأسبابه وفي سياقه. يحدث في مؤسسة معينة، مع ضحايا ومعتدين محددين: يهتم البحث الاجتماعي بشكل متزايد بتأثيرات السياق للمدرسة نفسها –كيف يساهم تنظيمها الداخلي في انتشار العنف أو يمنعه بالعكس. ومع ذلك، فإن السياق الاجتماعي والسياسي والثقافي والمجتمعي يتفاعل بشكل كبير مع المؤسسة المدرسية. في بعض البلدان، تظل المدرسة محمية للغاية من قبل السكان أنفسهم، وفي بلدان أخرى، على العكس من ذلك،

تكشف المفاهيم السائدة المستخدمة حاليًا لتأهيل هذه السلوكيات في هذا الصدد: السلوك المعادي للمجتمع، والاضطرابات السلوكية أو حتى السلوك المحفوف بالمخاطر. بالأمس كنا نتحدث بشكل رئيسي عن عنف المؤسسة. اليوم،

يبدو من العسير فصل مشكلة العنف في المدارس عن مشكلة المناخ المدرسي والحياة المدرسية. يتعلق الأمر بفهم كيف يمكن للمدرسة أن تكون عاملاً وقائيًا ضد العنف: التوعية أم الاستبعاد؟ يجب النظر إلى التعليم بشكل شامل، حيث تلعب المدارس اليوم دورًا حاسمًا في التنمية الشاملة للأطفال. يشمل منع العنف تدابير رد الفعل، وقبل كل شيء، تدابير استباقيةتتضمن الوقاية الاستباقية من العنف تطوير المناهج والكتب المدرسية، وتكوين المدرسين والمؤطرين، وإشراك الجمعيات والمنظمات والهياكل النقابية والاولياء ، والتثقيف في مجال حقوق الإنسان، ومنع تعاطي المخدرات والكحول في المدرسة. وفي الواقع، تلعب وسائل الإعلام دورًا مهمًا في منع العنف في المدارس من خلال التأثير على السلوك قصير المدى وطويل الأمد وزيادة الوعي بالعنف في المدارس. إن سلامة المدرسة في هذا السياق هي مسؤولية مشتركة بين وزارة التربية ووزارة الداخلية ومنظمات المجتمع والأولياء والتلاميذ.

*باحث في علم الاجتماع والتربية

 

 

 

 

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews