إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

مسيحي يتحدث عن إنسانية الرسول محمد.. بدأت رحلة البحث ورحلة المغامرة لأكتشف في النهاية أني أمام شخصية مهمة للغاية وأمام دين مثل منعرجا حاسما في تاريخ البشرية وغير كثيرا في المعرفة بما يجعل الإسلام له في نظري منحى تنويري

 

بقلم: نوفل سلامة

 

أتابع صباح كل يوم أحد البرنامج الديني الذي تبثه القناة الثانية الفرنسية والذي يتعرض إلى قضايا الدينات السماوية الثلاث الإسلام والمسيحية واليهودية وشؤون الإيمان عند أتباع هذه الدينات إضافة إلى الفلسفة البوذية التي تقدم على أنها ديانة وضعية لها مشترك مع الديانات السماوية فيما تقدمه من حكمة لإسعاد البشر ونشر قيم التسامح والعيش المشترك .

هذا البرنامج هو مهم ومفيد من الناحية المعرفية ومن ناحية الحوارات الدينية التي تناقش مختلف القضايا التي تتعرض للإيمان وصور التدين في المجتمعات المعاصرة وهي مقاربات تختلف من حيث طريقة المعالجة عما نسمعه أو نشاهده أو نقرؤه في الفضاء الديني التقليدي خاصة فيما يتعلق بالأسس والأصول التي تقوم عليها هذه الديانات والغايات التي جاءت من أجلها وتركها الإنسان المعاصر وتجاهلها لنجد أنفسنا في زمن التحولات هذا أمام جيل على الأقل بالنسبة للمسلمين الكثير منه لا يفقه شيئا من الدين ولا يعلم إلا ما تلقاه في المدرسة هذا إذا بقي في الذهن شيء مما تلقاه وتعلمه أو أن نجد أنفسنا أمام صورة مشوهة عن الدين وأمام ممارسات لا علاقة لها بالفكرة الأولى التي من أجلها بعثت الرسالات .

في هذا البرنامج الديني وفي الحصة المخصصة للإسلام تم إجراء حوار مع صاحب كتاب إنسانية محمد  الدكتور " قرايق كونسيدين " وهو باحث أكاديمي مسيحي الديانة منحدر من أب بريطاني وأم إيطالية ومقيم بالولايات المتحدة الأمريكية. في هذا الحوار الذي تناول دواعي تأليفه لكتاب عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وهو القادم من عالم الإنجيل المقدس ومن فضاء معرفي يجعله مبدئيا لا يهتم بالإسلام  ولا يعرف عنه شيئا وكيف جاءته فكرة تناول شخصية رسول الإسلام في الوقت الذي يتعرض فيه الدين الإسلامي إلى حملة تشويه كبرى مما يجعل الكثير من الغربيين غير معنيين به .

يقول صاحب كتاب إنسانية محمد لقد تربيت في مجتمع وبيئة صورة الإسلام فيها مشوهة كثيرا والترويج الإعلامي كان سيئا ولا يخدم الإسلام ويقدمه على أنه دين عنف وإرهاب وتطرف وقد كانت هذه الصورة تلازمني إلى أن درست بالجامعة على يد أستاذ كان يتحدث عن الإسلام وعن الرسول محمد بطريقة مختلفة عما نجدها في وسائل الإعلام الأمريكية وكان يقدم محمد الرسول في صورة لم أعهدها من قبل ومن هنا بدأت رحلة البحث ورحلة المغامرة لأكتشف في النهاية أني أمام شخصية مهمة للغاية وأمام دين مثل منعرجا حاسما في تاريخ البشرية وغير كثيرا في المعرفة بما يجعل الإسلام له في نظري منحى تنويري .

لقد اكتشفت في حياة الرسول وسيرته وسلوكه وتعليماته لأتباعه من المسلمين بعدا إنسانيا عميقا بدأ مع الخناق والحصار الكبير الذي ضرب على المسلمين في بداية الدعوى وما حصل لهم من تضييق فكان أن طلب من اتباعه حماية للدين الجديد أن يهاجروا إلى الحبشة وقد كانت وقتها على دين السيد المسيح ويحكمها حاكم مسيحي فقال لأصحابه اذهبوا إلى الحبشة فإن بها ملك لا يظلم عنده أحد. فهذا القرار هو قرار صائب وهذا الاختيار على الحبشة دون غيرها فيه بعد إنساني كبير لعلمه أن الديانات السماوية لها جذع واحد مشترك ولها وحدة جامعة وهي أن الدين الحق لا يمكن أن يقر أحكاما تعتدي على الآخر وهي دوما في صف المستضعفين والمعذبين في الأرض  .

يتجلى أكثر البعد الإنساني في شخصية الرسول محمد في حدث الهجرة والانطلاق في العملية التي قلبت وجه التاريخ وبداية المسيرة في التأسيس للمجتمع الجديد والدولة الجديدة والمنطقة حينئذ تعرف صراعا بين مكون المدينة ومسيحي نجران فضلا عن طبيعة التركيبة السكانية لمجتمع المدينة والتنوع الديني الذي تميزت به.. لقد جاء الرسول إلى المدينة يسكنها اليهود والعرب وبعض القبائل المسيحية وقد كانت مفترق القوافل التجارية بما يجعلها مكانا لتلاقي أجناس مختلفة وثقافات متنوعة ومجتمعا منفتحا على الوافدين من كل مكان وهذا قد أضفي عليها خصوصية تجعلها بالضرورة مجتمعا تعدديا وهنا تتجلى الإنسانية التي تميز بها الرسول محمد الذي لم تكن له عقيدة تسلطية أو رغبة في الإنفراد بالحكم فوضع وثيقة قانونية تحكم كل من يسكن المدينة ويخضع لها الجميع سميت بدستور المدينة كانت اللبنة الأولى أو البذرة الأولى لفكرة المواطنة و التعايش المشترك ولما بات يعرف في العصر الحديث بالمجتمع المدني الذي يحكمه القانون فكان دستور المدينة وثيقة تنظم العلاقة بين المسلمين فيما بينهم وبين المسلمين وغيرهم من الطوائف الدينية من يهود وغير اليهود وتحدد السياسة الخارجية في التعامل مع غير المسلمين الذين يقطنون خارج المدينة .. يعتبر الكاتب أن الفكر الإنساني الذي حوته هذه الوثيقة التي كتبها الرسول محمد تصلح أن تطبق في حياتنا المعاصرة.

يقول الكاتب: ما هو مذهل فيما قام به الرسول محمد في المدينة وقد وجد فيها سوقا ضخمة للعبيد وتجارة قائمة على الرقيق تدر على أصحابها أموالا طائلة فكان السؤال الكبير الذي طرح وقتها هو كيف تخلص البشرية من العبودية التي باتت روح العصر؟ وكيف نعالج مسألة الرق التي قامت جل الحضارات القديمة عليها وقبلت بها الشعوب وتعايشت معها ؟ لقد كانت إنسانية محمد تتجلى في الجهد الذي بذل في تخليص المجتمع الجديد من هذه الظاهرة التي كانت تمثل إحدى ركائز الاقتصاد العربي الجاهلي بما يعني أن أي إجراء راديكالي عنيف يقر تحرير الرقيق دفعة واحدة من شأنه أن يصدم المجتمع ويضر بمصالح التجار ويتسبب في إحداث هزة عنيفة بين شق كبير من المجتمع والدين الجديد لذلك فقد اتبع الرسول استراتيجية واقعية تعتمد على سياسة التدرج والمرحلية التي تضفي في النهاية إلى التخلص من الظاهرة شيئا فشيئا بكل هدوء وتنتهي إلى تفكيك الشبكات التي تقف وراءها والقضاء على الأسباب المنتجة لها  وبذلك ينهي تاريخا كاملا عرفت خلاله الانسانية جمعاء والعالم القديم دون استثناء ظاهرة الرق وبيع الإنسان فكانت نصوص كثيرة من القرآن و الحديث النبوي تحث على العتق والحرية  والمساواة وجعلت الكثير من الكفارات في عتق عبد أو مملوك وهكذا بدأت مسيرة تطهير المجتمع من هذه التجارة وهذه الظاهرة.

لقد انشأ الرسول محمد أمة تقوم على فكرة المواطنة وفكرة المساواة وفكرة حرية الإنسان ومنع إهانته بتحويله إلى عبد أو مملوك ومجتمع يرفض العنصرية والتمييز على أساس اللون أو العرق أو الدين أو الوضع الاجتماعي فالكل في الإسلام سواء ولا تفاضل بينهم  إلا لمن هو أكثر تقربا إلى الله .. لقد أسس محمد الرسول مجتمع الحقوق والحرية وأقر الملكية الجماعية والفردية ودافع عليها .. لقد أسس مجتمعا تتعايش فيه كل الأديان .

ينهي هذا المسيحي حديثه عن إنسانية الرسول محمد بالقول إن نظرته للإسلام قد تغيرت بعد دراسته لحياته ولا من خلال ما يقوله عنه خصومه وكارهوه .. لقد اكتشفت أن الغرب لا يعرف الرسول محمد ويتصرف مع الاسلام من خلال صورة تم ترسيخها في الأذهان فيها الكثير من الزيف والتحامل ..دراستي لهذا الرسول جعلتني أقف على حقيقة أن هناك تاريخا آخر للإسلام الغرب مطالب أن يطلع عليه وهو لا يعرفه إنه تاريخ انسانية محمد وتاريخ القيم التنويرية التي جاء بها هذا الرسول ..  

مسيحي يتحدث عن إنسانية الرسول محمد..   بدأت رحلة البحث ورحلة المغامرة لأكتشف في النهاية أني أمام شخصية مهمة للغاية وأمام دين مثل منعرجا حاسما في تاريخ البشرية وغير كثيرا في المعرفة بما يجعل الإسلام له في نظري منحى تنويري

 

بقلم: نوفل سلامة

 

أتابع صباح كل يوم أحد البرنامج الديني الذي تبثه القناة الثانية الفرنسية والذي يتعرض إلى قضايا الدينات السماوية الثلاث الإسلام والمسيحية واليهودية وشؤون الإيمان عند أتباع هذه الدينات إضافة إلى الفلسفة البوذية التي تقدم على أنها ديانة وضعية لها مشترك مع الديانات السماوية فيما تقدمه من حكمة لإسعاد البشر ونشر قيم التسامح والعيش المشترك .

هذا البرنامج هو مهم ومفيد من الناحية المعرفية ومن ناحية الحوارات الدينية التي تناقش مختلف القضايا التي تتعرض للإيمان وصور التدين في المجتمعات المعاصرة وهي مقاربات تختلف من حيث طريقة المعالجة عما نسمعه أو نشاهده أو نقرؤه في الفضاء الديني التقليدي خاصة فيما يتعلق بالأسس والأصول التي تقوم عليها هذه الديانات والغايات التي جاءت من أجلها وتركها الإنسان المعاصر وتجاهلها لنجد أنفسنا في زمن التحولات هذا أمام جيل على الأقل بالنسبة للمسلمين الكثير منه لا يفقه شيئا من الدين ولا يعلم إلا ما تلقاه في المدرسة هذا إذا بقي في الذهن شيء مما تلقاه وتعلمه أو أن نجد أنفسنا أمام صورة مشوهة عن الدين وأمام ممارسات لا علاقة لها بالفكرة الأولى التي من أجلها بعثت الرسالات .

في هذا البرنامج الديني وفي الحصة المخصصة للإسلام تم إجراء حوار مع صاحب كتاب إنسانية محمد  الدكتور " قرايق كونسيدين " وهو باحث أكاديمي مسيحي الديانة منحدر من أب بريطاني وأم إيطالية ومقيم بالولايات المتحدة الأمريكية. في هذا الحوار الذي تناول دواعي تأليفه لكتاب عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وهو القادم من عالم الإنجيل المقدس ومن فضاء معرفي يجعله مبدئيا لا يهتم بالإسلام  ولا يعرف عنه شيئا وكيف جاءته فكرة تناول شخصية رسول الإسلام في الوقت الذي يتعرض فيه الدين الإسلامي إلى حملة تشويه كبرى مما يجعل الكثير من الغربيين غير معنيين به .

يقول صاحب كتاب إنسانية محمد لقد تربيت في مجتمع وبيئة صورة الإسلام فيها مشوهة كثيرا والترويج الإعلامي كان سيئا ولا يخدم الإسلام ويقدمه على أنه دين عنف وإرهاب وتطرف وقد كانت هذه الصورة تلازمني إلى أن درست بالجامعة على يد أستاذ كان يتحدث عن الإسلام وعن الرسول محمد بطريقة مختلفة عما نجدها في وسائل الإعلام الأمريكية وكان يقدم محمد الرسول في صورة لم أعهدها من قبل ومن هنا بدأت رحلة البحث ورحلة المغامرة لأكتشف في النهاية أني أمام شخصية مهمة للغاية وأمام دين مثل منعرجا حاسما في تاريخ البشرية وغير كثيرا في المعرفة بما يجعل الإسلام له في نظري منحى تنويري .

لقد اكتشفت في حياة الرسول وسيرته وسلوكه وتعليماته لأتباعه من المسلمين بعدا إنسانيا عميقا بدأ مع الخناق والحصار الكبير الذي ضرب على المسلمين في بداية الدعوى وما حصل لهم من تضييق فكان أن طلب من اتباعه حماية للدين الجديد أن يهاجروا إلى الحبشة وقد كانت وقتها على دين السيد المسيح ويحكمها حاكم مسيحي فقال لأصحابه اذهبوا إلى الحبشة فإن بها ملك لا يظلم عنده أحد. فهذا القرار هو قرار صائب وهذا الاختيار على الحبشة دون غيرها فيه بعد إنساني كبير لعلمه أن الديانات السماوية لها جذع واحد مشترك ولها وحدة جامعة وهي أن الدين الحق لا يمكن أن يقر أحكاما تعتدي على الآخر وهي دوما في صف المستضعفين والمعذبين في الأرض  .

يتجلى أكثر البعد الإنساني في شخصية الرسول محمد في حدث الهجرة والانطلاق في العملية التي قلبت وجه التاريخ وبداية المسيرة في التأسيس للمجتمع الجديد والدولة الجديدة والمنطقة حينئذ تعرف صراعا بين مكون المدينة ومسيحي نجران فضلا عن طبيعة التركيبة السكانية لمجتمع المدينة والتنوع الديني الذي تميزت به.. لقد جاء الرسول إلى المدينة يسكنها اليهود والعرب وبعض القبائل المسيحية وقد كانت مفترق القوافل التجارية بما يجعلها مكانا لتلاقي أجناس مختلفة وثقافات متنوعة ومجتمعا منفتحا على الوافدين من كل مكان وهذا قد أضفي عليها خصوصية تجعلها بالضرورة مجتمعا تعدديا وهنا تتجلى الإنسانية التي تميز بها الرسول محمد الذي لم تكن له عقيدة تسلطية أو رغبة في الإنفراد بالحكم فوضع وثيقة قانونية تحكم كل من يسكن المدينة ويخضع لها الجميع سميت بدستور المدينة كانت اللبنة الأولى أو البذرة الأولى لفكرة المواطنة و التعايش المشترك ولما بات يعرف في العصر الحديث بالمجتمع المدني الذي يحكمه القانون فكان دستور المدينة وثيقة تنظم العلاقة بين المسلمين فيما بينهم وبين المسلمين وغيرهم من الطوائف الدينية من يهود وغير اليهود وتحدد السياسة الخارجية في التعامل مع غير المسلمين الذين يقطنون خارج المدينة .. يعتبر الكاتب أن الفكر الإنساني الذي حوته هذه الوثيقة التي كتبها الرسول محمد تصلح أن تطبق في حياتنا المعاصرة.

يقول الكاتب: ما هو مذهل فيما قام به الرسول محمد في المدينة وقد وجد فيها سوقا ضخمة للعبيد وتجارة قائمة على الرقيق تدر على أصحابها أموالا طائلة فكان السؤال الكبير الذي طرح وقتها هو كيف تخلص البشرية من العبودية التي باتت روح العصر؟ وكيف نعالج مسألة الرق التي قامت جل الحضارات القديمة عليها وقبلت بها الشعوب وتعايشت معها ؟ لقد كانت إنسانية محمد تتجلى في الجهد الذي بذل في تخليص المجتمع الجديد من هذه الظاهرة التي كانت تمثل إحدى ركائز الاقتصاد العربي الجاهلي بما يعني أن أي إجراء راديكالي عنيف يقر تحرير الرقيق دفعة واحدة من شأنه أن يصدم المجتمع ويضر بمصالح التجار ويتسبب في إحداث هزة عنيفة بين شق كبير من المجتمع والدين الجديد لذلك فقد اتبع الرسول استراتيجية واقعية تعتمد على سياسة التدرج والمرحلية التي تضفي في النهاية إلى التخلص من الظاهرة شيئا فشيئا بكل هدوء وتنتهي إلى تفكيك الشبكات التي تقف وراءها والقضاء على الأسباب المنتجة لها  وبذلك ينهي تاريخا كاملا عرفت خلاله الانسانية جمعاء والعالم القديم دون استثناء ظاهرة الرق وبيع الإنسان فكانت نصوص كثيرة من القرآن و الحديث النبوي تحث على العتق والحرية  والمساواة وجعلت الكثير من الكفارات في عتق عبد أو مملوك وهكذا بدأت مسيرة تطهير المجتمع من هذه التجارة وهذه الظاهرة.

لقد انشأ الرسول محمد أمة تقوم على فكرة المواطنة وفكرة المساواة وفكرة حرية الإنسان ومنع إهانته بتحويله إلى عبد أو مملوك ومجتمع يرفض العنصرية والتمييز على أساس اللون أو العرق أو الدين أو الوضع الاجتماعي فالكل في الإسلام سواء ولا تفاضل بينهم  إلا لمن هو أكثر تقربا إلى الله .. لقد أسس محمد الرسول مجتمع الحقوق والحرية وأقر الملكية الجماعية والفردية ودافع عليها .. لقد أسس مجتمعا تتعايش فيه كل الأديان .

ينهي هذا المسيحي حديثه عن إنسانية الرسول محمد بالقول إن نظرته للإسلام قد تغيرت بعد دراسته لحياته ولا من خلال ما يقوله عنه خصومه وكارهوه .. لقد اكتشفت أن الغرب لا يعرف الرسول محمد ويتصرف مع الاسلام من خلال صورة تم ترسيخها في الأذهان فيها الكثير من الزيف والتحامل ..دراستي لهذا الرسول جعلتني أقف على حقيقة أن هناك تاريخا آخر للإسلام الغرب مطالب أن يطلع عليه وهو لا يعرفه إنه تاريخ انسانية محمد وتاريخ القيم التنويرية التي جاء بها هذا الرسول ..