إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

المعارضة تلجأ إلى التصعيد.. هل تحرج إضرابات الجوع الرئيس ومسار 25 جويلية؟

 

تونس-الصباح

نفذ أمس عدد من الناشطين السياسيين والحقوقيين إلى جانب عائلات الموقوفين في ما يعرف بقضية التآمر على أمن الدولة يوم غضب وإضرابا عاما عن الطعام بيوم تضامنا مع الموقوفين في القضية المذكورة أين دخل بعضهم في إضراب جوع منذ حوالي أسبوع  من داخل السجن.

وقد أعلن عدد من النشطاء السياسيين والمدنيين والحقوقيين في بيان، دخولهم في إضراب الجوع التضامني بيوم، ودعوا في بيان بالمناسبة أول أمس الأربعاء "كلّ القوى الوطنية والديمقراطية، أحزابا وجمعيات ورموزا وكلّ نفس مواطني حرّ، لتحمّل مسؤوليتهم التاريخية وإنقاذ تونس وشعبها من النزيف الذي يعصف بها".

من جهتها كانت قد أعلنت "تنسيقية عائلات المعتقلين السياسيين" دخول هذه العائلات في اعتصام مفتوح في مقر الحزب الجمهوري، إلى حين إطلاق سراح المعتقلين وإيقاف التتبعات في حقهم.

وتأتي هذه التحركات التضامنية التصعيدية اثر إضرابات الجوع التي أعلن عنها تباعا بعض الموقوفين في قضية ما يعرف بـ”التآمر على أمن الدولة” من داخل السجن ، مساندة للناشط السياسي وعضو جبهة الخلاص الوطني الموقوف في القضية ذاتها جوهر بن مبارك، والذي كان أول المعلنين دخوله في إضراب عن الطعام وذلك منذ أكثر من أسبوع.

ثم أعلن  راشد الغنوشي، رئيس حركة النهضة، ورئيس البرلمان المنحلّ،  عن دخوله في إضراب جوع لمدة ثلاثة أيام متتالية، تضامنا مع جوهر بن مبارك. كما أفاد الحزب الجمهوري بأنّ أمينه العام عصام الشابي وموقوفين آخرين، في ما يعرف بقضية “التآمر على أمن الدّولة”، هؤلاء المعتقلين (عصام الشابي وعبد الحميد الجلاصي، وغازي الشواشي، وخيّام التركي، ورضا بلحاج) ينفّذون إضرابا عن الطعام لمدة ثلاثة أيام، بداية من يوم 2 أكتوبر، تضامنا مع بن مبارك.

بدوره أعلن المنصف المرزوقي، الرئيس التونسي الأسبق، عن دخوله في إضراب جوع رمزي مع المعتقلين السياسيين، من واشنطن..

من جهته صرح العياشي الهمامي عضو هيئة الدفاع عن الموقوف فيما يعرف بـ"قضية التآمر على أمن الدولة"  الى أن هناك عددا من الحقوقيين والشخصيات في المجتمع المدني، سيضربون عن الطعام على غرار الصحفي زياد الهاني الذي انطلق في الإضراب والكاتب حاتم النفطي الذي نفذ تحركا احتجاجيا أمام السفارة التونسية بفرنسا.

كما أكد الهمامي بأن التحركات والاحتجاجية متواصلة للضغط على السلطات من أجل إطلاق سراح من وصفهم بالمساجين السياسيين.

الرئيس يرد

ويبدو أن المعارضة من خلال توحدها في خيار التصعيد عن طريق إضرابات الجوع من داخل السجون وخارجها وإلى جانب الضغط من اجل إطلاق سراح من تعتبرهم معتقلين ومساجين سياسيين، فهي تعمل في هذا التوقيت بالذات على إحراج الرئيس ومسار 25 جويلية في ظرف دقيق يتواصل فيه الفيتو على قرض صندوق النقد الدولي كما تواجه تمويلات مذكرة  الاتفاق مع الاتحاد الأوروبي صعوبات في التنفيذ. وهنا يؤكد محللون أن الموقف الخارجي من مسار الرئيس قيس سعيد هو السبب الرئيسي في وقف وتعثر التمويلات الخارجية لتونس.

وفي أول تعليق من أعلى هرم السلطة على الحركات التصعيدية للمعارضة وإضرابات الجوع من داخل السجون صرح أول أمس رئيس الجمهورية قيس سعيد، خلال زيارة إلى شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة ومحطة القطارات بجبل ، إنّ خصوم الأمس توحّدوا اليوم.

مضيفا  ”هناك من كان يصف خصمه بالسفاح في السابق واليوم أصبح يسانده ودخل في إضراب جوع تضامنا معه حتى في فرنسا هناك من أضرب عن الطعام.. وفي الحقيقة لا وجود لإضراب جوع كما يدّعون”.

تجدر الإشارة إلى أنها ليست المرة الأولى التي يلجأ فيها معارضو مسار 25 جويلية إلى سلاح إضراب الجوع فقد نفذت سابقا مجموعة من النشطاء في "مواطنون ضد الانقلاب" إضراب جوع في  24 ديسمبر 2021. وفي مقدمتهم الناشط السياسي والحقوقي عز الدين الحزقي والد جوهر بن مبارك الذي افتتح اليوم حراك إضرابات الجوع من داخل السجون.

وتاريخيا عرفت تونس سلسلة من تحركات إضراب الجوع الفردي والجماعي لكن أشهرها إضراب 2005 زمن الرئيس الراحل زين العابدين بن علي  قبيل القمّة العالمية لمجتمع المعلومات التي احتضنتها تونس سنة 2005، حينها نظم عدد من المناضلين السياسيين والحقوقيين إضراب جوع احتجاجا على أوضاع الحريات، تمخضت عنه جبهة 18 أكتوبر. كما نفذ سابقا أحمد نجيب الشابي، ورفيقة دربه  في الحزب الديمقراطي التقدمي المرحومة مية الجريبي، جملة من إضرابات الجوع المتتالية في إطار الدفاع عن حق حزبهم في ممارسة نشاطه السياسي.

م.ي

المعارضة تلجأ إلى التصعيد..   هل تحرج إضرابات الجوع الرئيس ومسار 25 جويلية؟

 

تونس-الصباح

نفذ أمس عدد من الناشطين السياسيين والحقوقيين إلى جانب عائلات الموقوفين في ما يعرف بقضية التآمر على أمن الدولة يوم غضب وإضرابا عاما عن الطعام بيوم تضامنا مع الموقوفين في القضية المذكورة أين دخل بعضهم في إضراب جوع منذ حوالي أسبوع  من داخل السجن.

وقد أعلن عدد من النشطاء السياسيين والمدنيين والحقوقيين في بيان، دخولهم في إضراب الجوع التضامني بيوم، ودعوا في بيان بالمناسبة أول أمس الأربعاء "كلّ القوى الوطنية والديمقراطية، أحزابا وجمعيات ورموزا وكلّ نفس مواطني حرّ، لتحمّل مسؤوليتهم التاريخية وإنقاذ تونس وشعبها من النزيف الذي يعصف بها".

من جهتها كانت قد أعلنت "تنسيقية عائلات المعتقلين السياسيين" دخول هذه العائلات في اعتصام مفتوح في مقر الحزب الجمهوري، إلى حين إطلاق سراح المعتقلين وإيقاف التتبعات في حقهم.

وتأتي هذه التحركات التضامنية التصعيدية اثر إضرابات الجوع التي أعلن عنها تباعا بعض الموقوفين في قضية ما يعرف بـ”التآمر على أمن الدولة” من داخل السجن ، مساندة للناشط السياسي وعضو جبهة الخلاص الوطني الموقوف في القضية ذاتها جوهر بن مبارك، والذي كان أول المعلنين دخوله في إضراب عن الطعام وذلك منذ أكثر من أسبوع.

ثم أعلن  راشد الغنوشي، رئيس حركة النهضة، ورئيس البرلمان المنحلّ،  عن دخوله في إضراب جوع لمدة ثلاثة أيام متتالية، تضامنا مع جوهر بن مبارك. كما أفاد الحزب الجمهوري بأنّ أمينه العام عصام الشابي وموقوفين آخرين، في ما يعرف بقضية “التآمر على أمن الدّولة”، هؤلاء المعتقلين (عصام الشابي وعبد الحميد الجلاصي، وغازي الشواشي، وخيّام التركي، ورضا بلحاج) ينفّذون إضرابا عن الطعام لمدة ثلاثة أيام، بداية من يوم 2 أكتوبر، تضامنا مع بن مبارك.

بدوره أعلن المنصف المرزوقي، الرئيس التونسي الأسبق، عن دخوله في إضراب جوع رمزي مع المعتقلين السياسيين، من واشنطن..

من جهته صرح العياشي الهمامي عضو هيئة الدفاع عن الموقوف فيما يعرف بـ"قضية التآمر على أمن الدولة"  الى أن هناك عددا من الحقوقيين والشخصيات في المجتمع المدني، سيضربون عن الطعام على غرار الصحفي زياد الهاني الذي انطلق في الإضراب والكاتب حاتم النفطي الذي نفذ تحركا احتجاجيا أمام السفارة التونسية بفرنسا.

كما أكد الهمامي بأن التحركات والاحتجاجية متواصلة للضغط على السلطات من أجل إطلاق سراح من وصفهم بالمساجين السياسيين.

الرئيس يرد

ويبدو أن المعارضة من خلال توحدها في خيار التصعيد عن طريق إضرابات الجوع من داخل السجون وخارجها وإلى جانب الضغط من اجل إطلاق سراح من تعتبرهم معتقلين ومساجين سياسيين، فهي تعمل في هذا التوقيت بالذات على إحراج الرئيس ومسار 25 جويلية في ظرف دقيق يتواصل فيه الفيتو على قرض صندوق النقد الدولي كما تواجه تمويلات مذكرة  الاتفاق مع الاتحاد الأوروبي صعوبات في التنفيذ. وهنا يؤكد محللون أن الموقف الخارجي من مسار الرئيس قيس سعيد هو السبب الرئيسي في وقف وتعثر التمويلات الخارجية لتونس.

وفي أول تعليق من أعلى هرم السلطة على الحركات التصعيدية للمعارضة وإضرابات الجوع من داخل السجون صرح أول أمس رئيس الجمهورية قيس سعيد، خلال زيارة إلى شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة ومحطة القطارات بجبل ، إنّ خصوم الأمس توحّدوا اليوم.

مضيفا  ”هناك من كان يصف خصمه بالسفاح في السابق واليوم أصبح يسانده ودخل في إضراب جوع تضامنا معه حتى في فرنسا هناك من أضرب عن الطعام.. وفي الحقيقة لا وجود لإضراب جوع كما يدّعون”.

تجدر الإشارة إلى أنها ليست المرة الأولى التي يلجأ فيها معارضو مسار 25 جويلية إلى سلاح إضراب الجوع فقد نفذت سابقا مجموعة من النشطاء في "مواطنون ضد الانقلاب" إضراب جوع في  24 ديسمبر 2021. وفي مقدمتهم الناشط السياسي والحقوقي عز الدين الحزقي والد جوهر بن مبارك الذي افتتح اليوم حراك إضرابات الجوع من داخل السجون.

وتاريخيا عرفت تونس سلسلة من تحركات إضراب الجوع الفردي والجماعي لكن أشهرها إضراب 2005 زمن الرئيس الراحل زين العابدين بن علي  قبيل القمّة العالمية لمجتمع المعلومات التي احتضنتها تونس سنة 2005، حينها نظم عدد من المناضلين السياسيين والحقوقيين إضراب جوع احتجاجا على أوضاع الحريات، تمخضت عنه جبهة 18 أكتوبر. كما نفذ سابقا أحمد نجيب الشابي، ورفيقة دربه  في الحزب الديمقراطي التقدمي المرحومة مية الجريبي، جملة من إضرابات الجوع المتتالية في إطار الدفاع عن حق حزبهم في ممارسة نشاطه السياسي.

م.ي

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews