أحمد الحشاني يحاول إثبات نفسه كرئيس حكومة ولكن بخطوات بدت منذ البداية حذرة وبعيدة عن المجازفة
تونس – الصباح
لم يكن تعيين أحمد الحشاني رئيسا للحكومة خلفا لنجلاء بودن التي أقالها رئيس الجمهورية قيس سعيد، متوقّعا من الأغلبية، حيث لم يكن الحشاني شخصية معروفة لا في الأوساط السياسية ولا الحزبية ولا حتى في المجتمع المدني أو في الميدان الاقتصادي الذي كان قريبا منه بحكم عمله السابق صلب البنك المركزي، كما لم يقم الرئيس قيس سعيد بتوضيح قرار إقالة رئيسة الحكومة السابقة نجلاء بودن وهي التي كان انسجامه معها واضحا منذ البداية، خاصة وأن في تلك الفترة التي شهدت تغييرا على رأس الحكومة ما كان مُنتظرا ومُتداولا في الكواليس هو تغيير وزاري عميق يشمل عددا كبيرا من الوزراء، فشلوا إلى حدّ الآن وبعد حوالي عامين من تعيينهم في مناصبهم الوزارية من النهوض بقطاعاتهم، ولم يقم مجلس نواب الشعب بدوره في مساءلتهم أو حتى تقييم أدائهم ..
ولكن رئيس الجمهورية الذي يقود الجهاز التنفيذي للدولة ويعيّن الحكومة ورئيسها وهي مسؤولة أمامه، اختار تغيير رئيس الحكومة ولم يذهب في خيار تحوير وزاري شامل.. واليوم يحاول أحمد الحشاني إثبات نفسه كرئيس حكومة ولكن بخطوات بدت منذ البداية حذرة وبعيدة عن المجازفة، كما اعتمد أحمد الحشاني أسلوبا مختلفا في التعامل مع الفريق الحكومي الذي لم يختره منذ البداية رغم أن لرئيس الحكومة رأيا في اختيار الفريق الحكومي على أن تكون الكلمة الفصل في تعيين الوزراء وإنهاء مهامهم لرئيس الجمهورية ..
أسلوب مختلف في إدارة الفريق ..
خلال فترة تولي نجلاء بودن مقاليد منصب رئيسة الحكومة كانت المجالس الوزارية ركنا أساسيا في التواصل مع فريقها الحكومي سواء تحت إشرافها أو تحت إشراف رئيس الجمهورية قيس سعيد الذي يعتمد في أغلب الأحيان على اجتماعات وزارية جماعية تضم أكثر من وزير ولكن ليس كل الحكومة وذلك لمناقشة ملف معيّن ويكون بحضور الوزراء المعنيين بذلك الملف ..
وكانت الاجتماعات المضيقة التي تتم بين رئيسة الحكومة ووزير بعينه، قليلة خلال فترة نجلاء بودن، ولكن اليوم يبدو أن أحمد الحشاني لا يفضل هذه الاجتماعات الثنائية مع الوزراء وهو الذي لم يشرف على مجلس وزاري بحضور كامل الفريق الحكومي كما كان متوقعا منه حتى من قبيل التعرّف عن قرب على وزرائه.. فإلى غاية اليوم، وبعد 3 أسابيع من توليه لمهامه، هناك وزراء لم يلتق بهم بشكل رسمي وعلني بل فضل استقبال وزراء بعينهم ورغم أن استقبالهم يأتي في سياق مجاراة الأحداث والتطورات، ولكن لقاءات أخرى لا تبدو الى اليوم مبررة بأسباب منطقية .
فمنذ أن تم تعيينه استقبل وزيرة التجارة وتنمية الصادرات كلثوم بن رجب وقد تناول اللقاء وقتها، حسب البلاغ الرسمي لرئاسة الحكومة، المستجدات المتعلقة بالتزوّد بمادة الخبز، خاصة وأن تعيين أحمد الحشاني أتى في سياق أزمة تزوّد حادة بمادة الخبز ..
ولكن اللقاءات الأولى والتي كانت لافتة، لقاؤه الرسمي الثاني والذي كان مع مفتي الجمهورية الشيخ هشام بن محمود، حيث لأول مرّة يلتقي رئيس حكومة، مباشرة بعد تعيينه، بمفتي الجمهورية دون أن يكون هناك حدث معين يفرض هذا اللقاء. كما التقى رئيس الحكومة السيد أحمد الحشّاني بوزيرة الماليّة السّيّدة سهام نمصية وكان محور اللقاء وضعية المالية العمومية. كما التقى رئيس الحكومة بوزير التربية محمد علي البوغديري وربيع المجيدي وزير النقل وكانت لقاءات للاطلاع على برنامج العمل بهاتين الوزارتين واستقبل رئيس الحكومة وزير الشباب والرياضة، وكانت مختلف هذه اللقاءات سواء للاطلاع على برامج عمل هؤلاء الوزراء ووضع القطاعات التي يشرفون عليها والأزمات التي تواجههم .
ومن اللافت في هذا السياق أنه لم يتلق بشكل منفرد بوزراء السيادة وكانت اللقاءات تتم تحت إشراف رئيس الجمهورية، كما أن هناك وزراء لم يستقبلهم بعد، مما جعل البعض يخمّن أن الوزراء الذين لم يقع استقبالهم الى اليوم قد يكونون على قائمة المغادرين، وهو تخمين مستبعد لأنه حسب ما يبدو فإن أغلب الوزراء ورغم الفشل الذي رافق عديدا منهم فإنهم يحظون بثقة رئيس الجمهورية ومازال يراهن عليهم لقيادة مرحلة دقيقة من تاريخ تونس اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا، وأن الرئيس ليست لديه أي نية في تحوير وزاري قريب يمكن أن يمنح هذه الحكومة جرعة الأوكسجين اللازمة لتستفيق من غفوتها .
منية العرفاوي
أحمد الحشاني يحاول إثبات نفسه كرئيس حكومة ولكن بخطوات بدت منذ البداية حذرة وبعيدة عن المجازفة
تونس – الصباح
لم يكن تعيين أحمد الحشاني رئيسا للحكومة خلفا لنجلاء بودن التي أقالها رئيس الجمهورية قيس سعيد، متوقّعا من الأغلبية، حيث لم يكن الحشاني شخصية معروفة لا في الأوساط السياسية ولا الحزبية ولا حتى في المجتمع المدني أو في الميدان الاقتصادي الذي كان قريبا منه بحكم عمله السابق صلب البنك المركزي، كما لم يقم الرئيس قيس سعيد بتوضيح قرار إقالة رئيسة الحكومة السابقة نجلاء بودن وهي التي كان انسجامه معها واضحا منذ البداية، خاصة وأن في تلك الفترة التي شهدت تغييرا على رأس الحكومة ما كان مُنتظرا ومُتداولا في الكواليس هو تغيير وزاري عميق يشمل عددا كبيرا من الوزراء، فشلوا إلى حدّ الآن وبعد حوالي عامين من تعيينهم في مناصبهم الوزارية من النهوض بقطاعاتهم، ولم يقم مجلس نواب الشعب بدوره في مساءلتهم أو حتى تقييم أدائهم ..
ولكن رئيس الجمهورية الذي يقود الجهاز التنفيذي للدولة ويعيّن الحكومة ورئيسها وهي مسؤولة أمامه، اختار تغيير رئيس الحكومة ولم يذهب في خيار تحوير وزاري شامل.. واليوم يحاول أحمد الحشاني إثبات نفسه كرئيس حكومة ولكن بخطوات بدت منذ البداية حذرة وبعيدة عن المجازفة، كما اعتمد أحمد الحشاني أسلوبا مختلفا في التعامل مع الفريق الحكومي الذي لم يختره منذ البداية رغم أن لرئيس الحكومة رأيا في اختيار الفريق الحكومي على أن تكون الكلمة الفصل في تعيين الوزراء وإنهاء مهامهم لرئيس الجمهورية ..
أسلوب مختلف في إدارة الفريق ..
خلال فترة تولي نجلاء بودن مقاليد منصب رئيسة الحكومة كانت المجالس الوزارية ركنا أساسيا في التواصل مع فريقها الحكومي سواء تحت إشرافها أو تحت إشراف رئيس الجمهورية قيس سعيد الذي يعتمد في أغلب الأحيان على اجتماعات وزارية جماعية تضم أكثر من وزير ولكن ليس كل الحكومة وذلك لمناقشة ملف معيّن ويكون بحضور الوزراء المعنيين بذلك الملف ..
وكانت الاجتماعات المضيقة التي تتم بين رئيسة الحكومة ووزير بعينه، قليلة خلال فترة نجلاء بودن، ولكن اليوم يبدو أن أحمد الحشاني لا يفضل هذه الاجتماعات الثنائية مع الوزراء وهو الذي لم يشرف على مجلس وزاري بحضور كامل الفريق الحكومي كما كان متوقعا منه حتى من قبيل التعرّف عن قرب على وزرائه.. فإلى غاية اليوم، وبعد 3 أسابيع من توليه لمهامه، هناك وزراء لم يلتق بهم بشكل رسمي وعلني بل فضل استقبال وزراء بعينهم ورغم أن استقبالهم يأتي في سياق مجاراة الأحداث والتطورات، ولكن لقاءات أخرى لا تبدو الى اليوم مبررة بأسباب منطقية .
فمنذ أن تم تعيينه استقبل وزيرة التجارة وتنمية الصادرات كلثوم بن رجب وقد تناول اللقاء وقتها، حسب البلاغ الرسمي لرئاسة الحكومة، المستجدات المتعلقة بالتزوّد بمادة الخبز، خاصة وأن تعيين أحمد الحشاني أتى في سياق أزمة تزوّد حادة بمادة الخبز ..
ولكن اللقاءات الأولى والتي كانت لافتة، لقاؤه الرسمي الثاني والذي كان مع مفتي الجمهورية الشيخ هشام بن محمود، حيث لأول مرّة يلتقي رئيس حكومة، مباشرة بعد تعيينه، بمفتي الجمهورية دون أن يكون هناك حدث معين يفرض هذا اللقاء. كما التقى رئيس الحكومة السيد أحمد الحشّاني بوزيرة الماليّة السّيّدة سهام نمصية وكان محور اللقاء وضعية المالية العمومية. كما التقى رئيس الحكومة بوزير التربية محمد علي البوغديري وربيع المجيدي وزير النقل وكانت لقاءات للاطلاع على برنامج العمل بهاتين الوزارتين واستقبل رئيس الحكومة وزير الشباب والرياضة، وكانت مختلف هذه اللقاءات سواء للاطلاع على برامج عمل هؤلاء الوزراء ووضع القطاعات التي يشرفون عليها والأزمات التي تواجههم .
ومن اللافت في هذا السياق أنه لم يتلق بشكل منفرد بوزراء السيادة وكانت اللقاءات تتم تحت إشراف رئيس الجمهورية، كما أن هناك وزراء لم يستقبلهم بعد، مما جعل البعض يخمّن أن الوزراء الذين لم يقع استقبالهم الى اليوم قد يكونون على قائمة المغادرين، وهو تخمين مستبعد لأنه حسب ما يبدو فإن أغلب الوزراء ورغم الفشل الذي رافق عديدا منهم فإنهم يحظون بثقة رئيس الجمهورية ومازال يراهن عليهم لقيادة مرحلة دقيقة من تاريخ تونس اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا، وأن الرئيس ليست لديه أي نية في تحوير وزاري قريب يمكن أن يمنح هذه الحكومة جرعة الأوكسجين اللازمة لتستفيق من غفوتها .