إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

تونس تكسب رهان السياحة ..

 

تونس- الصباح

سجلت إيرادات قطاع السياحة ارتفاعا بأكثر من 55% مع موفى شهر جويلية من هذا العام لتبلغ 3.824 مليار دينار، مقابل 2.500 مليار دينار في الفترة نفسها من عام 2022، مع تسجيل توافد أكثر من 5 ملايين سائح موفى الشهر الماضي، وهذه المؤشرات تقترب من مؤشرات سنة 2019 السنة المرجعية التي حققت فيها تونس إيرادات قياسية في القطاع السياحي.

وتتوقع السلطات هذا العام توافدا هو الأكبر للسياح على البلاد منذ عام 2019 الذي حقق رقما غير مسبوق بدخول حوالي 9.3 ملايين سائح، قبل أن يتقلص عدد الوافدين في السنوات الأخيرة بسبب تفشي جائحة كورونا. وأظهرت أرقام البنك المركزي التونسي، أمس، أن إيرادات السياحة التونسية ارتفعت بأكثر من 55% موفى جويلية 2023 لتقترب من حاجز 4 مليار دينار.

ويعول الاقتصاد التونسي على قطاع السياحة بشكل كبير، إذ يعاني اقتصاد البلاد من أزمة سيولة في وقت تسعى في السلطات التونسية إلى الحصول على تمويل خارجي، لا سيما بعد التراجع عن مساعدة صندوق النقد الدولي للحصول على تمويل بنحو 1.9 مليار دولار لدعم الاقتصاد الذي يواجه ازمة ظرفية من حين الى آخر نتيجة تراجع السيولة المالية ، وتزامن ذلك مع مواعيد خلاص ديون خارجية.

وباتت السياحة في تونس من أهم موارد الدولة من العملة الصعبة وهي قطاع حيوي وتمثل 14٪ من الناتج المحلي الإجمالي لتونس، وتتوقع السلطات لهذا العام زيارة نحو 8.5 مليون سائح ، أي حوالي 90٪ من حوالي 9.4 مليون زاروا البلاد في 2019، قبل فترة الجائحة ، مع تسجيل قفزة كبيرة من حيث الإيرادات لتبلغ 6.4 مليار دينار.

مؤشرات جيدة

وحسب ما أعلن عنه مسؤولو السياحة في تونس في وقت سابق لـ"الصباح"، فإن المؤشرات تدل على موسم جيد مع زيادة في عدد الحجوزات، بعد معاناة سوق السياحة من مخلفات الأزمة الصحية، حيث ارتفعت مداخيل القطاع إلى حدود جويلية من العام 2022، إلى 1.9 مليار دينار وفق بيانات البنك المركزي، بتطور قدره 55%، مقارنة مع سنة 2021 ، وبانخفاض قيمته 60% مقارنة بالعام 2019.

وسجلت تونس خلال سنة 2005 ، أكثر من 6.4 ملايين سائح لأول مرة بتاريخ البلاد، بعد ركود دام ثلاثة أعوام، وبلغ أعلى معدل شهدته البلاد خلال سنة 2019، حيث زار البلاد نحو 9 ملايين سائح مع مداخيل فاقت 5 مليار دينار، الأمر الذي جعل منها سنة مرجعية للمؤشرات السياحية، علما وان السياحة تعد أول مساهم لجلب العملة الصعبة لتونس، وأول مشغل بعد القطاع الزراعي، حيث توفر قرابة 400 ألف فرصة عمل بشكل مباشر وغير مباشر ، وغطت 75% من العجز التجاري لتونس عام 2005.

ارتفاع أعداد الوافدين

وأظهرت الأرقام أن تونس استقبلت في الفترة الفاصلة بين جانفي وجويلية الماضيين أكثر من 3 ملايين سائح بزيادة قدرها 104 في المائة بمقارنة سنوية، واحتلت السوق الليبية الصدارة بزيارة أكثر من 815 ألف سائح، وحل الفرنسيون بالمرتبة الثانية ب 302 ألف سائح، ثم الألمان بنحو 57 ألف سائح، كما تم تسجيل توافد 54 ألف سائح جزائري خلال، رغم إغلاق الحدود البرية بين البلدين في تلك الفترة.

كما تم تسجيل عودة نشاط أغلب وحدات الإيواء السياحي والوحدات الفندقية بطاقة استيعاب بلغت 167 ألف سرير أي أقلّ بـ 3 آلاف سرير مقارنة بـ2019، في حين سجّلت الليالي المقضاة تراجعا بنسبة 48% مقارنة بـ 2019 لكن العائدات المالية لم تتراجع سوى بنسبة 33 % ويعود ذلك لتحسن إنفاق السياح.

وشهد شهر أوت الماضي تدفقا كبيرا من السياح الجزائريين، حيث ارتفعت الحجوزات المسجلة منذ فتح الحدود ، ويعتبر السياح الجزائريون من أكثر الجنسيات إنفاقا من بين السياح الذين يأتون إلى تونس، والكثير منهم هم من الجالية الجزائرية المقيمة في أوروبا التي تأتي من فرنسا وإيطاليا وإسبانيا وتنفق بعملة الأورو.

جربة أفضل الوجهات السياحية

وفي 2022 زار تونس 6.4 مليون سائح مع عائدات بقيمة 4.2 مليار دينار تونسي. وتأمل تونس خلال سنة 2023 استعادة المعدلات العادية للقطاع لفترة ما قبل جائحة كورونا في 2019 والذي شهد توافد أكثر من تسعة ملايين سائح على البلاد، علما وان التقديرات الأولية الصادرة عن عدد من مسؤولي القطاع، لا تستبعد تحقيق أرقام قياسية في مداخيل السياحة لهذه السنة ، خصوصا بعد عودة حركة السفر العالمية وخروج الاقتصاد العالمي تدريجيا من فترة الركود التي خلفتها جائحة كورونا.

وتجدر الإشارة إلى أن الإيرادات شهدت تسجيل مليار دينار خلال الأشهر الثلاثة (جانفي، فيفري، مارس)، وهي فترات أضعف وأقل انخفاضا في موسم النشاط السياحي، وبالنظر إلى الآفاق الجيدة لهذا العام من حيث توافد السياح خلال الأشهر الأولى من العام الجاري، فمن المحتمل للغاية ، بل وحتى المؤكد، أن تتجاوز هذه الإيرادات بحلول 31 ديسمبر 2023، حاجز 6.5 مليار دينار. متجاوزة بذلك معدل عام 2019 ، والبالغ 5628.4 مليون دينار ، أي بزيادة مقدرة بنحو 15٪.

وكان وزير السياحة محمد المعز بلحسين، قد أكد في تصريح صحفي على هامش زيارة غير معلنة لولاية المنستير لتفقد بعض المؤسسات السياحية أنّه تم تجاوز أرقام سنة 2019 من خلال تسجيل تطوّر بنسبة 28 في المائة مقارنة بسنة 2019، مشيرا الى أن البلاد التونسية سجلت توافد أكثر من 5 ملايين سائح إلى غاية موفي جويلية 2023، وهناك زيادة بقرابة 70 في المائة مقارنة بنفس الفترة من السنة الفارطة وهي أرقام تقارب تلك المسجلة في سنة 2019.

وسجلت الوجهة السياحية جربة-جرجيس مؤشرات سياحية هامة خلال السداسي الأول من هذه السنة الحالية، حيث تصدرت المرتبة الأولى وطنيا في عدد الليالي المقضاة بمليونين و300 ألف ليلة، ما يمثل 29 بالمائة من العدد الجملي لليالي المقضاة على المستوى الوطني، ومحققة زيادة بأكثر من 45 بالمائة مقارنة بنفس الفترة من العام المنقضي.

وحقق عدد الوافدين زيادة بأكثر من 25 بالمائة مقارنة بالسداسي الأول من سنة 2022 حيث استقبلت المنطقة السياحية جربة جرجيس 440 ألف سائح في السداسي الأول من هذه السنة ما يجعلها تقترب من نتائج السنة المرجعية 2019 بأكثر من 91 بالمائة، وتجاوزت 11 بالمائة الأهداف المرسومة لوزارة السياحة في بلوغ نسبة 80 بالمائة بهذه الجهة.

وتمثل السوق الفرنسية أبرز أسواق هذه الوجهة بعدد وافدين بلغ 118 ألف سائح، ثم السوق الداخلية بأكثر من 92 ألف زائر، والسوق الليبية بأكثر من 91 ألف سائح، ثم السوق الألمانية بقرابة 38 ألف سائح، بالإضافة الى السوق البولونية والتشيكية.

وبلغ العدد الجملي للسياح الوافدين على تونس إلى حدود 20 جويلية 2023، 4.590 مليون سائح بارتفاع بنسبة 4.7 بالمائة مقارنة بالفترة نفسها من سنة 2022 وارتفاع بنسبة 0.7 بالمائة مقارنة مع السنة المرجعية 2019.

أما عدد الليالي المقضاة في مختلف ولايات الجمهورية فبلغ إلى حدود 10 جويلية 2023، 9.2 مليون ليلة سياحية بارتفاع بنسبة 47.7 بالمائة مقارنة بالفترة ذاتها من سنة 2022 وتقلص بنسبة 23 بالمائة مقارنة بالسنة المرجعية 2019 لغياب السوق الروسية.

 سفيان المهداوي

تونس تكسب رهان السياحة  ..

 

تونس- الصباح

سجلت إيرادات قطاع السياحة ارتفاعا بأكثر من 55% مع موفى شهر جويلية من هذا العام لتبلغ 3.824 مليار دينار، مقابل 2.500 مليار دينار في الفترة نفسها من عام 2022، مع تسجيل توافد أكثر من 5 ملايين سائح موفى الشهر الماضي، وهذه المؤشرات تقترب من مؤشرات سنة 2019 السنة المرجعية التي حققت فيها تونس إيرادات قياسية في القطاع السياحي.

وتتوقع السلطات هذا العام توافدا هو الأكبر للسياح على البلاد منذ عام 2019 الذي حقق رقما غير مسبوق بدخول حوالي 9.3 ملايين سائح، قبل أن يتقلص عدد الوافدين في السنوات الأخيرة بسبب تفشي جائحة كورونا. وأظهرت أرقام البنك المركزي التونسي، أمس، أن إيرادات السياحة التونسية ارتفعت بأكثر من 55% موفى جويلية 2023 لتقترب من حاجز 4 مليار دينار.

ويعول الاقتصاد التونسي على قطاع السياحة بشكل كبير، إذ يعاني اقتصاد البلاد من أزمة سيولة في وقت تسعى في السلطات التونسية إلى الحصول على تمويل خارجي، لا سيما بعد التراجع عن مساعدة صندوق النقد الدولي للحصول على تمويل بنحو 1.9 مليار دولار لدعم الاقتصاد الذي يواجه ازمة ظرفية من حين الى آخر نتيجة تراجع السيولة المالية ، وتزامن ذلك مع مواعيد خلاص ديون خارجية.

وباتت السياحة في تونس من أهم موارد الدولة من العملة الصعبة وهي قطاع حيوي وتمثل 14٪ من الناتج المحلي الإجمالي لتونس، وتتوقع السلطات لهذا العام زيارة نحو 8.5 مليون سائح ، أي حوالي 90٪ من حوالي 9.4 مليون زاروا البلاد في 2019، قبل فترة الجائحة ، مع تسجيل قفزة كبيرة من حيث الإيرادات لتبلغ 6.4 مليار دينار.

مؤشرات جيدة

وحسب ما أعلن عنه مسؤولو السياحة في تونس في وقت سابق لـ"الصباح"، فإن المؤشرات تدل على موسم جيد مع زيادة في عدد الحجوزات، بعد معاناة سوق السياحة من مخلفات الأزمة الصحية، حيث ارتفعت مداخيل القطاع إلى حدود جويلية من العام 2022، إلى 1.9 مليار دينار وفق بيانات البنك المركزي، بتطور قدره 55%، مقارنة مع سنة 2021 ، وبانخفاض قيمته 60% مقارنة بالعام 2019.

وسجلت تونس خلال سنة 2005 ، أكثر من 6.4 ملايين سائح لأول مرة بتاريخ البلاد، بعد ركود دام ثلاثة أعوام، وبلغ أعلى معدل شهدته البلاد خلال سنة 2019، حيث زار البلاد نحو 9 ملايين سائح مع مداخيل فاقت 5 مليار دينار، الأمر الذي جعل منها سنة مرجعية للمؤشرات السياحية، علما وان السياحة تعد أول مساهم لجلب العملة الصعبة لتونس، وأول مشغل بعد القطاع الزراعي، حيث توفر قرابة 400 ألف فرصة عمل بشكل مباشر وغير مباشر ، وغطت 75% من العجز التجاري لتونس عام 2005.

ارتفاع أعداد الوافدين

وأظهرت الأرقام أن تونس استقبلت في الفترة الفاصلة بين جانفي وجويلية الماضيين أكثر من 3 ملايين سائح بزيادة قدرها 104 في المائة بمقارنة سنوية، واحتلت السوق الليبية الصدارة بزيارة أكثر من 815 ألف سائح، وحل الفرنسيون بالمرتبة الثانية ب 302 ألف سائح، ثم الألمان بنحو 57 ألف سائح، كما تم تسجيل توافد 54 ألف سائح جزائري خلال، رغم إغلاق الحدود البرية بين البلدين في تلك الفترة.

كما تم تسجيل عودة نشاط أغلب وحدات الإيواء السياحي والوحدات الفندقية بطاقة استيعاب بلغت 167 ألف سرير أي أقلّ بـ 3 آلاف سرير مقارنة بـ2019، في حين سجّلت الليالي المقضاة تراجعا بنسبة 48% مقارنة بـ 2019 لكن العائدات المالية لم تتراجع سوى بنسبة 33 % ويعود ذلك لتحسن إنفاق السياح.

وشهد شهر أوت الماضي تدفقا كبيرا من السياح الجزائريين، حيث ارتفعت الحجوزات المسجلة منذ فتح الحدود ، ويعتبر السياح الجزائريون من أكثر الجنسيات إنفاقا من بين السياح الذين يأتون إلى تونس، والكثير منهم هم من الجالية الجزائرية المقيمة في أوروبا التي تأتي من فرنسا وإيطاليا وإسبانيا وتنفق بعملة الأورو.

جربة أفضل الوجهات السياحية

وفي 2022 زار تونس 6.4 مليون سائح مع عائدات بقيمة 4.2 مليار دينار تونسي. وتأمل تونس خلال سنة 2023 استعادة المعدلات العادية للقطاع لفترة ما قبل جائحة كورونا في 2019 والذي شهد توافد أكثر من تسعة ملايين سائح على البلاد، علما وان التقديرات الأولية الصادرة عن عدد من مسؤولي القطاع، لا تستبعد تحقيق أرقام قياسية في مداخيل السياحة لهذه السنة ، خصوصا بعد عودة حركة السفر العالمية وخروج الاقتصاد العالمي تدريجيا من فترة الركود التي خلفتها جائحة كورونا.

وتجدر الإشارة إلى أن الإيرادات شهدت تسجيل مليار دينار خلال الأشهر الثلاثة (جانفي، فيفري، مارس)، وهي فترات أضعف وأقل انخفاضا في موسم النشاط السياحي، وبالنظر إلى الآفاق الجيدة لهذا العام من حيث توافد السياح خلال الأشهر الأولى من العام الجاري، فمن المحتمل للغاية ، بل وحتى المؤكد، أن تتجاوز هذه الإيرادات بحلول 31 ديسمبر 2023، حاجز 6.5 مليار دينار. متجاوزة بذلك معدل عام 2019 ، والبالغ 5628.4 مليون دينار ، أي بزيادة مقدرة بنحو 15٪.

وكان وزير السياحة محمد المعز بلحسين، قد أكد في تصريح صحفي على هامش زيارة غير معلنة لولاية المنستير لتفقد بعض المؤسسات السياحية أنّه تم تجاوز أرقام سنة 2019 من خلال تسجيل تطوّر بنسبة 28 في المائة مقارنة بسنة 2019، مشيرا الى أن البلاد التونسية سجلت توافد أكثر من 5 ملايين سائح إلى غاية موفي جويلية 2023، وهناك زيادة بقرابة 70 في المائة مقارنة بنفس الفترة من السنة الفارطة وهي أرقام تقارب تلك المسجلة في سنة 2019.

وسجلت الوجهة السياحية جربة-جرجيس مؤشرات سياحية هامة خلال السداسي الأول من هذه السنة الحالية، حيث تصدرت المرتبة الأولى وطنيا في عدد الليالي المقضاة بمليونين و300 ألف ليلة، ما يمثل 29 بالمائة من العدد الجملي لليالي المقضاة على المستوى الوطني، ومحققة زيادة بأكثر من 45 بالمائة مقارنة بنفس الفترة من العام المنقضي.

وحقق عدد الوافدين زيادة بأكثر من 25 بالمائة مقارنة بالسداسي الأول من سنة 2022 حيث استقبلت المنطقة السياحية جربة جرجيس 440 ألف سائح في السداسي الأول من هذه السنة ما يجعلها تقترب من نتائج السنة المرجعية 2019 بأكثر من 91 بالمائة، وتجاوزت 11 بالمائة الأهداف المرسومة لوزارة السياحة في بلوغ نسبة 80 بالمائة بهذه الجهة.

وتمثل السوق الفرنسية أبرز أسواق هذه الوجهة بعدد وافدين بلغ 118 ألف سائح، ثم السوق الداخلية بأكثر من 92 ألف زائر، والسوق الليبية بأكثر من 91 ألف سائح، ثم السوق الألمانية بقرابة 38 ألف سائح، بالإضافة الى السوق البولونية والتشيكية.

وبلغ العدد الجملي للسياح الوافدين على تونس إلى حدود 20 جويلية 2023، 4.590 مليون سائح بارتفاع بنسبة 4.7 بالمائة مقارنة بالفترة نفسها من سنة 2022 وارتفاع بنسبة 0.7 بالمائة مقارنة مع السنة المرجعية 2019.

أما عدد الليالي المقضاة في مختلف ولايات الجمهورية فبلغ إلى حدود 10 جويلية 2023، 9.2 مليون ليلة سياحية بارتفاع بنسبة 47.7 بالمائة مقارنة بالفترة ذاتها من سنة 2022 وتقلص بنسبة 23 بالمائة مقارنة بالسنة المرجعية 2019 لغياب السوق الروسية.

 سفيان المهداوي

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews