إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

حكاياتهم.. " جلسات عفيفية " ! ..

 

يرويها: أبوبكر الصغير

فوتت تونس فرصة تاريخية بأن تغدو عاصمة الثقافة والفكر والفن وحتى القرار السياسي عربيا، عندما تقرر في 31 مارس 1979، نقل أمانة الجامعة من مقرها في القاهرة إلى تونس، تحديدا بعد خمسة أيام من التصديق على معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، بعد أن اجتمع القادة العرب في بغداد في غياب مصر وقرروا طردها من جامعة الدول العربية .

 لم تشهد البلاد تواجدا عربيا وحضورا للنخب العربية من سياسيين وإعلاميين ومثقفين كما عاشت فترة ثمانينات القرن الماضي .

 زاد في هذا النشاط العربي خروج القيادة الفلسطينية من بيروت واستقرارها بتونس .

 متنت هذه التطورات صلات تونس بعمقها العربي.

 فتحت اغلب كبريات المؤسسات الإعلامية العربية والدولية مكاتب لها في تونس .

ليس الصحفي إلا ذلك المترجم للفضول العام . "قررت أن أصبح صحافيا"، هذا ما أعلنه ذاك القروي الفقير، الذي كان يرتدي ملابس سيئة في شبابه .

  أول عشرة جنيهات قبضها في أسبوع عمله، أنفقها في دعوة أصدقائه إلى طبق فول !.

  يقول عن هذه الحادثة: "إنها قصة أثرت في كثيرًا ". عمل في معظم الصحف اليومية اللبنانية .

 كان أول صحفي يصور صدام حسين وأقرب صديق للعقيد الراحل معمر القذافي الذي التقاه في عدة مناسبات.

   ككل صحفي، كان يحلم بامتلاك جريدته الخاصة، صحيفة تسمح له بالتعبير عن أفكاره ورؤيته للأشياء. أصبح الحلم حقيقة، سنة 1974، عندما أصدر العدد الأول من صحيفة " السفير @ اليومية، التي ارتقت لإحدى أكبر الصحف في لبنان والعالم العربي.

 زرت شخصيا بيروت عديد المرات، جمعتني لقاءات مع طلال سلمان بمكتبه حيث إدارة الصحيفة في مبنى جميل، حدّثني عن أشياء كثيرة، عن مسيرته، والتحديات التي واجهها وعشرات القضايا في المحاكم، محاولات الاغتيال وتفجير المطابع.. كلّ ذلك بسبب وحش الطائفية الذي التهم بلاد الأرز كذلك مواقفه هو شخصيا القومية التقدمية.

 كان طلال سلمان محبّا لتونس وشعبها، جمعته صداقات شخصية بعديد المثقفين التونسيين، كان مبهورا بتجربة ذلك المفكّر الإصلاحي التونسي العظيم العفيف الأخضر، وهو أول من ترجم "منيفستو" الحزب الشيوعي السوفياتي للعربية، كانت للعفيف جلسات تفكير ونقاش في احد مجالس بيروت تنتظم أسبوعيا تحضرها ابرز الشخصيات الفكرية والإعلامية والفنية اللبنانية والعربية، بل نقل لي طلال انه هو تحديدا أكثر من اثّر في تكوين القيادات الفلسطينية، أسماء كبيرة تخرجت على يديه، أصبحت اللقاءات التي ينظّمها تعرف بـ"الجلسات العفيفية" .

 رحم الله فقيد الساحة الإعلامية العربية صاحب "السفير" طلال سلمان الذي آمن بشدة بحرية التعبير، دائما يذكر أن الصحفي هو الشاهد وبالتالي لا يمكن أن يكون شاهد زور لأن هذا الموقف سيكون مخالفًا لقواعد شرف المهنة.

  موقف وكلمات بلا شكّ يجب أن تجعلنا نفكر كثيرا !

 

 

 

حكاياتهم..   " جلسات عفيفية " ! ..

 

يرويها: أبوبكر الصغير

فوتت تونس فرصة تاريخية بأن تغدو عاصمة الثقافة والفكر والفن وحتى القرار السياسي عربيا، عندما تقرر في 31 مارس 1979، نقل أمانة الجامعة من مقرها في القاهرة إلى تونس، تحديدا بعد خمسة أيام من التصديق على معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، بعد أن اجتمع القادة العرب في بغداد في غياب مصر وقرروا طردها من جامعة الدول العربية .

 لم تشهد البلاد تواجدا عربيا وحضورا للنخب العربية من سياسيين وإعلاميين ومثقفين كما عاشت فترة ثمانينات القرن الماضي .

 زاد في هذا النشاط العربي خروج القيادة الفلسطينية من بيروت واستقرارها بتونس .

 متنت هذه التطورات صلات تونس بعمقها العربي.

 فتحت اغلب كبريات المؤسسات الإعلامية العربية والدولية مكاتب لها في تونس .

ليس الصحفي إلا ذلك المترجم للفضول العام . "قررت أن أصبح صحافيا"، هذا ما أعلنه ذاك القروي الفقير، الذي كان يرتدي ملابس سيئة في شبابه .

  أول عشرة جنيهات قبضها في أسبوع عمله، أنفقها في دعوة أصدقائه إلى طبق فول !.

  يقول عن هذه الحادثة: "إنها قصة أثرت في كثيرًا ". عمل في معظم الصحف اليومية اللبنانية .

 كان أول صحفي يصور صدام حسين وأقرب صديق للعقيد الراحل معمر القذافي الذي التقاه في عدة مناسبات.

   ككل صحفي، كان يحلم بامتلاك جريدته الخاصة، صحيفة تسمح له بالتعبير عن أفكاره ورؤيته للأشياء. أصبح الحلم حقيقة، سنة 1974، عندما أصدر العدد الأول من صحيفة " السفير @ اليومية، التي ارتقت لإحدى أكبر الصحف في لبنان والعالم العربي.

 زرت شخصيا بيروت عديد المرات، جمعتني لقاءات مع طلال سلمان بمكتبه حيث إدارة الصحيفة في مبنى جميل، حدّثني عن أشياء كثيرة، عن مسيرته، والتحديات التي واجهها وعشرات القضايا في المحاكم، محاولات الاغتيال وتفجير المطابع.. كلّ ذلك بسبب وحش الطائفية الذي التهم بلاد الأرز كذلك مواقفه هو شخصيا القومية التقدمية.

 كان طلال سلمان محبّا لتونس وشعبها، جمعته صداقات شخصية بعديد المثقفين التونسيين، كان مبهورا بتجربة ذلك المفكّر الإصلاحي التونسي العظيم العفيف الأخضر، وهو أول من ترجم "منيفستو" الحزب الشيوعي السوفياتي للعربية، كانت للعفيف جلسات تفكير ونقاش في احد مجالس بيروت تنتظم أسبوعيا تحضرها ابرز الشخصيات الفكرية والإعلامية والفنية اللبنانية والعربية، بل نقل لي طلال انه هو تحديدا أكثر من اثّر في تكوين القيادات الفلسطينية، أسماء كبيرة تخرجت على يديه، أصبحت اللقاءات التي ينظّمها تعرف بـ"الجلسات العفيفية" .

 رحم الله فقيد الساحة الإعلامية العربية صاحب "السفير" طلال سلمان الذي آمن بشدة بحرية التعبير، دائما يذكر أن الصحفي هو الشاهد وبالتالي لا يمكن أن يكون شاهد زور لأن هذا الموقف سيكون مخالفًا لقواعد شرف المهنة.

  موقف وكلمات بلا شكّ يجب أن تجعلنا نفكر كثيرا !