إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

صمت على صمت.. سنّة أم فرض؟ǃ

بقلم:مصدّق الشّريف

* كنّا ننتظر أن سياسة رئيس الحكومة الجديد ستكون رعودا متواصلة تسبق رعود الخريف والشتاء القادمين فيها رياح تبشر بحركية وديناميكية قد طال انتظارهما تنشئ سحابا ثقالا تسقي ربوع البلاد المهمشة والميتة فتنبت من كل شيء بهيج. وكانت الصدمة أن ظلت الأوضاع تراوح مكانها إن لم نقل إنّها تراكمت وتفاقمت

خرجت السيدة نجلاء بودن رئيسة الحكومة السابقة في صمت ودخل عوضا عنها السيد أحمد الحشاني في صمت. بقي إلى يوم الناس هذا، أي بعد ثلاثة أسابيع تقريبا، يلازم الصّمت المطبق...

يبدو أنّ هناك ميثاقا غليظا اُخذ لإتّباع سنّة الصمت، ولن تجد لهذا الصمت تبديلا ولن تجد لهذا صمت تحويلا. ذهب الظن ببعضهم، وما يغني الظن في شيء، بأنّ سرّا بقي في القصبة مطلسما حار جميع الناس في وصفه.

من المتعارف عليه في سير عمل الإدارة أنّ المغادِر لخطة ما يُطلع المكلّف الجديد عمّا أنجزه بدءا من أوّل يوم عمل له إلى نهاية مهمته محيطا إياه بكل كبيرة وصغيرة. ويشفع هذا اللقاء بتقرير كتابيّ مفصل. ويكتب المكلّف الجديد بالخطة بدوره تقريرا يصف فيه ما وجد عليه الأوضاع. فهل حصل ذلك مع السيدة نجلاء بودن والسيد أحمد الحشاني؟ أم هل سيطر الصمت مرّة أخرى وكان سيّد الموقف؟

لقد جاءت إقالة رئيسة الحكومة السابقة في ساعة متأخرة من اللّيل. وأول ما ذهب إليه الكثيرون أنّ الأمر كان لا يحتمل التأني بل يستدعي السّرعة والعجلة... فكنّا ننتظر أنّ حرارة الطقس التي بلغت ذروتها وبدأت في الانخفاض الملحوظ قد تركت مكانها للنشاط الساخن المحموم لرئيس الحكومة الجديد، إذ سيواجه الملفات الحارقة الساخنة بتحرك ساخن موصول غير مسبوق لا يعرف هوادة ولا تضاهيه السرعة في الطرق السيارة حتى يصل إلى الأهداف المنشودة التي ينتظرها الشعب التونسي بفارغ الصبر والتي رفعها قبل 25 جويلية 2021 وبعده.

كنّا ننتظر أن سياسة رئيس الحكومة الجديد ستكون رعودا متواصلة تسبق رعود الخريف والشتاء القادمين فيها رياح تبشر بحركية وديناميكية قد طال انتظارهما تنشئ سحابا ثقالا تسقي ربوع البلاد المهمشة والميتة فتنبت من كل شيء بهيج. وكانت الصدمة أن ظلت الأوضاع تراوح مكانها إن لم نقل إنّها تراكمت وتفاقمت.

 ربما نحن في انتظار ثورة الجياع فللصبر حدود والجوع كافر ابن كافر ابن كافر. قد علمنا ووعينا بأن لا تغيير للأوضاع إلا بثورة ديمقراطية. ولا بديل عن اقتلاع بؤر الفساد من الجذور وقلبها رأسا على عقب. ولكن في انتظار ذلك كان المؤمل أن يلتزم صاحب السلطة العليا ورأس النظام ومن بيده القرار بما رفعه من شعارات ولا يزال، لو طبقت لتنفّس التونسيات والتونسيون الصعداء وتحولت أوضاعهم من حال إلى حال.

صمت على صمت. وبين الصمت والصمت صمت يمعن فيه رئيس الحكومة والكثير من وزرائه، فهم لا ينبسون ببنت شفة ولا يحركون ساكنا. يسود الصمت في حين أن رئيس الدولة لا يفتأ يذكر ويؤكد أن المعركة متواصلة مع الزمن في سبيل التحرر الوطني والانعتاق الاجتماعي بما يكفل الحرية والكرامة لكل المواطنات والمواطنين في تونس.

لن يقابل هذا الصمت المتواصل صمت الجماهير الشعبية التي صبرت وصابرت ورابطت آملة في تحقيق ما حلمت به ذات يوم تاريخه 25 جويلية 2021...

إنه صمت على صمت ومثل شعبي لن يصمت.

 

صمت على صمت.. سنّة أم فرض؟ǃ

بقلم:مصدّق الشّريف

* كنّا ننتظر أن سياسة رئيس الحكومة الجديد ستكون رعودا متواصلة تسبق رعود الخريف والشتاء القادمين فيها رياح تبشر بحركية وديناميكية قد طال انتظارهما تنشئ سحابا ثقالا تسقي ربوع البلاد المهمشة والميتة فتنبت من كل شيء بهيج. وكانت الصدمة أن ظلت الأوضاع تراوح مكانها إن لم نقل إنّها تراكمت وتفاقمت

خرجت السيدة نجلاء بودن رئيسة الحكومة السابقة في صمت ودخل عوضا عنها السيد أحمد الحشاني في صمت. بقي إلى يوم الناس هذا، أي بعد ثلاثة أسابيع تقريبا، يلازم الصّمت المطبق...

يبدو أنّ هناك ميثاقا غليظا اُخذ لإتّباع سنّة الصمت، ولن تجد لهذا الصمت تبديلا ولن تجد لهذا صمت تحويلا. ذهب الظن ببعضهم، وما يغني الظن في شيء، بأنّ سرّا بقي في القصبة مطلسما حار جميع الناس في وصفه.

من المتعارف عليه في سير عمل الإدارة أنّ المغادِر لخطة ما يُطلع المكلّف الجديد عمّا أنجزه بدءا من أوّل يوم عمل له إلى نهاية مهمته محيطا إياه بكل كبيرة وصغيرة. ويشفع هذا اللقاء بتقرير كتابيّ مفصل. ويكتب المكلّف الجديد بالخطة بدوره تقريرا يصف فيه ما وجد عليه الأوضاع. فهل حصل ذلك مع السيدة نجلاء بودن والسيد أحمد الحشاني؟ أم هل سيطر الصمت مرّة أخرى وكان سيّد الموقف؟

لقد جاءت إقالة رئيسة الحكومة السابقة في ساعة متأخرة من اللّيل. وأول ما ذهب إليه الكثيرون أنّ الأمر كان لا يحتمل التأني بل يستدعي السّرعة والعجلة... فكنّا ننتظر أنّ حرارة الطقس التي بلغت ذروتها وبدأت في الانخفاض الملحوظ قد تركت مكانها للنشاط الساخن المحموم لرئيس الحكومة الجديد، إذ سيواجه الملفات الحارقة الساخنة بتحرك ساخن موصول غير مسبوق لا يعرف هوادة ولا تضاهيه السرعة في الطرق السيارة حتى يصل إلى الأهداف المنشودة التي ينتظرها الشعب التونسي بفارغ الصبر والتي رفعها قبل 25 جويلية 2021 وبعده.

كنّا ننتظر أن سياسة رئيس الحكومة الجديد ستكون رعودا متواصلة تسبق رعود الخريف والشتاء القادمين فيها رياح تبشر بحركية وديناميكية قد طال انتظارهما تنشئ سحابا ثقالا تسقي ربوع البلاد المهمشة والميتة فتنبت من كل شيء بهيج. وكانت الصدمة أن ظلت الأوضاع تراوح مكانها إن لم نقل إنّها تراكمت وتفاقمت.

 ربما نحن في انتظار ثورة الجياع فللصبر حدود والجوع كافر ابن كافر ابن كافر. قد علمنا ووعينا بأن لا تغيير للأوضاع إلا بثورة ديمقراطية. ولا بديل عن اقتلاع بؤر الفساد من الجذور وقلبها رأسا على عقب. ولكن في انتظار ذلك كان المؤمل أن يلتزم صاحب السلطة العليا ورأس النظام ومن بيده القرار بما رفعه من شعارات ولا يزال، لو طبقت لتنفّس التونسيات والتونسيون الصعداء وتحولت أوضاعهم من حال إلى حال.

صمت على صمت. وبين الصمت والصمت صمت يمعن فيه رئيس الحكومة والكثير من وزرائه، فهم لا ينبسون ببنت شفة ولا يحركون ساكنا. يسود الصمت في حين أن رئيس الدولة لا يفتأ يذكر ويؤكد أن المعركة متواصلة مع الزمن في سبيل التحرر الوطني والانعتاق الاجتماعي بما يكفل الحرية والكرامة لكل المواطنات والمواطنين في تونس.

لن يقابل هذا الصمت المتواصل صمت الجماهير الشعبية التي صبرت وصابرت ورابطت آملة في تحقيق ما حلمت به ذات يوم تاريخه 25 جويلية 2021...

إنه صمت على صمت ومثل شعبي لن يصمت.