أسبوع مر على انطلاق العودة المدرسية، أسبوع تنامت خلاله النداءات والاحتجاجات بسبب تفاقم معضلة النقل المدرسي والجامعي في العديد من المناطق.
فتلاميذ عدد من المناطق في بنزرت الى اليوم لم يلتحقوا بمقاعد الدراسة لعدم توفر حافلة تقلهم إلى مؤسساتهم التربوية، مناطق أخرى منسية لم يصلها الى اليوم لا حافلة ولا نقل ريفي مدرسي في كل من منوبة وقفصة.
وفي مدنين وتطاوين تجد الشركة الجهوية للنقل بمدنين نفسها مكبلة بل ويمكن القول انها عاجزة عن تلبية حاجيات التلاميذ والطلبة بسبب بعد الولايتين وشساعتهما في ظل نقص فادح في الأسطول والأعوان ونظرا لكثرة الأعطاب.
منوبة ولاية أخرى يعاني تلاميذها خاصة من الغياب المتكرر للحافلات مع وجود مناطق محرومة من هذه الخدمة الحيوية والتي حتى وان وجدت فان اعتداءات روادها يجعلها خارج الخدمة .
قفصة أيضا يجد تلاميذها أنفسهم مجبرين على قطع مسافات طويلة تفوق أحيانا 2 كم للوصول إلى أقرب محطة للحافلات اين يجدون حافلة مزدحمة وغير قادرة على نقل الجميع، علما وأن الاكتظاظ سمة مميزة على كل الخطوط وفي الولايات.
جندوبة ورغم الاتفاق مع أصحاب النقل الريفي لنقل التلاميذ الا أن عدم التزام هؤلاء وغيابهم المتكرر وكثرة اعطاب سيارتهم بسبب المسالك غير المهيئة جعل الكثيرين يتخلفون عن الدروس ما أدى إلى ارتفاع نسبة التسرب المدرسي.
حتى سوسة التي استعدت شركتها الجهوية كأحسن ما يكون لهذا الموعد فان من ابرز العوائق التي تعترض حافلاتها المخصصة لنقل التلاميذ كثرة الاعتداءات والركوب عنوة وخاصة البنية التحتية المتآكلة التي حالت دون الاستجابة لإحداث العديد من الخطوط
مشاكل عدة يعاني منها التلاميذ بسبب النقل المدرسي ما يتوجب على الجهات المعنية العمل على احتوائها قبل ان تتفاقم وتتحول إلى أزمة حقيقة تؤثر على السير العادي للموسم الدراسي في العديد من المناطق.
قفصة .. النقل المدرسي بين تذمر التلاميذ واحتجاج الأولياء
يشكل النقل المدرسي حلقة هامة من حلقات التواصل مع المنظومة التربوية حيث يمثل محورا رئيسيا ضمن اهتمامات التلاميذ والأولياء على حد السواء بما يرافقه من هنات وإشكاليات متعددة ببعض المناطق لا سيما منها البعيدة عن المدن.
معاناة يومية
ففي ولاية قفصة مثلا يعاني تلاميذ منطقة "القرية" من معتمدية "سيدي عيش" "من التأخير الملحوظ للحافلة المخصصة لهم أو لغيابها تماما في بعض الأحيان " وفق ما ذكره لمراسل "الصباح " الناشط بالمجتمع المدني عبد الحي شكري وهو مرب متقاعد قاطن بمنطقة "القرية"، حيث أوضح ان نحو 100 تلميذ وتلميذة من قرى "أولاد شكر" و "العبابسة" و "العوانسية" يضطرون الى امتطاء الحافلة المخصصة لنقلهم من مناطقهم نحو المعهد الثانوي بسيدي عيش وسط ظروف غير مريحة تماما اذ " يتكدس" بعضهم على بعض بحكم طاقة استيعاب وسيلة النقل الجماعي التي تتولى إيصالهم نحو المؤسسة التربوية المذكورة. وناشد محدثنا السلط المعنية والقائمين على الشركة الجهوية للنقل "القوافل" لتخصيص حافلتين استجابة لعدد التلاميذ، كما طالب بتحسين حالة المعبد الذي تسلكه الحافلة بحكم اهترائه وتواريه تماما ليخلف المكان للحفر والأخاديد، حسب قوله .
تلاميذ وطلبة يقطعون مسافات طويلة راجلين
من الإشكاليات المتعلقة بالنقل المدرسي داخل المناطق الحضرية وضواحيها تلك التي تهم التلاميذ والطلبة القاطنين بضاحية "العقيلة" حيث تقتصر رحلتهم بواسطة الحافلة على نصف المسافة تقريبا من المنطقة المذكورة نحو المؤسسات التربوية والجامعية التي يدرسون بها وذلك تحديدا على مستوى المفترق الدوار المؤدي إلى وسط المدينة ليترجل التلاميذ والطلبة الى مؤسساتهم على مسافة كيلومترين تقريبا .
تذمرات و احتجاجات
أولياء تلاميذ معتمدية "أم العرائس" أبدوا تذمرا كبيرا جراء ظروف نقل أبنائهم المرسمين بالمعهد النموذجي بقفصة حيث خصصت لهم حافلة بطاقة استيعاب 50 مقعدا في حين أن عددهم يفوق الـ 70 تلميذا على مدى المسافة الفاصلة بين "ام العرائس" و"قفصة" المدينة التي تبعد عن المنطقة 80 كم . هذه الوضعية أثارت استياء أولياء التلاميذ الذين نفذوا وقفة احتجاجية في اليوم الأول من السنة الدراسية قبل ان يعمد التلاميذ في اليوم الموالي الى رفض امتطاء الحافلة على خلفية عدم تطابق طاقة استيعابها مع عددهم المحدد ب75 راكبا.
قطاع النقل المدرسي بولاية قفصة أكد الملاحظون انه يتسم بالضعف في اغلب المناطق ناهيك وانه بات من الضرورة بمكان معالجة نقائصه بما يجعله قادرا على الاستجابة الى تطلعات المجموعة الوطنية من توفير للظروف الملائمة لناشئتنا لإيصالهم الى شواطئ النجاح و الرقي ببلادنا نحو أعلى المراتب .
رؤوف العياري
يوفره مستودع طبربة للحافلات .. نقل جامعي محظوظ.. وآخر مدرسي تعيس جدا !
يعتبر وضع النقل العمومي عبر الحافلات بولاية منوبة تعيسا جدا لكثرة النقائص المتنوعة والمتعددة التي تشمل العنصر البشري والتجهيزات وأيضا طرق التسيير وتنظيم العمل. وتنتفع ولاية منوبة بمدنها ومناطقها الريفية بخدمات أسطولي الحافلات بطبربة على خط الطريق الوطنية رقم 7 طريق ماطر وبالزهروني على خط طريق مجاز الباب لتأمين النقل العمومي للأشخاص والنقل الجامعي والمدرسي وفي هذا الإطار عملت " الصباح" على نقل واقع هذه الخدمات من خلال تناول ظروفها على مستوى عدد من المناطق التابعة لمعتمديات طبربة والبطان والجديدة ووادي الليل وجزء من معتمدية برج العامري وكلها تمثل مجال تغطية خدمات النقل لمستودع طبربة للحافلات التابع لمستودع الحافلات "بالبكري" باعتباره المستودع الوحيد التابع لشركة نقل تونس في منوبة.
25 حافلة فقط بالولاية
ويحتوي المستودع المذكور على ما يقارب 30 حافلة بين فردية ومزدوجة يقع استغلال ما لا يتجاوز 25 منها حسب تأكيدات عدد من السواق بهذا المستودع..
وتخصص شركة نقل تونس عددا من الحافلات لنقل الطلبة إلى المركب الجامعي بمنوبة والمركب الجامعي بالمنار والمؤسسات الجامعية مونفلوري بتونس العاصمة، ويمكن اعتبار خدمة النقل على هذا المستوى الأفضل على الإطلاق والأكثر حظا وحظوة حيث تخصص للطلبة أفضل عربات النقل المتوفرة بالأسطول واقلها استعمالا وأصغرها عمرا مع التركيز على احترام مواعيد انطلاق السفرات ذهابا وإيابا. اما عن النقل المدرسي الموجه بالأساس لتلاميذ الاعداديات والمعاهد الثانوية القاطنين بالمناطق الريفية والبعيدة عن مراكز المعتمديات فأن الوضع مغايرا تماما نظرا للحالة السيئة والرديئة للحافلات المستعملة لكثرة تكرر الاعطاب وعدم توفر الحافلات على ابسط أسباب وشروط السلامة من قبيل الأبواب المفتوحة والنوافذ المكسرة والإنارة الأمر الذي يجعل سائقي الحافلات في إحراج دائم أمام التلاميذ الذين يتفاعلون بشكل أكثر سلبية مع هذه الظروف اذ يتعمد بعضهم تكسير وتهشيم ما تبقى سليما بها من بلور وكراسي وأبواب وأيضا آلات وتجهيزات السلامة ويمكن الاستشهاد في هذا المستوى بما يحصل يوميا على الخط المدرسي طبربة - الشويقي .
مناطق محرومة ..ونقل دون شروط السلامة
ولئن عبر عدد كبير من التلاميذ في أكثر من نقطة من الولاية بالانصارين بطبربة والحبيبية بالجديدة وبرج النور ببرج العامري عن امتعاضهم من خدمات النقل المدرسي وانتقدوا بشدة على مستوى التردد وحالة الحافلات المستعملة التي تفتقر لشروط السلامة فإنه لا توجد منطقة في ولاية منوبة محرومة من هذه الخدمات التي بلغت مناطق وعرة لا تصلها بقية وسائل النقل الأخرى بأنواعها كمنطقة "الحلفاية" التي تفتقر إلى اليوم لخدمات النقل.
تخريب..وتلاميذ دون اشتراكات
والى جانب عمليات التخريب التي تتعرض إليها يوميا الحافلات يتعمد عدد من التلاميذ عدم استخراج بطاقات النقل المدرسي والتلكؤ في ذلك رغم الدعوات المتتالية إلى ضرورة التقدم لاستخراجها خاصة وأن معاليمها السنوية منخفضة ولا تمثل سوى 10% من قيمتها الحقيقية ولا تتجاوز 55 د كما يمكن تقسيمها إلى قسطين ولكن يتواصل تجاهل عدد كبير من التلاميذ لهذه البطاقات زيادة على رفضهم المطلق لاقتطاع التذاكر مقابل ذلك بتعلة الفقر وعدم امتلاك المال وهذا ما يزيد ، حقيقة، في تأزم واقع النقل المدرسي في الجهة خاصة مع تهرئ الأسطول ومحدودية التدخل للصيانة ونقص قطع الغيار وهو جانب مهم وسيكون محل تناول قادم على أعمدة جريدة "الصباح".
تسعى الشركة الجهوية للنقل بمدنين التي تنشط بولايتي مدنين وتطاوين ان تكون في مستوى انتظارات وتطلعات الأولياء والتلاميذ والطلبة رغم النقص الفادح الذي يعاني منه أسطول هذه الشركة من الحافلات .
وضعية كارثية.. وديون ضخمة
وفي هذا المجال أكد مصدر نقابي ان الاتحاد الجهوي للشغل بمدنين اصدر بيانا قبل انطلاق الموسم الدراسي استنكر فيه ما وصلت اليه وضعية الشركة الجهوية للنقل بمدنين من تهرم لأسطول الحافلات الذي يلغ عمره 25 سنة مما أدى إلى ارتفاع تكاليف الإصلاح والصيانة وتراجع معايير السلامة والأمان والنقص الفادح في عدد الأعوان وتراكم ديون الشركة لدى المزودين مما أدى الى عدم انتظام تزويد الشركة بما تحتاجه من وقود وقطع غيار حتى يكون أسطولها جاهزا .
وبين محدثنا أن سواق الشركة الجهوية للنقل بمدنين يضطرون الي تجاوز طاقة استيعاب الحافلات لتأمين الرحلات مما يعرضهم لتتبعات جسيمة لا قدر الله نظرا لعدم توفر معايير السلامة والأمان ، بالإضافة إلى تعرضهم للاعتداءات اللفظية والمادية نتيجة ظروف النقل غير المريحة التي يجد فيها المواطنون أنفسهم .
وحذر الطرف النقابي من عجز الشركة الجهوية للنقل بمدنين بوضعيتها الحالية عن تأمين العودة المدرسية والجامعية مع المحافظة أو حتى تأمين خدماتها العادية لمواطنات ومواطني الجهة. وطالب محدثنا السلط الجهوية وسلطة الإشراف المركزية بتحمل المسؤولية في تنفيذ الاتفاقيات وفي مقدمتها اتفاقية 30 ماي 2023 التي تنص خاصة على تدعيم أسطول الشركة ب23 حافلة من صفقة الحافلات المستعملة التي أبرمتها وزارة النقل مؤخرا على خلاف ما صرح به المسؤولون الجهويون من ان حصة الجهة لا تتجاوز 10 حافلات والتي بقيت بدورها إلى حد الآن حبرا على ورق.
وحث مصدرنا مختلف الوزارات والمؤسسات العمومية المتخلدة بذمتهم ديون لفائدة الشركة الجهوية للنقل بمدنين للتسريع بسداد هذه الديون التي تجاوزت 27 مليون دينار وهو مبلغ كفيل بإخراج الشركة من أزمتها وتطوير خدماتها حتى تستجيب لإنتظارات أبناء الجهة ومن أجل أنقاد منظومة النقل العمومي ولتجاوز الوضع الكارثي للنقل بالولاية.
تذمر من تدني الخدمات
وللوقوف على مدى استجابة الشركة لمطالب التلاميذ وأوليائهم أفادنا طاهر الهازل مدير مدرسة خاصة ان النقل المدرسي في ولايتي مدنين تطاوين يشهد وضعا صعبا وضعفا في الخدمات المسداة من طرف الشركة الجهوية للنقل وذلك بالنظر إلى النقص الفادح في الأسطول مما جعل الشركة الجهوية للنقل بمدنين عاجزة عن تغطية كل خطوطها، إضافة إلى الاستعمال المفرط للحافلات رغم انقضاء مدة صلاحيتها ورغم النقص الفادح في قطاع الغيار وهو ما يشكل خطرا على سلامة الركاب، في ظل عجز إدارة الشركة عن تجاوز هذه الصعوبات بالنظر إلى تفاقم المديونية لدى شركات المحروقات والمزودين.
وشدد محدثنا على وجوب تجديد الأسطول و تعزيزه بعدد كاف من الحافلات وتجنب استغلال الحافلات التي تجاوزت فترة صلاحيتها لضمان سلامة الحرفاء والسائقين.
كما أكد على وجوب إنشاء وبعث شركة جهوية للنقل بتطاوين لتفادي الضغط على خطوط النقل وتقريب الخدمات وتحسين جودتها لمتساكني الولايتين الشاسعتين .
وفي سياق متصل لاحظ رياض البشير ناشط في المجتمع المدني حرص كبير من مختلف الأطراف سواء في مركز ولايتي مدنين وتطاوين او لدى الإدارة العامة للشركة الجهوية للنقل بمدنين لتجاوز الإشكاليات وتأمين نقل التلاميذ في أحسن الظروف رغم وجود عديد المشاكل في قطاع النقل العمومي والتلمذي في ولايتي مدنين وتطاوين وهو ما يستوجب خاصة ضرورة التوزيع العادل للأسطول على مختلف المناطق وكذلك تجديده وتعزيزه عبر تجاوز تعطيلات الصفقات لعديد الأسباب من بينها خاصة محدودية الموارد المالية للمؤسسة ما جعلها تلجأ إلى صيانة الحافلات القديمة. وأشار محدثنا الى أهمية توفير حافلات إضافية لبعض المناطق والأحياء التي تعرف حركية بمناسبة العودة المدرسية والجامعية مثل معتمدية "البئر الأحمر" من ولاية تطاوين والحي الجامعي " الفجاء " من ولاية مدنين وتعزيز ربط المدينة بالمعاهد الثانوية. ومؤكدا على ضرورة توفير الاعتمادات اللازمة لاقتناء حافلات تحافظ على البيئة وتتأقلم مع مناخ الجهة لشركة تنشط في ولايتين من أكثر المناطق حركية في الجمهورية.
160 حافلة للنقل المدرسي
من جانبها أكدت الشركة الجهوية للنقل بمدنين انها قامت بكل الاستعدادات اللوجستية لضمان حسن توفير خدمات النقل للتلاميذ والطلبة بالولايتين حيث خصصت 160 حافلة تمت صيانتها خلال العطلة الصيفية. هذا وينتظر تعزيز الأسطول قبل موفى 2023 ب8 حافلات جديدة، كما قامت بتعزيز خطوطها وتواتر سفراتها اذ بلغ عدد الخطوط 180 خطا يؤمنون 700 سفرة يوميا.
ولتقريب الخدمات قامت الشركة بفتح 15 نقطة بيع للاشتراكات بداية من 1 سبتمبر 2023 حيث بلغ عدد المشتركين 12000 من مجموع 27000 ينتظر نقلهم خلال السنة الدراسية الجديدة 2023/2024
ميمون التونسي
بنزرت .. معتمديات منسية..وتلاميذ دون دروس الى اليوم
في تصريح إعلامي أكد المدير الجهوي للنقل ببنزرت وجود خطة ميدانية لمتابعة مدى قدرة الأسطول على تغطية الطلبات بمناسبة العودة المدرسية والجامعية في بنزرت وذلك بالتنسيق مع الشركة الجهوية للنقل التي شرعت من جهتها في استلام 26 حافلة عادية جديدة و 5 مزدوجة في انتظار وصول 7 حافلات نقل حضري عادية و 5 مزدوجة كما أنهت ورشاتها من صيانة 83 حافلة وتعهد 36 واقية وركزت أخرى في محاولة لتقديم خدمات مقبولة على 228 خطا منها 117 مدرسيا وجامعيا تنقل قرابة 21 ألف مشترك...فهل كانت الاستعدادات في حجم الانتظارات ؟
المعتمديات الغربية منسية
صباح الثلاثاء 19 سبتمبر 2023 انتظر العشرات من التلاميذ الحافلة التي تنطلق من "بوجرير" وتمر "بأولاد المي ، و"وادي الزيتون" و"الجفنة " و"الذواودة" وجارتها "البلالمة" لتصل يوميا مكتظة ومتاخرة الى المؤسسات التربوية العمومية في مركز معتمدية غزالة.
"وضعية تربك العملية التربوية لكننا في كل الأحوال لن نعرض التلاميذ لاخطار الشارع وسنواصل بالتنسيق مع الإطار التربوي المتفهم استقبالهم ولو متأخرين في الأقسام الى حين تجاوز المعضلة" هكذا علق إطار إداري بمعهد غزالة على إشكالية النقل التي رفعت خلال السنوات الماضية نسبة التسرب المدرسي خاصة في صفوف الفتيات .
اما في جومين المجاورة فان الحافلة التي تنقل أبناء منطقة "النشايمة"، "أولاد غانم" ،"الدريدية" و" قصر بودرهم" الى ديارهم تصل عادة في حدود السادسة والربع مساء كل يوم في سيناريو تكرر مع بداية السنة الدراسية ودفع الأولياء للبحث عن حلول بديلة لنقل أبنائهم خلال الأسابيع القادمة حين يسدل الليل ستاره باكرا وينطلق موسم نزول الأمطار، في حين ازدادت حيرة عائلات غير قادرة على بذل المال اللازم في المنطقة التي تسجل اعلي نسب التسرب المدرسي..
الخطر يهدد أيضا 60 تلميذا في "تسكراية" ببنزرت الجنوبية كتب عليهم الترجل 6 كم يوميا في القر والحر وتحت المطر مع مواجهة خطر الحيوانات السائبة قبل الوصول الى المحطة النهائية للخط 51 بمنطقة الجميعات ، " عذاب يتواصل رغم وعود المسؤولين بتمديد الخط الى المنطقة بعد ان تقدمنا في جانفي الماضي بعريضة تحمل أكثر من 40 إمضاء الى كل الإدارات المتدخلة " حسب تصريح كريم السعيداني وهو ولي، الذي أضاف " في انتظار تدخل والي الجهة رئيس المجالس الجهوية للتربية والنقل نغامر حاليا بنقل عدد من التلاميذ في عربات نقل ريفي ، شاحنات وحتى على متن دراجات نارية الى معاهد منزل بورقيبة في محاولات قد تنتهي بتحرير محاضر لكنها ارحم من قرار بعض العائلات منع بناتها من مواصلة الدراسة الى حين انتهاء أزمة الحافلة.
غير بعيد عن تسكراية لم تنطلق بعد السنة الدراسية 2023-2024 في "برج شلوف" و "بوزارية" بسبب تعطب الحافلة المدرسية أكثر من مرة مما اثأر غضب (خالد ع )الذي استغرب من عدم توفر وسيلة مناسبة لنقل تلاميذ من منطقة تبعد 6 كم فقط عن مركز الولاية. وحذر المتحدث من الآثار النفسية لمعضلة النقل المدرسي على مراهقين يزاملون آخرين تتوفر لهم كل ظروف النجاح ..
في الجهة المقابلة "لتسكراية" ينتصب جبل اشكل من معتمدية تينجة اين عاند الأهالي الأوضاع الصعبة وتكبدوا تكاليف الاستثمار في أبنائهم لكن صمودهم اصطدم مع بداية السنة الدراسية 2023-2024 بغياب وسائل النقل الى معاهد واعداديات مدينة ماطر فتحولت الأحلام الوردية الى وقفات احتجاجية قبل ان يجد عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الجهوي للشغل ببنزرت جلول البلومي بالتنسيق مع مشرف صفحة " ماطر نيوز " و المندوبية الجهوية للتربية ببنزرت ومعتمد المكان حلا وقتيا تمثل في تكفل صاحب سيارة نقل ريفي بإيصال التلاميذ الى حين فض إشكالية النقل العمومي ورغم إشكالية التمويل فان البلومي بدا واثقا من قرب نهاية الأزمة ..
الوضع أفضل في المعتمديات الشرقية
اما في المعتمديات الشرقية من ولاية بنزرت فتبدو الأمور أفضل بكثير حيث يتوفر النقل المدرسي في معتمديات غار الملح ، رأس الجبل ، منزل جميل ، جرزونة ، بنزرت الشمالية وبنسبة اقل في اوتيك، في حين طالب عدد من متساكني العالية بانتظام حافلة المعهد النموذجي ببنزرت ..
وتفيد المعطيات التي تحصلت عليها " الصباح " ان المندوبية الجهوية للتربية تمتلك عددا من الحافلات الصغيرة القادرة على إنهاء معضلة النقل المدرسي لتلاميذ التجمعات السكانية النائية مثل جبل اشكل لكن استغلال الناقلات يرتهن لموافقة وزارة الإشراف وتوفر العدد الكافي من السواق ..
وفي النهاية نستغرب غياب مبادرات المجتمع المدني لدعم مجهود الدولة في مجال النقل المدرسي على غرار جمعية التنمية باوتيك التي تمكنت سنة 2020 من توفير حافلة فخمة تنقل مجانا 100 تلميذ من أبناء المناطق الريفية في إطار شراكة مع برنامج دولي تموله اليابان لتحسين ظروف عيش متساكني المناطق الريفية بالدول النامية.
ساسي الطرابلسي
غياب وعدم التزام..النقل الريفي المدرسي في جندوبة معضلة حقيقية
يعرف النقل المدرسي بولاية جندوبة في السنوات الأخيرة إقبالا منقطع النظير ويفضل العشرات من التلاميذ استغلال الحافلات عوض الإقامة بالمبيتات التي تشهد أيضا نفورا من التلاميذ،إلا أن هذا القطاع الحيوي يتعرض إلى بعض الإشكاليات التي حالت دون تطويره.
تعزيز الحافلات والخطوط
تعزز الشركة الجهوية للنقل كل مفتتح سنة دراسية أسطولها بحافلات إضافية استجابة لرغبة حرفائها وفي هذا السياق أكد عادل العبيدي رئيس دائرة الاستغلال بالشركة الجهوية للنقل بجندوبة لمراسل "الصباح" أن عدد الحافلات المخصصة للنقل المدرسي والجامعي في حدود 155 حافلة ويبلغ عدد الخطوط 450 خطا وتم هذه السنة إحداث 9 خطوط جديدة بمختلف المعتمديات بعد الإلحاح الكبير من أولياء التلاميذ للعودة الى مسقط الرأس،وأضاف العبيدي أن أسطول الشركة سيتعزز ب 9 حافلات من فرنسا و18حافلة جديدة خلال هذه السنة.
البنية التحتية أرهقت الأسطول
وعن أهم الإشكاليات تحدث العبيدي عن تواضع البنية التحتية بأغلب المعتمديات خاصة تلك الواقعة على الشريط الحدودي والتي تتطلب مزيدا من العناية ، وكلف هذا الوضع الشركة خسائر بالملايين إلى جانب ما تتعرض إليه الحافلات من تهشيم واعتداء على الأعوان إذ تعرضت السنة الفارطة بعض الحافلات إلى اعتداءات كلفت الشركة في يوم واحد خسائر ب3 آلاف دينار.
معضلة النقل الريفي المدرسي
في إطار الشراكة المبرمة بين سلطة الإشراف وعدد من السائقين سمح لسائقي سيارات النقل الريفي نقل تلاميذ المدارس الابتدائية والإعدادية إلا أن التلاميذ والأولياء تذمروا من استغلال وسائل النقل هذه بسبب عدم التزام بعض أصحاب السيارات بالتوقيت إلى جانب كثرة التزاماتهم المهنية وغيابهم المتكررة خاصة أثناء أيام الأسواق الأسبوعية وإصلاح سياراتهم جراء كثرة الأعطاب المتكررة ما أدى إلى غياب بعض التلاميذ عن الدروس أو إجبارهم على قطع مسافات طويلة على الأرجل للوصول إلى المؤسسات التربوية . في ذات السياق بعض التلاميذ أجبرتهم الظروف الصعبة للمسالك الفلاحية على استغلال الشاحنات دون حماية أو تأمين .
جمعيات على الخط.. لكن
تمكنت إحدى الجمعيات بمعتمدية عين دراهم من اقتناء حافلة في شكل هبة من إحدى المنظمات الألمانية وتمت تسوية وضعيتها القانونية لاستغلالها في نقل تلاميذ المدارس الابتدائية بمعتمدية عين دراهم مجانا إلا أن بعض الإجراءات الإدارية لاستغلالها مثل إشكالا طالما أرق أولياء التلاميذ بالإضافة إلى فقدان قطع الغيار أثناء حدوث أعطاب بها وبقيت طيلة السنة الدراسية الفارطة متوقفة ولم تنقل تلاميذ المدارس الابتدائية بالجهة إلا مطلع هذا الأسبوع .
بنية تحتية متواضعة
تبلغ المساحة الجملية للطرقات المرقمة والمعبدة بولاية جندوبة 630 كلم فحين بلغت مسافة المسالك الفلاحية المعبدة والمهيئة 1215 كلم ما يعكس التطور النسبي للبنية التحتية مقارنة بالوضع قبل اندلاع الثورة ، الا أن العوامل المناخية وبعض المشاريع المعطلة حالت دون تطوير البنية التحتية بولاية جندوبة اذ مازالت الانزلاقات الأرضية ببعض المناطق الى جانب عزلة التجمعات السكنية في ظل غياب بعض الجسور الى جانب المشاريع المعطلة بالمسالك الفلاحية والطرقات الضيقة التي حالت دون توفير خطوط للنقل المدرسي.
مبيتات شاغرة
تعرف مبيتات المؤسسات التربوية بولاية جندوبة عزوفا كبيرا من قبل التلاميذ المقيمين جراء النقل المدرسي وتقلص عدد المقيمين بشكل ملحوظ حتى أن بعض المبيتات لا تزال مغلقة الى حد الآن (معهد خمير بعين دراهم) وغير مستغلة وشجع هؤلاء وصول الحافلات الى المناطق النائية عبر المسالك الفلاحية .
هذا الوضع أثر سلبا على نتائج التلاميذ الذين ينقطعون سنويا بالمئات الى جانب تنامي ظاهرة العنف وكثرة الغيابات والرسوب في صفوف التلاميذ الذين يستغلون النقل المدرسي خاصة بالعمادات والأرياف خاصة وأن أغلب المناطق تعرف تشتتا سكانيا أجبرت أغلبهم على قطع مسافات طويلة على الأقدام.
رغم الجهود المبذولة من قبل الشركة الجهوية للنقل بجندوبة في تعصير القطاع والاستجابة لمختلف طلبات السكان فان تواضع البنية التحتية بالجهة كبد الشركة خسائر مادية معتبرة ومازالت العشرات من التجمعات السكنية في عزلة الى حد الآن ما يستدعي من سلطة الإشراف مزيد العناية بالبنية التحتية بالجهة حتى تساهم في تنمية حقيقية تنهض بالإنسان في هذه الربوع التي مازالت تلملم جراح سنوات التهميش والإقصاء فتحسين النتائج والقضاء على الانقطاع المبكر رهين توفير الضروريات الحياتية للإنسان في هذه الربوع.
عمارمويهبي
سوسة..تردّي حالة الطرقات والمسالك تحول دون الاستجابة للإحداثات أو التّمديد
يستعمل نحو 81.5 مليون مسافر سنويا حافلات شركة النقل بالساحل من بينهم 54 مليون تلميذ ويستأثر النقل المدرسي والجامعي ب184 حافلة من مجموع 467 حافلة صالحة للاستغلال بالأقاليم الثلاثة هذا ويتزايد عدد المطالب المتعلقة بإحداث خطوط جديدة أو التّمديد في أخرى والتي ترد على الإدارة العامة للشركة من سنة إلى أخرى نتيجة التوسّع العمراني والتزايد الديمغرافي .
تردّي حالة الطرقات والمسالك تحول دون الاستجابة للإحداثات أو التّمديد
كشف الرئيس المدير العام لشركة النقل بالسّاحل المعز لدين الله عبد السلام في تصريح لـ"الصباح " أن عديد الطلبات تصدر خلال الجلسات مع السلط المحليّة والجهوية المطالبة بإحداث خطوط جديدة إلاّ أنه وبعد دراسة دقيقة للمطالب والوقوف على جدوى الإحداث أو التّمديد فإنّ الحالة المتردية لبعض الطرقات أو المسالك بالمناطق الريفية بشكل خاص تحول دون الاستجابة إلى جانب الاصطدام بتركيز مخفّضات سرعة عشوائيّة وغير مطابقة للمواصفات تُلحق أضرارا جسيمة بالحافلات .
الاعتداءات والركوب عنوة
تشهد بعض الخطوط وخاصة منها المتعلقة بالنقل المدرسي أحداثا مأساوية نتيجة تأزم العلاقة بين طاقم الحافلة المتكوّن من القابض والسائق ومستعملي الحافلة من بعض التّلاميذ والطلبة حيث تتكرّر الخلافات والمشاحنات لأسباب مختلفة ما نتج عنه في عديد المناسبات خصومات وعنف سواء بين التلاميذ فيما بينهم أو بينهم وبين الطّاقم لتتطوّر الأمور وتخرج أحيانا عن السّيطرة فيكون اللجوء إلى المصالح الأمنية بعد تسجيل اعتداءات جسدية بين الطرفين وأخرى تستهدف الحافلات ما يُكبّد الشركة خسائر مادية جسيمة جراء تهشيم البلّور بشكل خاص كما أوضح الرئيس المدير العام لشركة النقل بالسّاحل أنّ بعض المناطق وللأسف الشديد مازال البعض من أهلها يُصرّون على الركوب عنوة دون سند تنقّل .
اكتظاظ وإلغاء سفرات
رغم اجتهاد فريق الصيانة بمختلف ورشات شركة النقل بالساحل من أجل تحسين جاهزية الأسطول من خلال عمليات صيانة ومراجعة كاملة أو جزئية للهيكل أو المحرك أو لعلبة السرعة قصد بلوغ نسبة 80% من جاهزية الأسطول فإنّ كثرة الأعطاب التي تُصيب عددا من الحافلات المهترئة يجعل المسؤول في مواجهة مباشرة لعديد التحديّات من نقص في الموارد البشرية والإمكانيات اللوجستية ما ينجرّ عنه عديد المشاكل بسبب إلغاء بعض السفرات أو تسجيل إكتظاظ كبير في بعض الخطوط يهدّد سلامة الراكبين المتشبّثين باستغلال اشتراكاتهم في حين يضطرّ آخرون إلى التعويل على خدمات النقل العمومي غير المنتظم رُغم اقتطاع معلوم الاشتراك المدرسي .
أنور قلالة
تونس - الصباح
أسبوع مر على انطلاق العودة المدرسية، أسبوع تنامت خلاله النداءات والاحتجاجات بسبب تفاقم معضلة النقل المدرسي والجامعي في العديد من المناطق.
فتلاميذ عدد من المناطق في بنزرت الى اليوم لم يلتحقوا بمقاعد الدراسة لعدم توفر حافلة تقلهم إلى مؤسساتهم التربوية، مناطق أخرى منسية لم يصلها الى اليوم لا حافلة ولا نقل ريفي مدرسي في كل من منوبة وقفصة.
وفي مدنين وتطاوين تجد الشركة الجهوية للنقل بمدنين نفسها مكبلة بل ويمكن القول انها عاجزة عن تلبية حاجيات التلاميذ والطلبة بسبب بعد الولايتين وشساعتهما في ظل نقص فادح في الأسطول والأعوان ونظرا لكثرة الأعطاب.
منوبة ولاية أخرى يعاني تلاميذها خاصة من الغياب المتكرر للحافلات مع وجود مناطق محرومة من هذه الخدمة الحيوية والتي حتى وان وجدت فان اعتداءات روادها يجعلها خارج الخدمة .
قفصة أيضا يجد تلاميذها أنفسهم مجبرين على قطع مسافات طويلة تفوق أحيانا 2 كم للوصول إلى أقرب محطة للحافلات اين يجدون حافلة مزدحمة وغير قادرة على نقل الجميع، علما وأن الاكتظاظ سمة مميزة على كل الخطوط وفي الولايات.
جندوبة ورغم الاتفاق مع أصحاب النقل الريفي لنقل التلاميذ الا أن عدم التزام هؤلاء وغيابهم المتكرر وكثرة اعطاب سيارتهم بسبب المسالك غير المهيئة جعل الكثيرين يتخلفون عن الدروس ما أدى إلى ارتفاع نسبة التسرب المدرسي.
حتى سوسة التي استعدت شركتها الجهوية كأحسن ما يكون لهذا الموعد فان من ابرز العوائق التي تعترض حافلاتها المخصصة لنقل التلاميذ كثرة الاعتداءات والركوب عنوة وخاصة البنية التحتية المتآكلة التي حالت دون الاستجابة لإحداث العديد من الخطوط
مشاكل عدة يعاني منها التلاميذ بسبب النقل المدرسي ما يتوجب على الجهات المعنية العمل على احتوائها قبل ان تتفاقم وتتحول إلى أزمة حقيقة تؤثر على السير العادي للموسم الدراسي في العديد من المناطق.
قفصة .. النقل المدرسي بين تذمر التلاميذ واحتجاج الأولياء
يشكل النقل المدرسي حلقة هامة من حلقات التواصل مع المنظومة التربوية حيث يمثل محورا رئيسيا ضمن اهتمامات التلاميذ والأولياء على حد السواء بما يرافقه من هنات وإشكاليات متعددة ببعض المناطق لا سيما منها البعيدة عن المدن.
معاناة يومية
ففي ولاية قفصة مثلا يعاني تلاميذ منطقة "القرية" من معتمدية "سيدي عيش" "من التأخير الملحوظ للحافلة المخصصة لهم أو لغيابها تماما في بعض الأحيان " وفق ما ذكره لمراسل "الصباح " الناشط بالمجتمع المدني عبد الحي شكري وهو مرب متقاعد قاطن بمنطقة "القرية"، حيث أوضح ان نحو 100 تلميذ وتلميذة من قرى "أولاد شكر" و "العبابسة" و "العوانسية" يضطرون الى امتطاء الحافلة المخصصة لنقلهم من مناطقهم نحو المعهد الثانوي بسيدي عيش وسط ظروف غير مريحة تماما اذ " يتكدس" بعضهم على بعض بحكم طاقة استيعاب وسيلة النقل الجماعي التي تتولى إيصالهم نحو المؤسسة التربوية المذكورة. وناشد محدثنا السلط المعنية والقائمين على الشركة الجهوية للنقل "القوافل" لتخصيص حافلتين استجابة لعدد التلاميذ، كما طالب بتحسين حالة المعبد الذي تسلكه الحافلة بحكم اهترائه وتواريه تماما ليخلف المكان للحفر والأخاديد، حسب قوله .
تلاميذ وطلبة يقطعون مسافات طويلة راجلين
من الإشكاليات المتعلقة بالنقل المدرسي داخل المناطق الحضرية وضواحيها تلك التي تهم التلاميذ والطلبة القاطنين بضاحية "العقيلة" حيث تقتصر رحلتهم بواسطة الحافلة على نصف المسافة تقريبا من المنطقة المذكورة نحو المؤسسات التربوية والجامعية التي يدرسون بها وذلك تحديدا على مستوى المفترق الدوار المؤدي إلى وسط المدينة ليترجل التلاميذ والطلبة الى مؤسساتهم على مسافة كيلومترين تقريبا .
تذمرات و احتجاجات
أولياء تلاميذ معتمدية "أم العرائس" أبدوا تذمرا كبيرا جراء ظروف نقل أبنائهم المرسمين بالمعهد النموذجي بقفصة حيث خصصت لهم حافلة بطاقة استيعاب 50 مقعدا في حين أن عددهم يفوق الـ 70 تلميذا على مدى المسافة الفاصلة بين "ام العرائس" و"قفصة" المدينة التي تبعد عن المنطقة 80 كم . هذه الوضعية أثارت استياء أولياء التلاميذ الذين نفذوا وقفة احتجاجية في اليوم الأول من السنة الدراسية قبل ان يعمد التلاميذ في اليوم الموالي الى رفض امتطاء الحافلة على خلفية عدم تطابق طاقة استيعابها مع عددهم المحدد ب75 راكبا.
قطاع النقل المدرسي بولاية قفصة أكد الملاحظون انه يتسم بالضعف في اغلب المناطق ناهيك وانه بات من الضرورة بمكان معالجة نقائصه بما يجعله قادرا على الاستجابة الى تطلعات المجموعة الوطنية من توفير للظروف الملائمة لناشئتنا لإيصالهم الى شواطئ النجاح و الرقي ببلادنا نحو أعلى المراتب .
رؤوف العياري
يوفره مستودع طبربة للحافلات .. نقل جامعي محظوظ.. وآخر مدرسي تعيس جدا !
يعتبر وضع النقل العمومي عبر الحافلات بولاية منوبة تعيسا جدا لكثرة النقائص المتنوعة والمتعددة التي تشمل العنصر البشري والتجهيزات وأيضا طرق التسيير وتنظيم العمل. وتنتفع ولاية منوبة بمدنها ومناطقها الريفية بخدمات أسطولي الحافلات بطبربة على خط الطريق الوطنية رقم 7 طريق ماطر وبالزهروني على خط طريق مجاز الباب لتأمين النقل العمومي للأشخاص والنقل الجامعي والمدرسي وفي هذا الإطار عملت " الصباح" على نقل واقع هذه الخدمات من خلال تناول ظروفها على مستوى عدد من المناطق التابعة لمعتمديات طبربة والبطان والجديدة ووادي الليل وجزء من معتمدية برج العامري وكلها تمثل مجال تغطية خدمات النقل لمستودع طبربة للحافلات التابع لمستودع الحافلات "بالبكري" باعتباره المستودع الوحيد التابع لشركة نقل تونس في منوبة.
25 حافلة فقط بالولاية
ويحتوي المستودع المذكور على ما يقارب 30 حافلة بين فردية ومزدوجة يقع استغلال ما لا يتجاوز 25 منها حسب تأكيدات عدد من السواق بهذا المستودع..
وتخصص شركة نقل تونس عددا من الحافلات لنقل الطلبة إلى المركب الجامعي بمنوبة والمركب الجامعي بالمنار والمؤسسات الجامعية مونفلوري بتونس العاصمة، ويمكن اعتبار خدمة النقل على هذا المستوى الأفضل على الإطلاق والأكثر حظا وحظوة حيث تخصص للطلبة أفضل عربات النقل المتوفرة بالأسطول واقلها استعمالا وأصغرها عمرا مع التركيز على احترام مواعيد انطلاق السفرات ذهابا وإيابا. اما عن النقل المدرسي الموجه بالأساس لتلاميذ الاعداديات والمعاهد الثانوية القاطنين بالمناطق الريفية والبعيدة عن مراكز المعتمديات فأن الوضع مغايرا تماما نظرا للحالة السيئة والرديئة للحافلات المستعملة لكثرة تكرر الاعطاب وعدم توفر الحافلات على ابسط أسباب وشروط السلامة من قبيل الأبواب المفتوحة والنوافذ المكسرة والإنارة الأمر الذي يجعل سائقي الحافلات في إحراج دائم أمام التلاميذ الذين يتفاعلون بشكل أكثر سلبية مع هذه الظروف اذ يتعمد بعضهم تكسير وتهشيم ما تبقى سليما بها من بلور وكراسي وأبواب وأيضا آلات وتجهيزات السلامة ويمكن الاستشهاد في هذا المستوى بما يحصل يوميا على الخط المدرسي طبربة - الشويقي .
مناطق محرومة ..ونقل دون شروط السلامة
ولئن عبر عدد كبير من التلاميذ في أكثر من نقطة من الولاية بالانصارين بطبربة والحبيبية بالجديدة وبرج النور ببرج العامري عن امتعاضهم من خدمات النقل المدرسي وانتقدوا بشدة على مستوى التردد وحالة الحافلات المستعملة التي تفتقر لشروط السلامة فإنه لا توجد منطقة في ولاية منوبة محرومة من هذه الخدمات التي بلغت مناطق وعرة لا تصلها بقية وسائل النقل الأخرى بأنواعها كمنطقة "الحلفاية" التي تفتقر إلى اليوم لخدمات النقل.
تخريب..وتلاميذ دون اشتراكات
والى جانب عمليات التخريب التي تتعرض إليها يوميا الحافلات يتعمد عدد من التلاميذ عدم استخراج بطاقات النقل المدرسي والتلكؤ في ذلك رغم الدعوات المتتالية إلى ضرورة التقدم لاستخراجها خاصة وأن معاليمها السنوية منخفضة ولا تمثل سوى 10% من قيمتها الحقيقية ولا تتجاوز 55 د كما يمكن تقسيمها إلى قسطين ولكن يتواصل تجاهل عدد كبير من التلاميذ لهذه البطاقات زيادة على رفضهم المطلق لاقتطاع التذاكر مقابل ذلك بتعلة الفقر وعدم امتلاك المال وهذا ما يزيد ، حقيقة، في تأزم واقع النقل المدرسي في الجهة خاصة مع تهرئ الأسطول ومحدودية التدخل للصيانة ونقص قطع الغيار وهو جانب مهم وسيكون محل تناول قادم على أعمدة جريدة "الصباح".
تسعى الشركة الجهوية للنقل بمدنين التي تنشط بولايتي مدنين وتطاوين ان تكون في مستوى انتظارات وتطلعات الأولياء والتلاميذ والطلبة رغم النقص الفادح الذي يعاني منه أسطول هذه الشركة من الحافلات .
وضعية كارثية.. وديون ضخمة
وفي هذا المجال أكد مصدر نقابي ان الاتحاد الجهوي للشغل بمدنين اصدر بيانا قبل انطلاق الموسم الدراسي استنكر فيه ما وصلت اليه وضعية الشركة الجهوية للنقل بمدنين من تهرم لأسطول الحافلات الذي يلغ عمره 25 سنة مما أدى إلى ارتفاع تكاليف الإصلاح والصيانة وتراجع معايير السلامة والأمان والنقص الفادح في عدد الأعوان وتراكم ديون الشركة لدى المزودين مما أدى الى عدم انتظام تزويد الشركة بما تحتاجه من وقود وقطع غيار حتى يكون أسطولها جاهزا .
وبين محدثنا أن سواق الشركة الجهوية للنقل بمدنين يضطرون الي تجاوز طاقة استيعاب الحافلات لتأمين الرحلات مما يعرضهم لتتبعات جسيمة لا قدر الله نظرا لعدم توفر معايير السلامة والأمان ، بالإضافة إلى تعرضهم للاعتداءات اللفظية والمادية نتيجة ظروف النقل غير المريحة التي يجد فيها المواطنون أنفسهم .
وحذر الطرف النقابي من عجز الشركة الجهوية للنقل بمدنين بوضعيتها الحالية عن تأمين العودة المدرسية والجامعية مع المحافظة أو حتى تأمين خدماتها العادية لمواطنات ومواطني الجهة. وطالب محدثنا السلط الجهوية وسلطة الإشراف المركزية بتحمل المسؤولية في تنفيذ الاتفاقيات وفي مقدمتها اتفاقية 30 ماي 2023 التي تنص خاصة على تدعيم أسطول الشركة ب23 حافلة من صفقة الحافلات المستعملة التي أبرمتها وزارة النقل مؤخرا على خلاف ما صرح به المسؤولون الجهويون من ان حصة الجهة لا تتجاوز 10 حافلات والتي بقيت بدورها إلى حد الآن حبرا على ورق.
وحث مصدرنا مختلف الوزارات والمؤسسات العمومية المتخلدة بذمتهم ديون لفائدة الشركة الجهوية للنقل بمدنين للتسريع بسداد هذه الديون التي تجاوزت 27 مليون دينار وهو مبلغ كفيل بإخراج الشركة من أزمتها وتطوير خدماتها حتى تستجيب لإنتظارات أبناء الجهة ومن أجل أنقاد منظومة النقل العمومي ولتجاوز الوضع الكارثي للنقل بالولاية.
تذمر من تدني الخدمات
وللوقوف على مدى استجابة الشركة لمطالب التلاميذ وأوليائهم أفادنا طاهر الهازل مدير مدرسة خاصة ان النقل المدرسي في ولايتي مدنين تطاوين يشهد وضعا صعبا وضعفا في الخدمات المسداة من طرف الشركة الجهوية للنقل وذلك بالنظر إلى النقص الفادح في الأسطول مما جعل الشركة الجهوية للنقل بمدنين عاجزة عن تغطية كل خطوطها، إضافة إلى الاستعمال المفرط للحافلات رغم انقضاء مدة صلاحيتها ورغم النقص الفادح في قطاع الغيار وهو ما يشكل خطرا على سلامة الركاب، في ظل عجز إدارة الشركة عن تجاوز هذه الصعوبات بالنظر إلى تفاقم المديونية لدى شركات المحروقات والمزودين.
وشدد محدثنا على وجوب تجديد الأسطول و تعزيزه بعدد كاف من الحافلات وتجنب استغلال الحافلات التي تجاوزت فترة صلاحيتها لضمان سلامة الحرفاء والسائقين.
كما أكد على وجوب إنشاء وبعث شركة جهوية للنقل بتطاوين لتفادي الضغط على خطوط النقل وتقريب الخدمات وتحسين جودتها لمتساكني الولايتين الشاسعتين .
وفي سياق متصل لاحظ رياض البشير ناشط في المجتمع المدني حرص كبير من مختلف الأطراف سواء في مركز ولايتي مدنين وتطاوين او لدى الإدارة العامة للشركة الجهوية للنقل بمدنين لتجاوز الإشكاليات وتأمين نقل التلاميذ في أحسن الظروف رغم وجود عديد المشاكل في قطاع النقل العمومي والتلمذي في ولايتي مدنين وتطاوين وهو ما يستوجب خاصة ضرورة التوزيع العادل للأسطول على مختلف المناطق وكذلك تجديده وتعزيزه عبر تجاوز تعطيلات الصفقات لعديد الأسباب من بينها خاصة محدودية الموارد المالية للمؤسسة ما جعلها تلجأ إلى صيانة الحافلات القديمة. وأشار محدثنا الى أهمية توفير حافلات إضافية لبعض المناطق والأحياء التي تعرف حركية بمناسبة العودة المدرسية والجامعية مثل معتمدية "البئر الأحمر" من ولاية تطاوين والحي الجامعي " الفجاء " من ولاية مدنين وتعزيز ربط المدينة بالمعاهد الثانوية. ومؤكدا على ضرورة توفير الاعتمادات اللازمة لاقتناء حافلات تحافظ على البيئة وتتأقلم مع مناخ الجهة لشركة تنشط في ولايتين من أكثر المناطق حركية في الجمهورية.
160 حافلة للنقل المدرسي
من جانبها أكدت الشركة الجهوية للنقل بمدنين انها قامت بكل الاستعدادات اللوجستية لضمان حسن توفير خدمات النقل للتلاميذ والطلبة بالولايتين حيث خصصت 160 حافلة تمت صيانتها خلال العطلة الصيفية. هذا وينتظر تعزيز الأسطول قبل موفى 2023 ب8 حافلات جديدة، كما قامت بتعزيز خطوطها وتواتر سفراتها اذ بلغ عدد الخطوط 180 خطا يؤمنون 700 سفرة يوميا.
ولتقريب الخدمات قامت الشركة بفتح 15 نقطة بيع للاشتراكات بداية من 1 سبتمبر 2023 حيث بلغ عدد المشتركين 12000 من مجموع 27000 ينتظر نقلهم خلال السنة الدراسية الجديدة 2023/2024
ميمون التونسي
بنزرت .. معتمديات منسية..وتلاميذ دون دروس الى اليوم
في تصريح إعلامي أكد المدير الجهوي للنقل ببنزرت وجود خطة ميدانية لمتابعة مدى قدرة الأسطول على تغطية الطلبات بمناسبة العودة المدرسية والجامعية في بنزرت وذلك بالتنسيق مع الشركة الجهوية للنقل التي شرعت من جهتها في استلام 26 حافلة عادية جديدة و 5 مزدوجة في انتظار وصول 7 حافلات نقل حضري عادية و 5 مزدوجة كما أنهت ورشاتها من صيانة 83 حافلة وتعهد 36 واقية وركزت أخرى في محاولة لتقديم خدمات مقبولة على 228 خطا منها 117 مدرسيا وجامعيا تنقل قرابة 21 ألف مشترك...فهل كانت الاستعدادات في حجم الانتظارات ؟
المعتمديات الغربية منسية
صباح الثلاثاء 19 سبتمبر 2023 انتظر العشرات من التلاميذ الحافلة التي تنطلق من "بوجرير" وتمر "بأولاد المي ، و"وادي الزيتون" و"الجفنة " و"الذواودة" وجارتها "البلالمة" لتصل يوميا مكتظة ومتاخرة الى المؤسسات التربوية العمومية في مركز معتمدية غزالة.
"وضعية تربك العملية التربوية لكننا في كل الأحوال لن نعرض التلاميذ لاخطار الشارع وسنواصل بالتنسيق مع الإطار التربوي المتفهم استقبالهم ولو متأخرين في الأقسام الى حين تجاوز المعضلة" هكذا علق إطار إداري بمعهد غزالة على إشكالية النقل التي رفعت خلال السنوات الماضية نسبة التسرب المدرسي خاصة في صفوف الفتيات .
اما في جومين المجاورة فان الحافلة التي تنقل أبناء منطقة "النشايمة"، "أولاد غانم" ،"الدريدية" و" قصر بودرهم" الى ديارهم تصل عادة في حدود السادسة والربع مساء كل يوم في سيناريو تكرر مع بداية السنة الدراسية ودفع الأولياء للبحث عن حلول بديلة لنقل أبنائهم خلال الأسابيع القادمة حين يسدل الليل ستاره باكرا وينطلق موسم نزول الأمطار، في حين ازدادت حيرة عائلات غير قادرة على بذل المال اللازم في المنطقة التي تسجل اعلي نسب التسرب المدرسي..
الخطر يهدد أيضا 60 تلميذا في "تسكراية" ببنزرت الجنوبية كتب عليهم الترجل 6 كم يوميا في القر والحر وتحت المطر مع مواجهة خطر الحيوانات السائبة قبل الوصول الى المحطة النهائية للخط 51 بمنطقة الجميعات ، " عذاب يتواصل رغم وعود المسؤولين بتمديد الخط الى المنطقة بعد ان تقدمنا في جانفي الماضي بعريضة تحمل أكثر من 40 إمضاء الى كل الإدارات المتدخلة " حسب تصريح كريم السعيداني وهو ولي، الذي أضاف " في انتظار تدخل والي الجهة رئيس المجالس الجهوية للتربية والنقل نغامر حاليا بنقل عدد من التلاميذ في عربات نقل ريفي ، شاحنات وحتى على متن دراجات نارية الى معاهد منزل بورقيبة في محاولات قد تنتهي بتحرير محاضر لكنها ارحم من قرار بعض العائلات منع بناتها من مواصلة الدراسة الى حين انتهاء أزمة الحافلة.
غير بعيد عن تسكراية لم تنطلق بعد السنة الدراسية 2023-2024 في "برج شلوف" و "بوزارية" بسبب تعطب الحافلة المدرسية أكثر من مرة مما اثأر غضب (خالد ع )الذي استغرب من عدم توفر وسيلة مناسبة لنقل تلاميذ من منطقة تبعد 6 كم فقط عن مركز الولاية. وحذر المتحدث من الآثار النفسية لمعضلة النقل المدرسي على مراهقين يزاملون آخرين تتوفر لهم كل ظروف النجاح ..
في الجهة المقابلة "لتسكراية" ينتصب جبل اشكل من معتمدية تينجة اين عاند الأهالي الأوضاع الصعبة وتكبدوا تكاليف الاستثمار في أبنائهم لكن صمودهم اصطدم مع بداية السنة الدراسية 2023-2024 بغياب وسائل النقل الى معاهد واعداديات مدينة ماطر فتحولت الأحلام الوردية الى وقفات احتجاجية قبل ان يجد عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الجهوي للشغل ببنزرت جلول البلومي بالتنسيق مع مشرف صفحة " ماطر نيوز " و المندوبية الجهوية للتربية ببنزرت ومعتمد المكان حلا وقتيا تمثل في تكفل صاحب سيارة نقل ريفي بإيصال التلاميذ الى حين فض إشكالية النقل العمومي ورغم إشكالية التمويل فان البلومي بدا واثقا من قرب نهاية الأزمة ..
الوضع أفضل في المعتمديات الشرقية
اما في المعتمديات الشرقية من ولاية بنزرت فتبدو الأمور أفضل بكثير حيث يتوفر النقل المدرسي في معتمديات غار الملح ، رأس الجبل ، منزل جميل ، جرزونة ، بنزرت الشمالية وبنسبة اقل في اوتيك، في حين طالب عدد من متساكني العالية بانتظام حافلة المعهد النموذجي ببنزرت ..
وتفيد المعطيات التي تحصلت عليها " الصباح " ان المندوبية الجهوية للتربية تمتلك عددا من الحافلات الصغيرة القادرة على إنهاء معضلة النقل المدرسي لتلاميذ التجمعات السكانية النائية مثل جبل اشكل لكن استغلال الناقلات يرتهن لموافقة وزارة الإشراف وتوفر العدد الكافي من السواق ..
وفي النهاية نستغرب غياب مبادرات المجتمع المدني لدعم مجهود الدولة في مجال النقل المدرسي على غرار جمعية التنمية باوتيك التي تمكنت سنة 2020 من توفير حافلة فخمة تنقل مجانا 100 تلميذ من أبناء المناطق الريفية في إطار شراكة مع برنامج دولي تموله اليابان لتحسين ظروف عيش متساكني المناطق الريفية بالدول النامية.
ساسي الطرابلسي
غياب وعدم التزام..النقل الريفي المدرسي في جندوبة معضلة حقيقية
يعرف النقل المدرسي بولاية جندوبة في السنوات الأخيرة إقبالا منقطع النظير ويفضل العشرات من التلاميذ استغلال الحافلات عوض الإقامة بالمبيتات التي تشهد أيضا نفورا من التلاميذ،إلا أن هذا القطاع الحيوي يتعرض إلى بعض الإشكاليات التي حالت دون تطويره.
تعزيز الحافلات والخطوط
تعزز الشركة الجهوية للنقل كل مفتتح سنة دراسية أسطولها بحافلات إضافية استجابة لرغبة حرفائها وفي هذا السياق أكد عادل العبيدي رئيس دائرة الاستغلال بالشركة الجهوية للنقل بجندوبة لمراسل "الصباح" أن عدد الحافلات المخصصة للنقل المدرسي والجامعي في حدود 155 حافلة ويبلغ عدد الخطوط 450 خطا وتم هذه السنة إحداث 9 خطوط جديدة بمختلف المعتمديات بعد الإلحاح الكبير من أولياء التلاميذ للعودة الى مسقط الرأس،وأضاف العبيدي أن أسطول الشركة سيتعزز ب 9 حافلات من فرنسا و18حافلة جديدة خلال هذه السنة.
البنية التحتية أرهقت الأسطول
وعن أهم الإشكاليات تحدث العبيدي عن تواضع البنية التحتية بأغلب المعتمديات خاصة تلك الواقعة على الشريط الحدودي والتي تتطلب مزيدا من العناية ، وكلف هذا الوضع الشركة خسائر بالملايين إلى جانب ما تتعرض إليه الحافلات من تهشيم واعتداء على الأعوان إذ تعرضت السنة الفارطة بعض الحافلات إلى اعتداءات كلفت الشركة في يوم واحد خسائر ب3 آلاف دينار.
معضلة النقل الريفي المدرسي
في إطار الشراكة المبرمة بين سلطة الإشراف وعدد من السائقين سمح لسائقي سيارات النقل الريفي نقل تلاميذ المدارس الابتدائية والإعدادية إلا أن التلاميذ والأولياء تذمروا من استغلال وسائل النقل هذه بسبب عدم التزام بعض أصحاب السيارات بالتوقيت إلى جانب كثرة التزاماتهم المهنية وغيابهم المتكررة خاصة أثناء أيام الأسواق الأسبوعية وإصلاح سياراتهم جراء كثرة الأعطاب المتكررة ما أدى إلى غياب بعض التلاميذ عن الدروس أو إجبارهم على قطع مسافات طويلة على الأرجل للوصول إلى المؤسسات التربوية . في ذات السياق بعض التلاميذ أجبرتهم الظروف الصعبة للمسالك الفلاحية على استغلال الشاحنات دون حماية أو تأمين .
جمعيات على الخط.. لكن
تمكنت إحدى الجمعيات بمعتمدية عين دراهم من اقتناء حافلة في شكل هبة من إحدى المنظمات الألمانية وتمت تسوية وضعيتها القانونية لاستغلالها في نقل تلاميذ المدارس الابتدائية بمعتمدية عين دراهم مجانا إلا أن بعض الإجراءات الإدارية لاستغلالها مثل إشكالا طالما أرق أولياء التلاميذ بالإضافة إلى فقدان قطع الغيار أثناء حدوث أعطاب بها وبقيت طيلة السنة الدراسية الفارطة متوقفة ولم تنقل تلاميذ المدارس الابتدائية بالجهة إلا مطلع هذا الأسبوع .
بنية تحتية متواضعة
تبلغ المساحة الجملية للطرقات المرقمة والمعبدة بولاية جندوبة 630 كلم فحين بلغت مسافة المسالك الفلاحية المعبدة والمهيئة 1215 كلم ما يعكس التطور النسبي للبنية التحتية مقارنة بالوضع قبل اندلاع الثورة ، الا أن العوامل المناخية وبعض المشاريع المعطلة حالت دون تطوير البنية التحتية بولاية جندوبة اذ مازالت الانزلاقات الأرضية ببعض المناطق الى جانب عزلة التجمعات السكنية في ظل غياب بعض الجسور الى جانب المشاريع المعطلة بالمسالك الفلاحية والطرقات الضيقة التي حالت دون توفير خطوط للنقل المدرسي.
مبيتات شاغرة
تعرف مبيتات المؤسسات التربوية بولاية جندوبة عزوفا كبيرا من قبل التلاميذ المقيمين جراء النقل المدرسي وتقلص عدد المقيمين بشكل ملحوظ حتى أن بعض المبيتات لا تزال مغلقة الى حد الآن (معهد خمير بعين دراهم) وغير مستغلة وشجع هؤلاء وصول الحافلات الى المناطق النائية عبر المسالك الفلاحية .
هذا الوضع أثر سلبا على نتائج التلاميذ الذين ينقطعون سنويا بالمئات الى جانب تنامي ظاهرة العنف وكثرة الغيابات والرسوب في صفوف التلاميذ الذين يستغلون النقل المدرسي خاصة بالعمادات والأرياف خاصة وأن أغلب المناطق تعرف تشتتا سكانيا أجبرت أغلبهم على قطع مسافات طويلة على الأقدام.
رغم الجهود المبذولة من قبل الشركة الجهوية للنقل بجندوبة في تعصير القطاع والاستجابة لمختلف طلبات السكان فان تواضع البنية التحتية بالجهة كبد الشركة خسائر مادية معتبرة ومازالت العشرات من التجمعات السكنية في عزلة الى حد الآن ما يستدعي من سلطة الإشراف مزيد العناية بالبنية التحتية بالجهة حتى تساهم في تنمية حقيقية تنهض بالإنسان في هذه الربوع التي مازالت تلملم جراح سنوات التهميش والإقصاء فتحسين النتائج والقضاء على الانقطاع المبكر رهين توفير الضروريات الحياتية للإنسان في هذه الربوع.
عمارمويهبي
سوسة..تردّي حالة الطرقات والمسالك تحول دون الاستجابة للإحداثات أو التّمديد
يستعمل نحو 81.5 مليون مسافر سنويا حافلات شركة النقل بالساحل من بينهم 54 مليون تلميذ ويستأثر النقل المدرسي والجامعي ب184 حافلة من مجموع 467 حافلة صالحة للاستغلال بالأقاليم الثلاثة هذا ويتزايد عدد المطالب المتعلقة بإحداث خطوط جديدة أو التّمديد في أخرى والتي ترد على الإدارة العامة للشركة من سنة إلى أخرى نتيجة التوسّع العمراني والتزايد الديمغرافي .
تردّي حالة الطرقات والمسالك تحول دون الاستجابة للإحداثات أو التّمديد
كشف الرئيس المدير العام لشركة النقل بالسّاحل المعز لدين الله عبد السلام في تصريح لـ"الصباح " أن عديد الطلبات تصدر خلال الجلسات مع السلط المحليّة والجهوية المطالبة بإحداث خطوط جديدة إلاّ أنه وبعد دراسة دقيقة للمطالب والوقوف على جدوى الإحداث أو التّمديد فإنّ الحالة المتردية لبعض الطرقات أو المسالك بالمناطق الريفية بشكل خاص تحول دون الاستجابة إلى جانب الاصطدام بتركيز مخفّضات سرعة عشوائيّة وغير مطابقة للمواصفات تُلحق أضرارا جسيمة بالحافلات .
الاعتداءات والركوب عنوة
تشهد بعض الخطوط وخاصة منها المتعلقة بالنقل المدرسي أحداثا مأساوية نتيجة تأزم العلاقة بين طاقم الحافلة المتكوّن من القابض والسائق ومستعملي الحافلة من بعض التّلاميذ والطلبة حيث تتكرّر الخلافات والمشاحنات لأسباب مختلفة ما نتج عنه في عديد المناسبات خصومات وعنف سواء بين التلاميذ فيما بينهم أو بينهم وبين الطّاقم لتتطوّر الأمور وتخرج أحيانا عن السّيطرة فيكون اللجوء إلى المصالح الأمنية بعد تسجيل اعتداءات جسدية بين الطرفين وأخرى تستهدف الحافلات ما يُكبّد الشركة خسائر مادية جسيمة جراء تهشيم البلّور بشكل خاص كما أوضح الرئيس المدير العام لشركة النقل بالسّاحل أنّ بعض المناطق وللأسف الشديد مازال البعض من أهلها يُصرّون على الركوب عنوة دون سند تنقّل .
اكتظاظ وإلغاء سفرات
رغم اجتهاد فريق الصيانة بمختلف ورشات شركة النقل بالساحل من أجل تحسين جاهزية الأسطول من خلال عمليات صيانة ومراجعة كاملة أو جزئية للهيكل أو المحرك أو لعلبة السرعة قصد بلوغ نسبة 80% من جاهزية الأسطول فإنّ كثرة الأعطاب التي تُصيب عددا من الحافلات المهترئة يجعل المسؤول في مواجهة مباشرة لعديد التحديّات من نقص في الموارد البشرية والإمكانيات اللوجستية ما ينجرّ عنه عديد المشاكل بسبب إلغاء بعض السفرات أو تسجيل إكتظاظ كبير في بعض الخطوط يهدّد سلامة الراكبين المتشبّثين باستغلال اشتراكاتهم في حين يضطرّ آخرون إلى التعويل على خدمات النقل العمومي غير المنتظم رُغم اقتطاع معلوم الاشتراك المدرسي .
