إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

جائزة نوبل ..بنكهة تونسية هذه المرّة

 

 

بقلم:محمد السبوعي(*)

يبدو ان ألفريد نوبل مخترع الديناميت سيكفّر عن ذنبه مرٍة أخرى بإحداث جائزة نوبل للحبّ..هذه الكلمة التي يفتقدها التونسيون ويندر وجودها على أرضنا المتصحرة فكريا وثقافيا وأخلاقيا..لقد ارتفع منسوب الحقد في بلادنا بدرجة كبيرة..فلا الرجل يحبّ زوجته..ولا الابن يحب والده ..ولا الأخ يحبّ أخاه...

لم أنتبه لهذه الكارثة إلا بعد حصول منجي الباوندي التونسي من أب تونسي ومن جدّ تونسي على جائزة نوبل للكيمياء...فاشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي لتثبت انه ليس تونسيا..ولا علاقة له بتونس وتكاد تنسبه إلى كوكب آخر...

يعلم الجميع إن أغلب الحاصلين على جوائز نوبل هم من الديانة اليهودية ولكن جنسياتهم متعددة ومنها تونسية حصلت على جائزة نوبل للفيزياء..ولكننا منغمسون مع أولاد مفيدة..وبوراوي الحنش وعلي شورّب وميدو وكل الأشكال البشعة التي جاءت بها منظومة الحكم الجديدة التي قادها حزب إسلامي على خلق كما تعلمنا من ديننا الحنيف..ولكن حزبنا الإسلامي الذي طلع بدره علينا جعلنا نعيش عصر الظلمات بامتياز..فأبطالنا ميدو وشوكو وعلي شورب..وإعلامنا لم يخرج من التسويق للأثاث والمنتوجات التركية التي أربكت اقتصادنا وجعلنا نستورد ملثوث الشعير والملسوقة لإعداد البريك...لم ننجز عملا دراميا عن الدغباجي او حنبعل وغيرهم ممن صاغوا تاريخنا المجيد .لنحتفل بالشوّاذ والمخّثين والمجرمين...

      ****

مازوشيون نحن هذه الأيام...مازوشيون لدرجة لا تجعلنا نخرج في الساحات العامّة ونتبادل التهاني لفوز علمائنا بجائزة علمية هي الأرفع في العالم.. أتابع جميع القنوات العالمية تتحدث عن منجي الباوندي وأصوله التونسية العريقة ولا أرى على مواقع التواصل الاجتماعي غير التشكيك في تونسيته وفي علمه ..ومنهم من سألني بماذا أفاد التونسيين عالمكم هذا.؟؟؟ نعم هو لا يعلم إن أديسون اضاء العالم..وفليمنغ أنقذ البشرية من الجراثيم البيولوجية ولكن لا أحد كان قادرا على إنقاذنا من هذه الجراثيم البشرية..لا العلم ولا الدين ولا الايديولوجيا كانوا قادرون على إنقاذ البشرية من هذه الجراثيم المتكاثرة والمتفاخرة بجهلها وعصبيتها وقدرتها على الفتك بمجتمعاتها..فتجعل من أشباهها أبطالا وتهمّش العلماء والمفكّرين وتسخر منهم...

        ****

نعم حصل تونسيّ واسمه المنجي على جائزة نوبل للكيمياء أحد أهمّ العلوم الصحيحة..وليس غريبا على بلد حنبعل وأميلكار وماغون ...وابن خلدون وحسن حسني عيد الوهاب وابن أبي الضياف وفرحات حشّاد وبورقيبة وصالح بن يوسف والدغباجي والبشير بن زديرة والهادي الجويني وصليحة والقمودي وعتوقة وتميم الحزامي والعرقبي وأنس جابر وما لايحصى من الأساطير كلّ في ميدانه...رفعوا رايتنا عاليا وخافقة في جميع أنحاء العالم..ولا عزاء للإنكشاريين وعملاء الاستعمار..الف مبروك للعرب والأمازين للتونسيين من جميع الطبقات والأديان..ومازال على هذه الأرض ما يستحقّ الفخر فخور بتونسيتي إلى الأبد

*كاتب وشاعر

 

 

جائزة نوبل ..بنكهة تونسية هذه المرّة

 

 

بقلم:محمد السبوعي(*)

يبدو ان ألفريد نوبل مخترع الديناميت سيكفّر عن ذنبه مرٍة أخرى بإحداث جائزة نوبل للحبّ..هذه الكلمة التي يفتقدها التونسيون ويندر وجودها على أرضنا المتصحرة فكريا وثقافيا وأخلاقيا..لقد ارتفع منسوب الحقد في بلادنا بدرجة كبيرة..فلا الرجل يحبّ زوجته..ولا الابن يحب والده ..ولا الأخ يحبّ أخاه...

لم أنتبه لهذه الكارثة إلا بعد حصول منجي الباوندي التونسي من أب تونسي ومن جدّ تونسي على جائزة نوبل للكيمياء...فاشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي لتثبت انه ليس تونسيا..ولا علاقة له بتونس وتكاد تنسبه إلى كوكب آخر...

يعلم الجميع إن أغلب الحاصلين على جوائز نوبل هم من الديانة اليهودية ولكن جنسياتهم متعددة ومنها تونسية حصلت على جائزة نوبل للفيزياء..ولكننا منغمسون مع أولاد مفيدة..وبوراوي الحنش وعلي شورّب وميدو وكل الأشكال البشعة التي جاءت بها منظومة الحكم الجديدة التي قادها حزب إسلامي على خلق كما تعلمنا من ديننا الحنيف..ولكن حزبنا الإسلامي الذي طلع بدره علينا جعلنا نعيش عصر الظلمات بامتياز..فأبطالنا ميدو وشوكو وعلي شورب..وإعلامنا لم يخرج من التسويق للأثاث والمنتوجات التركية التي أربكت اقتصادنا وجعلنا نستورد ملثوث الشعير والملسوقة لإعداد البريك...لم ننجز عملا دراميا عن الدغباجي او حنبعل وغيرهم ممن صاغوا تاريخنا المجيد .لنحتفل بالشوّاذ والمخّثين والمجرمين...

      ****

مازوشيون نحن هذه الأيام...مازوشيون لدرجة لا تجعلنا نخرج في الساحات العامّة ونتبادل التهاني لفوز علمائنا بجائزة علمية هي الأرفع في العالم.. أتابع جميع القنوات العالمية تتحدث عن منجي الباوندي وأصوله التونسية العريقة ولا أرى على مواقع التواصل الاجتماعي غير التشكيك في تونسيته وفي علمه ..ومنهم من سألني بماذا أفاد التونسيين عالمكم هذا.؟؟؟ نعم هو لا يعلم إن أديسون اضاء العالم..وفليمنغ أنقذ البشرية من الجراثيم البيولوجية ولكن لا أحد كان قادرا على إنقاذنا من هذه الجراثيم البشرية..لا العلم ولا الدين ولا الايديولوجيا كانوا قادرون على إنقاذ البشرية من هذه الجراثيم المتكاثرة والمتفاخرة بجهلها وعصبيتها وقدرتها على الفتك بمجتمعاتها..فتجعل من أشباهها أبطالا وتهمّش العلماء والمفكّرين وتسخر منهم...

        ****

نعم حصل تونسيّ واسمه المنجي على جائزة نوبل للكيمياء أحد أهمّ العلوم الصحيحة..وليس غريبا على بلد حنبعل وأميلكار وماغون ...وابن خلدون وحسن حسني عيد الوهاب وابن أبي الضياف وفرحات حشّاد وبورقيبة وصالح بن يوسف والدغباجي والبشير بن زديرة والهادي الجويني وصليحة والقمودي وعتوقة وتميم الحزامي والعرقبي وأنس جابر وما لايحصى من الأساطير كلّ في ميدانه...رفعوا رايتنا عاليا وخافقة في جميع أنحاء العالم..ولا عزاء للإنكشاريين وعملاء الاستعمار..الف مبروك للعرب والأمازين للتونسيين من جميع الطبقات والأديان..ومازال على هذه الأرض ما يستحقّ الفخر فخور بتونسيتي إلى الأبد

*كاتب وشاعر

 

 

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews