يرويها: ابوبكر الصغير
لم اصدق ما كنت استمع إليه في برنامج "ميدي شو" على أمواج إذاعة "موزاييك اف ام" .
قال في «المخلوع" ما لم يقله الإمام مالك في الخمر.
بدا الرجل كأنه يتحسّر على زمن الرئيس الراحل زين العابدين بن علي.
ذكر بالحرف الواحد: "هنالك تونسيون يترحمون على بن علي، لا يمكن المقارنة بين الديكتاتوريات، أما بن علي كان على الأقل لا تمس له الأمن والجيش، أشرك معه كفاءات في حكوماته، و لم يتّجه إلى صندوق النقد الدولي" !!!.
لا يسع المرء ونظرا لهذه الملاحظة الكئيبة، وفي وقت لم يكن فيه السخط على السياسة أكبر من أي وقت مضى، إلا أن يرمي المنديل.
انًه حمة الهمامي آخر الماركسيين العرب.. الذي لا يزال يرى في الشيوعية الحلّ الأمثل لمشاكل الإنسانية.
هل ينبغي علينا أن نيأس من اليسار؟ أو وضع حد نهائي للأحزاب؟ .
أقصى اليسار نفسه لم يقتصر الأمر على أنه لم يفوت أي غباء، بل اخترع غباء آخر ، مثل صنع المصيبة ثم التحسّر عليها..
إن مأساة اليسار الراديكالي في تونس أنه لا يملك ما يكفي من الطاقة ليكون لئيما . لذلك نحن محظوظون بطريقة ما لنكتشف هذه الحقيقة وحدنا.
من الذي تغير بالضبط: نحن أم هم؟ ..
كانوا يصفون الدولة الوطنية التي تخدم شعبها بأنها دولة "رجعية"، متخلفة، "إحدى أذناب" الإمبريالية.. إلى آخر تلك الأوصاف والمسميات رغم أن هذه الدولة كانت وحدها، أكثر استقرارا واطمئنانا، يبدو شعبها أكثر تمسكا بمنظومة حكمه، جل ما تريده هو محض إصلاح داخلي ومزيد من الحريات والديمقراطية.
أقول استثناء أقصى يسار "غبي" !..
لكن غبيا مقارنة بماذا؟ بالمقارنة مع حقيقة أن يسارنا شهد تراجعا كبيرا في حضوره و تأثيره و فعله؟ .
لكن الظاهرة نفسها حدثت و عمّت كل أحزاب اليسار في العالم.
بل هنالك أحزاب يسارية أصبحت يمينية أكثر من اليمين نفسه.
هل تُركت ساحة اليسار غبية لأنها لم تعد تجتذب المثقفين؟، هؤلاء الذين كثيرًا ما يصفون أنفسهم بأنهم فوق المجتمع.
في مناسبات عديدة، كلف هؤلاء المثقفون أنفسهم بمهمة التفكير للآخرين، عرضوا بناء المدينة الفاضلة المثالية، المتحررة من المادية المبتذلة والنفعية التي يدعو إليها التصنيع و التحضر .
مع ذلك، لا يوجد شيء تقدمي حصريا في هذا الموقف.
لا شك أنه لن يكون سيئا العودة إلى دور المثقف كمفكر منخرط.
السّؤال اليوم من يقدم ضمانة لمستقبل آمن لأقصى اليسار؟ ليس مؤكدا.
انتهى عصر الثوريين المحترفين، رؤوس حربة الثورات، كما انتهى عصر معلمي الشعب.
إن هذا الشكل النخبوي للغاية من الثورجية أصبح، والحمد لله، شيئاً من الماضي.
لا اعتقد أن أقصى اليسار يحتاج اليوم إلى رؤساء كهنة وإلى قيادات حطمت كلّ الأرقام القياسية في احتكار الزعامة الحزبية للتنبؤ بالمستقبل أو المشاركة في صنعه، وليس مضطرا إلى إتباع المسار الانتخابي لمقياس مدى شعبيته و حضوره على الساحة وجذب الانتباه.
إذا كان لأقصى اليسار بعض المستقبل، فليس بهذه الزعامات و القيادات الفاشلة الغبية، أن يكون ذلك بمجرد إعادة إنتاج لخطوطه القوية عبر مشروعية تاريخية اضمحلت.
انه من الغباء أن يدفع الإنسان ثمن الخطأ الواحد مرتين!.. لأنه ببساطة من الغباء ترقّب الأشياء التي لن تأتي أبدا.
يرويها: ابوبكر الصغير
لم اصدق ما كنت استمع إليه في برنامج "ميدي شو" على أمواج إذاعة "موزاييك اف ام" .
قال في «المخلوع" ما لم يقله الإمام مالك في الخمر.
بدا الرجل كأنه يتحسّر على زمن الرئيس الراحل زين العابدين بن علي.
ذكر بالحرف الواحد: "هنالك تونسيون يترحمون على بن علي، لا يمكن المقارنة بين الديكتاتوريات، أما بن علي كان على الأقل لا تمس له الأمن والجيش، أشرك معه كفاءات في حكوماته، و لم يتّجه إلى صندوق النقد الدولي" !!!.
لا يسع المرء ونظرا لهذه الملاحظة الكئيبة، وفي وقت لم يكن فيه السخط على السياسة أكبر من أي وقت مضى، إلا أن يرمي المنديل.
انًه حمة الهمامي آخر الماركسيين العرب.. الذي لا يزال يرى في الشيوعية الحلّ الأمثل لمشاكل الإنسانية.
هل ينبغي علينا أن نيأس من اليسار؟ أو وضع حد نهائي للأحزاب؟ .
أقصى اليسار نفسه لم يقتصر الأمر على أنه لم يفوت أي غباء، بل اخترع غباء آخر ، مثل صنع المصيبة ثم التحسّر عليها..
إن مأساة اليسار الراديكالي في تونس أنه لا يملك ما يكفي من الطاقة ليكون لئيما . لذلك نحن محظوظون بطريقة ما لنكتشف هذه الحقيقة وحدنا.
من الذي تغير بالضبط: نحن أم هم؟ ..
كانوا يصفون الدولة الوطنية التي تخدم شعبها بأنها دولة "رجعية"، متخلفة، "إحدى أذناب" الإمبريالية.. إلى آخر تلك الأوصاف والمسميات رغم أن هذه الدولة كانت وحدها، أكثر استقرارا واطمئنانا، يبدو شعبها أكثر تمسكا بمنظومة حكمه، جل ما تريده هو محض إصلاح داخلي ومزيد من الحريات والديمقراطية.
أقول استثناء أقصى يسار "غبي" !..
لكن غبيا مقارنة بماذا؟ بالمقارنة مع حقيقة أن يسارنا شهد تراجعا كبيرا في حضوره و تأثيره و فعله؟ .
لكن الظاهرة نفسها حدثت و عمّت كل أحزاب اليسار في العالم.
بل هنالك أحزاب يسارية أصبحت يمينية أكثر من اليمين نفسه.
هل تُركت ساحة اليسار غبية لأنها لم تعد تجتذب المثقفين؟، هؤلاء الذين كثيرًا ما يصفون أنفسهم بأنهم فوق المجتمع.
في مناسبات عديدة، كلف هؤلاء المثقفون أنفسهم بمهمة التفكير للآخرين، عرضوا بناء المدينة الفاضلة المثالية، المتحررة من المادية المبتذلة والنفعية التي يدعو إليها التصنيع و التحضر .
مع ذلك، لا يوجد شيء تقدمي حصريا في هذا الموقف.
لا شك أنه لن يكون سيئا العودة إلى دور المثقف كمفكر منخرط.
السّؤال اليوم من يقدم ضمانة لمستقبل آمن لأقصى اليسار؟ ليس مؤكدا.
انتهى عصر الثوريين المحترفين، رؤوس حربة الثورات، كما انتهى عصر معلمي الشعب.
إن هذا الشكل النخبوي للغاية من الثورجية أصبح، والحمد لله، شيئاً من الماضي.
لا اعتقد أن أقصى اليسار يحتاج اليوم إلى رؤساء كهنة وإلى قيادات حطمت كلّ الأرقام القياسية في احتكار الزعامة الحزبية للتنبؤ بالمستقبل أو المشاركة في صنعه، وليس مضطرا إلى إتباع المسار الانتخابي لمقياس مدى شعبيته و حضوره على الساحة وجذب الانتباه.
إذا كان لأقصى اليسار بعض المستقبل، فليس بهذه الزعامات و القيادات الفاشلة الغبية، أن يكون ذلك بمجرد إعادة إنتاج لخطوطه القوية عبر مشروعية تاريخية اضمحلت.
انه من الغباء أن يدفع الإنسان ثمن الخطأ الواحد مرتين!.. لأنه ببساطة من الغباء ترقّب الأشياء التي لن تأتي أبدا.