تاريخ بعض التنظيمات والأحزاب سرد كاذب لأحداث معظمها غير مهمة، صنعها زعماء معظمهم من المحتالين، وأتباع معظمهم من الأغبياء.
ربحت "النهضة" وهي في السرّية كلّ شيء !.
خسرت "النهضة" وهي في الحكم كلّ شيء ! ..
ربحت المشروعية في النضال وتعاطف الناس وترسيخ عقلية المظلومية وتجنيب نفسها النقد والانتقاد والمطالبة بالمحاسبة، كذلك الكثير من الدعم والأموال، ناهيك، كما أسرّ لي في إحدى المناسبات الصديق محمد الهاشمي الحامدي عندما جمعني لقاء به ببيته بلندن أنّ جلّ الخلافات الداخلية التي عاشتها الحركة في الغربة بسبب الأموال !.
خسرت لما فازت بالسلطة أهمّ شيء وحدة الصفّ والعمل بعيدا عن الأضواء والأهمّ انكشاف حقيقتها وما تخفيه أجنداتها .
لن يغفر "التنظيم الدولي للإخوان"، تفويت الحركة لأهم فرصة تاريخية توفّرت له في كلّ مساره التاريخي بان يتمكّن أتباعه من الحكم في دولة، ليست أيّ دولة، إنّها تونس التي كانت منارة العالم العربي .
" الموضوع عند ربي.." كلمات أعلنها الأستاذ حسن الغضباني رحمه الله، وهو يتحدّث عن خلافه مع رئيس الحركة راشد الغنوشي ..
إنّ السّؤال الأخطر، هل كانت الديمقراطية خيارا إراديا داخل حركة "النهضة" أم هي من باب "الشرّ الذي لا بدّ منه"، الخيار بمثابة المفتاح لتقبل بحكمها عواصم القرار الغربية .
هنالك سرّ اكشفه لأول مرّة، مباشرة بعد "ثورة " 14 جانفي 2011 ، تردّدت وفود عديدة على تونس قادمة من أهم عواصم القرار، أولا لفهم طبيعة الأحداث وماذا حصل بالضبط، ثانيا والأهم لاستشراف مخططات ومواقف من أمسكوا بزمام السلطة في البلاد وماذا ينوون أن يفعلوا بحكمها؟
أعتقد أنّ أهم وأخطر الزيارات، كانت تلك لوفد سرّي رسمي فرنسي ضمّ سياسيين وعسكريين ورجال استخبارات، كانوا مبعوثين مباشرة من قبل الرئيس الفرنسي نيكولاي ساركوزي، عقدوا جلسات ماراطونية سرية بعيدا عن الأضواء مع قيادة حركة "النهضة" تواصلت لأيام .
الطريف أن هذه الاجتماعات لم تعقد في مقرّ السفارة الفرنسية أو دار السفير أو مقرّ الحركة، بل في مكان سرّي محايد تحت أنظار شخصية تونسية وهو رجل الأعمال السيد محمد عياشي العجرودي الذي أكثر من يعلم أسرار وتفاصيل ما جرى بالضبط .
المهم أنّ هذه الجلسات توّجت بوثيقة هي بمثابة مذكّرة التزام موقّعة من قبل رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي، تتعهّد فيها الحركة بالحفاظ على مدنيّة الدولة واحترام حقوق الإنسان والحريات وتكريس الديمقراطية .
الضغوط الغربية لصالح الديمقراطية يمكن أن تؤدي أيضا إلى المطالبة بتقرير المصير على مستوى القيم الثقافية والدينية. وهذا لا يسير بالضرورة في اتجاه التحول الديمقراطي على النمط الغربي.
بالتالي ليست المسألة الديمقراطية بالنسبة لمثل هذه التنظيمات أساسها عملية تسليم سلطات تقع بين طرفين معينين، بين ملكِ وشعب مثلاً، أو تجسيدا لحقوق و تكريسا لحريات بل هي تكوين شعور وانفعالات وانطباعات، ومقاييس ذاتية واجتماعية تشكل مجموعها الأسس التي تقوم عليها الصورة الديمقراطية التي تريد أن تترسّخ لدى الآخر الذي تخشى رفضه لوجودها .
( للحديث صلة )
تاريخ بعض التنظيمات والأحزاب سرد كاذب لأحداث معظمها غير مهمة، صنعها زعماء معظمهم من المحتالين، وأتباع معظمهم من الأغبياء.
ربحت "النهضة" وهي في السرّية كلّ شيء !.
خسرت "النهضة" وهي في الحكم كلّ شيء ! ..
ربحت المشروعية في النضال وتعاطف الناس وترسيخ عقلية المظلومية وتجنيب نفسها النقد والانتقاد والمطالبة بالمحاسبة، كذلك الكثير من الدعم والأموال، ناهيك، كما أسرّ لي في إحدى المناسبات الصديق محمد الهاشمي الحامدي عندما جمعني لقاء به ببيته بلندن أنّ جلّ الخلافات الداخلية التي عاشتها الحركة في الغربة بسبب الأموال !.
خسرت لما فازت بالسلطة أهمّ شيء وحدة الصفّ والعمل بعيدا عن الأضواء والأهمّ انكشاف حقيقتها وما تخفيه أجنداتها .
لن يغفر "التنظيم الدولي للإخوان"، تفويت الحركة لأهم فرصة تاريخية توفّرت له في كلّ مساره التاريخي بان يتمكّن أتباعه من الحكم في دولة، ليست أيّ دولة، إنّها تونس التي كانت منارة العالم العربي .
" الموضوع عند ربي.." كلمات أعلنها الأستاذ حسن الغضباني رحمه الله، وهو يتحدّث عن خلافه مع رئيس الحركة راشد الغنوشي ..
إنّ السّؤال الأخطر، هل كانت الديمقراطية خيارا إراديا داخل حركة "النهضة" أم هي من باب "الشرّ الذي لا بدّ منه"، الخيار بمثابة المفتاح لتقبل بحكمها عواصم القرار الغربية .
هنالك سرّ اكشفه لأول مرّة، مباشرة بعد "ثورة " 14 جانفي 2011 ، تردّدت وفود عديدة على تونس قادمة من أهم عواصم القرار، أولا لفهم طبيعة الأحداث وماذا حصل بالضبط، ثانيا والأهم لاستشراف مخططات ومواقف من أمسكوا بزمام السلطة في البلاد وماذا ينوون أن يفعلوا بحكمها؟
أعتقد أنّ أهم وأخطر الزيارات، كانت تلك لوفد سرّي رسمي فرنسي ضمّ سياسيين وعسكريين ورجال استخبارات، كانوا مبعوثين مباشرة من قبل الرئيس الفرنسي نيكولاي ساركوزي، عقدوا جلسات ماراطونية سرية بعيدا عن الأضواء مع قيادة حركة "النهضة" تواصلت لأيام .
الطريف أن هذه الاجتماعات لم تعقد في مقرّ السفارة الفرنسية أو دار السفير أو مقرّ الحركة، بل في مكان سرّي محايد تحت أنظار شخصية تونسية وهو رجل الأعمال السيد محمد عياشي العجرودي الذي أكثر من يعلم أسرار وتفاصيل ما جرى بالضبط .
المهم أنّ هذه الجلسات توّجت بوثيقة هي بمثابة مذكّرة التزام موقّعة من قبل رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي، تتعهّد فيها الحركة بالحفاظ على مدنيّة الدولة واحترام حقوق الإنسان والحريات وتكريس الديمقراطية .
الضغوط الغربية لصالح الديمقراطية يمكن أن تؤدي أيضا إلى المطالبة بتقرير المصير على مستوى القيم الثقافية والدينية. وهذا لا يسير بالضرورة في اتجاه التحول الديمقراطي على النمط الغربي.
بالتالي ليست المسألة الديمقراطية بالنسبة لمثل هذه التنظيمات أساسها عملية تسليم سلطات تقع بين طرفين معينين، بين ملكِ وشعب مثلاً، أو تجسيدا لحقوق و تكريسا لحريات بل هي تكوين شعور وانفعالات وانطباعات، ومقاييس ذاتية واجتماعية تشكل مجموعها الأسس التي تقوم عليها الصورة الديمقراطية التي تريد أن تترسّخ لدى الآخر الذي تخشى رفضه لوجودها .