إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

حكاياتهم .. نقمة القوة ..!.

 

يرويها: أبوبكر الصغير

‎الحروب لا تحدّد من هو المنتصر، بل تحدد فقط من هو التالي .

‎لم يعد علم الاستراتيجيا مجرد فن الحرب الكبرى أو النضال الثوري، أو الردع أو اللاعنف، أو عمل العسكريين والسياسيين.

ولم يعد الأمر يقتصر على الجغرافيا السياسية للعلاقات الدولية، أو السيطرة على الاقتصاد أو الأمن، أو تكتيكات الأحزاب والنقابات، والطبقات وجماعات الضغط أو تنظيم البحث والإدارة في المختبرات أو الشركات هي محدّدات لهذا العمل الاستراتيجي .

إن تحديد الشركاء والخصوم، من الأفراد إلى الأمم والحضارات، في مثلثات إستراتيجية كبيرة بشكل متزايد، هو وجود الآخر ويغير شدة معارضاتهم أو تحالفاتهم أو اندماجاتهم.

إنه يبني المبادئ والنماذج وأنظمة الزمان والمكان، لكنه يوقظ الشكوك القديمة حول الإرادة الحرة والحتمية، وإرادة القوة وعبثية الوجود، ومعنى التاريخ وخطر الحدث. إنه تحقيق الرغبة، إنه أيضا انعكاس مخيب للآمال للكوارث.

تماما مثلما انسحبت الولايات المتحدة من أفغانستان تجر أذيال الخيبة منذ عامين، يحصل نفس الأمر مع فرنسا  ليبدو بالنسبة إلى الحكام الجدد في النيجر نصرا مدويا .

التزم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بمناقشة سياسة فرنسا في القارة، وخاصة في منطقة الساحل، حيث يتم رفضها بشكل متزايد .

منذ أكثر من عشر سنوات افتقرت الإستراتيجية الفرنسية في منطقة الساحل بشدة إلى المساءلة الديمقراطية .

العملية العسكرية التي نفذها الجيش الفرنسي في منطقة الساحل والصحراء على وجه الخصوص، بين عامي 2014 و2022، والمعروفة باسم "برخان" لم يتم طرحها للتصويت والمصادقة من قبل البرلمان الفرنسي .

كما يتزايد التنازع داخل مؤسسات الدولة الفرنسية على وجود الجيش الفرنسي في إفريقيا.

إن رحيل هذا الجيش من النيجر، بعد عقد من الأخطاء الإستراتيجية، يمحو النجاحات العسكرية في المنطقة التي ترى باريس الآن أنها معرضة لخطر كبير في مواجهة المد الجهادي.

نظرة إلى الوراء على ثماني سنوات من المشاركة العسكرية الفرنسية في منطقة الساحل وعلى حساب مقتل 58 جنديا فرنسيا، تمكنت من احتواء التهديد لفترة طويلة، وتعطيل الشبكات والقضاء على القادة الإرهابيين .

لكن مشكل باريس أنها هو مشكل الرغبة الحقيقية والصادقة في الشراكة مع دول كانت مستعمراتها القديمة من المغرب العربي الى الساحل الى مناطق أخرى من العالم في أي عمل عسكري أو شكل من أشكال التدخل .

ولكن اليوم ماذا يعني موقف إعادة الانتشار العسكري الفرنسي في إفريقيا، في ظلّ كلّ هذا الرفض، إنها بلا شكّ مغامرة جديدة محفوفة بكثير من المخاطر خاصة بعد إعلان متمردي الطوارق في شمال مالي، الأحد، الاستيلاء على قاعدة عسكرية أخرى من الجيش بعد قتال في شمال البلاد.

والقاعدة العسكرية هي الرابعة التي يتم الاستيلاء عليها في سلسلة هجمات شنها تحالف متمرد معروف باسم "تنسيقية حركات أزواد" منذ شهر أوت الماضي بعد رحيل بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة التي ساعدت على مدى سنوات في الحفاظ على الهدوء الهش.

إن فرنسا تفقد إمبراطوريتها تدريجيا في إفريقيا على خلفية تعزيز نفوذ واشنطن وروسيا وحتى الصين وتركيا في المنطقة .

لكن في واقع الأمر ما هو حاصل عالميا أن في إفريقيا، وكذلك في العديد من المناطق الأخرى في العالم، هناك رغبة جديدة لدى العديد من الشعوب في الهروب، أو حتى وضع حد للهيمنة الغربية على العالم .

وهذا يشهد على رغبة عدد كبير من أنحاء العالم، وخاصة في إفريقيا، في التخلص من هذه الإمبريالية الغربية وخاصة من موضوع لا نتحدث عنه إلا قليلا في وسائل الإعلام والذي يمثل القيم المعاصرة لما هو موصول بحياة الناس التي يريد الغرب فرضها على هذه الشعوب .

أجمل دروس الحياة أنها تعلمنا بألا يجب أن نزحف عندما نشعر بشيء يدفعنا للطيران ..

حكاياتهم  .. نقمة القوة ..!.

 

يرويها: أبوبكر الصغير

‎الحروب لا تحدّد من هو المنتصر، بل تحدد فقط من هو التالي .

‎لم يعد علم الاستراتيجيا مجرد فن الحرب الكبرى أو النضال الثوري، أو الردع أو اللاعنف، أو عمل العسكريين والسياسيين.

ولم يعد الأمر يقتصر على الجغرافيا السياسية للعلاقات الدولية، أو السيطرة على الاقتصاد أو الأمن، أو تكتيكات الأحزاب والنقابات، والطبقات وجماعات الضغط أو تنظيم البحث والإدارة في المختبرات أو الشركات هي محدّدات لهذا العمل الاستراتيجي .

إن تحديد الشركاء والخصوم، من الأفراد إلى الأمم والحضارات، في مثلثات إستراتيجية كبيرة بشكل متزايد، هو وجود الآخر ويغير شدة معارضاتهم أو تحالفاتهم أو اندماجاتهم.

إنه يبني المبادئ والنماذج وأنظمة الزمان والمكان، لكنه يوقظ الشكوك القديمة حول الإرادة الحرة والحتمية، وإرادة القوة وعبثية الوجود، ومعنى التاريخ وخطر الحدث. إنه تحقيق الرغبة، إنه أيضا انعكاس مخيب للآمال للكوارث.

تماما مثلما انسحبت الولايات المتحدة من أفغانستان تجر أذيال الخيبة منذ عامين، يحصل نفس الأمر مع فرنسا  ليبدو بالنسبة إلى الحكام الجدد في النيجر نصرا مدويا .

التزم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بمناقشة سياسة فرنسا في القارة، وخاصة في منطقة الساحل، حيث يتم رفضها بشكل متزايد .

منذ أكثر من عشر سنوات افتقرت الإستراتيجية الفرنسية في منطقة الساحل بشدة إلى المساءلة الديمقراطية .

العملية العسكرية التي نفذها الجيش الفرنسي في منطقة الساحل والصحراء على وجه الخصوص، بين عامي 2014 و2022، والمعروفة باسم "برخان" لم يتم طرحها للتصويت والمصادقة من قبل البرلمان الفرنسي .

كما يتزايد التنازع داخل مؤسسات الدولة الفرنسية على وجود الجيش الفرنسي في إفريقيا.

إن رحيل هذا الجيش من النيجر، بعد عقد من الأخطاء الإستراتيجية، يمحو النجاحات العسكرية في المنطقة التي ترى باريس الآن أنها معرضة لخطر كبير في مواجهة المد الجهادي.

نظرة إلى الوراء على ثماني سنوات من المشاركة العسكرية الفرنسية في منطقة الساحل وعلى حساب مقتل 58 جنديا فرنسيا، تمكنت من احتواء التهديد لفترة طويلة، وتعطيل الشبكات والقضاء على القادة الإرهابيين .

لكن مشكل باريس أنها هو مشكل الرغبة الحقيقية والصادقة في الشراكة مع دول كانت مستعمراتها القديمة من المغرب العربي الى الساحل الى مناطق أخرى من العالم في أي عمل عسكري أو شكل من أشكال التدخل .

ولكن اليوم ماذا يعني موقف إعادة الانتشار العسكري الفرنسي في إفريقيا، في ظلّ كلّ هذا الرفض، إنها بلا شكّ مغامرة جديدة محفوفة بكثير من المخاطر خاصة بعد إعلان متمردي الطوارق في شمال مالي، الأحد، الاستيلاء على قاعدة عسكرية أخرى من الجيش بعد قتال في شمال البلاد.

والقاعدة العسكرية هي الرابعة التي يتم الاستيلاء عليها في سلسلة هجمات شنها تحالف متمرد معروف باسم "تنسيقية حركات أزواد" منذ شهر أوت الماضي بعد رحيل بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة التي ساعدت على مدى سنوات في الحفاظ على الهدوء الهش.

إن فرنسا تفقد إمبراطوريتها تدريجيا في إفريقيا على خلفية تعزيز نفوذ واشنطن وروسيا وحتى الصين وتركيا في المنطقة .

لكن في واقع الأمر ما هو حاصل عالميا أن في إفريقيا، وكذلك في العديد من المناطق الأخرى في العالم، هناك رغبة جديدة لدى العديد من الشعوب في الهروب، أو حتى وضع حد للهيمنة الغربية على العالم .

وهذا يشهد على رغبة عدد كبير من أنحاء العالم، وخاصة في إفريقيا، في التخلص من هذه الإمبريالية الغربية وخاصة من موضوع لا نتحدث عنه إلا قليلا في وسائل الإعلام والذي يمثل القيم المعاصرة لما هو موصول بحياة الناس التي يريد الغرب فرضها على هذه الشعوب .

أجمل دروس الحياة أنها تعلمنا بألا يجب أن نزحف عندما نشعر بشيء يدفعنا للطيران ..

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews