دعا كثير من المتابعين للشأن التربوي كل الفاعلين في المنظومة التربوية: من سلطة إشراف ونقابات ومنظمات فاعلة أن يتم الانكباب جديا قبيل العودة المدرسية على معالجة معضلة الاكتظاظ المدرسي داخل الأقسام على اعتبار أن هذا الأخير يعتبر عاملا من العوامل الرئيسية المساهمة في انهيار وتراجع المنظومة التربوية العمومية...
من هذا المنطلق تساءل كثيرون كيف ستعم الفائدة وكيف سيكون التحصيل العلمي قائما والحال أننا نشهد أقساما بـ 45 و42 و43 تلميذا .. وضعية لها تداعياتها السلبية على التحصيل العلمي للتلميذ من ذلك مدى تمكنه من مختلف المهارات والمعارف الملقنة داخل القسم.
في هذا الخصوص ندد كثيرون بمعضلة الاكتظاظ المدرسي على غرار البيداغوجي المتقاعد فريد السديري الذي أورد في تصريح أمس لـ"الصباح" ان العالم يتغير عدا اليات التدريس ومناهجه التي بقيت منذ عقد من الزمن على حالها دون ان تهب عليها رياح التغيير موضحا في السياق ذاته انه لا يمكن الحديث مطلقا على عملية تربوية بأقسام تتجاوز الأربعين تلميذ متسائلا : كيف سيتحقق عنصر الاستفادة؟ كيف سيتسنى للمعلم السيطرة على القسم وإيصال المعلومة للتلميذ؟
في هذا الخصوص وفي محاولة لمعرفة المستجدات خلال العودة المدرسية المرتقبة لاسيما على مستوى الاكتظاظ الحاصل على الأقسام, أوردت مصادر مطلعة من وزارة التربية لـ"الصباح" ان الوزارة تعمل حاليا على الاستعداد جيدا للعودة المدرسية القادمة من خلال تامين كل الظروف الجيدة لها نافيا في الاطار نفسه ان تكون هنالك تغييرات جوهرية خلال العودة المدرسية على اعتبار ان الامر رهين مسار إصلاحي تشاركي ..
في المقابل وبخصوص الإصلاحات التي كان يفترض القيام بها جدير بالذكر ان وزير التربية السابق وزير فتحي السلاوتي كان قد أعلن السنة الماضية عن الانطلاق في العمل على برنامج لإصلاح المنظومة التربوية الابتدائية بالتشارك مع الجامعة العامة للتعليم الأساسي والنقابة العامة لمتفقدي الابتدائي.
وأكد السلاوتي أن هذا البرنامج سيتم العمل ضمنه وفق مقاربة فرق عمل من المختصين لينتهي العمل عليه في غضون 10 أشهر بداية من شهر فيفري 2022 .
ويضم البرنامج الإصلاحي المناهج والبرامج والمقاربات والكتب المدرسية والزمن المدرسي والحياة المدرسيى والفضاء والموارد وظروف العمل والتكوين وتطوير الكفاءات الفاعلة في المجال.
وأفاد السلاوتي بأنه سيتم بصفة تدريجية تعميم قاعات التحضيري على كل المدارس وتطوير الخارطة المدرسية للتصدي للاكتظاظ والتخلي تدريجيا على نظام الفرق.
كما أبرز الوزير أنه سيتم العمل ضمن البرنامج الإصلاحي لمنظومة التعليم الابتدائي على تجميع المدارس المخففة وإحداث مبيتات وتطوير خدمات النقل والإعاشة.
من جهة أخرى وبعيدا عن معضلة الاكتظاظ المدرسي نذكر أن وزير التربية محمد علي بوغديري كان قد أورد أمس أنه تم تغليب هذه السنة المصلحة الوطنية وسيتم إرجاع طباعة الكتب المدرسية في تونس بعد أن كانت تطبع وراء البحار، وفق تعبيره.
وأضاف في تصريح على هامش تظاهرة اختتام الأنشطة الثقافية وتكريم المجتمع المدني في المهدية أمس وعلاوة على بعده الوطني، سيدعم الصناعة المحلية ورأس المال الوطني رغم تكلفة هذه العملية.
كما أكد في سياق متصل، أنه لا توجد أي زيادة في الكراس المدعم هذه السنة باستثناء زيادة طفيفة ببعض الكتب المدرسية، على حد قوله.
من جهة أخرى أفاد وزير التربية محمد علي البوغديري، "أنّ الاستشارة الوطنية المتعلقة ببعث مجلس أعلى للتربية والتعليم، ستُطلق في أقرب الآجال"، مُضيفا "أن جميع الإجراءات بخصوص هذا الهيكل الجديد تجري على قدم وساق تحت إشراف مباشر لرئيس الجمهورية، مذكرا بأنّ الهدف من المجلس هو الارتقاء بالمنظومة التربوية.
وأضاف، أنّ كلّ أبناء الشعب التونسي وجميع المتدخلين في الشأن التربوي، مدعوون للمشاركة بالرأي في هذا المشروع، فيما يتعلق بالزمن المدرسي والبرامج والتنشيط الثقافي والتقييم وغيرها من المحاور، مُشددا على أهمية بناء "المواطن التونسي المنفتح والمتواصل مع كل الشعوب والمتأصل في هويته العربية والإسلامية"، حسب تعبيره.
منال حرزي
تونس-الصباح
دعا كثير من المتابعين للشأن التربوي كل الفاعلين في المنظومة التربوية: من سلطة إشراف ونقابات ومنظمات فاعلة أن يتم الانكباب جديا قبيل العودة المدرسية على معالجة معضلة الاكتظاظ المدرسي داخل الأقسام على اعتبار أن هذا الأخير يعتبر عاملا من العوامل الرئيسية المساهمة في انهيار وتراجع المنظومة التربوية العمومية...
من هذا المنطلق تساءل كثيرون كيف ستعم الفائدة وكيف سيكون التحصيل العلمي قائما والحال أننا نشهد أقساما بـ 45 و42 و43 تلميذا .. وضعية لها تداعياتها السلبية على التحصيل العلمي للتلميذ من ذلك مدى تمكنه من مختلف المهارات والمعارف الملقنة داخل القسم.
في هذا الخصوص ندد كثيرون بمعضلة الاكتظاظ المدرسي على غرار البيداغوجي المتقاعد فريد السديري الذي أورد في تصريح أمس لـ"الصباح" ان العالم يتغير عدا اليات التدريس ومناهجه التي بقيت منذ عقد من الزمن على حالها دون ان تهب عليها رياح التغيير موضحا في السياق ذاته انه لا يمكن الحديث مطلقا على عملية تربوية بأقسام تتجاوز الأربعين تلميذ متسائلا : كيف سيتحقق عنصر الاستفادة؟ كيف سيتسنى للمعلم السيطرة على القسم وإيصال المعلومة للتلميذ؟
في هذا الخصوص وفي محاولة لمعرفة المستجدات خلال العودة المدرسية المرتقبة لاسيما على مستوى الاكتظاظ الحاصل على الأقسام, أوردت مصادر مطلعة من وزارة التربية لـ"الصباح" ان الوزارة تعمل حاليا على الاستعداد جيدا للعودة المدرسية القادمة من خلال تامين كل الظروف الجيدة لها نافيا في الاطار نفسه ان تكون هنالك تغييرات جوهرية خلال العودة المدرسية على اعتبار ان الامر رهين مسار إصلاحي تشاركي ..
في المقابل وبخصوص الإصلاحات التي كان يفترض القيام بها جدير بالذكر ان وزير التربية السابق وزير فتحي السلاوتي كان قد أعلن السنة الماضية عن الانطلاق في العمل على برنامج لإصلاح المنظومة التربوية الابتدائية بالتشارك مع الجامعة العامة للتعليم الأساسي والنقابة العامة لمتفقدي الابتدائي.
وأكد السلاوتي أن هذا البرنامج سيتم العمل ضمنه وفق مقاربة فرق عمل من المختصين لينتهي العمل عليه في غضون 10 أشهر بداية من شهر فيفري 2022 .
ويضم البرنامج الإصلاحي المناهج والبرامج والمقاربات والكتب المدرسية والزمن المدرسي والحياة المدرسيى والفضاء والموارد وظروف العمل والتكوين وتطوير الكفاءات الفاعلة في المجال.
وأفاد السلاوتي بأنه سيتم بصفة تدريجية تعميم قاعات التحضيري على كل المدارس وتطوير الخارطة المدرسية للتصدي للاكتظاظ والتخلي تدريجيا على نظام الفرق.
كما أبرز الوزير أنه سيتم العمل ضمن البرنامج الإصلاحي لمنظومة التعليم الابتدائي على تجميع المدارس المخففة وإحداث مبيتات وتطوير خدمات النقل والإعاشة.
من جهة أخرى وبعيدا عن معضلة الاكتظاظ المدرسي نذكر أن وزير التربية محمد علي بوغديري كان قد أورد أمس أنه تم تغليب هذه السنة المصلحة الوطنية وسيتم إرجاع طباعة الكتب المدرسية في تونس بعد أن كانت تطبع وراء البحار، وفق تعبيره.
وأضاف في تصريح على هامش تظاهرة اختتام الأنشطة الثقافية وتكريم المجتمع المدني في المهدية أمس وعلاوة على بعده الوطني، سيدعم الصناعة المحلية ورأس المال الوطني رغم تكلفة هذه العملية.
كما أكد في سياق متصل، أنه لا توجد أي زيادة في الكراس المدعم هذه السنة باستثناء زيادة طفيفة ببعض الكتب المدرسية، على حد قوله.
من جهة أخرى أفاد وزير التربية محمد علي البوغديري، "أنّ الاستشارة الوطنية المتعلقة ببعث مجلس أعلى للتربية والتعليم، ستُطلق في أقرب الآجال"، مُضيفا "أن جميع الإجراءات بخصوص هذا الهيكل الجديد تجري على قدم وساق تحت إشراف مباشر لرئيس الجمهورية، مذكرا بأنّ الهدف من المجلس هو الارتقاء بالمنظومة التربوية.
وأضاف، أنّ كلّ أبناء الشعب التونسي وجميع المتدخلين في الشأن التربوي، مدعوون للمشاركة بالرأي في هذا المشروع، فيما يتعلق بالزمن المدرسي والبرامج والتنشيط الثقافي والتقييم وغيرها من المحاور، مُشددا على أهمية بناء "المواطن التونسي المنفتح والمتواصل مع كل الشعوب والمتأصل في هويته العربية والإسلامية"، حسب تعبيره.