إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

لن نفرط في "دار الصباح".. ولا مساس بحرية الصحافة

محمد الهاشمي بلوزة

لم تكن ليلة البارحة في "دار الصباح" عادية إذ أن إطارات الدار وموظفيها وعمالها وخاصة أولئك المسؤولين مباشرة على طباعة الجريدة بقوا ساهرين إلى مطلع الفجر يعالجون العطب الفني الذي طرأ على آلة تصوير الصفائح المعدة للطبع لكنهم لم يوفقوا في ذلك كما لم يتمكنوا من دعوة الفني ممثل الشركة المتعاقد معها على إصلاح الأعطاب الطارئة فحاولوا أن يسحبوا تلك الصفائح لدى شركة "سنيب لابراس" وهو تقليد معمول به في مثل هذه الحالات في كلا الحالتين لكن آلتهم بدورها كانت هي الأخرى معطبة وكنا قبلها بليلة استعملناها للغرض وفشلوا أيضا في إتمام المهمة لدى إحدى المطابع الخاصة، ولم يبق أمامهم إلا الخضوع إلى الأمر الواقع وعدم إصدار الطبعة الورقية لجريدتي "الصباح" و"لوطون" ليوم الثلاثاء الثامن من أوت واكتفوا بوضع النسخ الرقمية على المواقع التابعة للمؤسسة مع الاعتذار من القراء.

ولم يكن صباح هذا اليوم الذي لم تصدر فيه جرائد الدار عاديا أيضا بالنسبة لي بصفتي المسؤول المفوض فبادرت منذ حلولي بالمكتب إلى بحث سبل تجاوز الإشكال لإصدار الجرائد في صيغتها الورقية مهما كانت الإجراءات التي يتعين اتخاذها بما في ذلك بحث إمكانية شراء جهاز جديد رغم عدم توفر التمويل الضروري لذلك.

لم يكن هذا الصباح عاديا بالنسبة لي للظروف التي ذكرت أعلاه لكن لما تبع ذلك من وقائع إذ ما إن أنهيت الاجتماع المذكور حتى وصلتني مكالمة هاتفية تدعوني إلى اجتماع مهم بعد ساعة تقريبا.

لقد كانت الدعوة مفاجئة لي حتى أني لم أكن متهيئا لها فهرعت إلى إعداد أهم البيانات الخاصة بوضع المؤسسة وبالتصورات المقترحة لإخراجها من الصعوبات المالية التي تعاني منها منذ فترة.

لم أكن أتوقع تلك الدعوة في هذا اليوم بالذات خاصة وأن سيادته كان زار "دار الصباح" يوم السادس عشر من شهر جوان الماضي وأعلن أمام منتسبي المؤسسة أن لا تفويت فيها وأنه لا بد من إنقاذها ثم توالت الاجتماعات إلى أن انعقد ذلك المجلس الوزاري الذي أعلن عن عدة إجراءات منها دمج مؤسستي "دار الصباح" و"سنيب لابريس" وتوفير السيولة المالية لتمكين المؤسستين من تغطية أهم التزاماتها من أجور وورق طباعة وما يلزم ذلك من حبر وصفائح وغيرها. لكن الدعوة جاءت اليوم وكنت في الحقيقة متوترا ومتوجسا أن أرتبك أو أن لا أعبر عما يتوجب قوله في مثل هذه المناسبات ولم يمض على تفويضي لإدارة المؤسسة إلا بعض الأشهر.

هدأت قليلا عندما دخلت القصر الرئاسي وتبددت هواجسي عندما وصل السيد شكري بن نصير الرئيس المدير العام لمؤسسة "لابريس" واستنتجنا أن سبب هذه الدعوة هو ضرورة عدم صدور جرائد المؤسستين في هذا اليوم الطويل.

شكل اللقاء مع سيادة رئيس الجمهورية الأستاذ قيس سعيد مناسبة للاستفسار عن أسباب عدم صدور جرائد الدارين معبرا أنه يعد هذا اليوم يوما حزينا بسبب ذلك لأن تلك الجرائد كانت تصدر في أحلك الظروف التي مرت بها البلاد وأصعبها ولم تتوقف عن الصدور إلا في حالات نادرة وأسف لهذا العطب الفني ودعانا إلى تجاوز الإشكال في أسرع وقت.

وقد جدد بالمناسبة دعمه الذي أعلن عنه إبان الزيارة التي أداها إلى مقر الدار كما أكد أن لا تفريط فيها باعتبارها جزءا من ذاكرة الوطن وأن لا رجوع عن حرية الصحافة وأن لا تدخل في عملها ولن يكون.

لقد أتاح لنا هذا اللقاء إمكانية التعبير بكل أريحية عما تعانيه المؤسستان وإبداء الرأي في شروط الإنقاذ بل ودعانا سيادته إلى الإسراع في إنجاز ما تم إقراره مبينا من خلال استعراض بعض النصوص القانونية أن حرية النشر والصحافة في تونس قديمة وتعود إلى سنة 1884 لذلك فبلادنا سباقة في هذا المجال مثلما كانت دائما سباقة في اتخاذ العديد من الإجراءات التي ترفع القيود عن الكتاب والنشر وتمنح الامتيازات لهذه القطاعات وتشجع على الإبداع والمبادرة.

تبددت كل مخاوفي وحلت عقدة من لساني عندما تدرج الحديث إلى الوطن وإلى سيادة البلاد التي تكالبت العديد من الجهات الداخلية والخارجية على الاستهانة بها وعندما تأكد العزم على حماية هذه السيادة وعلى العمل الدؤوب على أن تتجاوز المصاعب الظرفية.

شكرا سيدي الرئيس على دعمكم المتواصل لـ"دار الصباح" وعلى إعلائكم من شأن الحرية، حرية الصحافة وحرية التعبير.

لن نفرط في "دار الصباح".. ولا مساس بحرية الصحافة

محمد الهاشمي بلوزة

لم تكن ليلة البارحة في "دار الصباح" عادية إذ أن إطارات الدار وموظفيها وعمالها وخاصة أولئك المسؤولين مباشرة على طباعة الجريدة بقوا ساهرين إلى مطلع الفجر يعالجون العطب الفني الذي طرأ على آلة تصوير الصفائح المعدة للطبع لكنهم لم يوفقوا في ذلك كما لم يتمكنوا من دعوة الفني ممثل الشركة المتعاقد معها على إصلاح الأعطاب الطارئة فحاولوا أن يسحبوا تلك الصفائح لدى شركة "سنيب لابراس" وهو تقليد معمول به في مثل هذه الحالات في كلا الحالتين لكن آلتهم بدورها كانت هي الأخرى معطبة وكنا قبلها بليلة استعملناها للغرض وفشلوا أيضا في إتمام المهمة لدى إحدى المطابع الخاصة، ولم يبق أمامهم إلا الخضوع إلى الأمر الواقع وعدم إصدار الطبعة الورقية لجريدتي "الصباح" و"لوطون" ليوم الثلاثاء الثامن من أوت واكتفوا بوضع النسخ الرقمية على المواقع التابعة للمؤسسة مع الاعتذار من القراء.

ولم يكن صباح هذا اليوم الذي لم تصدر فيه جرائد الدار عاديا أيضا بالنسبة لي بصفتي المسؤول المفوض فبادرت منذ حلولي بالمكتب إلى بحث سبل تجاوز الإشكال لإصدار الجرائد في صيغتها الورقية مهما كانت الإجراءات التي يتعين اتخاذها بما في ذلك بحث إمكانية شراء جهاز جديد رغم عدم توفر التمويل الضروري لذلك.

لم يكن هذا الصباح عاديا بالنسبة لي للظروف التي ذكرت أعلاه لكن لما تبع ذلك من وقائع إذ ما إن أنهيت الاجتماع المذكور حتى وصلتني مكالمة هاتفية تدعوني إلى اجتماع مهم بعد ساعة تقريبا.

لقد كانت الدعوة مفاجئة لي حتى أني لم أكن متهيئا لها فهرعت إلى إعداد أهم البيانات الخاصة بوضع المؤسسة وبالتصورات المقترحة لإخراجها من الصعوبات المالية التي تعاني منها منذ فترة.

لم أكن أتوقع تلك الدعوة في هذا اليوم بالذات خاصة وأن سيادته كان زار "دار الصباح" يوم السادس عشر من شهر جوان الماضي وأعلن أمام منتسبي المؤسسة أن لا تفويت فيها وأنه لا بد من إنقاذها ثم توالت الاجتماعات إلى أن انعقد ذلك المجلس الوزاري الذي أعلن عن عدة إجراءات منها دمج مؤسستي "دار الصباح" و"سنيب لابريس" وتوفير السيولة المالية لتمكين المؤسستين من تغطية أهم التزاماتها من أجور وورق طباعة وما يلزم ذلك من حبر وصفائح وغيرها. لكن الدعوة جاءت اليوم وكنت في الحقيقة متوترا ومتوجسا أن أرتبك أو أن لا أعبر عما يتوجب قوله في مثل هذه المناسبات ولم يمض على تفويضي لإدارة المؤسسة إلا بعض الأشهر.

هدأت قليلا عندما دخلت القصر الرئاسي وتبددت هواجسي عندما وصل السيد شكري بن نصير الرئيس المدير العام لمؤسسة "لابريس" واستنتجنا أن سبب هذه الدعوة هو ضرورة عدم صدور جرائد المؤسستين في هذا اليوم الطويل.

شكل اللقاء مع سيادة رئيس الجمهورية الأستاذ قيس سعيد مناسبة للاستفسار عن أسباب عدم صدور جرائد الدارين معبرا أنه يعد هذا اليوم يوما حزينا بسبب ذلك لأن تلك الجرائد كانت تصدر في أحلك الظروف التي مرت بها البلاد وأصعبها ولم تتوقف عن الصدور إلا في حالات نادرة وأسف لهذا العطب الفني ودعانا إلى تجاوز الإشكال في أسرع وقت.

وقد جدد بالمناسبة دعمه الذي أعلن عنه إبان الزيارة التي أداها إلى مقر الدار كما أكد أن لا تفريط فيها باعتبارها جزءا من ذاكرة الوطن وأن لا رجوع عن حرية الصحافة وأن لا تدخل في عملها ولن يكون.

لقد أتاح لنا هذا اللقاء إمكانية التعبير بكل أريحية عما تعانيه المؤسستان وإبداء الرأي في شروط الإنقاذ بل ودعانا سيادته إلى الإسراع في إنجاز ما تم إقراره مبينا من خلال استعراض بعض النصوص القانونية أن حرية النشر والصحافة في تونس قديمة وتعود إلى سنة 1884 لذلك فبلادنا سباقة في هذا المجال مثلما كانت دائما سباقة في اتخاذ العديد من الإجراءات التي ترفع القيود عن الكتاب والنشر وتمنح الامتيازات لهذه القطاعات وتشجع على الإبداع والمبادرة.

تبددت كل مخاوفي وحلت عقدة من لساني عندما تدرج الحديث إلى الوطن وإلى سيادة البلاد التي تكالبت العديد من الجهات الداخلية والخارجية على الاستهانة بها وعندما تأكد العزم على حماية هذه السيادة وعلى العمل الدؤوب على أن تتجاوز المصاعب الظرفية.

شكرا سيدي الرئيس على دعمكم المتواصل لـ"دار الصباح" وعلى إعلائكم من شأن الحرية، حرية الصحافة وحرية التعبير.

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews