إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

ممنوع من الحياد.. سلاح الفقراء لردع هيمنة الأقوياء

 

قد لا نجانب الصواب إذا اعتبرنا أن الأمين العام للأمم المتحدة الحالي غوتيريش هو الأضعف بل الأسوأ مقارنة بسابقيه، ولئن كان أطلق اللسان في توزيع بيانات الإدانة ووصفات التعبير عن استيائه و"انشغاله" العميق بما يحدث في العالم من صراعات وأزمات واهتزازات وكوارث تعيش على وقعها الشعوب البائسة فإنه يظل الأبعد عن اتخاذ أي قرار يبعد شبح "الفناء" عن عالم يقوده جنون السباق النووي.. والكلام طبعا للأمين العام للأمم المتحدة في اختتام أشغال الدورة الـ78 للأمم المتحدة الذي حذر من نهاية العالم بسبب التكالب الحاصل للحصول على السلاح النووي.. ونكاد نجزم أن عقم وفشل العدالة الدولية وهيمنة القوى المتنفذة عزز السباق النووي ودفع دول معادية للديموقراطية والحرية تسعى للحصول على النووي وتستثمر بكل الطرق المعلومة، المتاحة منها والسرية، الى أن يكون لها برنامج نووي يمكن أن يبدأ سلميا ولكنه قابل للتطور الى عكس ذلك بهدف الردع والتصدي لهيمنة الأقوى.. وقد رأينا قبل عقدين من الزمن كيف تم الترويج لمخاطر النووي العراقي لإسقاط نظام صدام حسين وتدمير هذا البلد وتأجيجه طائفيا ليتحول الى حلبة صراعات دموية لا تنتهي ..

الحديث عن خطر السباق النووي يعود الى السطح مع إعلان حكومة كوريا الشمالية أمس في أعقاب اجتماعات استمرت يومين تبني تعديلا دستوريا لصياغة سياستها المتعلقة بالقوة النووية، فيما تعهد زعيمها بتسريع إنتاج الأسلحة النووية لردع ما وصفها باستفزازات الولايات المتحدة..

بيونغ يانغ خلصت الى أن حصولها على الأسلحة النووية ضمانة لحقها في الوجود ولردع الحرب..

دستور بيونغ يانغ الجديد يؤكد عدم تخليها عن برنامجها النووي تحت أي ذريعة كانت.. الأمر الذي جعل رد  الجار الياباني لا يتأخر حيث اعتبر رئيس الحكومة الياباني أن "التطوير النووي والصاروخي في كوريا الشمالية يشكل تهديدا لسلام وأمن اليابان والمجتمع الدولي، ولا يمكن التسامح معه أبدا" والأكيد أن الموقف ذاته يتسحب على كوريا الجنوبية والحليف الأمريكي والحلفاء الأوروبيين.. ولاشك أن استئثار دول النادي النووي بالسلاح النووي كان سيؤدي الى التسابق للحصول على هذا السلاح الذي سيعرف بسباق الفقراء كأحد أسلحة الردع الممكنة رغم كل المخاطر التي ترتبط بالسلاح النووي الذي قد يدفع الى فناء العالم ويسبب اكبر كارثة في تاريخ البشرية ..

لا خلاف أن السباق الجنوني للحصول على السلاح النووي بلغ مرحلة غير مسبوقة والأكيد أن في عودة الحرب الباردة في أعقد وأسوأ سيناريوهاتها مع اندلاع الحرب الروسية في أوكرانيا يدفع، لا الى الانتباه لهذا الخطر المتفاقم فحسب، ولكن الى تقييده والحد منه، وصولا الى منع الاختبارات النووية وإلغاء هذا السلاح حتى لا يندفع أي كان بسبب الجهل أو الغل أو الحقد أو الرغبة في الانتقام الى الدوس على الزر المحرم.. النادي النووي وأعضاؤه معلومون بدءا من روسيا التي تقر بامتلاك 6375 سلاحا نوويا والولايات المتحدة  5800 سلاحا نوويا، فرنسا 290 سلاحا نوويا.

والصين 320 سلاحا نوويا، المملكة المتحدة:  215 سلاحا نوويا وباكستان  160 سلاحا نوويا

والهند  150 سلاحا نوويا وإسرائيل 90 سلاحا نوويا   رغم عدم اعترافها بذلك وكوريا الشمالية:  بين 30-40 سلاحا نوويا وهي بالتأكيد خزينة نووية يمكن أن تدمر العالم وتحوله الى رذاذ حسب معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام.. وقد لا نكشف سرا إذا اعتبرنا أن أمريكا كانت أول من لجأ الى استعمال القنبلة الذرية في هيروشيما وناكازاكي بعد هجوم اليابان على بيرل هاربر ولا تزال التداعيات الكارثة لذلك الهجوم تؤرق العالم.. ومع ذلك فإن تطلعات الكثير من الدول للحصول على هذا السلاح باتت أولوية لردع المخاطر كما هو الحال في إيران التي لا تخفي تطلعاتها لتطوير برنامجها النووي رغم إصرارها على إصباغ صفة السلمية عليه وإيران تعتبر انه من حقها تطوير برنامجها النووي لردع الخطر الإسرائيلي، في المقابل فإن دول الخليج تعتبر أيضا أن من حقها الاستثمار في النووي لردع الخطر الإيراني والإسرائيلي، والأكيد أن العدوى ستستمر وستؤججها المخاوف والشكوك من الآخر وبذلك يصبح الخيار النووي أو سلاح الفقراء وسيلة الردع المطلوبة للتحصن من المخاطر بعد عودة التهديدات والتلويح بحرب عالمية ثالثة أو حرب نووية تراها روسيا خيارا مطروحا في كل حين مع تعقيدات الحرب في أوكرانيا التي مضى عليها ثمانية عشرة شهرا دون مؤشر على قرب نهاية النزيف ولكن مع تواتر المؤشرات عن تفتح شهية أوكرانيا للحصول على المزيد من الأسلحة بما يجعل كل السيناريوهات بشأن نهاية الحرب محتملة  ..

وبذلك تبقى دعوة الأمين العام للأمم المتحدة للدول النووية بالالتزام بعدم استخدام الأسلحة النووية تحت أي ظرف كان أشبه بمن يطلب من الغريق عدم التعلق بعجلة إنقاذ بين أمواج البحر ..

آسيا العتروس

ممنوع من الحياد..   سلاح الفقراء لردع هيمنة الأقوياء

 

قد لا نجانب الصواب إذا اعتبرنا أن الأمين العام للأمم المتحدة الحالي غوتيريش هو الأضعف بل الأسوأ مقارنة بسابقيه، ولئن كان أطلق اللسان في توزيع بيانات الإدانة ووصفات التعبير عن استيائه و"انشغاله" العميق بما يحدث في العالم من صراعات وأزمات واهتزازات وكوارث تعيش على وقعها الشعوب البائسة فإنه يظل الأبعد عن اتخاذ أي قرار يبعد شبح "الفناء" عن عالم يقوده جنون السباق النووي.. والكلام طبعا للأمين العام للأمم المتحدة في اختتام أشغال الدورة الـ78 للأمم المتحدة الذي حذر من نهاية العالم بسبب التكالب الحاصل للحصول على السلاح النووي.. ونكاد نجزم أن عقم وفشل العدالة الدولية وهيمنة القوى المتنفذة عزز السباق النووي ودفع دول معادية للديموقراطية والحرية تسعى للحصول على النووي وتستثمر بكل الطرق المعلومة، المتاحة منها والسرية، الى أن يكون لها برنامج نووي يمكن أن يبدأ سلميا ولكنه قابل للتطور الى عكس ذلك بهدف الردع والتصدي لهيمنة الأقوى.. وقد رأينا قبل عقدين من الزمن كيف تم الترويج لمخاطر النووي العراقي لإسقاط نظام صدام حسين وتدمير هذا البلد وتأجيجه طائفيا ليتحول الى حلبة صراعات دموية لا تنتهي ..

الحديث عن خطر السباق النووي يعود الى السطح مع إعلان حكومة كوريا الشمالية أمس في أعقاب اجتماعات استمرت يومين تبني تعديلا دستوريا لصياغة سياستها المتعلقة بالقوة النووية، فيما تعهد زعيمها بتسريع إنتاج الأسلحة النووية لردع ما وصفها باستفزازات الولايات المتحدة..

بيونغ يانغ خلصت الى أن حصولها على الأسلحة النووية ضمانة لحقها في الوجود ولردع الحرب..

دستور بيونغ يانغ الجديد يؤكد عدم تخليها عن برنامجها النووي تحت أي ذريعة كانت.. الأمر الذي جعل رد  الجار الياباني لا يتأخر حيث اعتبر رئيس الحكومة الياباني أن "التطوير النووي والصاروخي في كوريا الشمالية يشكل تهديدا لسلام وأمن اليابان والمجتمع الدولي، ولا يمكن التسامح معه أبدا" والأكيد أن الموقف ذاته يتسحب على كوريا الجنوبية والحليف الأمريكي والحلفاء الأوروبيين.. ولاشك أن استئثار دول النادي النووي بالسلاح النووي كان سيؤدي الى التسابق للحصول على هذا السلاح الذي سيعرف بسباق الفقراء كأحد أسلحة الردع الممكنة رغم كل المخاطر التي ترتبط بالسلاح النووي الذي قد يدفع الى فناء العالم ويسبب اكبر كارثة في تاريخ البشرية ..

لا خلاف أن السباق الجنوني للحصول على السلاح النووي بلغ مرحلة غير مسبوقة والأكيد أن في عودة الحرب الباردة في أعقد وأسوأ سيناريوهاتها مع اندلاع الحرب الروسية في أوكرانيا يدفع، لا الى الانتباه لهذا الخطر المتفاقم فحسب، ولكن الى تقييده والحد منه، وصولا الى منع الاختبارات النووية وإلغاء هذا السلاح حتى لا يندفع أي كان بسبب الجهل أو الغل أو الحقد أو الرغبة في الانتقام الى الدوس على الزر المحرم.. النادي النووي وأعضاؤه معلومون بدءا من روسيا التي تقر بامتلاك 6375 سلاحا نوويا والولايات المتحدة  5800 سلاحا نوويا، فرنسا 290 سلاحا نوويا.

والصين 320 سلاحا نوويا، المملكة المتحدة:  215 سلاحا نوويا وباكستان  160 سلاحا نوويا

والهند  150 سلاحا نوويا وإسرائيل 90 سلاحا نوويا   رغم عدم اعترافها بذلك وكوريا الشمالية:  بين 30-40 سلاحا نوويا وهي بالتأكيد خزينة نووية يمكن أن تدمر العالم وتحوله الى رذاذ حسب معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام.. وقد لا نكشف سرا إذا اعتبرنا أن أمريكا كانت أول من لجأ الى استعمال القنبلة الذرية في هيروشيما وناكازاكي بعد هجوم اليابان على بيرل هاربر ولا تزال التداعيات الكارثة لذلك الهجوم تؤرق العالم.. ومع ذلك فإن تطلعات الكثير من الدول للحصول على هذا السلاح باتت أولوية لردع المخاطر كما هو الحال في إيران التي لا تخفي تطلعاتها لتطوير برنامجها النووي رغم إصرارها على إصباغ صفة السلمية عليه وإيران تعتبر انه من حقها تطوير برنامجها النووي لردع الخطر الإسرائيلي، في المقابل فإن دول الخليج تعتبر أيضا أن من حقها الاستثمار في النووي لردع الخطر الإيراني والإسرائيلي، والأكيد أن العدوى ستستمر وستؤججها المخاوف والشكوك من الآخر وبذلك يصبح الخيار النووي أو سلاح الفقراء وسيلة الردع المطلوبة للتحصن من المخاطر بعد عودة التهديدات والتلويح بحرب عالمية ثالثة أو حرب نووية تراها روسيا خيارا مطروحا في كل حين مع تعقيدات الحرب في أوكرانيا التي مضى عليها ثمانية عشرة شهرا دون مؤشر على قرب نهاية النزيف ولكن مع تواتر المؤشرات عن تفتح شهية أوكرانيا للحصول على المزيد من الأسلحة بما يجعل كل السيناريوهات بشأن نهاية الحرب محتملة  ..

وبذلك تبقى دعوة الأمين العام للأمم المتحدة للدول النووية بالالتزام بعدم استخدام الأسلحة النووية تحت أي ظرف كان أشبه بمن يطلب من الغريق عدم التعلق بعجلة إنقاذ بين أمواج البحر ..

آسيا العتروس

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews