إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

عدد مكيفات التبريد تضاعف 10 مرات.. فواتير كهرباء "منتفخة".. ودعوة إلى تغيير طرق احتساب الاستهلاك

 

تونس-الصباح

سجل شهر جويلية الماضي موجة حر غير مسبوقة، تجاوزت خلاله درجات الحرارة المعدلات العادية للشهر بأكثر من 12 درجة. وهو ما دفع التونسيين والتونسيات الى استعمال مكثف لمكيفات التبريد. وتفيد جملة من الشهادات التي جمعتها "الصباح" أن العائلات التونسية قد وصل استعمالها للمكيفات الى الـ12 ساعة متواصلة.

وكشفت حفيظة عباسي ربة بيت عن قلقها من فاتورة الكهرباء التي ينتظر أن تصل خلال الأيام القادمة على الأغلب (كل شهرين). فالأيام الماضية تم استعمال المكيفات الثلاث في منزلها وخاصة خلال الليالي التي تم فيها تسجيل حرارة تصل الى 36 درجة.

في نفس الوقت بين رستم فالح أن استعمالاته كانت متقطعة للمكيف لكنه يمتد على كامل اليوم تقريبا. ورغم انه كان يعدل درجة مكيفه على أكثر من 26 درجة كما تنص نصائح إرشاد المستهلك، فهو ينتظر فاتورة كهرباء مضاعفة هذا الشهر مع الاستهلاك المتزايد للكهرباء.

ويفيد استبيان حول استخدام الطاقة بالمنازل للشركة التونسية لتوزيع الكهرباء والغاز، أن عدد مكيفات التبريد في تونس تضاعف بـ10 مرات في الفترة بين 2009 و2019، حيث كان عدد المكيفات في حدود 234 ألفاً ليرتفع إلى مليون و681 ألف مكيف في سنة 2019.

وأظهرت نتائج الاستبيان الدوري الذي تعده شركة الكهرباء والغاز كل خمس سنوات، أن نسبة تجهيز الأسر التونسية بمكيفات التبريد ارتفعت من 48 % في 2020 إلى حوالي 51 % سنة 2022. وبين نفس الاستبيان عن استعمال مكثف للمكيفات في المناطق الحدودية للبلاد ومدن الجنوب التونسي أين بلغت القدرة المركزة حسب المتر المربع الواحد من المكيفات 10 أمتار مربعة، مقابل 7 أمتار مربعة في بقية أنحاء البلاد. وكشف الاستبيان أن حوالي 36 % من مكيفات التبريد في تونس التي تم تركيزها في القطاع المنزلي خلال السنوات الثلاث الأخيرة كانت غير مطابقة للمواصفات الحكومية.

ويقر لطفي الرياحي رئيس منظمة إرشاد المستهلك، بظهور تحولات عميقة في نسق استعمال التونسيين للكهرباء ولتجهيزات التكييف والكهرو -منزلية، وبين أن استعمال المكيفات قد تطور بنحو المرتين.

وأفاد في نفس التصريح أن فترات استعمال المكيفات يقترب خلال ذروة الحر الى ما يزيد على 22 ساعة يومياً، وهو ما فرض ضغوطاً مالية كبيرة على المواطنين.

وأوضح الرياحي أن شركة الكهرباء والغاز، تعتمد على نظام استهلاكي مبني على التدرج، حيث يُحتسَب سعر الكهرباء حسب درجات تحدد قيمتها بنظام تصاعدي. ويتحمل طبقا لهذا النظام المواطن التونسي ثقل قيمة الفواتير التي لا تعكس في الكثير من الأحيان القيمة الحقيقية للاستهلاك بقدر ما تتقيد بحدود النظام التصاعدي.

وشدد الرياحي على ضرورة تغيير نسب الاحتساب، وذلك حسب كمية الكهرباء المستهلكة فعلياً، وهو ما يمكّن من تخفيف أعباء الفواتير على المواطنين. وطالب رئيس منظمة إرشاد المستهلك، السلطات التونسية أن تأخذ بعين الاعتبار تبعات التحولات المناخية على حياة المواطنين واستهلاكهم للطاقة عبر إعادة هيكلة فواتير الكهرباء وتغيير طرق احتساب الاستهلاك.

وسجل الطلب على الكهرباء ذروة قياسية جديدة يوم الخميس 20 جويلية بلغت 4825 على الساعة منصف النهار. واضطرت الشركة التونسية للكهرباء والغاز أمام الارتفاع الكبير للاستهلاك إلى اللجوء إلى القطع الدوري للتيّار عن بعض المناطق بغرض تخفيف الأحمال على الشبكة وتفادي انقطاعات كبرى في الكهرباء. ويعود ارتفاع استهلاك الكهرباء إلى الاستعمال المفرط للمكيّفات من قبل الحرفاء بهدف مجابهة ‎موجة الحر، غير المسبوقة، التي تشهدها البلاد.‎

ريم سوودي

عدد مكيفات التبريد تضاعف 10 مرات..  فواتير كهرباء "منتفخة".. ودعوة إلى تغيير طرق احتساب الاستهلاك

 

تونس-الصباح

سجل شهر جويلية الماضي موجة حر غير مسبوقة، تجاوزت خلاله درجات الحرارة المعدلات العادية للشهر بأكثر من 12 درجة. وهو ما دفع التونسيين والتونسيات الى استعمال مكثف لمكيفات التبريد. وتفيد جملة من الشهادات التي جمعتها "الصباح" أن العائلات التونسية قد وصل استعمالها للمكيفات الى الـ12 ساعة متواصلة.

وكشفت حفيظة عباسي ربة بيت عن قلقها من فاتورة الكهرباء التي ينتظر أن تصل خلال الأيام القادمة على الأغلب (كل شهرين). فالأيام الماضية تم استعمال المكيفات الثلاث في منزلها وخاصة خلال الليالي التي تم فيها تسجيل حرارة تصل الى 36 درجة.

في نفس الوقت بين رستم فالح أن استعمالاته كانت متقطعة للمكيف لكنه يمتد على كامل اليوم تقريبا. ورغم انه كان يعدل درجة مكيفه على أكثر من 26 درجة كما تنص نصائح إرشاد المستهلك، فهو ينتظر فاتورة كهرباء مضاعفة هذا الشهر مع الاستهلاك المتزايد للكهرباء.

ويفيد استبيان حول استخدام الطاقة بالمنازل للشركة التونسية لتوزيع الكهرباء والغاز، أن عدد مكيفات التبريد في تونس تضاعف بـ10 مرات في الفترة بين 2009 و2019، حيث كان عدد المكيفات في حدود 234 ألفاً ليرتفع إلى مليون و681 ألف مكيف في سنة 2019.

وأظهرت نتائج الاستبيان الدوري الذي تعده شركة الكهرباء والغاز كل خمس سنوات، أن نسبة تجهيز الأسر التونسية بمكيفات التبريد ارتفعت من 48 % في 2020 إلى حوالي 51 % سنة 2022. وبين نفس الاستبيان عن استعمال مكثف للمكيفات في المناطق الحدودية للبلاد ومدن الجنوب التونسي أين بلغت القدرة المركزة حسب المتر المربع الواحد من المكيفات 10 أمتار مربعة، مقابل 7 أمتار مربعة في بقية أنحاء البلاد. وكشف الاستبيان أن حوالي 36 % من مكيفات التبريد في تونس التي تم تركيزها في القطاع المنزلي خلال السنوات الثلاث الأخيرة كانت غير مطابقة للمواصفات الحكومية.

ويقر لطفي الرياحي رئيس منظمة إرشاد المستهلك، بظهور تحولات عميقة في نسق استعمال التونسيين للكهرباء ولتجهيزات التكييف والكهرو -منزلية، وبين أن استعمال المكيفات قد تطور بنحو المرتين.

وأفاد في نفس التصريح أن فترات استعمال المكيفات يقترب خلال ذروة الحر الى ما يزيد على 22 ساعة يومياً، وهو ما فرض ضغوطاً مالية كبيرة على المواطنين.

وأوضح الرياحي أن شركة الكهرباء والغاز، تعتمد على نظام استهلاكي مبني على التدرج، حيث يُحتسَب سعر الكهرباء حسب درجات تحدد قيمتها بنظام تصاعدي. ويتحمل طبقا لهذا النظام المواطن التونسي ثقل قيمة الفواتير التي لا تعكس في الكثير من الأحيان القيمة الحقيقية للاستهلاك بقدر ما تتقيد بحدود النظام التصاعدي.

وشدد الرياحي على ضرورة تغيير نسب الاحتساب، وذلك حسب كمية الكهرباء المستهلكة فعلياً، وهو ما يمكّن من تخفيف أعباء الفواتير على المواطنين. وطالب رئيس منظمة إرشاد المستهلك، السلطات التونسية أن تأخذ بعين الاعتبار تبعات التحولات المناخية على حياة المواطنين واستهلاكهم للطاقة عبر إعادة هيكلة فواتير الكهرباء وتغيير طرق احتساب الاستهلاك.

وسجل الطلب على الكهرباء ذروة قياسية جديدة يوم الخميس 20 جويلية بلغت 4825 على الساعة منصف النهار. واضطرت الشركة التونسية للكهرباء والغاز أمام الارتفاع الكبير للاستهلاك إلى اللجوء إلى القطع الدوري للتيّار عن بعض المناطق بغرض تخفيف الأحمال على الشبكة وتفادي انقطاعات كبرى في الكهرباء. ويعود ارتفاع استهلاك الكهرباء إلى الاستعمال المفرط للمكيّفات من قبل الحرفاء بهدف مجابهة ‎موجة الحر، غير المسبوقة، التي تشهدها البلاد.‎

ريم سوودي