إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

بسبب الاوساخ والقمامة.. أفاعي وثعابين "تزحف" على المدن.. !!

ضرورة الضغط على البلديات من أجل القيام بدورها في رفع الفضلات وأكوام القمامة التي تتكدس في بعض المناطق لأسابيع عدة ..

تونس-الصباح

ثعبان كبير يطل برأسه مسببا ذعرا وفزعا كبيرين يرافقهما سخط واستياء لما آلت إليه الأوضاع.. مشهد جدّ مؤخرا لكنه ليس في احدى الصحاري أو الغابات البعيدة أو حتى إحدى المناطق النائية المهجورة بل أنه -ويا لفظاعة المشهد وغرابته- فقد سجل حضوره في مبيت جامعي وتحديدا في ولاية صفاقس في الوقت الذي يفترض فيه أن المبيت "محصن" بما أن أعمال الصيانة قد استكملت منذ أوت الماضي... حادثة تدفع الى طرح نقاط استفهام عديدة خاصة وأن الهجمة الشرسة للأفاعي على مناطق العمران تكررت في أكثر من مؤسسة...

من هذا المنطلق غزت الأفاعي وبشكل مفزع وملفت للانتباه على مدار السنوات الأخيرة عديد المقرات الرسمية من مؤسسات تربوية ومستشفيات بما يدعو الى التساؤل عن الأسباب التي تقف وراء ظهورها من ذلك هل أن الأمر رهين تراكم الاوساخ وغياب عمليات الصيانة والتهيئة أم أن هناك عوامل أخرى تقف وراءها...

تداول مؤخرا نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو نشرته طالبة مقيمة بالمبيت الجامعي الياسمين بصفاقس يظهر ثعبانا في رواق الطابق السفلي بالمبيت..

وقال مدير المبيت محمّد كريشان في تصريح لإذاعة "موزاييك أف أم" إن المبيت لم يشهد سابقا مثل هذه الوضعية، مشيرا إلى أنّه تمّ التعامل بجدية مع هذه الحادثة، وأخبار جميع السلط المعنية..

وأوضح كريشان أنّه تمّت مراسلة السلطة في مناسبات سابقة من أجل التدخّل وتنظيف محيط المبيت، حيث تتراكم أوساخ في أرض بيضاء محاذية لمؤسسة الإيواء الجامعي.

حادثة صفاقس هي مجرد عنوان من عناوين لحوادث مشابهة بما أنه  ليست المرة الأولى التي يعثر فيها على ثعبان بإحدى المبيتات الجامعية حيث شهد المبيت الجامعي الخميري بجندوبة حادثة مماثلة بعد أن عثر الطلبة على  ثعبان داخل المبيت.

وفي نفس الإطار أكدت مصادر مطلعة لـ"الصباح" أن ظهور الأفاعي في محيط المدارس أو المعاهد هو الخبز اليومي للتلاميذ القاطنين بالولايات الداخلية لاسيما في ولايات الجنوب وبعض المعتمديات في الشمال الغربي، وعزا المصدر بروز هذه الأفاعي التي وصفها بالخطرة نظرا لحجمها الكبير الى تراكم الفضلات وعدم قيام البلديات بدورها من حيث السهر على نظافة وجمالية المحيط.

حادثة الثعبان الذي اطل في مبيت صفاقس لا تعدو للأسف أن تكون سوى مجرد حلقة من حلقات عدة لحوادث ابطالها أيضا ثعابين فخلال شهر ماي الماضي تم في ولاية القيروان نقل امرأة إلى المستشفى بعد أن لدغتها  أفعى في إحدى الضيعات.  وبتاريخ 6 افريل 2022 تفطن تلاميذ مدرسة ابتدائية بولاية قفصة الى وجود افعى سامة داخل القسم.

 كما تم أيضا يوم 7جوان 2021 اكتشاف ثعبان  طوله لا يقل عن مترين في مدرسة ابتدائية بولاية سليانة وتدخل آنذاك الطاقم التعليمي من أجل إنقاذ حياة طفل كان بجوار الثعبان الذي يمكن أن يكون قاتلاً. 

وأوضحت تقارير محلية أن موظفَين في المدرسة الابتدائية في النمايرية التابعة لمعتمدية سليانة أنقذوا حياة التلميذ، علما أنه وفقا لما تناقلته عديد الأوساط الإعلامية فان التلميذ لاحظ أن الثعبان يبلغ طوله متران  وأنه كان تحت طاولته داخل أحد الفصول.

وبعيدا عن المؤسسات التربوية والمبيتات الجامعية فان الافاعي سجلت على مدار السنوات الماضية حضورها في المستشفيات وفي اقسام تحاليل طبية كما بلغ الامر حد مهاجمتها لأعوان الامن (ففي سنة 2020 هاجم ثعبان في ولاية سوسة دورية أمنية وكاد أن يتسبب في إصابة الاعوان، لتتكرر الحادثة أيضا سنة 2021 لكن في ولاية قفصة بعد أن حاول ثعبان يبلغ طوله متران مهاجمة دورية أمنية).

في هذا الخصوص يوجه كثيرون أصابع الاتهام إلى الهياكل الرسمية الموكول لها العناية بالبيئة ونظافة المحيط وجماليته بما أن تراكم الفضلات والاوساخ له عميق الأثر في بروز الثعابين وباقي الحشرات السامة في حين يتبنى آخرون طرحا مغايرا قوامه أن موجات الحر التي تضرب البلاد بين فينة وأخرى تعتبر من بين الأسباب الجوهرية في بروز الافاعي.

من جانب آخر وفي نفس السياق وبما ان السنوات الأخيرة  وتحديدا منذ سنة 2020 الى غاية اللحظة قد شهدت تواجدا  للأفاعي في المدن بعد أن كان حضورها فقط في الصحاري فقد أورد الخبير الدولي في مجال البيئة والتنمية المستدامة عادل هنتاتي في معرض تصريحاته لموقع رصيف22 تفاعلا آنذاك مع الهجمة غير المسبوقة للأفاعي على مستوى المدن خاصة وأن "الأنشطة الصناعية كثرت بصفة كبيرة في العالم، مما أدى إلى إفساد نقاء الهواء، وتوسع ثقب طبقة الأوزون، وأصبح الأكسجين الذي يتنفسه البشر ملوثاً، وحسب منظمة الصحة العالمية، فإن أول مسبب للموت في العالم هو تلوث الهواء وبالتالي وبعد أن توقفت حركة الطيران وتوقف البشر عن الأنشطة المسببة لتسمم الهواء  (في إشارة منه الى فترة الحجر الصحي) فان هذا الامر جعل الكرة الأرضية تتنفس مجدداً، وجعل الحيوانات تخرج بحرية في كامل المعمورة مثل الزواحف في تونس، بل إن بعضها تكاثر في زمن الجائحة بسبب نقص الصيد، على غرار الأسماك، الأمر الذي من شأنه إعادة التوازن البيئي على حد تشخيصه...

في هذا الخضم وبالعودة إلى حادثة صفاقس فقد أطلق كثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي صيحات فزع داعين فيها السلطات المعنية الى الضغط على البلديات من أجل القيام بدورها فيما يتعلق برفع الفضلات واكوام القمامة التي تتكدس في بعض المناطق لأسابيع عدة..، أما فيما يتعلق بالمؤسسات التربوية والمبيتات الجامعية فان كثيرين يرون أنه آن الأوان جديا للانطلاق في حملات نظافة وصيانة خاصة أن تقارير وخبراء يؤكدون انتشار نوعيات خطرة من الافاعي والثعابين في تونس على غرار الحية وافعى الرمال والكوبرا والافعى المقرنة..

منال حرزي

بسبب الاوساخ والقمامة.. أفاعي وثعابين "تزحف" على المدن.. !!

ضرورة الضغط على البلديات من أجل القيام بدورها في رفع الفضلات وأكوام القمامة التي تتكدس في بعض المناطق لأسابيع عدة ..

تونس-الصباح

ثعبان كبير يطل برأسه مسببا ذعرا وفزعا كبيرين يرافقهما سخط واستياء لما آلت إليه الأوضاع.. مشهد جدّ مؤخرا لكنه ليس في احدى الصحاري أو الغابات البعيدة أو حتى إحدى المناطق النائية المهجورة بل أنه -ويا لفظاعة المشهد وغرابته- فقد سجل حضوره في مبيت جامعي وتحديدا في ولاية صفاقس في الوقت الذي يفترض فيه أن المبيت "محصن" بما أن أعمال الصيانة قد استكملت منذ أوت الماضي... حادثة تدفع الى طرح نقاط استفهام عديدة خاصة وأن الهجمة الشرسة للأفاعي على مناطق العمران تكررت في أكثر من مؤسسة...

من هذا المنطلق غزت الأفاعي وبشكل مفزع وملفت للانتباه على مدار السنوات الأخيرة عديد المقرات الرسمية من مؤسسات تربوية ومستشفيات بما يدعو الى التساؤل عن الأسباب التي تقف وراء ظهورها من ذلك هل أن الأمر رهين تراكم الاوساخ وغياب عمليات الصيانة والتهيئة أم أن هناك عوامل أخرى تقف وراءها...

تداول مؤخرا نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو نشرته طالبة مقيمة بالمبيت الجامعي الياسمين بصفاقس يظهر ثعبانا في رواق الطابق السفلي بالمبيت..

وقال مدير المبيت محمّد كريشان في تصريح لإذاعة "موزاييك أف أم" إن المبيت لم يشهد سابقا مثل هذه الوضعية، مشيرا إلى أنّه تمّ التعامل بجدية مع هذه الحادثة، وأخبار جميع السلط المعنية..

وأوضح كريشان أنّه تمّت مراسلة السلطة في مناسبات سابقة من أجل التدخّل وتنظيف محيط المبيت، حيث تتراكم أوساخ في أرض بيضاء محاذية لمؤسسة الإيواء الجامعي.

حادثة صفاقس هي مجرد عنوان من عناوين لحوادث مشابهة بما أنه  ليست المرة الأولى التي يعثر فيها على ثعبان بإحدى المبيتات الجامعية حيث شهد المبيت الجامعي الخميري بجندوبة حادثة مماثلة بعد أن عثر الطلبة على  ثعبان داخل المبيت.

وفي نفس الإطار أكدت مصادر مطلعة لـ"الصباح" أن ظهور الأفاعي في محيط المدارس أو المعاهد هو الخبز اليومي للتلاميذ القاطنين بالولايات الداخلية لاسيما في ولايات الجنوب وبعض المعتمديات في الشمال الغربي، وعزا المصدر بروز هذه الأفاعي التي وصفها بالخطرة نظرا لحجمها الكبير الى تراكم الفضلات وعدم قيام البلديات بدورها من حيث السهر على نظافة وجمالية المحيط.

حادثة الثعبان الذي اطل في مبيت صفاقس لا تعدو للأسف أن تكون سوى مجرد حلقة من حلقات عدة لحوادث ابطالها أيضا ثعابين فخلال شهر ماي الماضي تم في ولاية القيروان نقل امرأة إلى المستشفى بعد أن لدغتها  أفعى في إحدى الضيعات.  وبتاريخ 6 افريل 2022 تفطن تلاميذ مدرسة ابتدائية بولاية قفصة الى وجود افعى سامة داخل القسم.

 كما تم أيضا يوم 7جوان 2021 اكتشاف ثعبان  طوله لا يقل عن مترين في مدرسة ابتدائية بولاية سليانة وتدخل آنذاك الطاقم التعليمي من أجل إنقاذ حياة طفل كان بجوار الثعبان الذي يمكن أن يكون قاتلاً. 

وأوضحت تقارير محلية أن موظفَين في المدرسة الابتدائية في النمايرية التابعة لمعتمدية سليانة أنقذوا حياة التلميذ، علما أنه وفقا لما تناقلته عديد الأوساط الإعلامية فان التلميذ لاحظ أن الثعبان يبلغ طوله متران  وأنه كان تحت طاولته داخل أحد الفصول.

وبعيدا عن المؤسسات التربوية والمبيتات الجامعية فان الافاعي سجلت على مدار السنوات الماضية حضورها في المستشفيات وفي اقسام تحاليل طبية كما بلغ الامر حد مهاجمتها لأعوان الامن (ففي سنة 2020 هاجم ثعبان في ولاية سوسة دورية أمنية وكاد أن يتسبب في إصابة الاعوان، لتتكرر الحادثة أيضا سنة 2021 لكن في ولاية قفصة بعد أن حاول ثعبان يبلغ طوله متران مهاجمة دورية أمنية).

في هذا الخصوص يوجه كثيرون أصابع الاتهام إلى الهياكل الرسمية الموكول لها العناية بالبيئة ونظافة المحيط وجماليته بما أن تراكم الفضلات والاوساخ له عميق الأثر في بروز الثعابين وباقي الحشرات السامة في حين يتبنى آخرون طرحا مغايرا قوامه أن موجات الحر التي تضرب البلاد بين فينة وأخرى تعتبر من بين الأسباب الجوهرية في بروز الافاعي.

من جانب آخر وفي نفس السياق وبما ان السنوات الأخيرة  وتحديدا منذ سنة 2020 الى غاية اللحظة قد شهدت تواجدا  للأفاعي في المدن بعد أن كان حضورها فقط في الصحاري فقد أورد الخبير الدولي في مجال البيئة والتنمية المستدامة عادل هنتاتي في معرض تصريحاته لموقع رصيف22 تفاعلا آنذاك مع الهجمة غير المسبوقة للأفاعي على مستوى المدن خاصة وأن "الأنشطة الصناعية كثرت بصفة كبيرة في العالم، مما أدى إلى إفساد نقاء الهواء، وتوسع ثقب طبقة الأوزون، وأصبح الأكسجين الذي يتنفسه البشر ملوثاً، وحسب منظمة الصحة العالمية، فإن أول مسبب للموت في العالم هو تلوث الهواء وبالتالي وبعد أن توقفت حركة الطيران وتوقف البشر عن الأنشطة المسببة لتسمم الهواء  (في إشارة منه الى فترة الحجر الصحي) فان هذا الامر جعل الكرة الأرضية تتنفس مجدداً، وجعل الحيوانات تخرج بحرية في كامل المعمورة مثل الزواحف في تونس، بل إن بعضها تكاثر في زمن الجائحة بسبب نقص الصيد، على غرار الأسماك، الأمر الذي من شأنه إعادة التوازن البيئي على حد تشخيصه...

في هذا الخضم وبالعودة إلى حادثة صفاقس فقد أطلق كثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي صيحات فزع داعين فيها السلطات المعنية الى الضغط على البلديات من أجل القيام بدورها فيما يتعلق برفع الفضلات واكوام القمامة التي تتكدس في بعض المناطق لأسابيع عدة..، أما فيما يتعلق بالمؤسسات التربوية والمبيتات الجامعية فان كثيرين يرون أنه آن الأوان جديا للانطلاق في حملات نظافة وصيانة خاصة أن تقارير وخبراء يؤكدون انتشار نوعيات خطرة من الافاعي والثعابين في تونس على غرار الحية وافعى الرمال والكوبرا والافعى المقرنة..

منال حرزي

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews