انتظر عموم التونسيين أن يرافق تعيين رئيس الحكومة الجديد في غرة أوت 2023 تغييرا على مستوى أعضاء الحكومة لكن إلى اليوم وقد مضى على تعيين احمد الحشاني رئيسا للحكومة خلفا لنجلاء بودن رئيسة الحكومة السابقة أكثر من شهر دون أن يحدث أي تغيير في تركيبة الحكومة.
ورغم الدعوات إلى إجراء تحوير وزاري من مختلف الأطراف السياسية سواء المساندة لرئيس الدولة أو المعارضة له لم نر أي تجاوب مع هذا المطلب رغم الإقرار "بأن حكومة بودن كانت الأفشل منذ الثورة" وذلك وفقا لتقرير سابق لمنظمة "أنا يقظ".
وقد اعتبرت منظمة ''أنا يقظ''، "أن حكومة نجلاء هي الأكثر فشلا منذ الثورة من ناحية الإنجازات والالتزام بالوعود وكذلك من الناحية الاتصالية وأن رئيس الجمهورية قيس سعيد شريك في هذا الفشل، نظرا لتجريده لرئيسة الحكومة من جل الصلاحيات".
وقد أقر العديد بضعف أداء حكومة نجلاء بودن قبل إقالتها في غرة أوت 2023 والمطالبة بضخ دماء جديدة على مستوى أعضاء الحكومة أو تغييرها كليا بكفاءات سياسية.
وفي هذا الإطار جاءت تصريحات زهير المغزاوي أمين عام حركة الشعب الذي قال في ماي 2023 "إنّه بعد الانتخابات و تشكّل البرلمان و انتهاء المرحلة الاستثنائية بالدّخول في مرحلة المؤسّسات كان من المفترض أن يتمّ تعيين حكومة جديدة".
واعتبر المغزاوي "أن هناك خللا كبيرا في العمل الحكومي إذ يوجد عجز على تحقيق انتظارات المواطنين خاصة على مستوى توفير المواد الأساسية المفقودة وتسيير المرفق العمومي مما يستوجب تقييما حقيقيا من قبل رئيس الجمهورية".
في المقابل يرى الناشط السياسي طارق الكحلاوي في حديثه لـ "الصباح" أن التحوير الوزاري سيحصل وسيكون الملف الاقتصادي أبزر عناوين التغيير الحكومي القادم على خلفية تعارض الرئيس في الرؤى بين الماسكين بملف صندوق النقد الدولي وأساسا وزيرة المالية ووزير الاقتصاد والتخطيط سمير سعيد الذي يعتبر أن الحكومة ليس لديها بديل عن الاتفاق مع صندوق النقد الدولي.
وزير الاقتصاد والتخطيط نفسه أكد خلال جلسة عامة بالبرلمان يوم 28 جويلية 2023 أن صندوق النقد الدولي يبقى الخيار الأول والمقنع لتونس إلى حد هذه الساعة، داعيا من لديه خيار بديل إلى الإصداح به لمناقشته.
هذه التصريحات للوزير تؤكد عدم توفر عامل الانسجام بين رؤيته ورؤية رئيس الدولة الذي أكد رفضه لما اسماها "املاءات" صندوق النقد الدولي وقد تكون هذه من بين الأسباب التي تدفع إلى إجراء تحوير في بعض الأسماء التي لها علاقة بملف التفاوض مع الصندوق.
في المقابل يرى الكحلاوي أن هناك مواقع من الصعب أن تطرأ عليها تحويرات مثل الوزارات السياسية أو الوزراء الذين لهم علاقة سياسية بالرئيس مثل وزيري الشؤون الاجتماعية والداخلية، والأمر نفسه بالنسبة لبعض الوزراء الذين لديهم انسجام مع الرئيس مثل وزير الشؤون الخارجية ووزير الدفاع الوطني.
كما اعتبر الناشط السياسي في سياق حديثه لـ "الصباح" أن بعض الوزراء الذين على رأس وزارات تقنية مثل الفلاحة من المستبعد تغييرهم والأمر نفسه بالنسبة لوزير التربية خاصة بعد مواجهته مع نقابات التعليم الأخيرة.
وقال الكحلاوي إن رئيس الدولة كان منشغلا بالحركة القضائية التي تم الإعلان عنها أول أمس وكذلك بسد الشغورات في بعض السفارات ومن المتوقع أن ينطلق قريبا في سد الشغورات على مستوى الولاة إلى جانب إمكانية الإعلان عن تحوير وزاري قريبا.
ومن جانبه طالب حراك 25 جويلية رئيس الجمهورية قيس سعيّد بإنهاء مهام وزراء لم يجدوا حلولا لمشاكل الشعب ويعطلون المسار الاجتماعي والاقتصادي للبلاد.
وكان عضو المكتب السياسي للحراك حسام بن أحمد خلال تصريحات صحفية عقب الندوة التي نظمها الحزب منذ أيام قال بأنه "على رئيس الجمهورية إجراء تحوير وزاري وفوري على رأس وزارات النقل والتجارة والفلاحة والصحة".
وتحدث عدد من قيادي حراك 25 جويلية أنه سيتم الإعلان عن تحوير وزاري كبير وليس جزئي قد يشمل 90 بالمائة من الوزراء.
ودون ذكر أي تفاصيل أو توضيح أسباب إنهاء مهام نجلاء بودن رئيسة الحكومة السابقة أعلنت رئاسة الجمهورية في غرة أوت الماضي عن تعيين أحمد الحشاني رئيسا للحكومة.
جهاد الكلبوسي
تونس – الصباح
انتظر عموم التونسيين أن يرافق تعيين رئيس الحكومة الجديد في غرة أوت 2023 تغييرا على مستوى أعضاء الحكومة لكن إلى اليوم وقد مضى على تعيين احمد الحشاني رئيسا للحكومة خلفا لنجلاء بودن رئيسة الحكومة السابقة أكثر من شهر دون أن يحدث أي تغيير في تركيبة الحكومة.
ورغم الدعوات إلى إجراء تحوير وزاري من مختلف الأطراف السياسية سواء المساندة لرئيس الدولة أو المعارضة له لم نر أي تجاوب مع هذا المطلب رغم الإقرار "بأن حكومة بودن كانت الأفشل منذ الثورة" وذلك وفقا لتقرير سابق لمنظمة "أنا يقظ".
وقد اعتبرت منظمة ''أنا يقظ''، "أن حكومة نجلاء هي الأكثر فشلا منذ الثورة من ناحية الإنجازات والالتزام بالوعود وكذلك من الناحية الاتصالية وأن رئيس الجمهورية قيس سعيد شريك في هذا الفشل، نظرا لتجريده لرئيسة الحكومة من جل الصلاحيات".
وقد أقر العديد بضعف أداء حكومة نجلاء بودن قبل إقالتها في غرة أوت 2023 والمطالبة بضخ دماء جديدة على مستوى أعضاء الحكومة أو تغييرها كليا بكفاءات سياسية.
وفي هذا الإطار جاءت تصريحات زهير المغزاوي أمين عام حركة الشعب الذي قال في ماي 2023 "إنّه بعد الانتخابات و تشكّل البرلمان و انتهاء المرحلة الاستثنائية بالدّخول في مرحلة المؤسّسات كان من المفترض أن يتمّ تعيين حكومة جديدة".
واعتبر المغزاوي "أن هناك خللا كبيرا في العمل الحكومي إذ يوجد عجز على تحقيق انتظارات المواطنين خاصة على مستوى توفير المواد الأساسية المفقودة وتسيير المرفق العمومي مما يستوجب تقييما حقيقيا من قبل رئيس الجمهورية".
في المقابل يرى الناشط السياسي طارق الكحلاوي في حديثه لـ "الصباح" أن التحوير الوزاري سيحصل وسيكون الملف الاقتصادي أبزر عناوين التغيير الحكومي القادم على خلفية تعارض الرئيس في الرؤى بين الماسكين بملف صندوق النقد الدولي وأساسا وزيرة المالية ووزير الاقتصاد والتخطيط سمير سعيد الذي يعتبر أن الحكومة ليس لديها بديل عن الاتفاق مع صندوق النقد الدولي.
وزير الاقتصاد والتخطيط نفسه أكد خلال جلسة عامة بالبرلمان يوم 28 جويلية 2023 أن صندوق النقد الدولي يبقى الخيار الأول والمقنع لتونس إلى حد هذه الساعة، داعيا من لديه خيار بديل إلى الإصداح به لمناقشته.
هذه التصريحات للوزير تؤكد عدم توفر عامل الانسجام بين رؤيته ورؤية رئيس الدولة الذي أكد رفضه لما اسماها "املاءات" صندوق النقد الدولي وقد تكون هذه من بين الأسباب التي تدفع إلى إجراء تحوير في بعض الأسماء التي لها علاقة بملف التفاوض مع الصندوق.
في المقابل يرى الكحلاوي أن هناك مواقع من الصعب أن تطرأ عليها تحويرات مثل الوزارات السياسية أو الوزراء الذين لهم علاقة سياسية بالرئيس مثل وزيري الشؤون الاجتماعية والداخلية، والأمر نفسه بالنسبة لبعض الوزراء الذين لديهم انسجام مع الرئيس مثل وزير الشؤون الخارجية ووزير الدفاع الوطني.
كما اعتبر الناشط السياسي في سياق حديثه لـ "الصباح" أن بعض الوزراء الذين على رأس وزارات تقنية مثل الفلاحة من المستبعد تغييرهم والأمر نفسه بالنسبة لوزير التربية خاصة بعد مواجهته مع نقابات التعليم الأخيرة.
وقال الكحلاوي إن رئيس الدولة كان منشغلا بالحركة القضائية التي تم الإعلان عنها أول أمس وكذلك بسد الشغورات في بعض السفارات ومن المتوقع أن ينطلق قريبا في سد الشغورات على مستوى الولاة إلى جانب إمكانية الإعلان عن تحوير وزاري قريبا.
ومن جانبه طالب حراك 25 جويلية رئيس الجمهورية قيس سعيّد بإنهاء مهام وزراء لم يجدوا حلولا لمشاكل الشعب ويعطلون المسار الاجتماعي والاقتصادي للبلاد.
وكان عضو المكتب السياسي للحراك حسام بن أحمد خلال تصريحات صحفية عقب الندوة التي نظمها الحزب منذ أيام قال بأنه "على رئيس الجمهورية إجراء تحوير وزاري وفوري على رأس وزارات النقل والتجارة والفلاحة والصحة".
وتحدث عدد من قيادي حراك 25 جويلية أنه سيتم الإعلان عن تحوير وزاري كبير وليس جزئي قد يشمل 90 بالمائة من الوزراء.
ودون ذكر أي تفاصيل أو توضيح أسباب إنهاء مهام نجلاء بودن رئيسة الحكومة السابقة أعلنت رئاسة الجمهورية في غرة أوت الماضي عن تعيين أحمد الحشاني رئيسا للحكومة.