إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

حكايتهم.. نحن ونحن..

 

يرويها: أبو بكر الصغير

كتب تلميذ عن أستاذه يخلد ذكراه:"علّمني الكثير، إلا أن خير ما علّمني: كيف أصوغ نصّا حرّا، بل: كيف لا أصوغ إلا نصّا حُرّا.." .

 إن لسان المرء كتاب على الأرض..

في سياق المزايدات الشعبوية، بادرت  مجموعة من النواب بالبرلمان الجديد إلى إعلان عريضة تجمع توقيعات من أجل  تمرير  قانون  تجريم كلّ أشكال التطبيع مع إسرائيل، بل هنالك من اتجه حتى إلى إعداد مسودّة  لمشروع  في هذا الاتجاه بعض فصوله تنصّ  على  عقوبات حدّ الإعدام لكلّ من هو  في موقع مسؤولية وطبّع مع "الكيان" ..

هذا مشروع قانون لم تجرؤ على طرحه حتى أكثر التنظيمات الفلسطينية تطرّفا وأكثرها رفضا لدولة إسرائيل..

  كأننا نجحنا في عملية إكمال ترتيب أمورنا، تجاوزنا كلّ مشاكلنا وتحدياتنا لنجد وقتا لطرح مثل هذه المسائل.

  ما بلغني أن خبر طرح مشروع القانون هذا، خلف حالة من الخوف والارتباك وأقلّها قلق في صفوف التونسيين من ذوي الديانة اليهودية.

 لأنّ أغلبهم لهم أقارب وأتباع في إسرائيل وهم على تواصل معهم في سياق ارتباطات ومصالح عائلية وابعد ما تكون  بعلاقة بأي مواقف أو   ميولات سياسية.

  لكن المؤسف أن هؤلاء الذين يبادرون بمثل هذه  السلوكيات الشعبوية وما أكثرهم في أيامنا هذه لا يميزون بين الانتماء الديني والسياسات، بل يجرؤون حتى على التدخل في شؤون دول شقيقة قامت بالتطبيع مع إسرائيل وهي دول سيّدة قرارات نفسها وأعلم بمصالحها وحتى حساباتها السياسية لكي يجرأ هؤلاء بوقاحة إعطاء الدروس لها، بل الأخطر وكلمة تقال إننا لم نر من هذه الدول الشقيقة تدخّلا أو رغبة وصاية على شؤوننا الداخلية كما هو حاصل معنا  اليوم مع إحدى  البلدان المجاورة لنا والتي تزايد في موضوع القضية الفلسطينية وتضغط وتساوم بان نصطفّ في موقفها  هي في حين نحن أدرى بمصالحنا.

  قد يغيب عن البعض أن الاسم القديم الأول لبلادنا تونس هو "ترشيش"  وهي مذكورة في التوراة  كما أن  تونس  هي الدولة الوحيدة في العالم التي تحتوي  على كنائس يهودية عمرها أكثر من 2500 سنة، وتضمّ  اليوم أكبر مجموعة مخطوطات تاريخية باللّغة  العبرية لا تمتلكها أي دولة أخرى  في هذا العالم، وبها النسخة الوحيدة في العالم من التوراة  المكتوبة بالرق الأزرق القيروانى  لا تقدر بثمن،  بعض المصادر  تقول بانّ بعض الصفحات  سُرقت  من هذا الكتاب  وبيعت  لمتاحف عالمية  أو  لأثرياء يهود،  للأسف كل هذا التراث  مكان خزنه  مجهول  وربما تمت سرقة جزء منه.

     إن الحضور اليهودي  بارز في النصوص التأسيسية الأولى في صدر الإسلام، سواء في الإشارات إلى "بني إسرائيل" أو إلى  "يهود" يثرب وسائر بلاد الحجاز.

    إن التراث الديني الإسلامي في مجمله يعتمد رفض التمييز بين أهل الكتاب، من يهود ومسيحيين وغيرهم، في التعامل معهم ومعاشرتهم.

    يغيب عنا التمييز بين "الصهيوني" و"الإسرائيلي" و"اليهودي"، لنتورّط في موقف عداء مجاني مع أبناء وطننا مع تونسيين دينهم اليهودية ليس لهم من ذنب إلا ارتباطهم وانتمائهم لمجموعة دينية أخرى.

  العدو الحقيقي هو مغتصب الأرض، صاحب العقيدة التوسعية التي تنكر الحقوق الوطنية للفلسطينيين وتنضح بالقناعات العنصرية.

 إن التسامح ومحبَة الآخر هما مفتاحا الحياة والحرية.

 فلن يستطيع المرء أن يعطي دون الحُب، ولن يستطيع أن يحِب دون التسامح.

حكايتهم.. نحن ونحن..

 

يرويها: أبو بكر الصغير

كتب تلميذ عن أستاذه يخلد ذكراه:"علّمني الكثير، إلا أن خير ما علّمني: كيف أصوغ نصّا حرّا، بل: كيف لا أصوغ إلا نصّا حُرّا.." .

 إن لسان المرء كتاب على الأرض..

في سياق المزايدات الشعبوية، بادرت  مجموعة من النواب بالبرلمان الجديد إلى إعلان عريضة تجمع توقيعات من أجل  تمرير  قانون  تجريم كلّ أشكال التطبيع مع إسرائيل، بل هنالك من اتجه حتى إلى إعداد مسودّة  لمشروع  في هذا الاتجاه بعض فصوله تنصّ  على  عقوبات حدّ الإعدام لكلّ من هو  في موقع مسؤولية وطبّع مع "الكيان" ..

هذا مشروع قانون لم تجرؤ على طرحه حتى أكثر التنظيمات الفلسطينية تطرّفا وأكثرها رفضا لدولة إسرائيل..

  كأننا نجحنا في عملية إكمال ترتيب أمورنا، تجاوزنا كلّ مشاكلنا وتحدياتنا لنجد وقتا لطرح مثل هذه المسائل.

  ما بلغني أن خبر طرح مشروع القانون هذا، خلف حالة من الخوف والارتباك وأقلّها قلق في صفوف التونسيين من ذوي الديانة اليهودية.

 لأنّ أغلبهم لهم أقارب وأتباع في إسرائيل وهم على تواصل معهم في سياق ارتباطات ومصالح عائلية وابعد ما تكون  بعلاقة بأي مواقف أو   ميولات سياسية.

  لكن المؤسف أن هؤلاء الذين يبادرون بمثل هذه  السلوكيات الشعبوية وما أكثرهم في أيامنا هذه لا يميزون بين الانتماء الديني والسياسات، بل يجرؤون حتى على التدخل في شؤون دول شقيقة قامت بالتطبيع مع إسرائيل وهي دول سيّدة قرارات نفسها وأعلم بمصالحها وحتى حساباتها السياسية لكي يجرأ هؤلاء بوقاحة إعطاء الدروس لها، بل الأخطر وكلمة تقال إننا لم نر من هذه الدول الشقيقة تدخّلا أو رغبة وصاية على شؤوننا الداخلية كما هو حاصل معنا  اليوم مع إحدى  البلدان المجاورة لنا والتي تزايد في موضوع القضية الفلسطينية وتضغط وتساوم بان نصطفّ في موقفها  هي في حين نحن أدرى بمصالحنا.

  قد يغيب عن البعض أن الاسم القديم الأول لبلادنا تونس هو "ترشيش"  وهي مذكورة في التوراة  كما أن  تونس  هي الدولة الوحيدة في العالم التي تحتوي  على كنائس يهودية عمرها أكثر من 2500 سنة، وتضمّ  اليوم أكبر مجموعة مخطوطات تاريخية باللّغة  العبرية لا تمتلكها أي دولة أخرى  في هذا العالم، وبها النسخة الوحيدة في العالم من التوراة  المكتوبة بالرق الأزرق القيروانى  لا تقدر بثمن،  بعض المصادر  تقول بانّ بعض الصفحات  سُرقت  من هذا الكتاب  وبيعت  لمتاحف عالمية  أو  لأثرياء يهود،  للأسف كل هذا التراث  مكان خزنه  مجهول  وربما تمت سرقة جزء منه.

     إن الحضور اليهودي  بارز في النصوص التأسيسية الأولى في صدر الإسلام، سواء في الإشارات إلى "بني إسرائيل" أو إلى  "يهود" يثرب وسائر بلاد الحجاز.

    إن التراث الديني الإسلامي في مجمله يعتمد رفض التمييز بين أهل الكتاب، من يهود ومسيحيين وغيرهم، في التعامل معهم ومعاشرتهم.

    يغيب عنا التمييز بين "الصهيوني" و"الإسرائيلي" و"اليهودي"، لنتورّط في موقف عداء مجاني مع أبناء وطننا مع تونسيين دينهم اليهودية ليس لهم من ذنب إلا ارتباطهم وانتمائهم لمجموعة دينية أخرى.

  العدو الحقيقي هو مغتصب الأرض، صاحب العقيدة التوسعية التي تنكر الحقوق الوطنية للفلسطينيين وتنضح بالقناعات العنصرية.

 إن التسامح ومحبَة الآخر هما مفتاحا الحياة والحرية.

 فلن يستطيع المرء أن يعطي دون الحُب، ولن يستطيع أن يحِب دون التسامح.

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews