انها مدينة غازي عنتاب، التي تقع جنوب غرب تركيا على الحدود السورية من جهة مدينة حلب، التي تبعد عنها حوالي 96 كيلو مترا فقط، وهي سادس المدن التركية مساحة، حيث تبلغ مساحتها حوالي 7,194 كيلومتر مربع، ويتجاوز عدد سكانها 2.2 مليون نسمة.
"الصباح" زارت عديد الأماكن السياحية والمعالم الأثرية بمدينة غازي عنتاب، واطلعت على أسواقها وابرز أماكنها النابضة، كما وقفت على حيويتها وجوانب من إيقاعها.
قال المرشد السياحي مجيد بوغداي أن غازي عنتاب التي استولى عليها العثمانيون عام 1516م أيام عهد السلطان سليم الأول،أصل تسميتها بالتركية العثمانية عين تاب (Aīntāb)، وأصبحت "غازي عينتاب" باللغة التركية الرسمية بعد فيفري 1921، عندما أطلق البرلمان التركي على المدينة اسم غازي عنتاب لإحياء ذكرى مقاومتها للحصار الفرنسي على عنتاب، وتخليداً لبطولة أهالي المدينة وتصديهم في مطلع القرن الماضي للاحتلال الفرنسي، مضيفا أن تسمية عنتاب تعود إلى زمن الحثيين أول من سكنوا المدينة، حيث كانوا يسمونها khantap وتعني الأرض الملك باللغة الحثية.
أصول المدينة
وتعود أصول المدينة للحيثيين الذين أسسوا الإمبراطورية الحيثية فى الأناضول عام 1600 ق.م ، ثم تعاقبت على المدينة الحضارات مثل البابلية والأشورية والأرمن والساسانيين حتى جاء العرب ومعهم الإسلام عام 638 م، ثم انتقل حكمها للعباسيين عام 750، ثم الطولونيين والإخشيديين فالحمدانيين، حتى أصبحت ولاية بيزنطية عام 962 م، استعاد الأتراك المدينة عام 1760 م، ولكنها لم تدم معهم فقد احتلها الصليبيين عام 1890 م، وقد شهدت المدينة معركة قديمة بين القوات الصليبية و"نور الدين زنكي"، وقد حقق زنكي القائد الشهير نصراً كبيراً على الصليبيين حينها، وبدأ عصر جديد للأيوبيين في المدينة ثم المماليك، حتى استطاع العثمانيين دخولها بعد معركة مرج دابق عام 1516 م في عهد السلطان سليم الأول، وظلت المدينة تحت السيطرة العثمانية حتى عام 1924 ، وقيام الدولة التركية الحديثة.
معالم جذابة ومبهرة
أغلب الأماكن والمعالم هناك تبدو جذابة ومبهرة، من قلعة غازي عنتاب الأثرية، وقلعة الروم، ومتحف فسيفساء زيوغما، وكنيسة "كندرلي" إلى متحف الطهي، ومتحف يسميك، والسوق النحاسي، والأسواق التاريخية، وغيرها من الأماكن السياحية التي تفتكّ الإعجاب، وتسحر العقول والألباب.
سد الفرات الذي لا يبعد كثيرا على غازي عنتاب، كان وجهتنا الأولى حيث روعة وعظمة المكان تنسيك الزمان، وعناء الطريق، وحرارة الشمس الحارقة، ليتحول هذا المعلم بفضل قيمته التاريخية ومكانته الرمزية والجمالية إلى مزار، ووجهة سياحية يقصدها السياح من مختلف أصقاع العالم، ولعل ما زاده جمالا وجاذبية أن "قلعة الروم" تنتصب شامخة على أطرافه المترامية، وتلوح على ضفافه قرى قديمة ضاربة في عمق التاريخ.
ورغم وصولنا إلى الضفة المحاذية لهذه القلعة، التي تنتصب على تلة مغطاة بالصخور العالية، فإننا لم نتمكن من دخولها لوجود أشغال ترميم لأسوارها.
وأفاد مرافقنا المرشد السياحي أن قلعة الروم تقع في نقطة التقاء نهر الفرات مع مجرى مرزيمين، ويعود تاريخها إلى أواخر العصر الروماني، والقرون الوسطى، وتعتبر من أبرز وأهم المقدسات عند المسيحيين، مؤكدا أنها تشكل مركز جذب سياحي هام، بتاريخها العريق، والدور الذي يعتقد أنها لعبته في نشر الديانة المسيحية، بالإضافة إلى جمال الطبيعة المحيطة بها.
ويذكر المؤرخون أنه على مر العصور، تعرضت قلعة الروم للعديد من الهجمات والتدمير، وتم إجراء عمليات ترميم وإعادة بنائها، والقلعة تظهر عليها العمارة الرومانية والبيزنطية والسلجوقية والعثمانية.
وغير بعيد على الضفة الشرقية لنهر الفرات تنتصب محلات بيع عطورات الورد الأسود، الذي اشتهرت به منطقة خلفتي في محافظة شانلي أورفة، حيث تحولت ضفاف نهر الفرات إلى مطاعم سياحية وفضاءات للترفيه، لاسيما مع تأمين جولات ترفيهية على متن القوارب.
الذهب الأخضر
ودعنا نهر الفرات وقلعة الروم وتلك الكهوف والقرى الجبلية لنشد الرحال مجددا إلى مدينة غازي عنتاب، وعلى طول مسافة الطريق تترامى يمينا وشمالا، حقول الفستق العنتابي الذي يطلق عليه تسمية "الذهب الأخضر" نظرا لقيمته الاقتصادية العالية، حيث وصلت صادراته ، في النصف الأول من عام 2022، إلى أسواق 91 دولة، بكمية بلغت 12 ألف و258 طن.وتذكر بعض المصادر التاريخية أن استهلاك الفستق العنتابي يعود إلى عام 6750 قبل الميلاد، وكان حاضرا على طاولات ملوك الحضارات القديمة.
في منتصف طريقنا نزلنا من الحافلة التي كانت تقلنا، وقمنا بجولة داخل أحد مزارع الفستق العنتابي، الذي زادته ألوان عراجين الفستق الأرجوانية جمالا خلابا، واستقبلنا صاحب المزرعة بحفاوة لم تفارقه معها الابتسامة، ليرحب بنا أكثر لما علم أننا من الجنسية التونسية، حدثنا عن الفستق العنتابي، وما يوليه له الأتراك من أهمية بالغة، وشرح لنا تاريخ زراعته ، واستعمالاته، وفوائده، ليودعنا وهو يلوّح بيديه.
وقالت مرافقتنا التركية مليس أن الفستق العنتابي مكون أساسي في جميع أصناف الأكل والحلويات هناك، فهو يُستخدم للتزيين ولإضافة نكهة عنتابية مميزة وفريدة على جميع الأطباق، ويتم إدماجه مع الكباب التركي الشهير المشوي على الفحم، ما أدى إلى إنتاج صنف شهي جديد من الكباب،كما يستخدم الفستق أيضا في صناعة الحلويات مثل البقلاوة التقليدية، والقطايف والحلقوم التركي.
مهرجان المأكولات
وتعد المدينة رائدة في فن الطهو والطعام التركي وتقدم أطباق رائعة من مختلف أنواع الأطعمة، والحلويات، من أبرزها البقلاوة التي حضرنا عملية تحضيرها بأحد المحلات المعروفة بغازي عنتاب. وهو ما يؤكده محدثنا مجيد بقوله " غازي عنتاب اشتهرت بمأكولاتها التقليدية، ومذاق حلوياتها، وأصبحت في طليعة خريطة الأغذية العالمية، ذلك أنها حصلت سنة 2007 على جائزة المفوضية الأوروبية إدن حول السياحة المحلية وفن الطهو".
ونظمت مدينة غازي عنتاب مؤخرا فعاليات المهرجان الدولي لفنون "الطهو"، تحت إشراف بلدية غازي عنتاب بالتعاون مع مديرية الثقافة والسياحية للتعريف بالمأكولات التقليدية المميزة، وقد سجلت الدورة الجديدة مشاركة واسعة من الطهاة المحليين والعالميين.
واللافت في هذا المهرجان، الذي حضرنا فعالياته حرص عشرات العارضين على المشاركة فيه سنويا، تحضير مختلف المأكولات والأطباق على عين المكان، ليتابع الزوار مراحل تحضيرها قبل تلذذ مذاقها.
وتتميز مدينة غازي عنتاب بتاريخ غني بفن الطبخ، وحرصاً على الحفاظ على وصفات الأجداد للأجيال القادمة تم تأسيس أكاديميات لفنون الطهي، وجدت إقبالا واسعا من الشباب والمغرمين بفن الطبخ، وفق محدثنا مجيد.
ويعد مطبخ غازي عنتاب من بين المطابخ العالمية، الخاضعة لرعاية منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو"، في ما يتعلق بفن الطهي، كما أنها ضمن 163 مدينة أعلنتها اليونسكو مدنا مبدعة، وهي المدينة التركية الوحيدة الحاصلة على هذا اللقب.
أكبر متحف فسيفساء في العالم
متحف فسيفساء زيوغما، الذي كان هو الآخر وجهتنا خلال زيارتنا إلى غازي عنتاب، يعتبر أكبر متحف فسيفساء في العالم، بمساحة 30 ألف متر مربع، 25 ألف منها مساحة مغلقة، ويحتوي على 1700 م2 من الفيسفساء، وقد افتتح للزوار في 9 سبتمبر 2011، تسحرك لوحاته، وتشدك زخرفته، وحقبه التاريخية.
و في وقت يجد هذا المتحف إقبالا كبيرا سواء من الأتراك أو السياح الأجانب، قال مرافقنا مجيد... انه يعرض قطعًا أثرية من العصرين الروماني والبيزنطي، ومن أشهر لوحاته التي قد تجد صورها بمعظم مدينة غازي عنتاب هي لوحة الفتاة المصنوعة من الفسيفساء، التي أصبحت رمزًا لغازي عنتاب".
أسواق تقليدية
لا أحد يزور مدينة غازي عنتاب دون أن تكون وجهته الأسواق التقليدية برمزيتها التاريخية، وإيقاعها المختلف، ونبضها المميز، من سوق النحاسين حيث يمكنك العثور على ضالتك من جميع أنواع العناصر النحاسية، وسط حركية لا تهدأ، وإيقاع النحاسين، إلى سوق التوابل الذي تعج منه رائحة مختلف البهارات، وغيرها من الأسواق التي يحرص عادة السائح على زيارتها، لقضاء شؤونه واقتناء كل ما من شأنه أن يمثل له ذكرى جميلة لزيارته لمدينة غازي عنتاب.
ويحقق قطاع السياحة التركية في كل عام أرقاماً قياسية، وتشير آخر الإحصائيات إلى أن عدد السياح الأجانب الذين زاروا تركيا تجاوز 26 مليونا، فيما أكدت السلطات التركية أن أكثر من 7 ملايين سائح أجنبي زاروا مدينة إسطنبول، خلال الستة أشهر الأولى من العام الجاري.
انها مدينة غازي عنتاب، التي تقع جنوب غرب تركيا على الحدود السورية من جهة مدينة حلب، التي تبعد عنها حوالي 96 كيلو مترا فقط، وهي سادس المدن التركية مساحة، حيث تبلغ مساحتها حوالي 7,194 كيلومتر مربع، ويتجاوز عدد سكانها 2.2 مليون نسمة.
"الصباح" زارت عديد الأماكن السياحية والمعالم الأثرية بمدينة غازي عنتاب، واطلعت على أسواقها وابرز أماكنها النابضة، كما وقفت على حيويتها وجوانب من إيقاعها.
قال المرشد السياحي مجيد بوغداي أن غازي عنتاب التي استولى عليها العثمانيون عام 1516م أيام عهد السلطان سليم الأول،أصل تسميتها بالتركية العثمانية عين تاب (Aīntāb)، وأصبحت "غازي عينتاب" باللغة التركية الرسمية بعد فيفري 1921، عندما أطلق البرلمان التركي على المدينة اسم غازي عنتاب لإحياء ذكرى مقاومتها للحصار الفرنسي على عنتاب، وتخليداً لبطولة أهالي المدينة وتصديهم في مطلع القرن الماضي للاحتلال الفرنسي، مضيفا أن تسمية عنتاب تعود إلى زمن الحثيين أول من سكنوا المدينة، حيث كانوا يسمونها khantap وتعني الأرض الملك باللغة الحثية.
أصول المدينة
وتعود أصول المدينة للحيثيين الذين أسسوا الإمبراطورية الحيثية فى الأناضول عام 1600 ق.م ، ثم تعاقبت على المدينة الحضارات مثل البابلية والأشورية والأرمن والساسانيين حتى جاء العرب ومعهم الإسلام عام 638 م، ثم انتقل حكمها للعباسيين عام 750، ثم الطولونيين والإخشيديين فالحمدانيين، حتى أصبحت ولاية بيزنطية عام 962 م، استعاد الأتراك المدينة عام 1760 م، ولكنها لم تدم معهم فقد احتلها الصليبيين عام 1890 م، وقد شهدت المدينة معركة قديمة بين القوات الصليبية و"نور الدين زنكي"، وقد حقق زنكي القائد الشهير نصراً كبيراً على الصليبيين حينها، وبدأ عصر جديد للأيوبيين في المدينة ثم المماليك، حتى استطاع العثمانيين دخولها بعد معركة مرج دابق عام 1516 م في عهد السلطان سليم الأول، وظلت المدينة تحت السيطرة العثمانية حتى عام 1924 ، وقيام الدولة التركية الحديثة.
معالم جذابة ومبهرة
أغلب الأماكن والمعالم هناك تبدو جذابة ومبهرة، من قلعة غازي عنتاب الأثرية، وقلعة الروم، ومتحف فسيفساء زيوغما، وكنيسة "كندرلي" إلى متحف الطهي، ومتحف يسميك، والسوق النحاسي، والأسواق التاريخية، وغيرها من الأماكن السياحية التي تفتكّ الإعجاب، وتسحر العقول والألباب.
سد الفرات الذي لا يبعد كثيرا على غازي عنتاب، كان وجهتنا الأولى حيث روعة وعظمة المكان تنسيك الزمان، وعناء الطريق، وحرارة الشمس الحارقة، ليتحول هذا المعلم بفضل قيمته التاريخية ومكانته الرمزية والجمالية إلى مزار، ووجهة سياحية يقصدها السياح من مختلف أصقاع العالم، ولعل ما زاده جمالا وجاذبية أن "قلعة الروم" تنتصب شامخة على أطرافه المترامية، وتلوح على ضفافه قرى قديمة ضاربة في عمق التاريخ.
ورغم وصولنا إلى الضفة المحاذية لهذه القلعة، التي تنتصب على تلة مغطاة بالصخور العالية، فإننا لم نتمكن من دخولها لوجود أشغال ترميم لأسوارها.
وأفاد مرافقنا المرشد السياحي أن قلعة الروم تقع في نقطة التقاء نهر الفرات مع مجرى مرزيمين، ويعود تاريخها إلى أواخر العصر الروماني، والقرون الوسطى، وتعتبر من أبرز وأهم المقدسات عند المسيحيين، مؤكدا أنها تشكل مركز جذب سياحي هام، بتاريخها العريق، والدور الذي يعتقد أنها لعبته في نشر الديانة المسيحية، بالإضافة إلى جمال الطبيعة المحيطة بها.
ويذكر المؤرخون أنه على مر العصور، تعرضت قلعة الروم للعديد من الهجمات والتدمير، وتم إجراء عمليات ترميم وإعادة بنائها، والقلعة تظهر عليها العمارة الرومانية والبيزنطية والسلجوقية والعثمانية.
وغير بعيد على الضفة الشرقية لنهر الفرات تنتصب محلات بيع عطورات الورد الأسود، الذي اشتهرت به منطقة خلفتي في محافظة شانلي أورفة، حيث تحولت ضفاف نهر الفرات إلى مطاعم سياحية وفضاءات للترفيه، لاسيما مع تأمين جولات ترفيهية على متن القوارب.
الذهب الأخضر
ودعنا نهر الفرات وقلعة الروم وتلك الكهوف والقرى الجبلية لنشد الرحال مجددا إلى مدينة غازي عنتاب، وعلى طول مسافة الطريق تترامى يمينا وشمالا، حقول الفستق العنتابي الذي يطلق عليه تسمية "الذهب الأخضر" نظرا لقيمته الاقتصادية العالية، حيث وصلت صادراته ، في النصف الأول من عام 2022، إلى أسواق 91 دولة، بكمية بلغت 12 ألف و258 طن.وتذكر بعض المصادر التاريخية أن استهلاك الفستق العنتابي يعود إلى عام 6750 قبل الميلاد، وكان حاضرا على طاولات ملوك الحضارات القديمة.
في منتصف طريقنا نزلنا من الحافلة التي كانت تقلنا، وقمنا بجولة داخل أحد مزارع الفستق العنتابي، الذي زادته ألوان عراجين الفستق الأرجوانية جمالا خلابا، واستقبلنا صاحب المزرعة بحفاوة لم تفارقه معها الابتسامة، ليرحب بنا أكثر لما علم أننا من الجنسية التونسية، حدثنا عن الفستق العنتابي، وما يوليه له الأتراك من أهمية بالغة، وشرح لنا تاريخ زراعته ، واستعمالاته، وفوائده، ليودعنا وهو يلوّح بيديه.
وقالت مرافقتنا التركية مليس أن الفستق العنتابي مكون أساسي في جميع أصناف الأكل والحلويات هناك، فهو يُستخدم للتزيين ولإضافة نكهة عنتابية مميزة وفريدة على جميع الأطباق، ويتم إدماجه مع الكباب التركي الشهير المشوي على الفحم، ما أدى إلى إنتاج صنف شهي جديد من الكباب،كما يستخدم الفستق أيضا في صناعة الحلويات مثل البقلاوة التقليدية، والقطايف والحلقوم التركي.
مهرجان المأكولات
وتعد المدينة رائدة في فن الطهو والطعام التركي وتقدم أطباق رائعة من مختلف أنواع الأطعمة، والحلويات، من أبرزها البقلاوة التي حضرنا عملية تحضيرها بأحد المحلات المعروفة بغازي عنتاب. وهو ما يؤكده محدثنا مجيد بقوله " غازي عنتاب اشتهرت بمأكولاتها التقليدية، ومذاق حلوياتها، وأصبحت في طليعة خريطة الأغذية العالمية، ذلك أنها حصلت سنة 2007 على جائزة المفوضية الأوروبية إدن حول السياحة المحلية وفن الطهو".
ونظمت مدينة غازي عنتاب مؤخرا فعاليات المهرجان الدولي لفنون "الطهو"، تحت إشراف بلدية غازي عنتاب بالتعاون مع مديرية الثقافة والسياحية للتعريف بالمأكولات التقليدية المميزة، وقد سجلت الدورة الجديدة مشاركة واسعة من الطهاة المحليين والعالميين.
واللافت في هذا المهرجان، الذي حضرنا فعالياته حرص عشرات العارضين على المشاركة فيه سنويا، تحضير مختلف المأكولات والأطباق على عين المكان، ليتابع الزوار مراحل تحضيرها قبل تلذذ مذاقها.
وتتميز مدينة غازي عنتاب بتاريخ غني بفن الطبخ، وحرصاً على الحفاظ على وصفات الأجداد للأجيال القادمة تم تأسيس أكاديميات لفنون الطهي، وجدت إقبالا واسعا من الشباب والمغرمين بفن الطبخ، وفق محدثنا مجيد.
ويعد مطبخ غازي عنتاب من بين المطابخ العالمية، الخاضعة لرعاية منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو"، في ما يتعلق بفن الطهي، كما أنها ضمن 163 مدينة أعلنتها اليونسكو مدنا مبدعة، وهي المدينة التركية الوحيدة الحاصلة على هذا اللقب.
أكبر متحف فسيفساء في العالم
متحف فسيفساء زيوغما، الذي كان هو الآخر وجهتنا خلال زيارتنا إلى غازي عنتاب، يعتبر أكبر متحف فسيفساء في العالم، بمساحة 30 ألف متر مربع، 25 ألف منها مساحة مغلقة، ويحتوي على 1700 م2 من الفيسفساء، وقد افتتح للزوار في 9 سبتمبر 2011، تسحرك لوحاته، وتشدك زخرفته، وحقبه التاريخية.
و في وقت يجد هذا المتحف إقبالا كبيرا سواء من الأتراك أو السياح الأجانب، قال مرافقنا مجيد... انه يعرض قطعًا أثرية من العصرين الروماني والبيزنطي، ومن أشهر لوحاته التي قد تجد صورها بمعظم مدينة غازي عنتاب هي لوحة الفتاة المصنوعة من الفسيفساء، التي أصبحت رمزًا لغازي عنتاب".
أسواق تقليدية
لا أحد يزور مدينة غازي عنتاب دون أن تكون وجهته الأسواق التقليدية برمزيتها التاريخية، وإيقاعها المختلف، ونبضها المميز، من سوق النحاسين حيث يمكنك العثور على ضالتك من جميع أنواع العناصر النحاسية، وسط حركية لا تهدأ، وإيقاع النحاسين، إلى سوق التوابل الذي تعج منه رائحة مختلف البهارات، وغيرها من الأسواق التي يحرص عادة السائح على زيارتها، لقضاء شؤونه واقتناء كل ما من شأنه أن يمثل له ذكرى جميلة لزيارته لمدينة غازي عنتاب.
ويحقق قطاع السياحة التركية في كل عام أرقاماً قياسية، وتشير آخر الإحصائيات إلى أن عدد السياح الأجانب الذين زاروا تركيا تجاوز 26 مليونا، فيما أكدت السلطات التركية أن أكثر من 7 ملايين سائح أجنبي زاروا مدينة إسطنبول، خلال الستة أشهر الأولى من العام الجاري.
