إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

إحياء ذكرى وفاة محمد علي الحامي باعث الحركة النقابية في الوطن العربي (5/6)

وتضاعف فرع الاستعمار وأعوانه خوفا على مصالحهم بالبلاد التونسية، ودعي على جناح السرعة من فرنسا (ليون جوهر) الكاتب العام للجامعة الشغلية الفرنسية (س.ج.ت) وممثلها بالاتحاد العمالي (بامستردام) وحاول يوم 24 أكتوبر 1924 بمعية نائبه بتونس (دوريل) توقيف الزحف النقابي الوطني خاصة أثناء الاجتماع العام بالشغالين التونسيين ببورصة الشغل بنهج باب الجزيرة يوم 31 أكتوبر 1924 والذي ترأسه النقيب محمد علي الحامي وتولى تدوين محضر الجلسة الأستاذ احمد توفيق المدني وحضره كل من الطاهر الحداد وصالح فرحات وعبد القادر هلال والدالي وتحدث محمد علي على ضرورة بعث نقابات وطنية في بلادنا ثم قال: (ولا يستفاد من هذا أن جمعيتنا التي أسسناها هي اسلامية محضة بل نسعى وراء ضم كل العمل وتقبل في عضويتها الايطالي والفرنسي على حد سواء تماما كالتونسي...).

ثم تكلم (ليون جوهر) حالا على الاتحاد وفوائده وعدم الانقسام وقال: أنتم أحرار في انتخاب النظام الذي تريدونه، وإنما سأرجع إليكم بعد سنة لارى أنكم بتكوينكم الاتحاد المستقبل لا تنجحون أبدا.

أما المناضل المختار العياري فقد شن هجومات متعددة ومركزة على نقابة (س.ج.ت) الاجنبية وعلى كاتب فرعها بتونس (دوريل) حيث جاء في احدى تدخلاته في الرد على كل من (ليون جوهر) و(دوريل) قوله وبلهجة حادة (اننا نريد منظمة وطنية على غرار منظمتكم بفرنسا ومنخرطة في المنظمة العاليمة واننا معشر التونسيين هنا في بلادنا وأن الفرنسيين والايطاليين وغيرهم من ذوي الجنسيات الأخرى هم في بلادنا ونعتبر أنه لنا الحق في انشاء منظومة شغيلة وطنية وإذا أردتم الانخراط معنا فنحن نرحب بذلك متى تقدمتهم بطلب في هذا الشأن.

وانتهى الاجتماع بانسحاب كل من (ليون جوهر) و(لوريل) ومن جاء معها بعد أن اقحموا بنظرية قادة الحركة النقابية التونسية.

وبعد اجتماعات متولية ولقاءات مكثفة بين قادة الحركة النقابية الوطنية الناشئة تم خلال اجتماع عمالي رهيب بفندق الحرير بنهج سيدي محرز الحماس الفياض والعزيمة الراسخة على النهوض بالعامل التونسي ليتبوأ مكانته اللائقة في بلاده يوم 3 ديسمبر 1924 بعث أول حركة نقابية وطنية ببلادنا تحمل اسم (جامعة عموم العملة التونسية) لتجمع شتات العملة بالبلاد التونسية بقطع النظر عن عوالم الجنس والدين لتتولى الدفاع عن حقوقهم وتعمل في الآن نفسه على انتشال نفسيتهم من الضياع والتشتت وتألف مكتبها الوطني المؤقت من ثلاثة عشر عضوا من صفوة رواد الحركة العمالية التونسية تحمل محمد علي مسؤولية الامانة العامة وقد لاحظنا من جملة اعضاء الهيئة التأسيسية بعض الشخصيات الوطنية المرموقة ممن تركوا بصماتهم المشعة في مختلف دروب النضال (وطنيا ونقابيا) في ذلك الوقت وأغنيهم المصلح الاجتماعي الطاهر الحداد وأحمد الدرعي والمختار العياري.

وكان محمد علي قد سبق له أن شرع في جولاته الدعايئية مبشرا بانبلاج فجر جديد للشغالين التونسيين وكانت صفاقس أول مدينة يؤمها ويمكث فيها خمسة أيام ويؤسس بها يوم (18/11/1924) أول نقابة لعملة شركة صفاقس قفصة للسكك الحديدية وتولى البشير الرقيق كتابتها العامة يساعده سعيد قيراط وعلي اللواتي أمين المال والعربي بن أحمد والمختار بن حميدة مراقبان وابراهيم الفقيه واحمد الفقيه عضوان وفي اليوم الموالي تم بث نقابة لعملة رصيف مدينة صفاقس وتولى الكتابة العامة محمد القطاط ومحمد عيدان أمين مال يساعده محمد بسباس أما الاعضاء فهم حسن بسباس وحمودة الجمل ومحمد بن عبد الله.

وفي منتصف شهر ديسمبر الموالي تحول محمد علي صحبة محمد الخياري عضو الجامعة إلى مدينة قفصة وكان في استقباله بمحطة القطار جمع من العمال من مختلف المهن يتقدمهم محمد الصالح بن الطيب مبارك وهو جد الأستاذ الحبيب مبارك وزير الصحة الاسبق.

وفي مساء نفس اليوم التأم اجتماع سري بمحل سكنى محمد الصالح موسى وحضره حوالي الخمسين شخصا وتم تكوين نقابة لمختلف المهن تولى كتابتها محمد الصالح بن الطيب مبارك واسماعيل بن أحمد بن اسماعيل شكلي أمين مال ومحمد الصغير بن عبيد رجب (شهر شكولا) والبشير السماوي ومحمد الصالح موسى اعضاء، وبعد أن تناول الحاضرون طعام العشاء بنفس المحل نام محمد علي ومحمد الخياري ومحمد الصالح بن الطيب مبارك بمقهى الحاج المروكي على مناضد من اللوح طويلة وقد أزيلت هذه المقهى الآن بعد تهيئة تلك المنطقة في بداية الاستقلال، وفي الغد تحول محمد علي ورفيقه محمد الخياري إلى بلدة المتلوي مبشرا بالعهد الجديد الذي ينتظره العمال ومكث بها ستة أيام كانت كلها اجتماعات واتصالات بالشغالين لتوعيتهم وانارة نفوسهم المغمورة بالظلام الدامس بنور الأمل وروح العزم وعظيم الرجاء وكاد التوفيق يحالف جهوده ويؤسس أول نقابة لعملة المتلوي، بيد أن عملاء الاستعمار تحالفوا مع سلطة الحماية لقطع الطريق أمام نشاطه وطرده مخفورا بأعوان الامن إلى خارج منطقة قفصة على قطار متجه إلى سوسة عبر فريانة والقصرين والقيروان ونفس الشيء وقع للمختار العياري عضو الجامعة لما كان في تفقد لنقابة ماطر.

وهكذا نلاحظ أن التضييق بدأ يشتد والمؤامرة بدأت تظهر للقضاء على (جامعة عموم العملة التونسية) بمختلف الوسائل خاصة بعد دعوة محمد علي لمقابلة السفاح (كميانة) مدير عام الشرطة الفرنسية الذي أعلمه بكل غطرسة أن تونس جزء لا يتجزأ من التراب الفرنسي فهي مقاطعة فرنسية لا فرق بينها وبين مرسيليا وعليكم الانضمام إلى نقابة (س.ج.ت) وأنا حاضر للتوسط بينكما في هذا الأمر وإلا فإن الحكومة تحلها بالقوة.

وامام الموقف الوطني الصلب لاعضاء الجامعة أثارت السلطات الاستعمارية عاصفة هوجاء ضدهم ناسبة إليهم النزعة الشيوعية وتجاوبت معها كل الاحزاب السياسية الاستعمارية التي كانت ترى في الجامعة قوة ضاربة للاستعمار الفرنسي، وبسرعة تطورت الأوضاع الاجتماعية وعمت الاضرابات مختلف المهن وتملك الطاغية (لوسيان سان) المقيم العام الفرنسي الخوف والهلع وأكثر من ارسال البرقيات إلى (كي دورساي) معلما بمخاطر حركة محمد علي النقابية وانتمائها إلى الحركة الشيوعية والنزعة الاسلامية الداعية لمقاومة الحضور الفرنسي من أساسه وما إلى غير ذلك من التهم الباطلة حتى تسمح له بالاجهاض على (جامعة عموم العملة التونسية) وهي مازالت في مهدها ولنفس الغرض اتصل باللجة التنفيذية للحزب الدستوري وراودها ببعض الوعود المبهمة داعيا اياها إلى التبرئ من محمد علي وحركته وقال هم (دستوركم يكون آنذاك من تحصيل الحاصل) ومن المؤلم حقا أن اعضاء اللجنة التنفيذية قد انخدعوا لمناورته الخبيثة وسقطوا في مستنقع فخه المشؤوم.

وفي يوم 28 جاني 1925 دعي محمد علي ورفيقه محمد الخياري أمام المجلس العدلي بقفصة بتهمة عقد اجتماع بدون رخصة اعترض محمد علي على هذه الدعوة باعتبار أن الاجتماع غير سياسي ويحتاج إلى اعلام فقط وبعد مداولات أعلن رئيس الجلسة القاضي الكاظم بن عاشور حكمة القاضي بخطية مالية قدرها (مائة وخمسون فرنكا) حسبما جاء بجريدة (افريقيا) في عددها الصادر يوم 12 فيفري 1925.

في تلك الأثناء شنت الصحف الاستعمارية حملة شعواء على محمد علي وحركته مهددة لاعتقاله من منزله بنهج الغبار عدد 12 المتفرع عن نهج باب الفلة وفي نفس اليوم 5 فيفري 1925 تم اعتقال المختار العياري السجن المدني ولتشويه سمعة الجامعة ألحق بهما (جان بول فينودوري) ممثل الحزب الشيوعي بتهمة التآمر على أمن الجولة واثر مظاهرة صاخبة يوم 7 فيفري 1925 ضمت حوالي (3000) شخص احتجاجا وتضامنا مع الموقوفين جابت مختلف شوارع العاصمة وانتهت أمام السفارة الفرنسية لابلاغها احتجاجهم وبعد انتهاء المظاهرة تم القاء القبض على كل من محمود الكبادي ومحمد الغنوشي وعلي القروي والزج بهم في السجن.

 

 

 

إحياء ذكرى وفاة محمد علي الحامي باعث الحركة النقابية في الوطن العربي (5/6)

وتضاعف فرع الاستعمار وأعوانه خوفا على مصالحهم بالبلاد التونسية، ودعي على جناح السرعة من فرنسا (ليون جوهر) الكاتب العام للجامعة الشغلية الفرنسية (س.ج.ت) وممثلها بالاتحاد العمالي (بامستردام) وحاول يوم 24 أكتوبر 1924 بمعية نائبه بتونس (دوريل) توقيف الزحف النقابي الوطني خاصة أثناء الاجتماع العام بالشغالين التونسيين ببورصة الشغل بنهج باب الجزيرة يوم 31 أكتوبر 1924 والذي ترأسه النقيب محمد علي الحامي وتولى تدوين محضر الجلسة الأستاذ احمد توفيق المدني وحضره كل من الطاهر الحداد وصالح فرحات وعبد القادر هلال والدالي وتحدث محمد علي على ضرورة بعث نقابات وطنية في بلادنا ثم قال: (ولا يستفاد من هذا أن جمعيتنا التي أسسناها هي اسلامية محضة بل نسعى وراء ضم كل العمل وتقبل في عضويتها الايطالي والفرنسي على حد سواء تماما كالتونسي...).

ثم تكلم (ليون جوهر) حالا على الاتحاد وفوائده وعدم الانقسام وقال: أنتم أحرار في انتخاب النظام الذي تريدونه، وإنما سأرجع إليكم بعد سنة لارى أنكم بتكوينكم الاتحاد المستقبل لا تنجحون أبدا.

أما المناضل المختار العياري فقد شن هجومات متعددة ومركزة على نقابة (س.ج.ت) الاجنبية وعلى كاتب فرعها بتونس (دوريل) حيث جاء في احدى تدخلاته في الرد على كل من (ليون جوهر) و(دوريل) قوله وبلهجة حادة (اننا نريد منظمة وطنية على غرار منظمتكم بفرنسا ومنخرطة في المنظمة العاليمة واننا معشر التونسيين هنا في بلادنا وأن الفرنسيين والايطاليين وغيرهم من ذوي الجنسيات الأخرى هم في بلادنا ونعتبر أنه لنا الحق في انشاء منظومة شغيلة وطنية وإذا أردتم الانخراط معنا فنحن نرحب بذلك متى تقدمتهم بطلب في هذا الشأن.

وانتهى الاجتماع بانسحاب كل من (ليون جوهر) و(لوريل) ومن جاء معها بعد أن اقحموا بنظرية قادة الحركة النقابية التونسية.

وبعد اجتماعات متولية ولقاءات مكثفة بين قادة الحركة النقابية الوطنية الناشئة تم خلال اجتماع عمالي رهيب بفندق الحرير بنهج سيدي محرز الحماس الفياض والعزيمة الراسخة على النهوض بالعامل التونسي ليتبوأ مكانته اللائقة في بلاده يوم 3 ديسمبر 1924 بعث أول حركة نقابية وطنية ببلادنا تحمل اسم (جامعة عموم العملة التونسية) لتجمع شتات العملة بالبلاد التونسية بقطع النظر عن عوالم الجنس والدين لتتولى الدفاع عن حقوقهم وتعمل في الآن نفسه على انتشال نفسيتهم من الضياع والتشتت وتألف مكتبها الوطني المؤقت من ثلاثة عشر عضوا من صفوة رواد الحركة العمالية التونسية تحمل محمد علي مسؤولية الامانة العامة وقد لاحظنا من جملة اعضاء الهيئة التأسيسية بعض الشخصيات الوطنية المرموقة ممن تركوا بصماتهم المشعة في مختلف دروب النضال (وطنيا ونقابيا) في ذلك الوقت وأغنيهم المصلح الاجتماعي الطاهر الحداد وأحمد الدرعي والمختار العياري.

وكان محمد علي قد سبق له أن شرع في جولاته الدعايئية مبشرا بانبلاج فجر جديد للشغالين التونسيين وكانت صفاقس أول مدينة يؤمها ويمكث فيها خمسة أيام ويؤسس بها يوم (18/11/1924) أول نقابة لعملة شركة صفاقس قفصة للسكك الحديدية وتولى البشير الرقيق كتابتها العامة يساعده سعيد قيراط وعلي اللواتي أمين المال والعربي بن أحمد والمختار بن حميدة مراقبان وابراهيم الفقيه واحمد الفقيه عضوان وفي اليوم الموالي تم بث نقابة لعملة رصيف مدينة صفاقس وتولى الكتابة العامة محمد القطاط ومحمد عيدان أمين مال يساعده محمد بسباس أما الاعضاء فهم حسن بسباس وحمودة الجمل ومحمد بن عبد الله.

وفي منتصف شهر ديسمبر الموالي تحول محمد علي صحبة محمد الخياري عضو الجامعة إلى مدينة قفصة وكان في استقباله بمحطة القطار جمع من العمال من مختلف المهن يتقدمهم محمد الصالح بن الطيب مبارك وهو جد الأستاذ الحبيب مبارك وزير الصحة الاسبق.

وفي مساء نفس اليوم التأم اجتماع سري بمحل سكنى محمد الصالح موسى وحضره حوالي الخمسين شخصا وتم تكوين نقابة لمختلف المهن تولى كتابتها محمد الصالح بن الطيب مبارك واسماعيل بن أحمد بن اسماعيل شكلي أمين مال ومحمد الصغير بن عبيد رجب (شهر شكولا) والبشير السماوي ومحمد الصالح موسى اعضاء، وبعد أن تناول الحاضرون طعام العشاء بنفس المحل نام محمد علي ومحمد الخياري ومحمد الصالح بن الطيب مبارك بمقهى الحاج المروكي على مناضد من اللوح طويلة وقد أزيلت هذه المقهى الآن بعد تهيئة تلك المنطقة في بداية الاستقلال، وفي الغد تحول محمد علي ورفيقه محمد الخياري إلى بلدة المتلوي مبشرا بالعهد الجديد الذي ينتظره العمال ومكث بها ستة أيام كانت كلها اجتماعات واتصالات بالشغالين لتوعيتهم وانارة نفوسهم المغمورة بالظلام الدامس بنور الأمل وروح العزم وعظيم الرجاء وكاد التوفيق يحالف جهوده ويؤسس أول نقابة لعملة المتلوي، بيد أن عملاء الاستعمار تحالفوا مع سلطة الحماية لقطع الطريق أمام نشاطه وطرده مخفورا بأعوان الامن إلى خارج منطقة قفصة على قطار متجه إلى سوسة عبر فريانة والقصرين والقيروان ونفس الشيء وقع للمختار العياري عضو الجامعة لما كان في تفقد لنقابة ماطر.

وهكذا نلاحظ أن التضييق بدأ يشتد والمؤامرة بدأت تظهر للقضاء على (جامعة عموم العملة التونسية) بمختلف الوسائل خاصة بعد دعوة محمد علي لمقابلة السفاح (كميانة) مدير عام الشرطة الفرنسية الذي أعلمه بكل غطرسة أن تونس جزء لا يتجزأ من التراب الفرنسي فهي مقاطعة فرنسية لا فرق بينها وبين مرسيليا وعليكم الانضمام إلى نقابة (س.ج.ت) وأنا حاضر للتوسط بينكما في هذا الأمر وإلا فإن الحكومة تحلها بالقوة.

وامام الموقف الوطني الصلب لاعضاء الجامعة أثارت السلطات الاستعمارية عاصفة هوجاء ضدهم ناسبة إليهم النزعة الشيوعية وتجاوبت معها كل الاحزاب السياسية الاستعمارية التي كانت ترى في الجامعة قوة ضاربة للاستعمار الفرنسي، وبسرعة تطورت الأوضاع الاجتماعية وعمت الاضرابات مختلف المهن وتملك الطاغية (لوسيان سان) المقيم العام الفرنسي الخوف والهلع وأكثر من ارسال البرقيات إلى (كي دورساي) معلما بمخاطر حركة محمد علي النقابية وانتمائها إلى الحركة الشيوعية والنزعة الاسلامية الداعية لمقاومة الحضور الفرنسي من أساسه وما إلى غير ذلك من التهم الباطلة حتى تسمح له بالاجهاض على (جامعة عموم العملة التونسية) وهي مازالت في مهدها ولنفس الغرض اتصل باللجة التنفيذية للحزب الدستوري وراودها ببعض الوعود المبهمة داعيا اياها إلى التبرئ من محمد علي وحركته وقال هم (دستوركم يكون آنذاك من تحصيل الحاصل) ومن المؤلم حقا أن اعضاء اللجنة التنفيذية قد انخدعوا لمناورته الخبيثة وسقطوا في مستنقع فخه المشؤوم.

وفي يوم 28 جاني 1925 دعي محمد علي ورفيقه محمد الخياري أمام المجلس العدلي بقفصة بتهمة عقد اجتماع بدون رخصة اعترض محمد علي على هذه الدعوة باعتبار أن الاجتماع غير سياسي ويحتاج إلى اعلام فقط وبعد مداولات أعلن رئيس الجلسة القاضي الكاظم بن عاشور حكمة القاضي بخطية مالية قدرها (مائة وخمسون فرنكا) حسبما جاء بجريدة (افريقيا) في عددها الصادر يوم 12 فيفري 1925.

في تلك الأثناء شنت الصحف الاستعمارية حملة شعواء على محمد علي وحركته مهددة لاعتقاله من منزله بنهج الغبار عدد 12 المتفرع عن نهج باب الفلة وفي نفس اليوم 5 فيفري 1925 تم اعتقال المختار العياري السجن المدني ولتشويه سمعة الجامعة ألحق بهما (جان بول فينودوري) ممثل الحزب الشيوعي بتهمة التآمر على أمن الجولة واثر مظاهرة صاخبة يوم 7 فيفري 1925 ضمت حوالي (3000) شخص احتجاجا وتضامنا مع الموقوفين جابت مختلف شوارع العاصمة وانتهت أمام السفارة الفرنسية لابلاغها احتجاجهم وبعد انتهاء المظاهرة تم القاء القبض على كل من محمود الكبادي ومحمد الغنوشي وعلي القروي والزج بهم في السجن.