إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

"غول " جاثم منذ سنوات.. ما الذي عطّل تخليص باب الجبلي من سطوة الانتصاب الفوضوي؟

 

سوسة - الصباح

أصدرت بلدية سوسة يوم الجمعة 17 أوت 2023 على صفحتها الرسمية على الفايسبوك بلاغا تعلم فيه بتحجير الانتصاب الفوضوي على باعة الملابس المستعملة "فريب" وتحجّر ممارسة جميع الأنشطة الأخرى بمدخل ومحيط المدينة العتيقة ونهج فرنسا وكامل المنطقة البلدية وتدعو جميع النّاشطين من التجّار المتجوّلين إلى المبادرة بتسوية وضعيّاتهم قبل تاريخ 2 سبتمبر 2023 بإيداع مطالب للحصول على تراخيص تسمح لهم بالانتصاب بفضاءيْ كلّ من السّوق المركزية وسوق الأحد اللّذيْن تمّت تهيئتهما من قبل مصالح البلدية لممارسة الأنشطة وذلك في إطار توفير حل بديل حفظا لأرزاق الباعة المتجولين.

اتخاذ كل الإجراءات القانونية 

 وبالتوازي مع ذلك قامت بلدية سوسة منذ يوم الأربعاء 23 أوت 2023 وبحضور عدل منفّذ وأعوان بلدية سوسة المُحلّفين والحاملين إذنا في الغرض بإشعار المعنيين بالأمر بمضمون القرار واستيفاء كل الإجراءات القانونية والتّنبيه عبر لافتات إلى أنّ كلّ تجاوز وعدم امتثال سيُقابل مباشرة بعمليات حجز البضاعة مع اتخاذ إجراءات قضائية وترتيبية في حقّ كل من لا يمتثل من أجل تعطيل حرية العمل والجولان ومخالفة قرار بلدي وفق ما أكّده في تصريح سابق ل"الصباح" كاتب عام بلدية سوسة والمكلّف بتسيير شؤونها مراد بن سالم الذي أكّد أنّ العقوبات المنصوص عليها بالمجلة الجنائية في فصليها 176 و177 تصل حدّ الحكم بعقوبة السجن لمدة خمس سنوات..

 قرار أسير ينتظر التّفعيل 

جاء اليوم الموعود الذي يوافق تاريخ السبت 2 سبتمبر 2023 ليتفاجأ متساكنو المدينة والمتابعون للشّأن العام ببقاء الحال على ما هو عليه وغياب أيّ شكل من أشكال التصدّي للانتصاب الفوضوي حيث يواصل الباعة المتجوّلون ممارسة أنشطتهم بالفضاء بكامل الأريحية وسط دهشة وحيرة عديد الجمعيات المدنية وخيبة أمل عدد من المتابعين والمهتمّين بالشأن العام الأمر الذي فتح الباب على مصراعيه لعديد التّأويلات وطرح عديد الفرضيّات والتّخمينات.

 قراءة في بلاغ التاسعة مساء

 "الصباح" وفي محاولة للوقوف على حقيقة الوضع اتصلت صباح السبت بكاتب عام بلدية سوسة للاستفسار عن سبب تأخّر انطلاق حملة التصدي للانتصاب الفوضوي المقرّرة تفعيلا لقرار بلدي صادر منذ شهر ماي 2023 ومصادق عليه من قبل والي الجهة بتاريخ 16 ماي 2023 فأكّد بأنه لا يملك معلومة ثابتة ودقيقة وأنّه بصدد تجميع المعطيات وأشار إلى أنّ اليوم لم ينقض وقد يأتي الفرج في أيّ وقت وأمام ضغط الفايسبوك وازدياد حيرة المتابعين للموضوع أصدرت بلدية سوسة مساء ليلة السبت بلاغا " تطمئن" من خلاله مكوّنات المجتمع المدني ومتابعي الشأن المحلي وتُلفت انتباههم إلى أنّ انطلاق تنفيذ القرار البلدي يكون " وفقا لإجراءات عمليّة تتطلّب مزيدا من الوقت والتّنظيم ". وأشار البلاغ إلى أنه تم تنفيذ حملات وتحرير محاضر ببعض المناطق البلدية على غرار الفضاء قبالة مصحة الضمان الاجتماعي وشارع 20 مارس وشارع خليفة القروي .

وفي ختام البلاغ أكّدت البلدية أنها عازمة "وكافّة السلط الجهوية والأمنية على تنفيذ القرار البلدي في أقرب الآجال بعد التنسيق بما يضمن التدخّل البلدي وفقا للتراتيب الجاري بها العمل وبعد استكمال كافة الإجراءات القانونية. "

بلاغ ولئن اختلفت حوله الآراء في بعض التّفاصيل إلاّ أنها اجتمعت وتقاطعت حول جوهره ومضمونه المُبهم وغير المقنع. فالبلاغ لم يوضّح الأسباب الحقيقية لتعذّر تنفيذ القرار وتحديدا بالباب الجبلي الذي يمثّل عند الكثيرين مفتاح النجاح وهو واجهة المدينة ولم يحدّد موعدا ولا روزنامة زمنية للتّنفيذ فاكتفى بعبارة فضفاضة مفتوحة على كل زمان "في أقرب الآجال " ، كما أنه لم يكشف طبيعة الإجراءات الواجب استيفاؤها والحال أنّ مختلف المستوجبات والتنبيهات على الباعة تمّت بحضور عدل منفّذ والفضاء البديل تمّت تهيئته ما جعل الكثيرين يُجزمون أنّ ما ينقص لإتمام المهمة وبسط علوية القانون وتخليص المدينة من "غول " جاثم على الأنفاس هو فقط الإرادة الصادقة والعزيمة الثابتة والاعتقاد الراسخ بأن لا صوت يعلو فوق صوت الحق !

أنور قلاّلة

"غول " جاثم منذ سنوات..  ما الذي عطّل تخليص باب الجبلي من سطوة الانتصاب الفوضوي؟

 

سوسة - الصباح

أصدرت بلدية سوسة يوم الجمعة 17 أوت 2023 على صفحتها الرسمية على الفايسبوك بلاغا تعلم فيه بتحجير الانتصاب الفوضوي على باعة الملابس المستعملة "فريب" وتحجّر ممارسة جميع الأنشطة الأخرى بمدخل ومحيط المدينة العتيقة ونهج فرنسا وكامل المنطقة البلدية وتدعو جميع النّاشطين من التجّار المتجوّلين إلى المبادرة بتسوية وضعيّاتهم قبل تاريخ 2 سبتمبر 2023 بإيداع مطالب للحصول على تراخيص تسمح لهم بالانتصاب بفضاءيْ كلّ من السّوق المركزية وسوق الأحد اللّذيْن تمّت تهيئتهما من قبل مصالح البلدية لممارسة الأنشطة وذلك في إطار توفير حل بديل حفظا لأرزاق الباعة المتجولين.

اتخاذ كل الإجراءات القانونية 

 وبالتوازي مع ذلك قامت بلدية سوسة منذ يوم الأربعاء 23 أوت 2023 وبحضور عدل منفّذ وأعوان بلدية سوسة المُحلّفين والحاملين إذنا في الغرض بإشعار المعنيين بالأمر بمضمون القرار واستيفاء كل الإجراءات القانونية والتّنبيه عبر لافتات إلى أنّ كلّ تجاوز وعدم امتثال سيُقابل مباشرة بعمليات حجز البضاعة مع اتخاذ إجراءات قضائية وترتيبية في حقّ كل من لا يمتثل من أجل تعطيل حرية العمل والجولان ومخالفة قرار بلدي وفق ما أكّده في تصريح سابق ل"الصباح" كاتب عام بلدية سوسة والمكلّف بتسيير شؤونها مراد بن سالم الذي أكّد أنّ العقوبات المنصوص عليها بالمجلة الجنائية في فصليها 176 و177 تصل حدّ الحكم بعقوبة السجن لمدة خمس سنوات..

 قرار أسير ينتظر التّفعيل 

جاء اليوم الموعود الذي يوافق تاريخ السبت 2 سبتمبر 2023 ليتفاجأ متساكنو المدينة والمتابعون للشّأن العام ببقاء الحال على ما هو عليه وغياب أيّ شكل من أشكال التصدّي للانتصاب الفوضوي حيث يواصل الباعة المتجوّلون ممارسة أنشطتهم بالفضاء بكامل الأريحية وسط دهشة وحيرة عديد الجمعيات المدنية وخيبة أمل عدد من المتابعين والمهتمّين بالشأن العام الأمر الذي فتح الباب على مصراعيه لعديد التّأويلات وطرح عديد الفرضيّات والتّخمينات.

 قراءة في بلاغ التاسعة مساء

 "الصباح" وفي محاولة للوقوف على حقيقة الوضع اتصلت صباح السبت بكاتب عام بلدية سوسة للاستفسار عن سبب تأخّر انطلاق حملة التصدي للانتصاب الفوضوي المقرّرة تفعيلا لقرار بلدي صادر منذ شهر ماي 2023 ومصادق عليه من قبل والي الجهة بتاريخ 16 ماي 2023 فأكّد بأنه لا يملك معلومة ثابتة ودقيقة وأنّه بصدد تجميع المعطيات وأشار إلى أنّ اليوم لم ينقض وقد يأتي الفرج في أيّ وقت وأمام ضغط الفايسبوك وازدياد حيرة المتابعين للموضوع أصدرت بلدية سوسة مساء ليلة السبت بلاغا " تطمئن" من خلاله مكوّنات المجتمع المدني ومتابعي الشأن المحلي وتُلفت انتباههم إلى أنّ انطلاق تنفيذ القرار البلدي يكون " وفقا لإجراءات عمليّة تتطلّب مزيدا من الوقت والتّنظيم ". وأشار البلاغ إلى أنه تم تنفيذ حملات وتحرير محاضر ببعض المناطق البلدية على غرار الفضاء قبالة مصحة الضمان الاجتماعي وشارع 20 مارس وشارع خليفة القروي .

وفي ختام البلاغ أكّدت البلدية أنها عازمة "وكافّة السلط الجهوية والأمنية على تنفيذ القرار البلدي في أقرب الآجال بعد التنسيق بما يضمن التدخّل البلدي وفقا للتراتيب الجاري بها العمل وبعد استكمال كافة الإجراءات القانونية. "

بلاغ ولئن اختلفت حوله الآراء في بعض التّفاصيل إلاّ أنها اجتمعت وتقاطعت حول جوهره ومضمونه المُبهم وغير المقنع. فالبلاغ لم يوضّح الأسباب الحقيقية لتعذّر تنفيذ القرار وتحديدا بالباب الجبلي الذي يمثّل عند الكثيرين مفتاح النجاح وهو واجهة المدينة ولم يحدّد موعدا ولا روزنامة زمنية للتّنفيذ فاكتفى بعبارة فضفاضة مفتوحة على كل زمان "في أقرب الآجال " ، كما أنه لم يكشف طبيعة الإجراءات الواجب استيفاؤها والحال أنّ مختلف المستوجبات والتنبيهات على الباعة تمّت بحضور عدل منفّذ والفضاء البديل تمّت تهيئته ما جعل الكثيرين يُجزمون أنّ ما ينقص لإتمام المهمة وبسط علوية القانون وتخليص المدينة من "غول " جاثم على الأنفاس هو فقط الإرادة الصادقة والعزيمة الثابتة والاعتقاد الراسخ بأن لا صوت يعلو فوق صوت الحق !

أنور قلاّلة