إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

حكاياتهم .. "جيرالد موسى دارمانان" !.

 

يرويها: ابوبكر الصغير

في شهر ماي 2017، ألقى الرئيس المفاجأة ايمانويل ماكرون  خطابا، بعيدا عن كونه مجموعة من الأفكار من اليمين واليسار، برز كأنه  جزء من تيار فكري متماسك يعرف باسم "الليبرالية المساواتية" بما يتّجه إلى طرح إيديولوجي فكري جديد .

   كثيرا ما ننسى أن إيمانويل ماكرون كان فيلسوفا قبل أن يكون موظفا حكوميا ومصرفيا ووزيرا.

    مهما كانت طبيعة المجتمع أو النظام السياسي، بما في ذلك الأنظمة الديمقراطية، فإن السياسة تنطوي دائما على قدرة اتخاذ القرار، وبالتالي عنصر التعسف.

    عندما يقرر الفاعل فيها، فإن العمل السياسي له ثمن: فهو بالضرورة متحيز، ويعني ضمنيا تضييق المنظور، وزاوية الرؤية.

  لا يمكن الحفاظ على تأرجح "في نفس الوقت" إلى أجل غير مسمى.

   إن التحيز المأساوي للعمل السياسي لا يتحلل في التسوية، مهما كانت مبررة وضرورية .

بالتالي فأي شخص يحتاج للكثير ليصبح قائدا أو رئيسا.

   رغم أن موعد الانتخابات الرئاسية الفرنسية القادمة لن تجرى إلا في عام 2027،  فانّ السباق لخلافة الرئيس ايمانويل ماكرون انطلق بعد وبشكل مبكر.

  فالمنصب مهمّ جدا، لا يغري أشخاصا فحسب بل أطرافا ولوبيات وقوى داخلية فرنسية وأجنبية.

   فالدول ذات النفوذ والطموحات العالمية تعطي استحقاقا من هذا النوع وفي بلد مثل فرنسا أهمية كبرى.

  ليس خافيا عن احد أن الرؤساء الفرنسيين يعتمدون في تمويل حملاتهم الانتخابية في عديد المناسبات على الدعم والتمويل الخارجي.

    لنا في قضية الرئيس الأسبق نيكولاي ساركوزي في انتخابات 2007، والدعم الكبير الذي تلقاه من العقيد الليبي معمر القذافي والقضية المثارة اليوم أمام المحاكم الفرنسية اكبر دليل على ذلك.

  اليوم يبرز اسم وهو حديث كلّ وسائل الإعلام الفرنسية والعالمية،  يجد دعما كبيرا للصعود لهذا المنصب والفوز بسكن قصر الايليزي.

 يعطي ومنذ توليه حقيبة الداخلية في صائفة 2020، انطباع  رجل  الدولة القوي.

  انه وزير الداخلية جيرالد دارمانان الواجهة العامة لحملة الإجراءات المشددة التي تثير مشاعر عدائية تجاه المجتمع المسلم في فرنسا.

     تتأسس في ذهنيته مجموعة من الأفكار صاغها جده لأمه، المسلم الجزائري الذي يدعوه " بطل جمهورية "، لأنه قاتل إلى جانب الفرنسيين خلال "حرب الاستقلال"، وأهدى له مقالاً عام 2016 عن العلمانية والإسلام.

      يدعى الوزير باسمه الكامل: جيرالد موسى دارمانان، وهو ابن جيرالد الذي كان مدير مقهى في مدينة فالنسيان، شمال فرنسا، وهو من أصول يهودية مالطية، أمه كانت عاملة نظافة من أصول جزائرية، حيث كان والدها جنديا متطوعا في الجيش الفرنسي.

  كان دارمانان قد قال في أول تغريدة له بعد إعلان تعيينه بمنصب وزارة الداخلية:"إنه شرف كبير، لحفيد مهاجرين مثلي، أن يُعين كوزير للداخلية في بلد جميل كفرنسا".

    خلال أيامه الأولى في المنصب قال دارمانان في اجتماع مع الشرطة إنه يريد "منع شرائح معينة في المجتمع من العودة إلى البربرية" وهي عبارة عادة ما يستخدمها اليمين المتطرف للإشارة إلى الجاليات العربية المسلمة والأفريقية بشكل مباشر.

 قال مرة:"بينما قد تكون للأمريكيين رؤية وطنية أكثر للأزمات (مثل) التفوق العرقي الأبيض وعمليات إطلاق النار الجماعية المتكررة والتآمر، لا يجب أن ينسوا ما يبدو لنا في أوروبا بمثابة التهديد الأول: الإرهاب السّنّي".

      في سن الثلاثين أصبح جيرالد دارمانان نائبا عن اليمين المحافظ، وفي العام 2014 فاز بالانتخابات البلدية وأصبح عمدة لمدينة  "توركوان".

   سطع نجم دارمانان على الساحة الفرنسية باعتباره خليفة الرئيس اليميني السابق نيكولا ساركوزي، انتقد  رئيسه  ماكرون خلال حملته الانتخابية، قائلاً إنه لا بد أن يخجل من وصفه استعمار فرنسا للجزائر بجريمة ضد الإنسانية وَوَصفه بأنه "سُمّ" للوطن!. غير أن ماكرون، بدلاً من معاداته، كافأ دارمانان بوزارة المالية، قبل أن يرقيه إلى منصب وزير الداخلية، رغم مزاعم اتهامه بالاغتصاب التي ظهرت عام 2009.

 إن الرجل المستعجل يبحث عن الباب وقد يمر من أمامه، فالتاريخ يحدثنا على أمثلة من إخلاص الكلاب أكثر مما فيه من أمثلة عن إخلاص الأصدقاء أو حتى المقربين!.

   حكاياتهم  .. "جيرالد موسى دارمانان" !.

 

يرويها: ابوبكر الصغير

في شهر ماي 2017، ألقى الرئيس المفاجأة ايمانويل ماكرون  خطابا، بعيدا عن كونه مجموعة من الأفكار من اليمين واليسار، برز كأنه  جزء من تيار فكري متماسك يعرف باسم "الليبرالية المساواتية" بما يتّجه إلى طرح إيديولوجي فكري جديد .

   كثيرا ما ننسى أن إيمانويل ماكرون كان فيلسوفا قبل أن يكون موظفا حكوميا ومصرفيا ووزيرا.

    مهما كانت طبيعة المجتمع أو النظام السياسي، بما في ذلك الأنظمة الديمقراطية، فإن السياسة تنطوي دائما على قدرة اتخاذ القرار، وبالتالي عنصر التعسف.

    عندما يقرر الفاعل فيها، فإن العمل السياسي له ثمن: فهو بالضرورة متحيز، ويعني ضمنيا تضييق المنظور، وزاوية الرؤية.

  لا يمكن الحفاظ على تأرجح "في نفس الوقت" إلى أجل غير مسمى.

   إن التحيز المأساوي للعمل السياسي لا يتحلل في التسوية، مهما كانت مبررة وضرورية .

بالتالي فأي شخص يحتاج للكثير ليصبح قائدا أو رئيسا.

   رغم أن موعد الانتخابات الرئاسية الفرنسية القادمة لن تجرى إلا في عام 2027،  فانّ السباق لخلافة الرئيس ايمانويل ماكرون انطلق بعد وبشكل مبكر.

  فالمنصب مهمّ جدا، لا يغري أشخاصا فحسب بل أطرافا ولوبيات وقوى داخلية فرنسية وأجنبية.

   فالدول ذات النفوذ والطموحات العالمية تعطي استحقاقا من هذا النوع وفي بلد مثل فرنسا أهمية كبرى.

  ليس خافيا عن احد أن الرؤساء الفرنسيين يعتمدون في تمويل حملاتهم الانتخابية في عديد المناسبات على الدعم والتمويل الخارجي.

    لنا في قضية الرئيس الأسبق نيكولاي ساركوزي في انتخابات 2007، والدعم الكبير الذي تلقاه من العقيد الليبي معمر القذافي والقضية المثارة اليوم أمام المحاكم الفرنسية اكبر دليل على ذلك.

  اليوم يبرز اسم وهو حديث كلّ وسائل الإعلام الفرنسية والعالمية،  يجد دعما كبيرا للصعود لهذا المنصب والفوز بسكن قصر الايليزي.

 يعطي ومنذ توليه حقيبة الداخلية في صائفة 2020، انطباع  رجل  الدولة القوي.

  انه وزير الداخلية جيرالد دارمانان الواجهة العامة لحملة الإجراءات المشددة التي تثير مشاعر عدائية تجاه المجتمع المسلم في فرنسا.

     تتأسس في ذهنيته مجموعة من الأفكار صاغها جده لأمه، المسلم الجزائري الذي يدعوه " بطل جمهورية "، لأنه قاتل إلى جانب الفرنسيين خلال "حرب الاستقلال"، وأهدى له مقالاً عام 2016 عن العلمانية والإسلام.

      يدعى الوزير باسمه الكامل: جيرالد موسى دارمانان، وهو ابن جيرالد الذي كان مدير مقهى في مدينة فالنسيان، شمال فرنسا، وهو من أصول يهودية مالطية، أمه كانت عاملة نظافة من أصول جزائرية، حيث كان والدها جنديا متطوعا في الجيش الفرنسي.

  كان دارمانان قد قال في أول تغريدة له بعد إعلان تعيينه بمنصب وزارة الداخلية:"إنه شرف كبير، لحفيد مهاجرين مثلي، أن يُعين كوزير للداخلية في بلد جميل كفرنسا".

    خلال أيامه الأولى في المنصب قال دارمانان في اجتماع مع الشرطة إنه يريد "منع شرائح معينة في المجتمع من العودة إلى البربرية" وهي عبارة عادة ما يستخدمها اليمين المتطرف للإشارة إلى الجاليات العربية المسلمة والأفريقية بشكل مباشر.

 قال مرة:"بينما قد تكون للأمريكيين رؤية وطنية أكثر للأزمات (مثل) التفوق العرقي الأبيض وعمليات إطلاق النار الجماعية المتكررة والتآمر، لا يجب أن ينسوا ما يبدو لنا في أوروبا بمثابة التهديد الأول: الإرهاب السّنّي".

      في سن الثلاثين أصبح جيرالد دارمانان نائبا عن اليمين المحافظ، وفي العام 2014 فاز بالانتخابات البلدية وأصبح عمدة لمدينة  "توركوان".

   سطع نجم دارمانان على الساحة الفرنسية باعتباره خليفة الرئيس اليميني السابق نيكولا ساركوزي، انتقد  رئيسه  ماكرون خلال حملته الانتخابية، قائلاً إنه لا بد أن يخجل من وصفه استعمار فرنسا للجزائر بجريمة ضد الإنسانية وَوَصفه بأنه "سُمّ" للوطن!. غير أن ماكرون، بدلاً من معاداته، كافأ دارمانان بوزارة المالية، قبل أن يرقيه إلى منصب وزير الداخلية، رغم مزاعم اتهامه بالاغتصاب التي ظهرت عام 2009.

 إن الرجل المستعجل يبحث عن الباب وقد يمر من أمامه، فالتاريخ يحدثنا على أمثلة من إخلاص الكلاب أكثر مما فيه من أمثلة عن إخلاص الأصدقاء أو حتى المقربين!.