راجت هذه الأيام إشاعات قوية سرت كالنار في الهشيم عن قرار نافذ بـ"مطالبة" الإدارات موظّفيها بألاّ يلتحقوا بعملهم يوم غد الاثنين إلا محمّلين بشهادات التخرّج الأصلية التي سبق أن قدّموها في إجراءات انتداباتهم .!
لا أدري بالضبط مدى صحّة هذه الإشاعة .
ومادامت بعض الأطراف "فكّرت" في هذه المسالة، لم لا كذلك، لا تتمّ بعد مراجعة شهادات التخرج والمستوى والتثبت العميق فيها من قبل لجان مكلًفة - نرجو كذلك أن يتمّ نفس الأمر أي مراجعة مستوى وشهادات أعضائها - ومن ثمّة تعاد الامتحانات لكل الموظفين والعاملين في الإدارات والمؤسسات وهكذا نعيد البناء من الصفر، على قواعد ومستويات صحيحة سليمة، لتطمئن القلوب وتنفضح حقيقة أمر من نجح بالغشّ والتدليس في الامتحان أو من تحصل على مسؤولية بالولاء أو المحاصصة أو حتى رشوة ..
هكذا تكون عملية "التطهير" كاملة مستوفية الشروط !!.. لك الله يا شعب تونس، في هذه الوضعية التي وصلنا إليها .
عندما تنهار أحوال الأمم والشعوب يكثر الأفّاكون والمتفيهقون والانتهازيون والشعبويون وتعمّ الإشاعة وتطول المناظرات وتقصر البصيرة ويتشوّش الفكر .
لا توجد أمة على وجه الأرض محصنة من الانهيار، مهما بلغت عظمتها، لكن سقوطها لا يكون إلا على يد أبنائها، بجهلهم وعنترياتهم وغباء من يؤثرون ويصنعون الموقف والرأي فيهم .
نحن في مجتمع تزداد أوضاعه تعقيدا وتشعبا كلما برزت مشكلات جديدة، أصبح عاجزا عن رفع ابسط تحدياته ومواجهة هذه الضغوط المتزايدة والتعاطي حتى مع اصغر ضرورات أبنائه الحياتية .
الشعوب في حالها وأوضاعها تشبه السلم الخربان، كلما تقدمت وصعدت الى فوق، سقطت درجة من درجاته. إذا كان السقوط من ارتفاع عادي لن تصاب بأذى، لكن إذا صعدت الى أعلى درجات السلم ستكون تبعات سقوطها كارثية مميتة .
إن من يكسر أسنانه بِقشر اللوز نادرا ما يأكل لبه.. نحن خرّبنا بأيدينا ما كان خيرا نعمة لنا، ما جعلنا مفخرة في محيطنا الإقليمي والقاري، ما رفع من مكانة شعبنا وجعل التونسي زائرا مكرّما ومعزّزا حيثما سافر وحلّ ..
لكن جهلنا وغباء من أمسكوا بل سرقوا مصيره باسم ثورة خيانة وغدر جعلتنا في آخر ترتيب وتصنيف الدول في كلّ المؤشرات سواء تلك الموصولة بالتنمية البشرية أو بالمنافسة أو بإنتاج الثروات أو حتى التعليم والمعرفة !!
لا تقولون لي مؤامرة أو عدو يتربّص بنا، أو تلك اللغة المضروبة "طابور خامس.." أو سادس أو سابع .. لا أحد يخدعنا إن لم نسمح له بذلك، نحن فقط نخدع أنفسنا، ونبرع في غشّها.
يرويها: أبوبكر الصغير
راجت هذه الأيام إشاعات قوية سرت كالنار في الهشيم عن قرار نافذ بـ"مطالبة" الإدارات موظّفيها بألاّ يلتحقوا بعملهم يوم غد الاثنين إلا محمّلين بشهادات التخرّج الأصلية التي سبق أن قدّموها في إجراءات انتداباتهم .!
لا أدري بالضبط مدى صحّة هذه الإشاعة .
ومادامت بعض الأطراف "فكّرت" في هذه المسالة، لم لا كذلك، لا تتمّ بعد مراجعة شهادات التخرج والمستوى والتثبت العميق فيها من قبل لجان مكلًفة - نرجو كذلك أن يتمّ نفس الأمر أي مراجعة مستوى وشهادات أعضائها - ومن ثمّة تعاد الامتحانات لكل الموظفين والعاملين في الإدارات والمؤسسات وهكذا نعيد البناء من الصفر، على قواعد ومستويات صحيحة سليمة، لتطمئن القلوب وتنفضح حقيقة أمر من نجح بالغشّ والتدليس في الامتحان أو من تحصل على مسؤولية بالولاء أو المحاصصة أو حتى رشوة ..
هكذا تكون عملية "التطهير" كاملة مستوفية الشروط !!.. لك الله يا شعب تونس، في هذه الوضعية التي وصلنا إليها .
عندما تنهار أحوال الأمم والشعوب يكثر الأفّاكون والمتفيهقون والانتهازيون والشعبويون وتعمّ الإشاعة وتطول المناظرات وتقصر البصيرة ويتشوّش الفكر .
لا توجد أمة على وجه الأرض محصنة من الانهيار، مهما بلغت عظمتها، لكن سقوطها لا يكون إلا على يد أبنائها، بجهلهم وعنترياتهم وغباء من يؤثرون ويصنعون الموقف والرأي فيهم .
نحن في مجتمع تزداد أوضاعه تعقيدا وتشعبا كلما برزت مشكلات جديدة، أصبح عاجزا عن رفع ابسط تحدياته ومواجهة هذه الضغوط المتزايدة والتعاطي حتى مع اصغر ضرورات أبنائه الحياتية .
الشعوب في حالها وأوضاعها تشبه السلم الخربان، كلما تقدمت وصعدت الى فوق، سقطت درجة من درجاته. إذا كان السقوط من ارتفاع عادي لن تصاب بأذى، لكن إذا صعدت الى أعلى درجات السلم ستكون تبعات سقوطها كارثية مميتة .
إن من يكسر أسنانه بِقشر اللوز نادرا ما يأكل لبه.. نحن خرّبنا بأيدينا ما كان خيرا نعمة لنا، ما جعلنا مفخرة في محيطنا الإقليمي والقاري، ما رفع من مكانة شعبنا وجعل التونسي زائرا مكرّما ومعزّزا حيثما سافر وحلّ ..
لكن جهلنا وغباء من أمسكوا بل سرقوا مصيره باسم ثورة خيانة وغدر جعلتنا في آخر ترتيب وتصنيف الدول في كلّ المؤشرات سواء تلك الموصولة بالتنمية البشرية أو بالمنافسة أو بإنتاج الثروات أو حتى التعليم والمعرفة !!
لا تقولون لي مؤامرة أو عدو يتربّص بنا، أو تلك اللغة المضروبة "طابور خامس.." أو سادس أو سابع .. لا أحد يخدعنا إن لم نسمح له بذلك، نحن فقط نخدع أنفسنا، ونبرع في غشّها.