إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

الوساطة المدرسية: وسيلة لإدارة العنف وفض النزاعات أم عملية تربوية؟

 

بقلم :الدكتور منذر عافي(*)

على الرغم من أن العنف المدرسي أصبح "ظاهرة عالمية تؤثر بشكل كبير على إحدى أهم المؤسسات الأساسية للمجتمع الحديث إلى حد ما في جميع الدول تقريبًا" (لا يزال الباحثون وصناع القرار غير قادرين على فهم وشرح كيف يمكن ان تحدث حوادث إجرامية خطيرة كالقتل أو محاولات القتل في المعاهد او المدارس الاعدادية. والمعلوم ان وزارة التربية تواجه اليوم مسألة العنف المدرسي بكثير من الجدية والعمق قصد تجاوز بعض أوجه القصور، وإعادة بناء الروابط الاجتماعية داخل المؤسسات التربوية على أسس متوازنة.

ومن المهم في هذا الإطار البدء في التفكير في العنف المدرسي من منظور التلاميذ/المراهقين، الذي يركز على التلاميذ بصفتهم فاعلين اجتماعيين ويستكشف كيفية تمثلهم للعالم من حولهم. فعندما نطلب من التلاميذ تعريف العنف، فإنهم يميلون إلى استعمال تعريفنمطي ومعياري ومجرد للعنف، مثل العنف الجسدي (اللكم والصفع والجذب بقوة والتدليس والسكر والغش).أو استخدام سكين او ساطور لإيذاء الاخرين أو الاعتداء على تجهيزات المؤسسات او اتلاف وحرق معدات. لكن عندما ينطلقون في سرد التجارب الفعلية مع العنف يمكن ان يكشفوا عن مجموعة واسعة من السلوكيات، من التحرش والاعتداء الجنسيوالسلب، إلى التهديدات الكلامية والمضايقات الفايسبوكية والواتسابية والميسنجرية . تكشف "قصص العنف" هذه عن فهم أكثر تنوعًا حول تجارب التلاميذ مع العنف، والذي يمكن للمدرسين فهم دوافعه لتطوير استراتيجيات أفضل لإدارة القسم والمساهمة بالتالي في منع العنف في المدرسي الذي قد يكون في الغالب الاعم مجرد ردود فعل على الممارسات التي أشرنا اليها والتي ترتكب خارج المؤسسة التربوية لكنها اثارها السلبية تنعكس على الأجواء في القسم وعلى المناخ المدرسي والحياة المدرسية عامة. يمكن أن نركز على العنف الرمزي واللغة والنصوص الثقافية والأيديولوجية باعتبارها " الأدوات الثقافية «التي يمكن أن يكون لها تأثير سلبي على رفاهية التلاميذ وإنجازهم الأكاديمي.

برامج خصوصية

         تختلف البرامج التعليمية في تعاملها مع جمهورها المستهدف؛ فقد تم تصميم بعضها لجميع التلاميذ "النظام المدرسي " بأكمله، بينما تم تطوير البعض الآخر كبرامج خصوصية تستهدف التلاميذ "المهددين".

إن "التركيز على النمو النفسي والحسي والعاطفي يشجع أحيانا بعض المدرسين أو الأولياء على التعاطي مع عدوانية التلاميذ على أنها سلوك عابر يندرج في سياق النمو". كما تلعب المُثل الثقافية التي تحكم بقية مؤسسات المجتمع دورًا رئيسيًا في هذه البيئة أيضًا وبهذه الطريقة،قد نجد في خضم السياقات المشار اليها أرضية لفهم البيئة التي تنتج العنف المدرسي، مثل التنمر والتحرش. وفي بعض الأحيان فان الطريقة التي يتصرف بها التلاميذ العنيفون بعدوانية لأنهم منجذبون بقوة الى القوالب الجاهزة السائدة حول الفردية والقوة والصراع/المنافسة،قد تدفع التلاميذ الآخرين- الضحايا او المعتدى عليهم – الى توخي سلوك عدواني للتصدي للعنف المسلط عليهم وندخل بالتالي في دوامة العنف والعنف المضاد. وفي هذا السياق لا بد من التأكيد على أن التلاميذ الذين يتعرضون للعنف من قبل أقرانهم هم أكثر قابلية للشعور بالاكتئاب وتدني احترام الذات، او الانخراط في سلوك مماثل أي في ممارسة والعنف والتنمر بشكل استباقي للدفاع عن النفس.

لا يمكننا تجاهل معطى مهم يتمثل في أن المدارس(معاهد ومدارس اعدادية) هي شبيهة الى حد كبير  بالهياكل العائلية والحيوية، كانت دائمًا أماكن للتنشئة الاجتماعية. ومع ذلك،تعاني بعض الهياكل المدرسية، في عديد الدول من أزمة ولم تعد قادرة على لعب دورها التقليدي في التنظيم والتنشئة الاجتماعية وهذا ما يفسر ارتفاع الشعور بعدم الأمان في الوسط المدرسي.

سيكون من غير المنطقي الاعتقاد بأن الأزمة في النظام المدرسي مرتبطة فقط بمشاكل بسيطة مثل نقص الموارد البشرية او التجهيزات (المدرسين والقيمين والمباني المدرسية، وما إلى ذلك) أو حتى بالبرامج أو طرق التدريس القديمة. إن الأزمة المدرسية أعمق وهي مجرد أحد جوانب هذه الأزمة الشاملة في أنظمة التنظيم الاجتماعي في ضوء العولمة والتي تؤثر على جميع قطاعات الحياة الاجتماعية.

 لذلك يجوز القول بأن المؤسسة المدرسية ليست مجرد فضاء بسيط لاكتساب المعرفة، بل هي أيضًا مكان حيوي للتنشئة الاجتماعية، ولعل بعض وقائع العنف الأخيرة التي شهدتها بعض مؤسساتنا التربوية تشهد على الصعوبات التي تواجه الهياكل المدرسية في إدارة الازمات، لأن الأشكال التقليدية للسلطة لا تتناسب مع حل هذا النوع من الصراع. وبالفعل، فإن النظام التأديبي ينبغي أن يتم تعديله. هذا النوع من حل النزاعات يعيد إنتاج النموذج المعمول به في المجتمع، سواء كان عقابيا أو اتهاميًا. لا يتناسب مع طبيعة العلاقات المدرسية ويجب أن يقوم على تعديل السلوك وليس على نظام العقوبات.

التلميذ فاعل أساسي في الوساطة المدرسية:

في الواقع،إن الوساطة المدرسية هذه حاملة لنموذج جديد أكثر توافقية لتنظيم النزاع وادارته، وهي تستدعي الالمام الجيد بتقنيات الاتصال والتفاوض. لا تهدف الوساطة فقط إلى الاستجابة للمشاكل المباشرة التي تواجه المدارس مثل العنف والتخريب ولكنها تستجيب أيضًا لمهمة تعليمية من خلال ثقافة جديدة لفض النزاعات. في بعض الدول الأوروبية (فرنسا بلجيكا إيطاليا على سبيل المثال)، تطورت الوساطة في العديد من مجالات الحياة الاجتماعية، من الأسرة إلى الجوار، بما في ذلك الأعمال التجارية، ولكن في بلادنا، لا تزال الوساطة في مهدها في بداياتها.  فكيف نحول الوساطة الى قصة «قصة نجاح" حقيقية.

وإذا أردنا الخروج من هذه الازمة السلوكية والقيمية فإننا نحتاج وساطة تعليمية، ولذلك فإن الأهمية التي ستُعطى لتنمية المهارات النفسية والاجتماعية للتلاميذ،ستمكنهم من تقدير ذواتهم، وتُعلّمهم كيف يتواصلون ويتفاعلون مع الاخرين، ومن المهم أيضًا. التركيز على قضايا الاحترام والمواطنة والثقة بالنفس،والمناخ المدرسي.

إن تعلُّم فنون الوساطة من قبل التلاميذ يمكن ان يسمح بتسوية النزاعات والمساهمة في تحسين العلاقات الاجتماعية داخل المؤسسات التربوية. لا يتعلق الأمر فقط بإيجاد حلول للمشاكل العاجلة، ولكن أيضًا بالبحث عن طرق مبتكرة لفض النزاعات. في مسائل الوساطة المدرسية، اعتبارا الى أن الهدف المنشود ليس فقط تنظيم العلاقات الاجتماعية وتطويق الخلافات ولكن لتجاوز ما يسمى في الادبيات السوسيولوجية بأزمة المدرسة.

إن الغاية من الوساطة، هي تشجيع مشاركة أكبر للأطراف في ادارة النزاعات بطرق ودية، والتغلب على خلافاتهم على أساس التفاهم المتبادل لاحتياجاتهم ومصالحهم، في حين أن الوساطة هي جزء من عملية إدارة النزاع،أي ليست إجراءً تأديبيًا.

 على العكس من ذلك،فهي تتجلى كبديل "للنموذج التأديبي" الذي يؤدي في كثير من الاحيان إلى وصم واستبعاد التلميذ من خلال العقوبة. تختلف القدرة على الاستقلالية وفقًا للمراحل العمرية: سيكون اللجوء إلى البالغين (مدرسون/قيمون / اخصائيون نفسانيون/ مستشارون في الاعلام والتوجيه المدرسي والجامعي. الخ) أكثر تواترًا في المدرسة الإعدادية والمعهد مقارنة بالمدرسة الابتدائية.. في الواقع، غالبًا ما يُنظر إلى إشراف كهل على نشاط الوسطاء على أنه حد من استقلاليتهم، وعقبة أمام إقامة علاقة ثقة بين أطراف النزاع.

 تتطلب الوساطة توفر المهارات في الاتصال والهدوء الحيادية وحسن التقدير وحسن الاصغاء والقدرة على حفظ الاسرار (يجب أن تكون الوساطة سرية من أجل تعزيز إنشاء علاقات ثقة بين أطراف العملية).

*باحث في التربية والاتصال الرقمي

الوساطة المدرسية:  وسيلة لإدارة العنف وفض النزاعات أم عملية تربوية؟

 

بقلم :الدكتور منذر عافي(*)

على الرغم من أن العنف المدرسي أصبح "ظاهرة عالمية تؤثر بشكل كبير على إحدى أهم المؤسسات الأساسية للمجتمع الحديث إلى حد ما في جميع الدول تقريبًا" (لا يزال الباحثون وصناع القرار غير قادرين على فهم وشرح كيف يمكن ان تحدث حوادث إجرامية خطيرة كالقتل أو محاولات القتل في المعاهد او المدارس الاعدادية. والمعلوم ان وزارة التربية تواجه اليوم مسألة العنف المدرسي بكثير من الجدية والعمق قصد تجاوز بعض أوجه القصور، وإعادة بناء الروابط الاجتماعية داخل المؤسسات التربوية على أسس متوازنة.

ومن المهم في هذا الإطار البدء في التفكير في العنف المدرسي من منظور التلاميذ/المراهقين، الذي يركز على التلاميذ بصفتهم فاعلين اجتماعيين ويستكشف كيفية تمثلهم للعالم من حولهم. فعندما نطلب من التلاميذ تعريف العنف، فإنهم يميلون إلى استعمال تعريفنمطي ومعياري ومجرد للعنف، مثل العنف الجسدي (اللكم والصفع والجذب بقوة والتدليس والسكر والغش).أو استخدام سكين او ساطور لإيذاء الاخرين أو الاعتداء على تجهيزات المؤسسات او اتلاف وحرق معدات. لكن عندما ينطلقون في سرد التجارب الفعلية مع العنف يمكن ان يكشفوا عن مجموعة واسعة من السلوكيات، من التحرش والاعتداء الجنسيوالسلب، إلى التهديدات الكلامية والمضايقات الفايسبوكية والواتسابية والميسنجرية . تكشف "قصص العنف" هذه عن فهم أكثر تنوعًا حول تجارب التلاميذ مع العنف، والذي يمكن للمدرسين فهم دوافعه لتطوير استراتيجيات أفضل لإدارة القسم والمساهمة بالتالي في منع العنف في المدرسي الذي قد يكون في الغالب الاعم مجرد ردود فعل على الممارسات التي أشرنا اليها والتي ترتكب خارج المؤسسة التربوية لكنها اثارها السلبية تنعكس على الأجواء في القسم وعلى المناخ المدرسي والحياة المدرسية عامة. يمكن أن نركز على العنف الرمزي واللغة والنصوص الثقافية والأيديولوجية باعتبارها " الأدوات الثقافية «التي يمكن أن يكون لها تأثير سلبي على رفاهية التلاميذ وإنجازهم الأكاديمي.

برامج خصوصية

         تختلف البرامج التعليمية في تعاملها مع جمهورها المستهدف؛ فقد تم تصميم بعضها لجميع التلاميذ "النظام المدرسي " بأكمله، بينما تم تطوير البعض الآخر كبرامج خصوصية تستهدف التلاميذ "المهددين".

إن "التركيز على النمو النفسي والحسي والعاطفي يشجع أحيانا بعض المدرسين أو الأولياء على التعاطي مع عدوانية التلاميذ على أنها سلوك عابر يندرج في سياق النمو". كما تلعب المُثل الثقافية التي تحكم بقية مؤسسات المجتمع دورًا رئيسيًا في هذه البيئة أيضًا وبهذه الطريقة،قد نجد في خضم السياقات المشار اليها أرضية لفهم البيئة التي تنتج العنف المدرسي، مثل التنمر والتحرش. وفي بعض الأحيان فان الطريقة التي يتصرف بها التلاميذ العنيفون بعدوانية لأنهم منجذبون بقوة الى القوالب الجاهزة السائدة حول الفردية والقوة والصراع/المنافسة،قد تدفع التلاميذ الآخرين- الضحايا او المعتدى عليهم – الى توخي سلوك عدواني للتصدي للعنف المسلط عليهم وندخل بالتالي في دوامة العنف والعنف المضاد. وفي هذا السياق لا بد من التأكيد على أن التلاميذ الذين يتعرضون للعنف من قبل أقرانهم هم أكثر قابلية للشعور بالاكتئاب وتدني احترام الذات، او الانخراط في سلوك مماثل أي في ممارسة والعنف والتنمر بشكل استباقي للدفاع عن النفس.

لا يمكننا تجاهل معطى مهم يتمثل في أن المدارس(معاهد ومدارس اعدادية) هي شبيهة الى حد كبير  بالهياكل العائلية والحيوية، كانت دائمًا أماكن للتنشئة الاجتماعية. ومع ذلك،تعاني بعض الهياكل المدرسية، في عديد الدول من أزمة ولم تعد قادرة على لعب دورها التقليدي في التنظيم والتنشئة الاجتماعية وهذا ما يفسر ارتفاع الشعور بعدم الأمان في الوسط المدرسي.

سيكون من غير المنطقي الاعتقاد بأن الأزمة في النظام المدرسي مرتبطة فقط بمشاكل بسيطة مثل نقص الموارد البشرية او التجهيزات (المدرسين والقيمين والمباني المدرسية، وما إلى ذلك) أو حتى بالبرامج أو طرق التدريس القديمة. إن الأزمة المدرسية أعمق وهي مجرد أحد جوانب هذه الأزمة الشاملة في أنظمة التنظيم الاجتماعي في ضوء العولمة والتي تؤثر على جميع قطاعات الحياة الاجتماعية.

 لذلك يجوز القول بأن المؤسسة المدرسية ليست مجرد فضاء بسيط لاكتساب المعرفة، بل هي أيضًا مكان حيوي للتنشئة الاجتماعية، ولعل بعض وقائع العنف الأخيرة التي شهدتها بعض مؤسساتنا التربوية تشهد على الصعوبات التي تواجه الهياكل المدرسية في إدارة الازمات، لأن الأشكال التقليدية للسلطة لا تتناسب مع حل هذا النوع من الصراع. وبالفعل، فإن النظام التأديبي ينبغي أن يتم تعديله. هذا النوع من حل النزاعات يعيد إنتاج النموذج المعمول به في المجتمع، سواء كان عقابيا أو اتهاميًا. لا يتناسب مع طبيعة العلاقات المدرسية ويجب أن يقوم على تعديل السلوك وليس على نظام العقوبات.

التلميذ فاعل أساسي في الوساطة المدرسية:

في الواقع،إن الوساطة المدرسية هذه حاملة لنموذج جديد أكثر توافقية لتنظيم النزاع وادارته، وهي تستدعي الالمام الجيد بتقنيات الاتصال والتفاوض. لا تهدف الوساطة فقط إلى الاستجابة للمشاكل المباشرة التي تواجه المدارس مثل العنف والتخريب ولكنها تستجيب أيضًا لمهمة تعليمية من خلال ثقافة جديدة لفض النزاعات. في بعض الدول الأوروبية (فرنسا بلجيكا إيطاليا على سبيل المثال)، تطورت الوساطة في العديد من مجالات الحياة الاجتماعية، من الأسرة إلى الجوار، بما في ذلك الأعمال التجارية، ولكن في بلادنا، لا تزال الوساطة في مهدها في بداياتها.  فكيف نحول الوساطة الى قصة «قصة نجاح" حقيقية.

وإذا أردنا الخروج من هذه الازمة السلوكية والقيمية فإننا نحتاج وساطة تعليمية، ولذلك فإن الأهمية التي ستُعطى لتنمية المهارات النفسية والاجتماعية للتلاميذ،ستمكنهم من تقدير ذواتهم، وتُعلّمهم كيف يتواصلون ويتفاعلون مع الاخرين، ومن المهم أيضًا. التركيز على قضايا الاحترام والمواطنة والثقة بالنفس،والمناخ المدرسي.

إن تعلُّم فنون الوساطة من قبل التلاميذ يمكن ان يسمح بتسوية النزاعات والمساهمة في تحسين العلاقات الاجتماعية داخل المؤسسات التربوية. لا يتعلق الأمر فقط بإيجاد حلول للمشاكل العاجلة، ولكن أيضًا بالبحث عن طرق مبتكرة لفض النزاعات. في مسائل الوساطة المدرسية، اعتبارا الى أن الهدف المنشود ليس فقط تنظيم العلاقات الاجتماعية وتطويق الخلافات ولكن لتجاوز ما يسمى في الادبيات السوسيولوجية بأزمة المدرسة.

إن الغاية من الوساطة، هي تشجيع مشاركة أكبر للأطراف في ادارة النزاعات بطرق ودية، والتغلب على خلافاتهم على أساس التفاهم المتبادل لاحتياجاتهم ومصالحهم، في حين أن الوساطة هي جزء من عملية إدارة النزاع،أي ليست إجراءً تأديبيًا.

 على العكس من ذلك،فهي تتجلى كبديل "للنموذج التأديبي" الذي يؤدي في كثير من الاحيان إلى وصم واستبعاد التلميذ من خلال العقوبة. تختلف القدرة على الاستقلالية وفقًا للمراحل العمرية: سيكون اللجوء إلى البالغين (مدرسون/قيمون / اخصائيون نفسانيون/ مستشارون في الاعلام والتوجيه المدرسي والجامعي. الخ) أكثر تواترًا في المدرسة الإعدادية والمعهد مقارنة بالمدرسة الابتدائية.. في الواقع، غالبًا ما يُنظر إلى إشراف كهل على نشاط الوسطاء على أنه حد من استقلاليتهم، وعقبة أمام إقامة علاقة ثقة بين أطراف النزاع.

 تتطلب الوساطة توفر المهارات في الاتصال والهدوء الحيادية وحسن التقدير وحسن الاصغاء والقدرة على حفظ الاسرار (يجب أن تكون الوساطة سرية من أجل تعزيز إنشاء علاقات ثقة بين أطراف العملية).

*باحث في التربية والاتصال الرقمي