كما كان متوقعا رفضت السلطات الرسمية السعودية المضي قدما في مفاوضات التطبيع مع الكيان الإسرائيلي و هو ما يحسب للمملكة التي قررت عدم ركوب قطار التطبيع المجاني بعد اختبارات للنوايا لم تتأخر نتائجها وكشفت للسعودية ما كان معلوما منذ البداية وهو أن التعنت الإسرائيلي والعنجهية الإسرائيلية لحكومة ناتنياهو العنصرية وللحكومات السابقة التي كانت تعول على جر الفلسطينيين مائة عام من المفاوضات دون أدنى تنازل لأصحاب القضية وهو بالتأكيد سبب الجمود الحاصل وعدم التقدم في مسار السلام المحنط الذي لم يبق منه غير الاسم...
صحيح أن السلطات السعودية تكتمت على هذه المفاوضات التي تمت بحضور الفلسطينيين وهي مسالة مهمة وحاسمة حتى لا يتفرد الجانب الإسرائيلي بالرأي كما هو حاصل في كل المناسبات و لا يغيب الصوت الفلسطيني عندما يتعلق الأمر بحقه في تقرير المصير، وهذا ما يفسر أن مختلف المعلومات المسربة عن هذه المحادثات كانت تتم من الجانب الإسرائيلي الذي كان يعول أو ربما يتهيأ له انه اقترب من ضم السعودية إلى صف الدول المطبعة وكسب رهان كان ناتنياهو سيرقص فرحا لو تمكن من تحقيقه في مثل هذا التوقيت... حيث صرح مسؤول في مكتب نتنياهو، إن السعودية أبلغت الإدارة الأميركية وقف أي مباحثات تتعلق بالتطبيع مع إسرائيل، وأن الولايات المتحدة أبلغت إسرائيل بقرار السعودية "وقف أي مباحثات مع الأميركيين بشأن التطبيع أو القيام بأي خطوة تجاه إسرائيل، وأن القيادة الإسرائيلية في حيرة من أمرها".. ولو أن الموقف ذاته كان موقف الدول التي انجرت للتطبيع منذ أن ألقت حكومة الاحتلال طعم اتفاق ابراهام لربما كان الواقع مختلف وربما كان بالإمكان فرملة آلة الحرب الإسرائيلية التي تواصل الاغتيالات وعمليات التهويد وتدنيس المقدسات...
ولاشك أن في تصريحات وزير الخارجية السعودية الأمير فيصل بن فرحان أمس من نيويورك على هامش أشغال الدورة السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة انه لن يكون هناك حل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي من دون دولة فلسطينية مستقلة، وأن الناس بدأت تفقد الأمل في حل الدولتين "الإسرائيلية-الفلسطينية" ما يختزل المشهد الذي بلغ حالة غير مسبوقة من اليأس والإحباط وغياب الأفاق في الشرق الأوسط في ظل العربدة المستمرة للاحتلال وامتهان وخرق لكل القوانين الدولية. .. وبالعودة إلى الموقف السعودي الذي يمكن أن يكون دعوة للانضباط واستعادة للبوصلة العربية والفلسطينية المفقودة أيضا، فالأكيد أن المملكة تدرك جيدا بموقعها الاستراتيجي ومكانتها في المنطقة اقتصاديا ودينيا وبقدراتها وإمكانياتها أن التطبيع ما كان ليضيف لها شيئا أو يمنحها حصانة أو مكانة ولكنه كان سيضيف لكيان الاحتلال الكثير وسيجعله أكثر وحشية واستهتارا ومكابرة وتعاليا وأكثر تحقيرا للفلسطينيين وللعرب..
الموقف السعودي الذي يسجل بالتزامن مع أشغال الجمعية العامة للأمم المتحدة وتصريحات وزير الخارجية السعودي المعلنة في أروقة الأمم المتحدة التي وقعت بطاقة ولادة كيان الاحتلال وداست في المقابل على حق الفلسطينيين في الحياة على أرضهم التاريخية مسألة على درجة من الأهمية ويفترض أن تكون ضمن أولويات هذه الدورة كما يفترض أن ينتبه صناع القرار في مجلس الأمن الدولي إلى أن جرائم الاحتلال مدانة ومرفوضة سواء ارتكبت بسلاح روسيا أو بسلاح إسرائيل... النقطة التالية فتتعلق بالاجتماع العربي الأوروبي أمس في نيويورك في محاولة لإحياء ما بقي من مسار السلام وهي أيضا مسألة تحتاج للكثير من صدق النوايا والإرادة ويجب التعاطي معها انطلاقا من توحيد المواقف تماما كما حدث قبل أشهر مع رفض الجرائم المتكررة في السويد وتوجه اغلب الدول العربية والإسلامية إلى سحب سفرائها الأمر الذي جعل السويد يعيد حساباته ويبحث عن إقرار مشروع يدين مثل هذه الممارسات.. وربما آن الأوان للتلويح جديا بسلاح المقاطعة ولم لا تعليق التطبيع إلى حين رضوخ الاحتلال للشرعية الدولية...
لا خلاف أن المبادرة العربية التي كانت السعودية أطلقتها خلال قمة بيروت سنة الـ2000 تحت شعار الأرض مقابل السلام وليس مقابل الأوهام تظل قائمة وقابلة للتطبيق لو تخلى المطبعون عن ورقة التطبيع المجاني...
اسيا العتروس
كما كان متوقعا رفضت السلطات الرسمية السعودية المضي قدما في مفاوضات التطبيع مع الكيان الإسرائيلي و هو ما يحسب للمملكة التي قررت عدم ركوب قطار التطبيع المجاني بعد اختبارات للنوايا لم تتأخر نتائجها وكشفت للسعودية ما كان معلوما منذ البداية وهو أن التعنت الإسرائيلي والعنجهية الإسرائيلية لحكومة ناتنياهو العنصرية وللحكومات السابقة التي كانت تعول على جر الفلسطينيين مائة عام من المفاوضات دون أدنى تنازل لأصحاب القضية وهو بالتأكيد سبب الجمود الحاصل وعدم التقدم في مسار السلام المحنط الذي لم يبق منه غير الاسم...
صحيح أن السلطات السعودية تكتمت على هذه المفاوضات التي تمت بحضور الفلسطينيين وهي مسالة مهمة وحاسمة حتى لا يتفرد الجانب الإسرائيلي بالرأي كما هو حاصل في كل المناسبات و لا يغيب الصوت الفلسطيني عندما يتعلق الأمر بحقه في تقرير المصير، وهذا ما يفسر أن مختلف المعلومات المسربة عن هذه المحادثات كانت تتم من الجانب الإسرائيلي الذي كان يعول أو ربما يتهيأ له انه اقترب من ضم السعودية إلى صف الدول المطبعة وكسب رهان كان ناتنياهو سيرقص فرحا لو تمكن من تحقيقه في مثل هذا التوقيت... حيث صرح مسؤول في مكتب نتنياهو، إن السعودية أبلغت الإدارة الأميركية وقف أي مباحثات تتعلق بالتطبيع مع إسرائيل، وأن الولايات المتحدة أبلغت إسرائيل بقرار السعودية "وقف أي مباحثات مع الأميركيين بشأن التطبيع أو القيام بأي خطوة تجاه إسرائيل، وأن القيادة الإسرائيلية في حيرة من أمرها".. ولو أن الموقف ذاته كان موقف الدول التي انجرت للتطبيع منذ أن ألقت حكومة الاحتلال طعم اتفاق ابراهام لربما كان الواقع مختلف وربما كان بالإمكان فرملة آلة الحرب الإسرائيلية التي تواصل الاغتيالات وعمليات التهويد وتدنيس المقدسات...
ولاشك أن في تصريحات وزير الخارجية السعودية الأمير فيصل بن فرحان أمس من نيويورك على هامش أشغال الدورة السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة انه لن يكون هناك حل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي من دون دولة فلسطينية مستقلة، وأن الناس بدأت تفقد الأمل في حل الدولتين "الإسرائيلية-الفلسطينية" ما يختزل المشهد الذي بلغ حالة غير مسبوقة من اليأس والإحباط وغياب الأفاق في الشرق الأوسط في ظل العربدة المستمرة للاحتلال وامتهان وخرق لكل القوانين الدولية. .. وبالعودة إلى الموقف السعودي الذي يمكن أن يكون دعوة للانضباط واستعادة للبوصلة العربية والفلسطينية المفقودة أيضا، فالأكيد أن المملكة تدرك جيدا بموقعها الاستراتيجي ومكانتها في المنطقة اقتصاديا ودينيا وبقدراتها وإمكانياتها أن التطبيع ما كان ليضيف لها شيئا أو يمنحها حصانة أو مكانة ولكنه كان سيضيف لكيان الاحتلال الكثير وسيجعله أكثر وحشية واستهتارا ومكابرة وتعاليا وأكثر تحقيرا للفلسطينيين وللعرب..
الموقف السعودي الذي يسجل بالتزامن مع أشغال الجمعية العامة للأمم المتحدة وتصريحات وزير الخارجية السعودي المعلنة في أروقة الأمم المتحدة التي وقعت بطاقة ولادة كيان الاحتلال وداست في المقابل على حق الفلسطينيين في الحياة على أرضهم التاريخية مسألة على درجة من الأهمية ويفترض أن تكون ضمن أولويات هذه الدورة كما يفترض أن ينتبه صناع القرار في مجلس الأمن الدولي إلى أن جرائم الاحتلال مدانة ومرفوضة سواء ارتكبت بسلاح روسيا أو بسلاح إسرائيل... النقطة التالية فتتعلق بالاجتماع العربي الأوروبي أمس في نيويورك في محاولة لإحياء ما بقي من مسار السلام وهي أيضا مسألة تحتاج للكثير من صدق النوايا والإرادة ويجب التعاطي معها انطلاقا من توحيد المواقف تماما كما حدث قبل أشهر مع رفض الجرائم المتكررة في السويد وتوجه اغلب الدول العربية والإسلامية إلى سحب سفرائها الأمر الذي جعل السويد يعيد حساباته ويبحث عن إقرار مشروع يدين مثل هذه الممارسات.. وربما آن الأوان للتلويح جديا بسلاح المقاطعة ولم لا تعليق التطبيع إلى حين رضوخ الاحتلال للشرعية الدولية...
لا خلاف أن المبادرة العربية التي كانت السعودية أطلقتها خلال قمة بيروت سنة الـ2000 تحت شعار الأرض مقابل السلام وليس مقابل الأوهام تظل قائمة وقابلة للتطبيق لو تخلى المطبعون عن ورقة التطبيع المجاني...