إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

حكاياتهم .. المعارضة.. ليست على قلب رجل واحد..! .

 

يرويها: أبو بكر الصغير

فقط أختبئ من جديد وكن سرا وابتعد عن الأضواء، وقم بما يلزم من مراجعات وإعادة النظر والتقييم، وفكر مليا وجيدا قبل أن تعود للفعل السياسي.

إذا كانت الشيخوخة هي الانسحاب الهادئ من الحياة فالفشل هو عين الانسحاب ونهاية تجربة أو مرحلة.

فقدت المعارضة تركيزها وبوصلتها مما قلّل من قدرتها على إحداث التغيير .

  إن الاحتجاج الفعّال لا يعتمد على المطالبة بحق الناس في التجمع فحسب، ولكن أيضا على توفّر الإرادة والرغبة التي يمكن التجمّع فيها وعلى فهم المواطنين لماهية خلفية هذا الحراك المعارض.

  إذ إن السهولة التي تتشكّل بها الحركات الاحتجاجية الحالية للمعارضة غالبا ما تفشل في بلورة قدرة تنظيم قوية بما يكفي لتهديد الأطراف الموجهة ضدّها أو حتى الإقناع بمسألة أو قضية ما.

 إنها معارضة لا ترى إلا ما تريد هي، رغم أن الشعب يريد ما لا تراه، فتفقد بذلك قيمة ما ترى ويضيع الجميع في سراب ما لا يرونه!.

 استجدت حادثة طريفة بين شخصيتين معارضتين زمن حكم الراحل الحبيب بورقيبة، تحديدا بين زعيم الحزب الشيوعي أيامها محمد حرمل ورئيس حزب الوحدة الشعبية محمد بلحاج عمر، بلغ الخلاف درجة القطيعة الكاملة والعداوة والشتيمة بينهما وتبادل الاتهامات .

  اقتضت الظروف بعد حادثة عاشتها البلاد أن تجتمع قيادات المعارضة وتنسّق موقفا مشتركا، صادف أن وجد محمد بلحاج عمر ومحمد حرمل نفسيها يجلسان على طاولة واحدة وجها لوجه، لم يتبادلا التحية، سأل احد الحاضرين عن سبب هذا الموقف، لم يجد بلحاج عمر من إجابة وردّ إلا أن قال له:"انظر إليه.. ولا أراه!!.".

 فعلا لا يمكن للمرء أن يبتسم في وجه شخص ويكون رافضا له في وقتٍ واحد.

الضجيج والغضب والانسداد لا يهم سوى وسائل الإعلام، ليست كلّ وسائل الإعلام، بعضها أكيد، كما ولا يمكن لقضايا القدرة الشرائية والصحة والإسكان التي هي آخر اهتمامات المعارضة أن تنتظر. لن يتم تأجيل قضية الحياة اليومية للناس وظروفهم المعيشية الصعبة لانتظار استحقاق انتخابي آخر ، بأمل قد تتغير الأوضاع.

 لكن ما هو اخطر في حال المعارضة هذا التشتت والتباغض وحرب الكلّ ضدّ الكلّ..

 كل الأحزاب تعيش انقساماتها وخلافاتها الداخلية.

 لكن ما هو له أكثر دلالات إن من تعدّ نفسها اكبر تنظيم سياسي بالبلاد والمقصود حركة "النهضة" تجد نفسها اليوم دون قيادة، أو مؤسسات إضافة إلى قواعد مشتتة وحرب ضروس خفية داخلها.

 إن الوضع الأمثل ديمقراطيا يجب أن يقوم على ركيزتين أساسيتين: المشاركة والمنافسة.

  من الواضح أن المشاركة السياسية الواسعة والفعالة في الشؤون العامة أمر ضروري، ولكنها ليست كافية وحدها. ويجب أن تكون هناك أيضًا منافسة صحية بين العديد من مراكز القوة على أمل الاقتراب من الحياة الديمقراطية الحقيقية، وبعبارة أخرى، لا توجد قوة ديمقراطية دون معارضة فعالة.

 اتفق إن المعارضة ضرورية لحسن سير عمل مؤسسات الدولة. ويجب أن نضيف أن هذا الأمر يصبح أكثر أهمية في أوقات الأزمات. إن أي قرارات تتخذها الحكومات دائما لها عواقب على حياة الناس بالتالي الصوت المخالف هو الذي يستشرف ويعدّل. .

 فالمعارضة للسلطة يجب أن تكون موجودة مهما كانت شعبية ومشروعية هذه السلطة نفسها، حتى في المقابل كانت هذه المعارضة ضعيفة ليس لها تأثير أو وزن سياسي في المشهد العام.

 فالحرية والديمقراطية ليستا ملكا لدولة ما أو منظومة حكم معينة وإنما هما قيمتان للبشرية جمعاء.

حكاياتهم  .. المعارضة.. ليست على قلب رجل واحد..! .

 

يرويها: أبو بكر الصغير

فقط أختبئ من جديد وكن سرا وابتعد عن الأضواء، وقم بما يلزم من مراجعات وإعادة النظر والتقييم، وفكر مليا وجيدا قبل أن تعود للفعل السياسي.

إذا كانت الشيخوخة هي الانسحاب الهادئ من الحياة فالفشل هو عين الانسحاب ونهاية تجربة أو مرحلة.

فقدت المعارضة تركيزها وبوصلتها مما قلّل من قدرتها على إحداث التغيير .

  إن الاحتجاج الفعّال لا يعتمد على المطالبة بحق الناس في التجمع فحسب، ولكن أيضا على توفّر الإرادة والرغبة التي يمكن التجمّع فيها وعلى فهم المواطنين لماهية خلفية هذا الحراك المعارض.

  إذ إن السهولة التي تتشكّل بها الحركات الاحتجاجية الحالية للمعارضة غالبا ما تفشل في بلورة قدرة تنظيم قوية بما يكفي لتهديد الأطراف الموجهة ضدّها أو حتى الإقناع بمسألة أو قضية ما.

 إنها معارضة لا ترى إلا ما تريد هي، رغم أن الشعب يريد ما لا تراه، فتفقد بذلك قيمة ما ترى ويضيع الجميع في سراب ما لا يرونه!.

 استجدت حادثة طريفة بين شخصيتين معارضتين زمن حكم الراحل الحبيب بورقيبة، تحديدا بين زعيم الحزب الشيوعي أيامها محمد حرمل ورئيس حزب الوحدة الشعبية محمد بلحاج عمر، بلغ الخلاف درجة القطيعة الكاملة والعداوة والشتيمة بينهما وتبادل الاتهامات .

  اقتضت الظروف بعد حادثة عاشتها البلاد أن تجتمع قيادات المعارضة وتنسّق موقفا مشتركا، صادف أن وجد محمد بلحاج عمر ومحمد حرمل نفسيها يجلسان على طاولة واحدة وجها لوجه، لم يتبادلا التحية، سأل احد الحاضرين عن سبب هذا الموقف، لم يجد بلحاج عمر من إجابة وردّ إلا أن قال له:"انظر إليه.. ولا أراه!!.".

 فعلا لا يمكن للمرء أن يبتسم في وجه شخص ويكون رافضا له في وقتٍ واحد.

الضجيج والغضب والانسداد لا يهم سوى وسائل الإعلام، ليست كلّ وسائل الإعلام، بعضها أكيد، كما ولا يمكن لقضايا القدرة الشرائية والصحة والإسكان التي هي آخر اهتمامات المعارضة أن تنتظر. لن يتم تأجيل قضية الحياة اليومية للناس وظروفهم المعيشية الصعبة لانتظار استحقاق انتخابي آخر ، بأمل قد تتغير الأوضاع.

 لكن ما هو اخطر في حال المعارضة هذا التشتت والتباغض وحرب الكلّ ضدّ الكلّ..

 كل الأحزاب تعيش انقساماتها وخلافاتها الداخلية.

 لكن ما هو له أكثر دلالات إن من تعدّ نفسها اكبر تنظيم سياسي بالبلاد والمقصود حركة "النهضة" تجد نفسها اليوم دون قيادة، أو مؤسسات إضافة إلى قواعد مشتتة وحرب ضروس خفية داخلها.

 إن الوضع الأمثل ديمقراطيا يجب أن يقوم على ركيزتين أساسيتين: المشاركة والمنافسة.

  من الواضح أن المشاركة السياسية الواسعة والفعالة في الشؤون العامة أمر ضروري، ولكنها ليست كافية وحدها. ويجب أن تكون هناك أيضًا منافسة صحية بين العديد من مراكز القوة على أمل الاقتراب من الحياة الديمقراطية الحقيقية، وبعبارة أخرى، لا توجد قوة ديمقراطية دون معارضة فعالة.

 اتفق إن المعارضة ضرورية لحسن سير عمل مؤسسات الدولة. ويجب أن نضيف أن هذا الأمر يصبح أكثر أهمية في أوقات الأزمات. إن أي قرارات تتخذها الحكومات دائما لها عواقب على حياة الناس بالتالي الصوت المخالف هو الذي يستشرف ويعدّل. .

 فالمعارضة للسلطة يجب أن تكون موجودة مهما كانت شعبية ومشروعية هذه السلطة نفسها، حتى في المقابل كانت هذه المعارضة ضعيفة ليس لها تأثير أو وزن سياسي في المشهد العام.

 فالحرية والديمقراطية ليستا ملكا لدولة ما أو منظومة حكم معينة وإنما هما قيمتان للبشرية جمعاء.

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews