يتم حاليا العمل على إدماج التجار الفوضويين في الدورة الاقتصادية المنظمة
تونس – الصباح:
بدت شوارع العاصمة منذ يومين أي منذ الإثنين 11 سبتمبر الجاري أكثر هدوءا بعد أن تحرر، كل من شارع جمال عبدالناصر وشارع شارل ديغول ونهج الجزيرة ونهج إنجلترا ونهج إسبانيا، إلى حدود سوق الخربة بتونس العاصمة، من نقاط الانتصاب الفوضوي التي أرهقت البلاد والعباد منذ السنوات الأولى من الثورة إلى اليوم.
إيمان عبد اللطيف
لم يتم مقاومة ظاهرة الانتصاب الفوضوي ولا معالجتها بالجدية والإصرار المطلوبين، فلا يخفى على أحد ما كانت تعانيه الأنهج المتفرعة عن شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة والقريبة من الأسواق والمدينة العربي من ويلات الفوضى العارمة التي اشتكى منها القاصي والداني وأثرت أشّد ما تأثير على المحلات التجارية والمقاهي والمطاعم الموجودة بها وعلى سكانها وعلى المارين بها وعلى جمالية أهم شوارع العاصمة إلى جانب ما تسببته من تعطيل لحركة المرور.
فكانت تسيطر على هذه الأنهج مشاهد الكرّ والفر بين الباعة المنتصبين بها وبين قوات الأمن فأحيانا يمتثلون لقرارات السلطة وفي أغلب الأحين تُرمى هذه القرارات عرض الحائط في تحدّ تام لأي محاولة للتنظيم أو للحفاظ على جمالية المكان، فانتشرت الأوساخ في كل محيط ومكان بالعاصمة إلى جانب الروائح الكريهة ومظاهر البلطجة وتعالي الأصوات والصراخ من هنا هناك حتى يخُيل لمن يمر بهذه الشوارع كأنه نزل وسط مظاهرات حاشدة.
في حقيقة الأمر، لم تكن قرارات المنع وإزالة نقاط البيع الفوضوية، بالجديدة فمقاومة هذه الظاهرة بدأت منذ السنوات الأولى من الثورة وتمكنت السلط المحلية والجهوية من إيجاد حل لهؤلاء منذ سنة 2017 بتمكينهم من مكان خاص بهم لمزاولة تجارتهم وإدراجهم رويدا رويدا بالمسالك النظامية، غير أنهم لم يمتثلوا لهذا القرار إلا لمدة وجيزة لتعود "حليمة إلى عادتها القديمة" وعاد الانتصاب الفوضوي إلى ما هو عليه بل بأكثر اتساعا لتبلغ الظاهرة أشدّها رغم شكاوى السكان وأصحاب المحلات التجارية والمقاهي والمطاعم المواطنين الذين يمرون بشكل يومي ومتواتر بأنهج العاصمة.
بعد أن تم إزالة كل نقاط وحواجز التجارة غير النظامية بالعاصمة التي انطلقت حملاتها منذ يوم الخميس 7 سبتمبر الجاري، تجولت "الصباح" ظهر يوم الإثنين الماضي الموافق لـ11 سبتمبر بأبرز شوارع العاصمة المتفرعة عن شارع الحبيب بورقيبة وفي مقدمتها شارع شارع شارل ديغول وكل من الشوارع المتفرعة عنه على غرار شارع انقلترا واسبانيا.
أبرز ما يلفت الانتباه في هذه الجولة التمركز الأمني الكبير لكل نقطة التقاء لهذه الأنهج، إلى جانب ذلك خلو تام لهذه الأماكن من أي نقطة انتصاب فوضوي فيشعر المار من هناك بأريحية تامة في التنقل والمشي دون الاضطرار للمرور عبر الفوضى لقضاء شؤونه.
عادت السيارات إلى سيرها العادي بمختلف هذه الأنهج دون أي صعوبات تُذكر غير زحمة الطرقات في أوقات الذروة، فقبل إزالة حواجز التجارة غير النظامية لم يكن هناك عاقل يجرؤ أو يخاطر بالمرور بها.
في اليوم الثاني من قرار وزارة الداخلية، أي صباح يوم أمس الثلاثاء 12 سبتمبر الجاري، عادت "الصباح" في جولة ثانية إلى نفس هذه الشوارع والأنهج عسى أن يكون القرار قد رُمي بعرض الحائط ولاستكشاف مدى تأثر حركية هذه الأنهج بقرار الإزالة من عدمها.
بدت هذه الشوارع والأنهج مكتظة بالمترجلين المارين بها لقضاء شؤونهم العائلية خاصة وأن التونسيين على أبواب العودة المدرسية إلى جانب ملاحظة سير عادي لحركة السيارات وإن كانت حركة المرور قد شهدت ازدحاما كبيرا.
ما تمّ ملاحظته أيضا التمركز لوحدات وسيارات الأمن أيضا بمداخل تلك الشوارع والأنهج لضمان عدم عودة الباعة إلى الانتصاب الفوضوي مجددا، فتوغلت "الصباح" أكثر في هذه الأنهج وصولا إلى ساحة برشلونة وسوق الخربة التي خلت جميعها من أي بوادر لأي محاولة للعودة.
ثم انتقلت إلى نهج بلحسن جراد أين يقع سوق سيدي البحري والسوق البلدي ليكون على نفس شاكلة شوارع العاصمة وسط تمركز كبير للوحدات الأمنية مقابل ذلك أريحية ملحوظة في التنقل والتجول بهذا السوق الكبير مع تقيد أصحاب محلات الفريب بقرارات وزارة الداخلية بعدم إخراج سلعهم أمام المحلات.
هذه الإجراءات والحملات جعلت العديد يتساءلون عن مصير هؤلاء البائعين، فحتما ستسبب هذه القرارات في خسارة واضحة لعديد مواطن الشغل. في هذا السياق قال كاهية مدير الأسواق والشؤون الاقتصادية ببلدية تونس سامي لوصيف، أمس الثلاثاء 12 سبتمبر 2023، إنه "يتم حاليا العمل على إدماج التجار الفوضويين في الدورة الاقتصادية المنظمة، حيث تسملت مصالح البلدية أمس فضاءً جديدا تمت تهيئته في منطقة المنصف باي قريبا من محطة النقل غير المنتظم في المنصف باي".
وأوضح لوصيف في تصريح لبرنامج الشارع التونسي على أمواج إذاعة "إكسبراس أف أم"، أنه سيتم تشوير الفضاء وإعداد مكان مخصص لانتصاب كل بائعفي هذا الفضاء بعد تنظيفه، وسيكون متوفرا على التنوير العمومي والمركبات الصحية، كما أوضح أن إدارة المرور ستتولى بدورها القيام بدورها في التشوير خارج أسوار السوق لتسهيل حركة المرور، ثم سيقع إعداد القائمات لتسليم كل بائع فوضوي نقطة بيع منظمة خاصة به.
وأوضح سامي لوصيف أن حملات المراقبة المكثفة لمقاومة الانتصاب الفوضوي بتونس العاصمة تمت بالتنسيق بين مصالح بلدية وولاية تونس والوحدات الأمنية والشرطة البلدية انطلقت منذ يوم الخميس الفارط ليلا من محطة برشلونة.
وأضاف أن الحملات شملت مختلف أنهج العاصمة، وتم غلق المنافذ وتركيز الحضور الأمني المكثف لمنع عودة الانتصاب الفوضوي، مع تدخل البلدية للقيام أيضا بحملات نظافة وتركيز الحاويات في مختلف الشوارع وسط العاصمة وهو ما سيسهل عبور المواطنين وكذلك عمليات ركن السيارات.
يُذكر أن رئيس الجمهورية قيس سعيد قام مساء الإثنين بجولة في مناطق مختلفة بتونس العاصمة، ووفق شريط فيديو ورد على الصفحة الرسمية لرئاسة الجمهورية، فقد عاين رئيس الدولة ما أسفرت عنه الحملة الأمنية والبلدية التي انطلقت مؤخرا وتركزت على عدد من الأنهج بالعاصمة لمنع الانتصاب الفوضوي وتنظيف الأرصفة.
كما يُشار إلى أن الحملة المشتركة لإزالة جميع نقاط وحواجز الانتصاب الفوضوي قد انطلقت منذ يوم 7 سبتمبر الجاري بعدد من الساحات والأنهج بوسط العاصمة على غرار ساحة برشلونة وساحة المُنجي بالي ونهج المحطة ونهج إسبانيا بتونس العاصمة وأنهج جمال عبد الناصر وشارل ديغول ونهج الجزيرة ونهج إنجلترا إلى حدود سوق الخربة بتونس العاصمة، وذلك بمُشاركة مُختلف وحدات الإدارة العامّة للأمن الوطني والمصالح الجهويّة والبلديّة بولاية تونس وفق ما كانت أفادت به الداخلية.
وأضافت الداخلية في بلاغ لها يوم الإثنين الماضي، أنه تمّ إثر ذلك تنظيف الأنهج والأرصفة وتركيز نقاط أمنيّة بالمنافذ المُؤدّية إلى السّاحات والأنهج المذكُورة لإحكام منع الانتصاب مُجدّدا، مضيفة أن هذه الحملة لاقت استحسان المواطنين والتجار.
يتم حاليا العمل على إدماج التجار الفوضويين في الدورة الاقتصادية المنظمة
تونس – الصباح:
بدت شوارع العاصمة منذ يومين أي منذ الإثنين 11 سبتمبر الجاري أكثر هدوءا بعد أن تحرر، كل من شارع جمال عبدالناصر وشارع شارل ديغول ونهج الجزيرة ونهج إنجلترا ونهج إسبانيا، إلى حدود سوق الخربة بتونس العاصمة، من نقاط الانتصاب الفوضوي التي أرهقت البلاد والعباد منذ السنوات الأولى من الثورة إلى اليوم.
إيمان عبد اللطيف
لم يتم مقاومة ظاهرة الانتصاب الفوضوي ولا معالجتها بالجدية والإصرار المطلوبين، فلا يخفى على أحد ما كانت تعانيه الأنهج المتفرعة عن شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة والقريبة من الأسواق والمدينة العربي من ويلات الفوضى العارمة التي اشتكى منها القاصي والداني وأثرت أشّد ما تأثير على المحلات التجارية والمقاهي والمطاعم الموجودة بها وعلى سكانها وعلى المارين بها وعلى جمالية أهم شوارع العاصمة إلى جانب ما تسببته من تعطيل لحركة المرور.
فكانت تسيطر على هذه الأنهج مشاهد الكرّ والفر بين الباعة المنتصبين بها وبين قوات الأمن فأحيانا يمتثلون لقرارات السلطة وفي أغلب الأحين تُرمى هذه القرارات عرض الحائط في تحدّ تام لأي محاولة للتنظيم أو للحفاظ على جمالية المكان، فانتشرت الأوساخ في كل محيط ومكان بالعاصمة إلى جانب الروائح الكريهة ومظاهر البلطجة وتعالي الأصوات والصراخ من هنا هناك حتى يخُيل لمن يمر بهذه الشوارع كأنه نزل وسط مظاهرات حاشدة.
في حقيقة الأمر، لم تكن قرارات المنع وإزالة نقاط البيع الفوضوية، بالجديدة فمقاومة هذه الظاهرة بدأت منذ السنوات الأولى من الثورة وتمكنت السلط المحلية والجهوية من إيجاد حل لهؤلاء منذ سنة 2017 بتمكينهم من مكان خاص بهم لمزاولة تجارتهم وإدراجهم رويدا رويدا بالمسالك النظامية، غير أنهم لم يمتثلوا لهذا القرار إلا لمدة وجيزة لتعود "حليمة إلى عادتها القديمة" وعاد الانتصاب الفوضوي إلى ما هو عليه بل بأكثر اتساعا لتبلغ الظاهرة أشدّها رغم شكاوى السكان وأصحاب المحلات التجارية والمقاهي والمطاعم المواطنين الذين يمرون بشكل يومي ومتواتر بأنهج العاصمة.
بعد أن تم إزالة كل نقاط وحواجز التجارة غير النظامية بالعاصمة التي انطلقت حملاتها منذ يوم الخميس 7 سبتمبر الجاري، تجولت "الصباح" ظهر يوم الإثنين الماضي الموافق لـ11 سبتمبر بأبرز شوارع العاصمة المتفرعة عن شارع الحبيب بورقيبة وفي مقدمتها شارع شارع شارل ديغول وكل من الشوارع المتفرعة عنه على غرار شارع انقلترا واسبانيا.
أبرز ما يلفت الانتباه في هذه الجولة التمركز الأمني الكبير لكل نقطة التقاء لهذه الأنهج، إلى جانب ذلك خلو تام لهذه الأماكن من أي نقطة انتصاب فوضوي فيشعر المار من هناك بأريحية تامة في التنقل والمشي دون الاضطرار للمرور عبر الفوضى لقضاء شؤونه.
عادت السيارات إلى سيرها العادي بمختلف هذه الأنهج دون أي صعوبات تُذكر غير زحمة الطرقات في أوقات الذروة، فقبل إزالة حواجز التجارة غير النظامية لم يكن هناك عاقل يجرؤ أو يخاطر بالمرور بها.
في اليوم الثاني من قرار وزارة الداخلية، أي صباح يوم أمس الثلاثاء 12 سبتمبر الجاري، عادت "الصباح" في جولة ثانية إلى نفس هذه الشوارع والأنهج عسى أن يكون القرار قد رُمي بعرض الحائط ولاستكشاف مدى تأثر حركية هذه الأنهج بقرار الإزالة من عدمها.
بدت هذه الشوارع والأنهج مكتظة بالمترجلين المارين بها لقضاء شؤونهم العائلية خاصة وأن التونسيين على أبواب العودة المدرسية إلى جانب ملاحظة سير عادي لحركة السيارات وإن كانت حركة المرور قد شهدت ازدحاما كبيرا.
ما تمّ ملاحظته أيضا التمركز لوحدات وسيارات الأمن أيضا بمداخل تلك الشوارع والأنهج لضمان عدم عودة الباعة إلى الانتصاب الفوضوي مجددا، فتوغلت "الصباح" أكثر في هذه الأنهج وصولا إلى ساحة برشلونة وسوق الخربة التي خلت جميعها من أي بوادر لأي محاولة للعودة.
ثم انتقلت إلى نهج بلحسن جراد أين يقع سوق سيدي البحري والسوق البلدي ليكون على نفس شاكلة شوارع العاصمة وسط تمركز كبير للوحدات الأمنية مقابل ذلك أريحية ملحوظة في التنقل والتجول بهذا السوق الكبير مع تقيد أصحاب محلات الفريب بقرارات وزارة الداخلية بعدم إخراج سلعهم أمام المحلات.
هذه الإجراءات والحملات جعلت العديد يتساءلون عن مصير هؤلاء البائعين، فحتما ستسبب هذه القرارات في خسارة واضحة لعديد مواطن الشغل. في هذا السياق قال كاهية مدير الأسواق والشؤون الاقتصادية ببلدية تونس سامي لوصيف، أمس الثلاثاء 12 سبتمبر 2023، إنه "يتم حاليا العمل على إدماج التجار الفوضويين في الدورة الاقتصادية المنظمة، حيث تسملت مصالح البلدية أمس فضاءً جديدا تمت تهيئته في منطقة المنصف باي قريبا من محطة النقل غير المنتظم في المنصف باي".
وأوضح لوصيف في تصريح لبرنامج الشارع التونسي على أمواج إذاعة "إكسبراس أف أم"، أنه سيتم تشوير الفضاء وإعداد مكان مخصص لانتصاب كل بائعفي هذا الفضاء بعد تنظيفه، وسيكون متوفرا على التنوير العمومي والمركبات الصحية، كما أوضح أن إدارة المرور ستتولى بدورها القيام بدورها في التشوير خارج أسوار السوق لتسهيل حركة المرور، ثم سيقع إعداد القائمات لتسليم كل بائع فوضوي نقطة بيع منظمة خاصة به.
وأوضح سامي لوصيف أن حملات المراقبة المكثفة لمقاومة الانتصاب الفوضوي بتونس العاصمة تمت بالتنسيق بين مصالح بلدية وولاية تونس والوحدات الأمنية والشرطة البلدية انطلقت منذ يوم الخميس الفارط ليلا من محطة برشلونة.
وأضاف أن الحملات شملت مختلف أنهج العاصمة، وتم غلق المنافذ وتركيز الحضور الأمني المكثف لمنع عودة الانتصاب الفوضوي، مع تدخل البلدية للقيام أيضا بحملات نظافة وتركيز الحاويات في مختلف الشوارع وسط العاصمة وهو ما سيسهل عبور المواطنين وكذلك عمليات ركن السيارات.
يُذكر أن رئيس الجمهورية قيس سعيد قام مساء الإثنين بجولة في مناطق مختلفة بتونس العاصمة، ووفق شريط فيديو ورد على الصفحة الرسمية لرئاسة الجمهورية، فقد عاين رئيس الدولة ما أسفرت عنه الحملة الأمنية والبلدية التي انطلقت مؤخرا وتركزت على عدد من الأنهج بالعاصمة لمنع الانتصاب الفوضوي وتنظيف الأرصفة.
كما يُشار إلى أن الحملة المشتركة لإزالة جميع نقاط وحواجز الانتصاب الفوضوي قد انطلقت منذ يوم 7 سبتمبر الجاري بعدد من الساحات والأنهج بوسط العاصمة على غرار ساحة برشلونة وساحة المُنجي بالي ونهج المحطة ونهج إسبانيا بتونس العاصمة وأنهج جمال عبد الناصر وشارل ديغول ونهج الجزيرة ونهج إنجلترا إلى حدود سوق الخربة بتونس العاصمة، وذلك بمُشاركة مُختلف وحدات الإدارة العامّة للأمن الوطني والمصالح الجهويّة والبلديّة بولاية تونس وفق ما كانت أفادت به الداخلية.
وأضافت الداخلية في بلاغ لها يوم الإثنين الماضي، أنه تمّ إثر ذلك تنظيف الأنهج والأرصفة وتركيز نقاط أمنيّة بالمنافذ المُؤدّية إلى السّاحات والأنهج المذكُورة لإحكام منع الانتصاب مُجدّدا، مضيفة أن هذه الحملة لاقت استحسان المواطنين والتجار.