إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

لا صوت يعلو فوق صوت الشغّالين التونسيّين الأحرار

بقلم:مصدّق الشّريف

*لقد فقد أحرار المنظمة الشغيلة وحرائرها الثقة فيمن يقود المنظمة منذ سنوات. وازداد الأمر سوءا بعدم الرّضا عن أداء من اُنتخبوا من أجل الحفاظ على المبادئ التي أسسها الزعيم الخالد فرحات حشاد

"إنّ التاريخ يعيد نفسه مرّتين، مرّة على شكل مأساة، ومرّة على شكل مهزلة" (ماركس).

إنّ المتابع للأوضاع داخل الاتحاد العام التونسي للشغل سواء على المستوى المركزي أو الجهوي أو المحلّي يلاحظ جليا أنها لا تبشر بخير على المستويات جميعها. وأكثر ما يبعث على القلق الصّراع الدّاخلي الذي يسيطر على أعضاء المكتب التنفيذي ومعركة خلافة الأمين العام نور الدين الطبوبي التي أضحت رحاها تدور على مرأى جلّ النقابيّين ومسامعهم. بالإضافة إلى أنّ الوهج والإشعاع اللذين كانت تتمتع بهما المنظمة منذ عقود قد ولّيا وانتهيا، إذ خبا ما كانت تتمتع به القيادات النقابية على رأس المنظمة مركزيا وجهويا ومحليا من التفاف القواعد النقابية حولها ودفاعها المستميت على هياكلها العليا والوسطى والدنيا.

لقد فقد أحرار المنظمة الشغيلة وحرائرها الثقة فيمن يقود المنظمة منذ سنوات. وازداد الأمر سوءا بعدم الرّضا عن أداء من اُنتخبوا من أجل الحفاظ على المبادئ التي أسسها الزعيم الخالد فرحات حشاد ورفاقه بعد الانقلاب على الفصل العشرين خلال مؤتمر الاتحاد العادي الوطني بمدينة صفاقس أيام 16 و17 و18 فيفري 2022. وقد حاولت الأطراف المساندة للتعدي على الفصل العشرين إيهام النقابيّين والنقابيّات أنّ أشغال المؤتمر تمّت في كنف الديمقراطية والشفافية، إلاّ أنّ ذلك لم يجد صدى لدى جميعهم. بل أصبح الكلام على شفافية الصندوق ضربا من المهزلة والمعرّة ووصمة عار على جبين كلّ من جانب الحقيقة وفكّر في الموقع وتنكّر للمبادئ وصفّق للباطل وطبّل له على حساب نضالات العاملات والعمال بالفكر والسّاعد.

إن ما تعيشه المنظمة من انكسار بسبب مغالطة القواعد والتحيّل عليها يزداد فظاعة اليوم حسب الأخبار التي تؤكد ما يدبّر للمنظمة بليل من قبل الحاكمين بأمرهم بداخلها. فالموقع عند العديد من "المسؤولين النقابيّين" هو الغاية التي تبرّر الوسائل كلّها. وما يهمّ هو فقط البقاء على رأس المنظمة ولو بالالتفاف على مطالب العمال والعاملات وإخماد أصواتهم المنادية "الاتحاد مستقلّ والقواعد هي الكلّ".

نسمع الآن أنّ طبخات تُطبخ على نيران هادئة داخل مطبخ بطحاء دار محمد علي الحامي من أجل خلط الأوراق بين أطراف نقابية قديمة وأخرى جديدة وسياسييّن من أجل إسكات الأنفاس المطالبة بإعادة تقييم الدّورتين السّابقتين للمركزية النقابية والمحلية ومحاسبة كلّ من اعتدى على قانون المنظمة وأموالها ومكتسباتها.

إنّ أطرافا من هنا وهناك همّها اليوم في هذه اللحظة الفارقة من تاريخ منظمة حشاد إخماد كل صوت يسعى إلى أن تكون المنظمة بين أيادي بناتها وأبنائها الأشاوس الذين لا يفكرون في الغنائم والنفوذ والأموال وتعيين الأقارب والأحباب في المناصب.

إنّ ما يقع التفكير فيه اليوم من أجل السّطو على منظمة حشاد وتزيين الواقع المرير الذي تعيشه وقد نخرت جسدها التعديات الصارخة المدوية لبعضهم في سبيل طمس الحقائق يبيّن جليا أن العديد من الأطراف النقابية والسياسية لم تتعظ بالتاريخ ولم تستوعب الدروس المتتالية بعد محاولات معالجة الأوضاع المتردية داخل الاتحاد والسطو على استقلاليته بطرق التلفيق والتزوير لاسيما سنة 1978 و1985.

لقد جيء بالحبيب طليبة وبخليفة عبيد وحتى بنور الدين حشاد ووقع تنصيبهم على رأس المنظمة عكس إرادة القواعد قصد إخماد غضب النقابيات والنقابيين. لكن ذلك لم يزد النقابيات والنقابيين إلاّ إصرارا على المطالبة بحقوقهم وسخطهم عن الطرق السخيفة التي تستغبيهم.

وعلى العموم، فإننا نؤكد أنّ الظل لا يستقيم ما دام العود أعوج وأنّ السياسات التي تنصّب نفسها الناطقة باسم العمال والعاملات لن تدوم مهما طال الزمان. والأهم أن نفكر في السبل الصادقة والواضحة التي تبقى وتعمر.

قال الشاعر أحمد اللّغماني في مرثيّته للرّئيس الحبيب بورقيبة:

قد يُطيحُ الإعصارُ بالدّوحةِ الفرعاءِ*** لكنْ تبقَى ترفُّ الجذُورُ.

ثُمَّ يَشَّقَّقُ الأديمُ وينْمو *** من جديدٍ دوحٌ عَتِيٌّ قديرُ.

 

 

 

 

 

 

 

لا صوت يعلو فوق صوت الشغّالين التونسيّين الأحرار

بقلم:مصدّق الشّريف

*لقد فقد أحرار المنظمة الشغيلة وحرائرها الثقة فيمن يقود المنظمة منذ سنوات. وازداد الأمر سوءا بعدم الرّضا عن أداء من اُنتخبوا من أجل الحفاظ على المبادئ التي أسسها الزعيم الخالد فرحات حشاد

"إنّ التاريخ يعيد نفسه مرّتين، مرّة على شكل مأساة، ومرّة على شكل مهزلة" (ماركس).

إنّ المتابع للأوضاع داخل الاتحاد العام التونسي للشغل سواء على المستوى المركزي أو الجهوي أو المحلّي يلاحظ جليا أنها لا تبشر بخير على المستويات جميعها. وأكثر ما يبعث على القلق الصّراع الدّاخلي الذي يسيطر على أعضاء المكتب التنفيذي ومعركة خلافة الأمين العام نور الدين الطبوبي التي أضحت رحاها تدور على مرأى جلّ النقابيّين ومسامعهم. بالإضافة إلى أنّ الوهج والإشعاع اللذين كانت تتمتع بهما المنظمة منذ عقود قد ولّيا وانتهيا، إذ خبا ما كانت تتمتع به القيادات النقابية على رأس المنظمة مركزيا وجهويا ومحليا من التفاف القواعد النقابية حولها ودفاعها المستميت على هياكلها العليا والوسطى والدنيا.

لقد فقد أحرار المنظمة الشغيلة وحرائرها الثقة فيمن يقود المنظمة منذ سنوات. وازداد الأمر سوءا بعدم الرّضا عن أداء من اُنتخبوا من أجل الحفاظ على المبادئ التي أسسها الزعيم الخالد فرحات حشاد ورفاقه بعد الانقلاب على الفصل العشرين خلال مؤتمر الاتحاد العادي الوطني بمدينة صفاقس أيام 16 و17 و18 فيفري 2022. وقد حاولت الأطراف المساندة للتعدي على الفصل العشرين إيهام النقابيّين والنقابيّات أنّ أشغال المؤتمر تمّت في كنف الديمقراطية والشفافية، إلاّ أنّ ذلك لم يجد صدى لدى جميعهم. بل أصبح الكلام على شفافية الصندوق ضربا من المهزلة والمعرّة ووصمة عار على جبين كلّ من جانب الحقيقة وفكّر في الموقع وتنكّر للمبادئ وصفّق للباطل وطبّل له على حساب نضالات العاملات والعمال بالفكر والسّاعد.

إن ما تعيشه المنظمة من انكسار بسبب مغالطة القواعد والتحيّل عليها يزداد فظاعة اليوم حسب الأخبار التي تؤكد ما يدبّر للمنظمة بليل من قبل الحاكمين بأمرهم بداخلها. فالموقع عند العديد من "المسؤولين النقابيّين" هو الغاية التي تبرّر الوسائل كلّها. وما يهمّ هو فقط البقاء على رأس المنظمة ولو بالالتفاف على مطالب العمال والعاملات وإخماد أصواتهم المنادية "الاتحاد مستقلّ والقواعد هي الكلّ".

نسمع الآن أنّ طبخات تُطبخ على نيران هادئة داخل مطبخ بطحاء دار محمد علي الحامي من أجل خلط الأوراق بين أطراف نقابية قديمة وأخرى جديدة وسياسييّن من أجل إسكات الأنفاس المطالبة بإعادة تقييم الدّورتين السّابقتين للمركزية النقابية والمحلية ومحاسبة كلّ من اعتدى على قانون المنظمة وأموالها ومكتسباتها.

إنّ أطرافا من هنا وهناك همّها اليوم في هذه اللحظة الفارقة من تاريخ منظمة حشاد إخماد كل صوت يسعى إلى أن تكون المنظمة بين أيادي بناتها وأبنائها الأشاوس الذين لا يفكرون في الغنائم والنفوذ والأموال وتعيين الأقارب والأحباب في المناصب.

إنّ ما يقع التفكير فيه اليوم من أجل السّطو على منظمة حشاد وتزيين الواقع المرير الذي تعيشه وقد نخرت جسدها التعديات الصارخة المدوية لبعضهم في سبيل طمس الحقائق يبيّن جليا أن العديد من الأطراف النقابية والسياسية لم تتعظ بالتاريخ ولم تستوعب الدروس المتتالية بعد محاولات معالجة الأوضاع المتردية داخل الاتحاد والسطو على استقلاليته بطرق التلفيق والتزوير لاسيما سنة 1978 و1985.

لقد جيء بالحبيب طليبة وبخليفة عبيد وحتى بنور الدين حشاد ووقع تنصيبهم على رأس المنظمة عكس إرادة القواعد قصد إخماد غضب النقابيات والنقابيين. لكن ذلك لم يزد النقابيات والنقابيين إلاّ إصرارا على المطالبة بحقوقهم وسخطهم عن الطرق السخيفة التي تستغبيهم.

وعلى العموم، فإننا نؤكد أنّ الظل لا يستقيم ما دام العود أعوج وأنّ السياسات التي تنصّب نفسها الناطقة باسم العمال والعاملات لن تدوم مهما طال الزمان. والأهم أن نفكر في السبل الصادقة والواضحة التي تبقى وتعمر.

قال الشاعر أحمد اللّغماني في مرثيّته للرّئيس الحبيب بورقيبة:

قد يُطيحُ الإعصارُ بالدّوحةِ الفرعاءِ*** لكنْ تبقَى ترفُّ الجذُورُ.

ثُمَّ يَشَّقَّقُ الأديمُ وينْمو *** من جديدٍ دوحٌ عَتِيٌّ قديرُ.

 

 

 

 

 

 

 

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews