إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

في انتظار "غسالة النوادر".. مدن دون حماية من الفيضانات.. أودية وشعاب تهددّ بكل المخاطر

تونس- الصباح

 زلزال نفسي صعق كل العالم على اثر كارثة الإعصار المدمر الذي ضرب مدينة "درنة" المنكوبة وكان نتيجة سحق منطقة كبيرة من المدينة ووفاة الآلاف من المواطنين نتيجة السيول الجارفة .

كارثة كانت نتيجة تدمير سيول الأمطار لسدين متاخمين للمدينة الملتحمة بالبحر، كارثة حركت الأفئدة والضمائر في كل العالم وخاصة دول الجوار من بينها تونس التي تحرك كل مسؤوليها تحسبا لتقلبات جوية قد تكون قوية وفق بعض التكهنات.

وهو ما اكده رئيس مديرية مياه الأمطار بالديوان الوطني للتطهير الطاهر قايد في تصريح إعلامي ان الديوان وضع منذ شهر جوان 2023 برنامج تدخل استعدادا، لموسم الأمطار يتمثل في جهر شبكات المناطق المنخفضة وجهر الأودية ومجاري المياه العابرة للمدن وجهر أحواض تجميع مياه الأمطار إلى جانب جهر شبكة المياه المستعملة وصيانة محطّات الضخّ.

"الصباح" فتحت ملف استعدادات الجهات لموسم الأمطار حيث أكد مراسلو كل من زغوان وجندوبة ومدنين وقفصة وقابس وبنزرت وسيدي بوزيد ان هذه الاستعدادات ورغم أهميتها تبقى غير كافية اذ بقي العديد من مجاري الأمطار والأودية دون تدخل ، كما أن مشاريع عديدة لحماية المدن من الفيضانات معطلة إلى اليوم وظلت حبرا على ورق.

هذا وأكد عدد من المراسلين ان البناء الفوضوي المتاخم لمجاري الأنهار والأودية يعد كارثة حقيقية ويهدد بما لا يحمد عقباه ما يفرض على السلطات التدخل بصفة استباقية قبل اية تقلبات مناخية قوية.

p6n2.jpg

جندوبة.. أودية وشعاب نغّصت حياة السكان...فأين الحلول ؟

تتميز اغلب معتمديات ولاية جندوبة بطابعها الفلاحي والريفي اذ يقطن حوالي 75بالمائة من السكان بالأرياف التي تتميز بتضاريسها الصعبة والوعرة أين استقر المواطن في هذه الربوع واتخذها ملجأ نظر لتوفر الكلأ والماء.

 كما تعرف المدن بعد الثورة نزوح المئات من العائلات بحثا عن الأمن وتوفير ضروريات الحياة واستقرت هذه العائلات في أماكن تفتقد الى قنوات الصرف الصحي وهي عرضة لمياه الأمطار خاصة تلك الأسر التي استقرت حذو الأودية والشعاب حيث تكون عرضة لعدة إمراض جراء انتشار الروائح الكريهة والحشرات وكذلك للفيضانات والانزلاقات الأرضية شتاء.

أودية تهدد حياة الأهالي

 وفي هذا السياق نجا مؤخرا كهل في عقده السادس من الموت بعد أن حاصرته المياه رفقة أغنامه لولا تدخل أعوان الحماية المدنية بعين دراهم في الوقت المناسب.

ففي حي الخضراء من معتمدية عين دراهم ومنطقة عين الشرشارة بفرنانة وببوسالم وكذلك في المدخل الشمالي لمدينة جندوبة وحي الفلوجة بطبرقة تتجلى المعاناة وتتحول الأيام الى كابوس أشبه بليل المقابر الذي تدفن فيه الأحلام خاصة مع التقلبات المناخية التي أعلن عنها المعهد الوطني للرصد الجوي وإمكانية نزول كميات كبيرة من الأمطار خاصة بالمرتفعات الغربية للبلاد.

فوفاة التلميذة مها القضقاضي بمعتمدية فرنانة كشف عن الوجه الحقيقي لمعاناة سكان الأرياف من فيضان الأودية والشعاب فأغلب مناطق معتمديات جندوبة تعاني من خطر الفيضانات.

 شعاب عميقة وأودية وروائح كريهة وفضلات هنا وهناك وانزلاقات أرضية هي الصورة التي اعترضت سبيلنا ونحن نقوم بزيارة لأحياء الخضراء بعين دراهم والفلوجة بطبرقة وعين الزانة التي تحاصرها الشعاب والأودية من كل جانب.

"زينة" حرم حسين الزياني عبرت لنا عن استيائها من الأوضاع التي تعيشها منذ سنة 2006 دون أن تظفر بإجابة تشفي الغليل بعد أن ملت اللجوء في كل مرة إلى دار الشباب بعين دراهم ،من جهتها كانت الخالة دزيرية في قمة الغضب وهي تسرد لنا معاناتها إذ تشمر على ساعديها وتنهمك في إخراج مياه الأمطار والأوحال بعد أن ملت انتظار من يقف على حقيقة الأوضاع خلال فصل الشتاء فالمعاناة لا تنتهي، على حد قولها، مع نزول الغيث النافع وخوفها من تسرب مياه إحدى الشعاب المحاذية لها الى داخل منزلها.

من جهة أخرى تحدث المواطن مراد (من سكان ضفاف وادي مجردة)عن الانزلاقات الأرضية التي تحيط بمنزله منذ سنوات رافضا الحلول الترقيعية في كل مرة ويطالب فقط بتهيئة إحدى الشعاب والأودية التي تمر حذو العديد من المنازل.

اين مشروع حماية جندوبة من الفيضانات !؟

وللإشارة فان فيضان الأودية والشعاب تسبب في العديد من الانزلاقات الأرضية ما استوجب نقل العائلات المهددة إلى أماكن آمنة إلا أنها أشد قسوة في ظل انعدام المرافق الأساسية، أوضاع مزرية تؤكده اليوم معاناة أهالي مخيم كاف الضرابين منذ سنة 2011 والذين تم إجلاؤهم إلى إحدى الفجوات الغابية بمنطقة أولاد هلال وهم يفتقرون الى قنوات الصرف الصحي والتهيئة العمرانية.

وتعاني العائلات المتواجدة حذو وادي مجردة الأمرين أثناء فيضان هذا الوادي خاصة بمدن جندوبة وبوسالم وغار الدماء إذ تغمر المياه المساكن والمحلات التجارية وتغرق الأحياء في الأوحال كما تتعمق معاناة سكان المدن الواقعة في السهول مثل بوسالم وطبرقة.

تضرر الأراضي الفلاحية

ارتفاع منسوب وادي مجردة الى 10أمتار سنة 2019 تسبب في تضرر مساحات هامة من الأراضي الفلاحية اذ غمرت المياه المحملة بالأوحال حقول القمح والشعير والفول والخضروات الى جانب غابات الزياتين مخلفة خسائر فادحة للفلاحين كما تضررت أيضا الزراعات المخصصة للأعلاف(القرط) لتضاعف من معاناة الفلاح بالجهة الذي أثقلت كاهله العديد من الصعوبات خاصة منها ندرة المساحات المخصصة للرعي.

كما ان فيضان الأودية والشعاب وأحيانا السدود أضر كثيرا بالأراضي الفلاحية في ظل غياب إستراتيجية تحد من خطر مياه هذا الوادي لاسيما في ظل التدخلات المتأخرة والعشوائية حال وقوع الفيضان ما جعل النتائج تكون سلبية للغاية ،لذلك بات من الضروري حماية الأراضي الفلاحية من فيضان وادي مجردة بطرق ناجعة وطالما طالب بها عدد هام من الفلاحين وهي إحداث مجار محاذية للأراضي وعزل هذه الأراضي عن الوادي وتمكين الفلاح من محركات كهربائية لشفط المياه قبل وصول المياه والأوحال الى الأراضي الفلاحية.

عمار مويهبي

p7_n100.jpg

 

قابس..  64 منطقة زرقاء تحت المراقبة.. لكن متى تنطلق الاشغال؟

تهيئة وادي قريعة

منذ أن أعلن "معهد سويسري" على موقعه إمكانية تهاطل الأمطار بكميات كبيرة وفي وقت قياسي على مدينة قابس، بدأ الناس يتساءلون عن استعدادات اللجنة الجهويّة لمجابهة الكوارث، لمواجهة تقلبات الطقس.

 "الصباح" اختارت أن تأخذ المعلومة من مصدرها ناقلة مخاوف بعض المواطنين التي حوّلتها إلى أسئلة تستدعي الإجابة الدقيقة والمقنعة.

انطلاق الاستعدادات لموسم الأمطار

 العميد "عادل بوعزيزي" المدير الجهويّ للحماية المدنيّة ورئيس الكتابة القارة للجنة الجهوية لمجابهة الكوارث بقابس أكّد لمراسل "الصباح" انطلاق الاستعدادات لموسميْ الخريف والشتاء منذ نهاية شهر جويلية 2023 حيث انطلقت جلسات محليّة في كلّ معتمدية لتحديد المناطق الزرقاء التي تستوجب التنظيف.

وقد قامت اللجنة بتفقّد هذه المناطق وتحيينها وقد انتهت اللجنة إلى وجود 64 منطقة زرقاء وقامت بتفقدها ومعاينتها والقيام بكلّ أعمال الجهر والصيانة.

 وتتوزع ب 7 مناطق زرقاء في قابس المدينة و13 في الحامّة و24 في مارث و5 في منزل الحبيب و3 في مطماطة و4 في قابس الجنوبيّة و3 في قابس الغربية و2 في المطويّة و3 في مطماطة الجديدة. وقد تمّ التركيز على سدّ "واد السقي" في مارث وسدّ" بورزيق" في الحامة وهما سدان ترابيان تمّ تعهّدهما وتركيز المراقبة. وسيقع تكثيف المراقبة تحسبا لأي طارئ في منطقة مارث خاصة نظرا لوجود منازل في مجرى الوادي وحذوه.

وأشار العميد إلى أن عمليات الجهر والتنظيف تتقدم بنسق مرتفع، حيث قامت مصالح التجهيز بتعهّد الطرق المرقمة وتنظيف محيطها.

هل من تعهد لـ"وادي قريعة"

من جهة أخرى لاحظ المواطنون أنّ بلديّة قابس لم تتحرّك إلى حد الآن لتنظيف "وادي قريعة" الذي يقسم المدينة إلى قسمين. وقد وقع حفر هذا الوادي لحماية قابس من الفيضانات لكنه بقي مهملا ، وغابت عمليات التنظيف وإذا ما ارتفع منسوب المياه فيه في حال نزول أمطار غزيرة فسيشكل خطرا.

ومعلوم أن كل المدن حولت وديانها إلى "عناوين ترفيهية" إلا قابس حيث ينتصب الوادي مصبا للفضلات ولديوان التطهير.

محمد صالح مجيٌد

p6n3.jpg

"الصباح" تزور عددا من الأودية بزغوان.. تدخلات شاملة.. و"وادي بوذبان" نقطة بيئية سوداء منذ عقود

تشهد جل المناطق البلدية بولاية زغوان خلال هذه الأيام تدخلات لجهر الأودية وتخليصها من الأدران التي علقت بها لفترة طويلة وحالت دون تمكين مياه الأمطار من السيلان بصفة طبيعية ويُخشى معه تعدد التعقيدات والمخلفات السلبية في صورة نزول الغيث بغزارة .

التدخل بعدة نقاط

وللإطلاع على نبذة من نتائج الأشغال المنجزة في هذا النطاق ، زارت " الصّباح " أحد الأودية الرئيسية الموجودة على مستوى مفترق "جيملة" بالمدخل الشمالي لمدينة زغوان الذي كان ولا يزال محل تشكيات بسبب انسداد منافذ المياه وتراكم الأتربة والحجارة والنباتات الطفيلية والفضلات صلبه وتجمّع النفايات وبقايا مواد البناء على ضفتيه وما يمكن أن تنجر عنه من فيضانات تضر بجميع مكونات محيطه كما حدث في سنة 2018.  وقد لاحظنا أن التدخل الذي أنجزته مصالح البلدية و" التجهيز " كان مجديا ويتعين التنسيق مستقبلا مع جميع الأطراف لكي لا تتجدد الحالة . وفي ذات السياق، أعلمنا الكاتب العام لهذه البلدية سالم نصر الله أنه تم التدخل في عدة نقاط أخرى بالمدينة وأحوازها تحسبا للتغيّرات المناخية المفاجئة .

وفي نفس المدينة ، سجلنا بأنّ أشغال مشروع بناء حائط بالإسمنت المسلح لحماية قصر المالية من الفيضانات بالحي الإداري متوقفة لأشهر كثيرة وبدت مظاهر انزلاق التربة والحائط القديم من الجهة العلوية للموقع جلية للعيان وتشكل ، بالتالي ، خطرا على العموم وعلى البناية التي تعطلت معها أشغال تبييض ودهن واجهتها وإصلاح شبابيكها ، وفق ما أعلمنا به أمين المال الجهوي بلقاسم نصري. والمطلوب هنا أن تتدخل وزارة الإشراف بصفة مستعجلة لفض الإشكاليات المحيطة بهذا الملف.

وادي "بو ذبان" نقطة سوداء

معاينة ميدانية أخرى قمنا بها في الفحص شملت وادي "بو ذبان" الذي يمر بجانب المدينة ويمتد على مسافة طويلة ويمثل نقطة سوداء في نظر الجميع يعاني السكان من مخلفاتها لعقود طويلة جراء التعقيدات البيئية المكبلة لسيلان المياه صلبه وفي طرفيه وما ينتج عنه من أخطار في فترات الذروة . وقد فشلت الحكومات المتعاقبة منذ ثمانينيات القرن الماضي على الأقل في فض الإشكاليات المعيقة لتطهيره. ويتعين اليوم فتح ملفه من جديد على المستوى المركزي .

والغريب في هذا الوادي الذي تطرق مراسل " الصّباح " لواقعه في أكثر من مناسبة أن أحد فروعه المطل على الشارع الرئيسي يمر بجانب المدرسة الإعدادية ابن سينا التي ساء محيطها البيئي بحكم تكاثر الحشرات وركود المياه المتعفنة وتراكم الفضلات والأتربة والحجارة وانبعاث الروائح الكريهة ( الصورة المصاحبة ) ولم تجد التشكيات من كل ذلك آذانا صاغية وهو ما يدل قطعا على أن بلدية المكان قد أخلت بواجب التدخل السريع والناجع على مستوى هذه النقطة السوداء وتركت الأمور على حالها لسنوات متتالية وذلك في غياب المتابعة من لدن السلط الجهوية والمراقبة من قِبل الهياكل المركزية ذات الصلة .

وفي نفس الإطار ، أفادنا معز بالرقشة، الكاتب العام لهذه البلدية، أنه وفي إطار حماية المدينة من الفيضانات فقد تم برمجة مشروع بكلفة 300 أ.د لتصريف مياه الأمطار بشارع البيئة وآخر يتعلق بجهر وتعديل جزء من وادي الشعير وتهيئة جزء من وادي العزيز والزيتون عن طريق إدارة المياه العمرانية بوزارة التجهيز ، وفق تصريحه.

والجدير بالذكر ، هنا ، وحسب ما أفادنا به خالد حسني المدير الجهوي للتنمية فإن الدولة خصصت 8 م.د لتنفيذ مشروعي حماية مدينتي الفحص وزغوان من الفيضانات.

من جانبه ، أعلمنا العباسي منصوري ، الكاتب العام لبلدية الزريبة ، أن عمليات تسريح مجاري المياه التي وقع إنجازها خلال الشهر الجاري تحسبا لتهاطل الأمطار قد تمت على مستوى حي الهدى وشارع الحبيب بورقيبة وحي السلام بالزريبة قرية والطريق الجهوية 133 بنفس المنطقة والأحياء الصناعية من 1 الى4 بالإضافة إلى الحي السياحي والمسلخ البلدي بحمام الزريبة ، حسب قوله ، مضيفا بأن فرق البلدية قد قامت أيضا بتدخلات لجهر الأودية في نقاط تهم البلدية وأخرى تندرج ضمن مشمولات " الفلاحة " و "التجهيز " وذلك في إطار التعاون والتكامل بين الهياكل المحلية والجهوية ، وفق تصريحه .

نشير في الأخير إلى أن البلديات الأخرى التابعة لولاية زغوان قد قامت بمبادرات في هذا المجال وعرفت بجانب منها عبر صفحاتها الرسمية .

أحمد بالشيخ

 

p7n1.jpg

 والي سيدي بوزيد لـ"الصباح":  تفعيل برامج حماية المدن من الفياضانات

في إطار الاستعداد لموسم الأمطار والتوقي من خطر التقلبات المناخية خلال فصلي الخريف والشتاء عقدت اللجنة الجهوية لتفادي الكوارث ومجابهتها وتنظيم النجدة بسيدي بوزيد عددا من الجلسات انطلقت منذ شهر اوت الماضي لتدارس تفعيل عمل اللجان المحلية في القيام بمعاينة النقاط الزرقاء مرجع النظر لكل معتمدية بالتنسيق مع الكتاب العامين للبلديات .

وقد تم التأكيد في هذا الصدد على جملة من الإجراءات أهمها إعداد المخطط الجهوي لتفادي الكوارث ومجابهتها وتنظيم النجدة وهو ما يسمى بالمخطط الأزرق من حيث الإمكانيات البشرية والمادية الى جانب العمل على تحيين المخطط المديري للولاية بالإضافة الى تعهد الأودية والأحزمة الواقية للمدن بالصيانة والتدخل بجهر حواشي الطرقات والأودية وتنظيف قنوات تصريف مياه الأمطار من الأتربة والأوساخ وإقامة الحواجز الترابية. كما تمت دعوة اللجان المحلية الى جرد الإمكانيات اللوجستية المتاحة لدى الإدارات الجهوية المتدخلة ووضعها تحت تصرف اللجنة الجهوية .

من جهته أكد والي سيدي بوزيد عبد الحليم حمدي لـ"الصباح " على وجوب تضافر جهود كل المتدخلين والتنسيق المسبق فيما بينهم واستحثاث نسق حملات النظافة بالمناطق الزرقاء وعمليات جهر وتنظيف قنوات تصريف مياه الأمطار ومجاري الاودية. وشدد والي الجهة كذلك على وضع الموارد البشرية والوسائل اللوجستية اللازمة على ذمة اللجان المحلية تحسبا لأي طارئ، إضافة الى تفعيل برامج حماية المدن من الفياضانات على غرار مدن السوق الجديد والسعيدة وسيدي بوزيد .

وتم مؤخرا خلال اجتماع تقييمي لعمل اللجان، عقد آخر الأسبوع الفارط، تقديم توصية خاصة بالبلديات والمصالح الأمنية تتعلق بالتأكيد على مواصلة الاستعدادات الخاصة بمجابهة مخاطر التقلبات المناخية لوجستيا وبشريا مع ضرورة توخي أعلى درجات اليقظة تحسبا لأي طارئ محتمل مع توصية خاصة بان تبقى اللجنة الجهوية لتفادي الكوارث ومجابهتها وتنظيم اللجنة في حالة انعقاد دائم .

هذا ويذكر انه من المنتظر ان تنظم عملية بيضاء تشرف عليها الإدارة الجهوية للحماية المدنية سيتم خلالها اختبار استعداد وجاهزية الإطراف المعنية .

عائشة

p7n3.jpg

منطقة منكوبة..  متى تتم حماية مدينة ماطر من الفيضانات؟

ستخضع البنية الأساسية في ولاية بنزرت طيلة " الشتوية " القادمة لاختبار حقيقي يحدد مدى قدرتها على تحمل السيول التي أقرت اللجنة الجهوية لمجابهة الكوارث وتنظيم النجدة يوم 30 اوت الماضي جملة من التدخلات الاستباقية للتخفيف من آثارها كتسيير حملات النظافة  ومراقبة مجاري الاودية ونقاط تصريف المياه والتصدي للاعتداءات على الشبكات وتخصيص حصص استمرار بمقرات الولاية والمعتمديات والبلديات مع إبقاء اللجان المحلية في حالة انعقاد دائم للتعامل مع الطوارئ..

اعتمادات ضخمة لحماية المدن من الفيضانات

نظريا تتم حماية التجمعات السكنية من خطر الفيضانات عبر إنشاء السدود والبحيرات الجبلية للتحكم في تدفق المياه وتوجيهها من بعيد في حين تشمل الحماية القريبة تركيز منشات حماية على مشارف المناطق الآهلة مثلما يحدث في مدينتي جرزونة ومنزل عبد الرحمان أين يتواصل منذ 15 ماي الماضي مشروع بقية 24 مليون دينار يتضمن إحداث مسيلات مياه بطول 4.5 كم وقناة من الخرسانة الإسمنتية المسلحة بطول 900 متر في حين سينطلق نهاية السنة الجارية القسط الأول من مشروع بكلفة 55 مليون دينار لحماية مدن منزل بورقيبة وتينجة التي اكتسحتها المياه أيام 24 اوت و 21 أكتوبر 2018.

من جهتها تحصلت مدينة بنزرت على مشروع مماثل بقيمة 11 مليون دينار يشمل تهيئة أودية ، ومدّ وبناء منشآت مائية بطول 5،3 كلم لتفادي ركود المياه وتصريفها نحو البحر، وهو ما ينسحب أيضا على رأس الجبل التي تعتبر طبيعيا محمية من هدير السيول كما تم صرف اعتماد بقيمة 5 مليون دينار بعنوان مشروع حمايتها من الفيضانات لكنها غرقت بصفة غريبة يوم 24 أكتوبر 2021 في المياه والأتربة التي خلفت خسائر مادية هامة لعدد من المتساكنين وأصحاب المتاجر والفلاحين الصغار الذين نفذوا يوم 29 أكتوبر 2021 وقفة احتجاجية للمطالبة بإعلان رأس الجبل منطقة منكوبة .

متى تتم حماية مدينة ماطر من الفيضانات؟

منطقة منكوبة هو الوصف الحقيقي لمدينة ماطر التي لا تزال في انتظار مشروع متكامل لحمايتها من الفيضانات التي حاصرتها يوم 20 فيفري 2012 شرقا بامر وادي الخليج وجنوبا بفعل وادي جومين قبل ان يزداد الأمر سوء في الأيام الموالية اثر تنفيس " سد جومين "..وقد تكرر السيناريو الحزين ليلة 17 سبتمبر 2022 حين تسببت 116 مم من الأمطار في امتلاء و ادي جومين وتدفق سيول هادرة أدت لوفاة طفل غرقا في وادي الخربة وتضرر 61 منزلا في أحياء برج السبعي ،نفات الصفصاف وزروق ويبدو ان أحداث السنة الماضية وتوصيات اللجنة الجهوية لتنظيم النجدة ومجابهة الكوارث بتاريخ 30 اوت 2023 قد دفعت الإدارات المحلية لانجاز جملة من التدخلات في محيط وادي جومين طالب وزير الفلاحة خلال زيارته غير المعلنة يوم 16 سبتمبر الجاري بتسريعها خاصة في ما يتعلق بعمليات الجهر وإزالة النباتات المعطلة لمجاري المياه مع بذل الإمكانيات اللازمة لجهر وادي الخليج قبل موسم الأمطار .

ساسي الطرابلسي

p7n4.jpg

قفصة.. تواصل أشغال مشروع حماية من الفيضانات رهين حلحلة باقي الإشكاليات العقارية

  تستأنف الأشغال المتعلقة بمشروع حماية مدينة قفصة من الفيضانات في غضون الأسبوع المقبل بعد تعثرها في عديد المناسبات نتيجة الإشكاليات القائمة أمامها، وفق ما أفادنا به ممثل إدارة المياه العمرانية بوزارة التجهيز والتهيئة العمرانية عبد الفتاح العطوي.

 وأوضح مصدرنا ان الإشكاليات القائمة أمام تنفيذ المشروع تعود أساسا الى وضعيات عقارية، وقع تسويتها بتدخل السلط الجهوية. مصدرنا أضاف ان المصالح الإدارية بوزارة التجهيز قامت بمجهودات جبارة من اجل إزاحة جملة من الإشكاليات بواسطة التشاور مع الهياكل التي لها علاقة مباشرة بعملية تنفيذ مختلف مراحل المشروع وهي أساسا الديوان الوطني للتطهير والشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه موضحا ان هذه الأخيرة انتهت مؤخرا من وضع الأنابيب وقنوات المياه على مستوى وادي الجامعة مما تسنى للمقاولة المسؤولة على الأشغال وضع قنوات الخرسانة المسلحة ومنه تعبيد الجزء الموجود على مستوى الوادي المذكورة وبالتالي انجاز جزء مهم من مكونات المشروع وهذا الجزء الأخير يتمثل بحسب مصدرنا في تحويل اتجاه "وادي الدخلة" نحو "وادي الجامعة" درءًا للمخاطر الممكنة لسيلان المياه التي تعبر وادي الدخلة على متساكني المواطنين ممن قاموا ببناء مساكنهم قرب الوادي كما بلغ الأمر ببعضهم الى تشييد مساكنهم بممر الوادي. في نفس الإطار أكد مصدرنا ان من مكونات مشروع حماية مدينة قفصة من الفيضانات يشمل كذلك تحويل جزء من مجرى "وادي الدخلة" نحو وادي الجيوش للحد من الخطورة المفترضة لسيلان المياه على متساكني المناطق المتاخمة للوادي المذكور حيث يتعلق الأمر بتجمعات سكانية هامة .

  في نفس الإطار يجري تثبيت قنوات الخرسانة المسلحة بأحجام مختلفة على مستوى بعض المناطق التي شهدت تشييد منازل، تحوز أصحابها على أجزاء من وادي أيلو وإقامة بنايات فوقها محددا أن هذه المناطق على مستوى حي سيدي أحمد زروق.

  ممثل إدارة المياه العمرانية عبد الفتاح العطوي أعرب لنا عن امله في إزاحة الإشكاليات العقارية المرتبطة بمجموعات أهلية على مستوى حي" أيلو" تسهيلا لسير أشغال المشروع خاصة وأن هذا الجزء يمثل أهمية قصوى بحكم الكثافة السكانية للحي المذكور بما ينآى بهم عن المخاطر جراء الفيضانات، واستباقا لجميع الاحتمالات الممكنة في حال نزول الأمطار والأعاصير بكثافة - لا قدر الله - معربا عن أمله في الانتهاء من تنفيذ مشروع حماية مدينة قفصة من الفيضانات في غضون 7 أشهر من الآن .

رؤوف العياري

مدنين_جهات.jpg

مدنين.. بناء فوضوي متاخم لمجاري الأودية ينبئ بكارثة.. *جاهزية اللجنة الجهوية لمجابهة الكوارث

أكد رياض العباسي، باحث في التنمية المحلية لمراسل "الصباح" بولاية مدنين ان منطقة الجنوب الشرقي وخاصة ولاية مدنين تعتبر من الأماكن التي تشهد حجم ضعيف من التساقطات السنوية،للأمطار الا ان هذه التساقطات، رغم استبشار المواطنين بها، تكون في كثير من الأحيان بكميات كبيرة في مدة زمنية صغيرة مما يؤثر بشكل سلبي على تصريف المياه وعلى البنية التحتية وهذا ما تمت ملاحظته في عديد المرات في بعض المدن في ولايتي مدنين وتطاوين مثل مدنين وسيدي مخلوف وبني خداش وجرجيس وجزيرة جربة والبئر الأحمر وتطاوين.

لابد من التدخل الاستباقي

 هذه الوضعية وخاصة في ظل التغييرات المناخية، تحتم بحسب محدثنا على السلط المسؤولة التدخل الاستباقي عبر عمليات جهر قنوات تصريف المياه في النطاق العمراني من طرف البلديات، وعمليات جهر الأودية وقنوات الصرف الصحي من طرف وزارة التجهيز من جهة والديوان الوطني للتطهير من جهة أخرى.

البناء الفوضوي سبب البلية

كما افاد العباسي أنّ ظاهرة البناء الفوضوي أضرت بالبنية التحتية وعمّقت المشاكل التي تحدث عقب هطول الأمطار الغزيرة خاصة وسط مدينة مدنين بجانب الوادي "القبلاوي" ، وبين ان عدم تحديد الملك العمومي للمياه فاقم من هذه الظاهرة. كذلك الشأن بجانب الوادي الغرباوي والذي يتطلب تدخلات دورية للحفاظ على جودة الحياة للمواطنين القاطنين بمحاذاته. كما ان المصالح المعنية عليها التأكد من الحالة الجيدة للطوابي خاصة في المناطق الجبلية ببني خداش ومصب " ام زسار " نظرا لدورها في حسن استثمار مياه الأمطار والمحافظة على الأشجار وحماية الأراضي الفلاحية وكذلك في إنقاص منسوب المياه المهدورة بالأودية.

 وأضاف انه في كل مرّة تنزل فيها الأمطار ولو بكميات ضئيلة بمدينة مدنين تبرز الهشاشة الكبيرة في البنية التحتية التي تتوفر عليها المنطقة حيث تتحوّل مختلف شوارعها وأحيائها الى مسابح وبرك مائية وفي كثير من الأحيان تنقلب الشوارع الى وديان يستعصي السير فيها بشكل طبيعي على السواق كما على المترجلين.

وفي ظل هذا الواقع يبقى التساؤل الأهم ، وفق محدثنا ،أين تلك المشاريع التي يقال انها تصرف لأجلها المليارات؟ وأين هو تفعيل القرارات التي أعلن عليها سابقا لحماية مدينة مدنين من الفيضانات مثل إحداث المنشئة المائية وسط المدينة.

وانهى محدثنا تصريحه بالتأكيد على أهمية التنسيق بين مختلف الأطراف من لجنة مجابهة الكوارث، والمجالس المحلية للأمن المجتمعي، والقطاع الخاص والمجتمع المدني ووسائل الإعلام الجهوية وذلك للتوجيه والمساعدة والمساندة في صورة حدوث إشكاليات لا قدر الله.

ماذا عن استعدادات اللجنة الجهوية لتفادي الكوارث!؟

وفي سياق متصل ومتابعة لتدخلات واستعدادات اللجنة الجهوية لتفادي الكوارث ومجابهتها وتنظيم النجدة بولاية مدنين التقي مراسل" الصباح" بولاية مدنين مع العميد عاطف حويج المدير الجهوي للحماية المدنية بمدنين ومقرر اللجنة الذي أفادنا ان سلسلة من الاجتماعات تم عقدها مؤخرا بإشراف سعيد بن زايد والي مدنين رئيس اللجنة وبحضور مختلف الإطراف والمصالح والإدارات ذات العلاقة .

وفي هذا الصدد وبحسب ذات المصدر تم تحيين مختلف المعطيات والإمكانيات البشرية في إطار المخطط الجهوي لتفادي الكوارث وخاصة المخطط الأزرق الخصوصي للفياضانات .

وتم التأكيد على ضرورة تحيين ارقام الهاتف للمسؤولين القطاعيين المعنيين بالتدخل الأولي عند حدوث اي طارئ .

كما طالب رئيس اللجنة بضرورة تامين مخزون احتياطي من المواد الغذائية والأغطية التي يمكن استغلالها عند الضرورة وخاصة بالمناطق البعيدة عن مناطق العمران .

وبخصوص تهيئة البنية التحتية استعدادا لموسم الأمطار استعرضت الإدارات المعنية على التجهيز ،الفلاحة ،التطهير ومختلف الإدارات المعنية في الاجتماع للجنة المنعقد مؤخرا أشغال التهيئة التي بلغت مراحل متقدمة وتم التأكيد على ضرورة استكمال هذه الأشغال في اقرب الآجال والإشارة أيضا إلى ايلاء عناية خاصة للمؤسسات التربوية والجامعية من حيث عزل الأشغال عن رواد هذه المؤسسات والعناية بالنقاط الزرقاء المحيطة بهذه المؤسسات وبالطرقات المؤدية اليها .

وعن عدد النقاط الزرقاء بولاية مدنين أفاد العميد عاطف حويج بان عددها كبيرا وان مجهودات تبذل لمعالجتها تفاديا لاي طارئ او عند نزول كميات كبيرة من الأمطار

وأضاف محدثنا في الأخير ان اللجنة الجهوية لتفادي الكوارث ومجابهتها وتنظيم النجدة بولاية مدنين في حالة انعقاد دائم وان جميع الإمكانيات البشرية واللوجستية في حالة استعداد للتدخل السريع عند الاقتضاء .

ميمون التونسي

في انتظار "غسالة النوادر".. مدن دون حماية من الفيضانات.. أودية وشعاب تهددّ بكل المخاطر

تونس- الصباح

 زلزال نفسي صعق كل العالم على اثر كارثة الإعصار المدمر الذي ضرب مدينة "درنة" المنكوبة وكان نتيجة سحق منطقة كبيرة من المدينة ووفاة الآلاف من المواطنين نتيجة السيول الجارفة .

كارثة كانت نتيجة تدمير سيول الأمطار لسدين متاخمين للمدينة الملتحمة بالبحر، كارثة حركت الأفئدة والضمائر في كل العالم وخاصة دول الجوار من بينها تونس التي تحرك كل مسؤوليها تحسبا لتقلبات جوية قد تكون قوية وفق بعض التكهنات.

وهو ما اكده رئيس مديرية مياه الأمطار بالديوان الوطني للتطهير الطاهر قايد في تصريح إعلامي ان الديوان وضع منذ شهر جوان 2023 برنامج تدخل استعدادا، لموسم الأمطار يتمثل في جهر شبكات المناطق المنخفضة وجهر الأودية ومجاري المياه العابرة للمدن وجهر أحواض تجميع مياه الأمطار إلى جانب جهر شبكة المياه المستعملة وصيانة محطّات الضخّ.

"الصباح" فتحت ملف استعدادات الجهات لموسم الأمطار حيث أكد مراسلو كل من زغوان وجندوبة ومدنين وقفصة وقابس وبنزرت وسيدي بوزيد ان هذه الاستعدادات ورغم أهميتها تبقى غير كافية اذ بقي العديد من مجاري الأمطار والأودية دون تدخل ، كما أن مشاريع عديدة لحماية المدن من الفيضانات معطلة إلى اليوم وظلت حبرا على ورق.

هذا وأكد عدد من المراسلين ان البناء الفوضوي المتاخم لمجاري الأنهار والأودية يعد كارثة حقيقية ويهدد بما لا يحمد عقباه ما يفرض على السلطات التدخل بصفة استباقية قبل اية تقلبات مناخية قوية.

p6n2.jpg

جندوبة.. أودية وشعاب نغّصت حياة السكان...فأين الحلول ؟

تتميز اغلب معتمديات ولاية جندوبة بطابعها الفلاحي والريفي اذ يقطن حوالي 75بالمائة من السكان بالأرياف التي تتميز بتضاريسها الصعبة والوعرة أين استقر المواطن في هذه الربوع واتخذها ملجأ نظر لتوفر الكلأ والماء.

 كما تعرف المدن بعد الثورة نزوح المئات من العائلات بحثا عن الأمن وتوفير ضروريات الحياة واستقرت هذه العائلات في أماكن تفتقد الى قنوات الصرف الصحي وهي عرضة لمياه الأمطار خاصة تلك الأسر التي استقرت حذو الأودية والشعاب حيث تكون عرضة لعدة إمراض جراء انتشار الروائح الكريهة والحشرات وكذلك للفيضانات والانزلاقات الأرضية شتاء.

أودية تهدد حياة الأهالي

 وفي هذا السياق نجا مؤخرا كهل في عقده السادس من الموت بعد أن حاصرته المياه رفقة أغنامه لولا تدخل أعوان الحماية المدنية بعين دراهم في الوقت المناسب.

ففي حي الخضراء من معتمدية عين دراهم ومنطقة عين الشرشارة بفرنانة وببوسالم وكذلك في المدخل الشمالي لمدينة جندوبة وحي الفلوجة بطبرقة تتجلى المعاناة وتتحول الأيام الى كابوس أشبه بليل المقابر الذي تدفن فيه الأحلام خاصة مع التقلبات المناخية التي أعلن عنها المعهد الوطني للرصد الجوي وإمكانية نزول كميات كبيرة من الأمطار خاصة بالمرتفعات الغربية للبلاد.

فوفاة التلميذة مها القضقاضي بمعتمدية فرنانة كشف عن الوجه الحقيقي لمعاناة سكان الأرياف من فيضان الأودية والشعاب فأغلب مناطق معتمديات جندوبة تعاني من خطر الفيضانات.

 شعاب عميقة وأودية وروائح كريهة وفضلات هنا وهناك وانزلاقات أرضية هي الصورة التي اعترضت سبيلنا ونحن نقوم بزيارة لأحياء الخضراء بعين دراهم والفلوجة بطبرقة وعين الزانة التي تحاصرها الشعاب والأودية من كل جانب.

"زينة" حرم حسين الزياني عبرت لنا عن استيائها من الأوضاع التي تعيشها منذ سنة 2006 دون أن تظفر بإجابة تشفي الغليل بعد أن ملت اللجوء في كل مرة إلى دار الشباب بعين دراهم ،من جهتها كانت الخالة دزيرية في قمة الغضب وهي تسرد لنا معاناتها إذ تشمر على ساعديها وتنهمك في إخراج مياه الأمطار والأوحال بعد أن ملت انتظار من يقف على حقيقة الأوضاع خلال فصل الشتاء فالمعاناة لا تنتهي، على حد قولها، مع نزول الغيث النافع وخوفها من تسرب مياه إحدى الشعاب المحاذية لها الى داخل منزلها.

من جهة أخرى تحدث المواطن مراد (من سكان ضفاف وادي مجردة)عن الانزلاقات الأرضية التي تحيط بمنزله منذ سنوات رافضا الحلول الترقيعية في كل مرة ويطالب فقط بتهيئة إحدى الشعاب والأودية التي تمر حذو العديد من المنازل.

اين مشروع حماية جندوبة من الفيضانات !؟

وللإشارة فان فيضان الأودية والشعاب تسبب في العديد من الانزلاقات الأرضية ما استوجب نقل العائلات المهددة إلى أماكن آمنة إلا أنها أشد قسوة في ظل انعدام المرافق الأساسية، أوضاع مزرية تؤكده اليوم معاناة أهالي مخيم كاف الضرابين منذ سنة 2011 والذين تم إجلاؤهم إلى إحدى الفجوات الغابية بمنطقة أولاد هلال وهم يفتقرون الى قنوات الصرف الصحي والتهيئة العمرانية.

وتعاني العائلات المتواجدة حذو وادي مجردة الأمرين أثناء فيضان هذا الوادي خاصة بمدن جندوبة وبوسالم وغار الدماء إذ تغمر المياه المساكن والمحلات التجارية وتغرق الأحياء في الأوحال كما تتعمق معاناة سكان المدن الواقعة في السهول مثل بوسالم وطبرقة.

تضرر الأراضي الفلاحية

ارتفاع منسوب وادي مجردة الى 10أمتار سنة 2019 تسبب في تضرر مساحات هامة من الأراضي الفلاحية اذ غمرت المياه المحملة بالأوحال حقول القمح والشعير والفول والخضروات الى جانب غابات الزياتين مخلفة خسائر فادحة للفلاحين كما تضررت أيضا الزراعات المخصصة للأعلاف(القرط) لتضاعف من معاناة الفلاح بالجهة الذي أثقلت كاهله العديد من الصعوبات خاصة منها ندرة المساحات المخصصة للرعي.

كما ان فيضان الأودية والشعاب وأحيانا السدود أضر كثيرا بالأراضي الفلاحية في ظل غياب إستراتيجية تحد من خطر مياه هذا الوادي لاسيما في ظل التدخلات المتأخرة والعشوائية حال وقوع الفيضان ما جعل النتائج تكون سلبية للغاية ،لذلك بات من الضروري حماية الأراضي الفلاحية من فيضان وادي مجردة بطرق ناجعة وطالما طالب بها عدد هام من الفلاحين وهي إحداث مجار محاذية للأراضي وعزل هذه الأراضي عن الوادي وتمكين الفلاح من محركات كهربائية لشفط المياه قبل وصول المياه والأوحال الى الأراضي الفلاحية.

عمار مويهبي

p7_n100.jpg

 

قابس..  64 منطقة زرقاء تحت المراقبة.. لكن متى تنطلق الاشغال؟

تهيئة وادي قريعة

منذ أن أعلن "معهد سويسري" على موقعه إمكانية تهاطل الأمطار بكميات كبيرة وفي وقت قياسي على مدينة قابس، بدأ الناس يتساءلون عن استعدادات اللجنة الجهويّة لمجابهة الكوارث، لمواجهة تقلبات الطقس.

 "الصباح" اختارت أن تأخذ المعلومة من مصدرها ناقلة مخاوف بعض المواطنين التي حوّلتها إلى أسئلة تستدعي الإجابة الدقيقة والمقنعة.

انطلاق الاستعدادات لموسم الأمطار

 العميد "عادل بوعزيزي" المدير الجهويّ للحماية المدنيّة ورئيس الكتابة القارة للجنة الجهوية لمجابهة الكوارث بقابس أكّد لمراسل "الصباح" انطلاق الاستعدادات لموسميْ الخريف والشتاء منذ نهاية شهر جويلية 2023 حيث انطلقت جلسات محليّة في كلّ معتمدية لتحديد المناطق الزرقاء التي تستوجب التنظيف.

وقد قامت اللجنة بتفقّد هذه المناطق وتحيينها وقد انتهت اللجنة إلى وجود 64 منطقة زرقاء وقامت بتفقدها ومعاينتها والقيام بكلّ أعمال الجهر والصيانة.

 وتتوزع ب 7 مناطق زرقاء في قابس المدينة و13 في الحامّة و24 في مارث و5 في منزل الحبيب و3 في مطماطة و4 في قابس الجنوبيّة و3 في قابس الغربية و2 في المطويّة و3 في مطماطة الجديدة. وقد تمّ التركيز على سدّ "واد السقي" في مارث وسدّ" بورزيق" في الحامة وهما سدان ترابيان تمّ تعهّدهما وتركيز المراقبة. وسيقع تكثيف المراقبة تحسبا لأي طارئ في منطقة مارث خاصة نظرا لوجود منازل في مجرى الوادي وحذوه.

وأشار العميد إلى أن عمليات الجهر والتنظيف تتقدم بنسق مرتفع، حيث قامت مصالح التجهيز بتعهّد الطرق المرقمة وتنظيف محيطها.

هل من تعهد لـ"وادي قريعة"

من جهة أخرى لاحظ المواطنون أنّ بلديّة قابس لم تتحرّك إلى حد الآن لتنظيف "وادي قريعة" الذي يقسم المدينة إلى قسمين. وقد وقع حفر هذا الوادي لحماية قابس من الفيضانات لكنه بقي مهملا ، وغابت عمليات التنظيف وإذا ما ارتفع منسوب المياه فيه في حال نزول أمطار غزيرة فسيشكل خطرا.

ومعلوم أن كل المدن حولت وديانها إلى "عناوين ترفيهية" إلا قابس حيث ينتصب الوادي مصبا للفضلات ولديوان التطهير.

محمد صالح مجيٌد

p6n3.jpg

"الصباح" تزور عددا من الأودية بزغوان.. تدخلات شاملة.. و"وادي بوذبان" نقطة بيئية سوداء منذ عقود

تشهد جل المناطق البلدية بولاية زغوان خلال هذه الأيام تدخلات لجهر الأودية وتخليصها من الأدران التي علقت بها لفترة طويلة وحالت دون تمكين مياه الأمطار من السيلان بصفة طبيعية ويُخشى معه تعدد التعقيدات والمخلفات السلبية في صورة نزول الغيث بغزارة .

التدخل بعدة نقاط

وللإطلاع على نبذة من نتائج الأشغال المنجزة في هذا النطاق ، زارت " الصّباح " أحد الأودية الرئيسية الموجودة على مستوى مفترق "جيملة" بالمدخل الشمالي لمدينة زغوان الذي كان ولا يزال محل تشكيات بسبب انسداد منافذ المياه وتراكم الأتربة والحجارة والنباتات الطفيلية والفضلات صلبه وتجمّع النفايات وبقايا مواد البناء على ضفتيه وما يمكن أن تنجر عنه من فيضانات تضر بجميع مكونات محيطه كما حدث في سنة 2018.  وقد لاحظنا أن التدخل الذي أنجزته مصالح البلدية و" التجهيز " كان مجديا ويتعين التنسيق مستقبلا مع جميع الأطراف لكي لا تتجدد الحالة . وفي ذات السياق، أعلمنا الكاتب العام لهذه البلدية سالم نصر الله أنه تم التدخل في عدة نقاط أخرى بالمدينة وأحوازها تحسبا للتغيّرات المناخية المفاجئة .

وفي نفس المدينة ، سجلنا بأنّ أشغال مشروع بناء حائط بالإسمنت المسلح لحماية قصر المالية من الفيضانات بالحي الإداري متوقفة لأشهر كثيرة وبدت مظاهر انزلاق التربة والحائط القديم من الجهة العلوية للموقع جلية للعيان وتشكل ، بالتالي ، خطرا على العموم وعلى البناية التي تعطلت معها أشغال تبييض ودهن واجهتها وإصلاح شبابيكها ، وفق ما أعلمنا به أمين المال الجهوي بلقاسم نصري. والمطلوب هنا أن تتدخل وزارة الإشراف بصفة مستعجلة لفض الإشكاليات المحيطة بهذا الملف.

وادي "بو ذبان" نقطة سوداء

معاينة ميدانية أخرى قمنا بها في الفحص شملت وادي "بو ذبان" الذي يمر بجانب المدينة ويمتد على مسافة طويلة ويمثل نقطة سوداء في نظر الجميع يعاني السكان من مخلفاتها لعقود طويلة جراء التعقيدات البيئية المكبلة لسيلان المياه صلبه وفي طرفيه وما ينتج عنه من أخطار في فترات الذروة . وقد فشلت الحكومات المتعاقبة منذ ثمانينيات القرن الماضي على الأقل في فض الإشكاليات المعيقة لتطهيره. ويتعين اليوم فتح ملفه من جديد على المستوى المركزي .

والغريب في هذا الوادي الذي تطرق مراسل " الصّباح " لواقعه في أكثر من مناسبة أن أحد فروعه المطل على الشارع الرئيسي يمر بجانب المدرسة الإعدادية ابن سينا التي ساء محيطها البيئي بحكم تكاثر الحشرات وركود المياه المتعفنة وتراكم الفضلات والأتربة والحجارة وانبعاث الروائح الكريهة ( الصورة المصاحبة ) ولم تجد التشكيات من كل ذلك آذانا صاغية وهو ما يدل قطعا على أن بلدية المكان قد أخلت بواجب التدخل السريع والناجع على مستوى هذه النقطة السوداء وتركت الأمور على حالها لسنوات متتالية وذلك في غياب المتابعة من لدن السلط الجهوية والمراقبة من قِبل الهياكل المركزية ذات الصلة .

وفي نفس الإطار ، أفادنا معز بالرقشة، الكاتب العام لهذه البلدية، أنه وفي إطار حماية المدينة من الفيضانات فقد تم برمجة مشروع بكلفة 300 أ.د لتصريف مياه الأمطار بشارع البيئة وآخر يتعلق بجهر وتعديل جزء من وادي الشعير وتهيئة جزء من وادي العزيز والزيتون عن طريق إدارة المياه العمرانية بوزارة التجهيز ، وفق تصريحه.

والجدير بالذكر ، هنا ، وحسب ما أفادنا به خالد حسني المدير الجهوي للتنمية فإن الدولة خصصت 8 م.د لتنفيذ مشروعي حماية مدينتي الفحص وزغوان من الفيضانات.

من جانبه ، أعلمنا العباسي منصوري ، الكاتب العام لبلدية الزريبة ، أن عمليات تسريح مجاري المياه التي وقع إنجازها خلال الشهر الجاري تحسبا لتهاطل الأمطار قد تمت على مستوى حي الهدى وشارع الحبيب بورقيبة وحي السلام بالزريبة قرية والطريق الجهوية 133 بنفس المنطقة والأحياء الصناعية من 1 الى4 بالإضافة إلى الحي السياحي والمسلخ البلدي بحمام الزريبة ، حسب قوله ، مضيفا بأن فرق البلدية قد قامت أيضا بتدخلات لجهر الأودية في نقاط تهم البلدية وأخرى تندرج ضمن مشمولات " الفلاحة " و "التجهيز " وذلك في إطار التعاون والتكامل بين الهياكل المحلية والجهوية ، وفق تصريحه .

نشير في الأخير إلى أن البلديات الأخرى التابعة لولاية زغوان قد قامت بمبادرات في هذا المجال وعرفت بجانب منها عبر صفحاتها الرسمية .

أحمد بالشيخ

 

p7n1.jpg

 والي سيدي بوزيد لـ"الصباح":  تفعيل برامج حماية المدن من الفياضانات

في إطار الاستعداد لموسم الأمطار والتوقي من خطر التقلبات المناخية خلال فصلي الخريف والشتاء عقدت اللجنة الجهوية لتفادي الكوارث ومجابهتها وتنظيم النجدة بسيدي بوزيد عددا من الجلسات انطلقت منذ شهر اوت الماضي لتدارس تفعيل عمل اللجان المحلية في القيام بمعاينة النقاط الزرقاء مرجع النظر لكل معتمدية بالتنسيق مع الكتاب العامين للبلديات .

وقد تم التأكيد في هذا الصدد على جملة من الإجراءات أهمها إعداد المخطط الجهوي لتفادي الكوارث ومجابهتها وتنظيم النجدة وهو ما يسمى بالمخطط الأزرق من حيث الإمكانيات البشرية والمادية الى جانب العمل على تحيين المخطط المديري للولاية بالإضافة الى تعهد الأودية والأحزمة الواقية للمدن بالصيانة والتدخل بجهر حواشي الطرقات والأودية وتنظيف قنوات تصريف مياه الأمطار من الأتربة والأوساخ وإقامة الحواجز الترابية. كما تمت دعوة اللجان المحلية الى جرد الإمكانيات اللوجستية المتاحة لدى الإدارات الجهوية المتدخلة ووضعها تحت تصرف اللجنة الجهوية .

من جهته أكد والي سيدي بوزيد عبد الحليم حمدي لـ"الصباح " على وجوب تضافر جهود كل المتدخلين والتنسيق المسبق فيما بينهم واستحثاث نسق حملات النظافة بالمناطق الزرقاء وعمليات جهر وتنظيف قنوات تصريف مياه الأمطار ومجاري الاودية. وشدد والي الجهة كذلك على وضع الموارد البشرية والوسائل اللوجستية اللازمة على ذمة اللجان المحلية تحسبا لأي طارئ، إضافة الى تفعيل برامج حماية المدن من الفياضانات على غرار مدن السوق الجديد والسعيدة وسيدي بوزيد .

وتم مؤخرا خلال اجتماع تقييمي لعمل اللجان، عقد آخر الأسبوع الفارط، تقديم توصية خاصة بالبلديات والمصالح الأمنية تتعلق بالتأكيد على مواصلة الاستعدادات الخاصة بمجابهة مخاطر التقلبات المناخية لوجستيا وبشريا مع ضرورة توخي أعلى درجات اليقظة تحسبا لأي طارئ محتمل مع توصية خاصة بان تبقى اللجنة الجهوية لتفادي الكوارث ومجابهتها وتنظيم اللجنة في حالة انعقاد دائم .

هذا ويذكر انه من المنتظر ان تنظم عملية بيضاء تشرف عليها الإدارة الجهوية للحماية المدنية سيتم خلالها اختبار استعداد وجاهزية الإطراف المعنية .

عائشة

p7n3.jpg

منطقة منكوبة..  متى تتم حماية مدينة ماطر من الفيضانات؟

ستخضع البنية الأساسية في ولاية بنزرت طيلة " الشتوية " القادمة لاختبار حقيقي يحدد مدى قدرتها على تحمل السيول التي أقرت اللجنة الجهوية لمجابهة الكوارث وتنظيم النجدة يوم 30 اوت الماضي جملة من التدخلات الاستباقية للتخفيف من آثارها كتسيير حملات النظافة  ومراقبة مجاري الاودية ونقاط تصريف المياه والتصدي للاعتداءات على الشبكات وتخصيص حصص استمرار بمقرات الولاية والمعتمديات والبلديات مع إبقاء اللجان المحلية في حالة انعقاد دائم للتعامل مع الطوارئ..

اعتمادات ضخمة لحماية المدن من الفيضانات

نظريا تتم حماية التجمعات السكنية من خطر الفيضانات عبر إنشاء السدود والبحيرات الجبلية للتحكم في تدفق المياه وتوجيهها من بعيد في حين تشمل الحماية القريبة تركيز منشات حماية على مشارف المناطق الآهلة مثلما يحدث في مدينتي جرزونة ومنزل عبد الرحمان أين يتواصل منذ 15 ماي الماضي مشروع بقية 24 مليون دينار يتضمن إحداث مسيلات مياه بطول 4.5 كم وقناة من الخرسانة الإسمنتية المسلحة بطول 900 متر في حين سينطلق نهاية السنة الجارية القسط الأول من مشروع بكلفة 55 مليون دينار لحماية مدن منزل بورقيبة وتينجة التي اكتسحتها المياه أيام 24 اوت و 21 أكتوبر 2018.

من جهتها تحصلت مدينة بنزرت على مشروع مماثل بقيمة 11 مليون دينار يشمل تهيئة أودية ، ومدّ وبناء منشآت مائية بطول 5،3 كلم لتفادي ركود المياه وتصريفها نحو البحر، وهو ما ينسحب أيضا على رأس الجبل التي تعتبر طبيعيا محمية من هدير السيول كما تم صرف اعتماد بقيمة 5 مليون دينار بعنوان مشروع حمايتها من الفيضانات لكنها غرقت بصفة غريبة يوم 24 أكتوبر 2021 في المياه والأتربة التي خلفت خسائر مادية هامة لعدد من المتساكنين وأصحاب المتاجر والفلاحين الصغار الذين نفذوا يوم 29 أكتوبر 2021 وقفة احتجاجية للمطالبة بإعلان رأس الجبل منطقة منكوبة .

متى تتم حماية مدينة ماطر من الفيضانات؟

منطقة منكوبة هو الوصف الحقيقي لمدينة ماطر التي لا تزال في انتظار مشروع متكامل لحمايتها من الفيضانات التي حاصرتها يوم 20 فيفري 2012 شرقا بامر وادي الخليج وجنوبا بفعل وادي جومين قبل ان يزداد الأمر سوء في الأيام الموالية اثر تنفيس " سد جومين "..وقد تكرر السيناريو الحزين ليلة 17 سبتمبر 2022 حين تسببت 116 مم من الأمطار في امتلاء و ادي جومين وتدفق سيول هادرة أدت لوفاة طفل غرقا في وادي الخربة وتضرر 61 منزلا في أحياء برج السبعي ،نفات الصفصاف وزروق ويبدو ان أحداث السنة الماضية وتوصيات اللجنة الجهوية لتنظيم النجدة ومجابهة الكوارث بتاريخ 30 اوت 2023 قد دفعت الإدارات المحلية لانجاز جملة من التدخلات في محيط وادي جومين طالب وزير الفلاحة خلال زيارته غير المعلنة يوم 16 سبتمبر الجاري بتسريعها خاصة في ما يتعلق بعمليات الجهر وإزالة النباتات المعطلة لمجاري المياه مع بذل الإمكانيات اللازمة لجهر وادي الخليج قبل موسم الأمطار .

ساسي الطرابلسي

p7n4.jpg

قفصة.. تواصل أشغال مشروع حماية من الفيضانات رهين حلحلة باقي الإشكاليات العقارية

  تستأنف الأشغال المتعلقة بمشروع حماية مدينة قفصة من الفيضانات في غضون الأسبوع المقبل بعد تعثرها في عديد المناسبات نتيجة الإشكاليات القائمة أمامها، وفق ما أفادنا به ممثل إدارة المياه العمرانية بوزارة التجهيز والتهيئة العمرانية عبد الفتاح العطوي.

 وأوضح مصدرنا ان الإشكاليات القائمة أمام تنفيذ المشروع تعود أساسا الى وضعيات عقارية، وقع تسويتها بتدخل السلط الجهوية. مصدرنا أضاف ان المصالح الإدارية بوزارة التجهيز قامت بمجهودات جبارة من اجل إزاحة جملة من الإشكاليات بواسطة التشاور مع الهياكل التي لها علاقة مباشرة بعملية تنفيذ مختلف مراحل المشروع وهي أساسا الديوان الوطني للتطهير والشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه موضحا ان هذه الأخيرة انتهت مؤخرا من وضع الأنابيب وقنوات المياه على مستوى وادي الجامعة مما تسنى للمقاولة المسؤولة على الأشغال وضع قنوات الخرسانة المسلحة ومنه تعبيد الجزء الموجود على مستوى الوادي المذكورة وبالتالي انجاز جزء مهم من مكونات المشروع وهذا الجزء الأخير يتمثل بحسب مصدرنا في تحويل اتجاه "وادي الدخلة" نحو "وادي الجامعة" درءًا للمخاطر الممكنة لسيلان المياه التي تعبر وادي الدخلة على متساكني المواطنين ممن قاموا ببناء مساكنهم قرب الوادي كما بلغ الأمر ببعضهم الى تشييد مساكنهم بممر الوادي. في نفس الإطار أكد مصدرنا ان من مكونات مشروع حماية مدينة قفصة من الفيضانات يشمل كذلك تحويل جزء من مجرى "وادي الدخلة" نحو وادي الجيوش للحد من الخطورة المفترضة لسيلان المياه على متساكني المناطق المتاخمة للوادي المذكور حيث يتعلق الأمر بتجمعات سكانية هامة .

  في نفس الإطار يجري تثبيت قنوات الخرسانة المسلحة بأحجام مختلفة على مستوى بعض المناطق التي شهدت تشييد منازل، تحوز أصحابها على أجزاء من وادي أيلو وإقامة بنايات فوقها محددا أن هذه المناطق على مستوى حي سيدي أحمد زروق.

  ممثل إدارة المياه العمرانية عبد الفتاح العطوي أعرب لنا عن امله في إزاحة الإشكاليات العقارية المرتبطة بمجموعات أهلية على مستوى حي" أيلو" تسهيلا لسير أشغال المشروع خاصة وأن هذا الجزء يمثل أهمية قصوى بحكم الكثافة السكانية للحي المذكور بما ينآى بهم عن المخاطر جراء الفيضانات، واستباقا لجميع الاحتمالات الممكنة في حال نزول الأمطار والأعاصير بكثافة - لا قدر الله - معربا عن أمله في الانتهاء من تنفيذ مشروع حماية مدينة قفصة من الفيضانات في غضون 7 أشهر من الآن .

رؤوف العياري

مدنين_جهات.jpg

مدنين.. بناء فوضوي متاخم لمجاري الأودية ينبئ بكارثة.. *جاهزية اللجنة الجهوية لمجابهة الكوارث

أكد رياض العباسي، باحث في التنمية المحلية لمراسل "الصباح" بولاية مدنين ان منطقة الجنوب الشرقي وخاصة ولاية مدنين تعتبر من الأماكن التي تشهد حجم ضعيف من التساقطات السنوية،للأمطار الا ان هذه التساقطات، رغم استبشار المواطنين بها، تكون في كثير من الأحيان بكميات كبيرة في مدة زمنية صغيرة مما يؤثر بشكل سلبي على تصريف المياه وعلى البنية التحتية وهذا ما تمت ملاحظته في عديد المرات في بعض المدن في ولايتي مدنين وتطاوين مثل مدنين وسيدي مخلوف وبني خداش وجرجيس وجزيرة جربة والبئر الأحمر وتطاوين.

لابد من التدخل الاستباقي

 هذه الوضعية وخاصة في ظل التغييرات المناخية، تحتم بحسب محدثنا على السلط المسؤولة التدخل الاستباقي عبر عمليات جهر قنوات تصريف المياه في النطاق العمراني من طرف البلديات، وعمليات جهر الأودية وقنوات الصرف الصحي من طرف وزارة التجهيز من جهة والديوان الوطني للتطهير من جهة أخرى.

البناء الفوضوي سبب البلية

كما افاد العباسي أنّ ظاهرة البناء الفوضوي أضرت بالبنية التحتية وعمّقت المشاكل التي تحدث عقب هطول الأمطار الغزيرة خاصة وسط مدينة مدنين بجانب الوادي "القبلاوي" ، وبين ان عدم تحديد الملك العمومي للمياه فاقم من هذه الظاهرة. كذلك الشأن بجانب الوادي الغرباوي والذي يتطلب تدخلات دورية للحفاظ على جودة الحياة للمواطنين القاطنين بمحاذاته. كما ان المصالح المعنية عليها التأكد من الحالة الجيدة للطوابي خاصة في المناطق الجبلية ببني خداش ومصب " ام زسار " نظرا لدورها في حسن استثمار مياه الأمطار والمحافظة على الأشجار وحماية الأراضي الفلاحية وكذلك في إنقاص منسوب المياه المهدورة بالأودية.

 وأضاف انه في كل مرّة تنزل فيها الأمطار ولو بكميات ضئيلة بمدينة مدنين تبرز الهشاشة الكبيرة في البنية التحتية التي تتوفر عليها المنطقة حيث تتحوّل مختلف شوارعها وأحيائها الى مسابح وبرك مائية وفي كثير من الأحيان تنقلب الشوارع الى وديان يستعصي السير فيها بشكل طبيعي على السواق كما على المترجلين.

وفي ظل هذا الواقع يبقى التساؤل الأهم ، وفق محدثنا ،أين تلك المشاريع التي يقال انها تصرف لأجلها المليارات؟ وأين هو تفعيل القرارات التي أعلن عليها سابقا لحماية مدينة مدنين من الفيضانات مثل إحداث المنشئة المائية وسط المدينة.

وانهى محدثنا تصريحه بالتأكيد على أهمية التنسيق بين مختلف الأطراف من لجنة مجابهة الكوارث، والمجالس المحلية للأمن المجتمعي، والقطاع الخاص والمجتمع المدني ووسائل الإعلام الجهوية وذلك للتوجيه والمساعدة والمساندة في صورة حدوث إشكاليات لا قدر الله.

ماذا عن استعدادات اللجنة الجهوية لتفادي الكوارث!؟

وفي سياق متصل ومتابعة لتدخلات واستعدادات اللجنة الجهوية لتفادي الكوارث ومجابهتها وتنظيم النجدة بولاية مدنين التقي مراسل" الصباح" بولاية مدنين مع العميد عاطف حويج المدير الجهوي للحماية المدنية بمدنين ومقرر اللجنة الذي أفادنا ان سلسلة من الاجتماعات تم عقدها مؤخرا بإشراف سعيد بن زايد والي مدنين رئيس اللجنة وبحضور مختلف الإطراف والمصالح والإدارات ذات العلاقة .

وفي هذا الصدد وبحسب ذات المصدر تم تحيين مختلف المعطيات والإمكانيات البشرية في إطار المخطط الجهوي لتفادي الكوارث وخاصة المخطط الأزرق الخصوصي للفياضانات .

وتم التأكيد على ضرورة تحيين ارقام الهاتف للمسؤولين القطاعيين المعنيين بالتدخل الأولي عند حدوث اي طارئ .

كما طالب رئيس اللجنة بضرورة تامين مخزون احتياطي من المواد الغذائية والأغطية التي يمكن استغلالها عند الضرورة وخاصة بالمناطق البعيدة عن مناطق العمران .

وبخصوص تهيئة البنية التحتية استعدادا لموسم الأمطار استعرضت الإدارات المعنية على التجهيز ،الفلاحة ،التطهير ومختلف الإدارات المعنية في الاجتماع للجنة المنعقد مؤخرا أشغال التهيئة التي بلغت مراحل متقدمة وتم التأكيد على ضرورة استكمال هذه الأشغال في اقرب الآجال والإشارة أيضا إلى ايلاء عناية خاصة للمؤسسات التربوية والجامعية من حيث عزل الأشغال عن رواد هذه المؤسسات والعناية بالنقاط الزرقاء المحيطة بهذه المؤسسات وبالطرقات المؤدية اليها .

وعن عدد النقاط الزرقاء بولاية مدنين أفاد العميد عاطف حويج بان عددها كبيرا وان مجهودات تبذل لمعالجتها تفاديا لاي طارئ او عند نزول كميات كبيرة من الأمطار

وأضاف محدثنا في الأخير ان اللجنة الجهوية لتفادي الكوارث ومجابهتها وتنظيم النجدة بولاية مدنين في حالة انعقاد دائم وان جميع الإمكانيات البشرية واللوجستية في حالة استعداد للتدخل السريع عند الاقتضاء .

ميمون التونسي

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews