إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

قبل 25 جويلية.. وبعده: وزراء في العشرية السوداء.. باحثون عن مكان في مسار التصحيح

 

تونس-الصباح

لم يكن الإعلان عن موعد 25 جويلية مجرد موعد سياسي فحسب بل كان عند بعض النخب الحزبية فرصة لمواكبة موضة التغيير التي فرضها الرئيس قيس سعيد بإعلان التدابير الاستثنائية.

ولئن قبلت أطراف بقانون اللعبة الجديد وامتثلت لهكذا خطوة نكاية في العشرية السوداء رغم وجودها كشريك حزبي أو مستقل خلال هذه الحقبة فإن جهات أخرى أعلنت منذ البداية عن رفعها راية المقاومة السياسية للتوجه المعلن منذ ذلك التاريخ.

ورغم الانقسام الحاصل في توصيف أحداث جويلية 2021 كـ"انقلاب" أو "مسار تصحيح" فإن الثابت هو أن هناك من تجاوز التوصيفات الحاصلة وسعى للاستفادة من الوضع الجديد تماما كما استفاد قبل 25 جويلية 2021 بالدعوة للانضمام الى مسارات سعيد والدفاع عنها.

وقد بلغ الأمر بالبعض الى انتهاج سياسة "قلبان الفيستة" عبر لعن مرحلة تاريخية كانوا هم من أبرز عناوينها الحزبية والسياسية .

وشكل بعض وزراء العشرية السوداء "أبطال" هذا الانتقال "السلس" لتكون مواقفهم قبل 25 مختلفة عن مرحلة ما بعد هذا التوقيت وليتحولوا من وزراء كاملي الصلاحيات زمن العشرية الى شخصيات تبحث لها عن مكان تحت شمس السلطة منذ إعلان التدابير الاستثنائية.

الحمامي.. ماكيافلية غير محدودة

على عكس طيف واسع من أبناء حركة النهضة برز القيادي السابق عماد الحمامي كألد عدو لحزبه القديم بعد 25 جويلية حيث لم يكتف بإعلان عدائه لراشد الغنوشي فحسب بل تولى فتح النار على الحركة ككل بعد أن كان ممثلا لها في مختلف المحطات.

وكان نصيب الحمامي وافرا من "التوزير" حيث شارك  في الحكومات الأربع (حكومة يوسف الشاهد الأولى والثانية والثالثة وحكومة الياس الفخفاخ) التي سبقت 25 جويلية في إطار "الكوتا" السياسي لحركة النهضة كما تولى منصبا متقدما داخل الحزب بعد تعيينه ناطقا رسميا باسم الحركة.

وبالعودة الى السيرة الذاتية للرجل فقد عُين الحمامي وزيرا للصحة في 18 نوفمبر 2017 خلفا للمرحوم سليم شاكر ثم وزيرا للصناعة والمؤسسات الصغرى والمتوسطة ثم وزيرا للتكوين المهني والتشغيل. كما حظي الحمامي بدعم حزبي قوي أهله لأن يكون مستشاراً لدى رئيس الحكومة إلياس الفخفاح برتبة وزير.

وتعرض الحمامي وفقا لأحكام القانون الأساسي لحزب حركة النهضة الى تجميد عضويته في الحزب وإحالته على لجنة النظام بسبب تكرر تجاوزاته لسياسات الحركة حسب بلاغ للحركة يوم سبتمبر 2021.

 

البريكي.. من الشاهد الى سعيد

سمى رئيس الحكومة الأسبق يوسف الشاهد، النقابي عبيد البريكي في خطة وزير الوظيفة العمومية والحوكمة في حكومة لوحدة الوطنية التي كلف بتشكيلها في أوت 2016. وبعد نحو سنة على الوزارة تعرض البريكي الى الإقالة، إقالة أحرجت التاريخ النقابي للرجل وقال في حوار سابق له على قناة التونسية "إنّه لم يتم إعلامه بالإقالة رسميّا من طرف رئيس الحكومة يوسف الشاهد، وأنّه علِم بها عبر وسائل الإعلام مثل أيّ مواطن تونسيّ.

وأضاف أنّ إقالته بهذه الطريقة الفجئيّة تُعتَبَرُ "إهانةً لهُ وليس فيها الحد الأدنى من الاحترام كما يعتبر نفسه استقال ولم يُقَل" وفق تعبيره.

ورغم تواجده المكثف خلال مرحلة ما قبل سعيد تحرك الأمين العام لحركة تونس إلى الأمام في اتجاه تثبيت حكم الرئيس بالدعوة إلى المشاركة المكثفة في استفتاء الستة الماضية أو حث الناخبين للتوجه إلى صناديق الانتخابات التشريعية السابقة لأوانها.

وإذ لم يحصل حزبه على أي مقعد في برلمان 2023, فإن البريكي واصل مجهوداته الموصولة في التقرب من قرطاج.

العشي من الوطني الحر.. إلى القفز الحر

"صوّتوا بنعم حتى نضع حدا لما قبل 25 جويلية 2021".. هكذا كان موقف وزير أملاك الدولة الأسبق حاتم العشي لمرحلة حكم فيها وحزبه الاتحاد الوطني الحر سنة 2015.

وقد عرف العشي بمساندته لحكومة الوحدة الوطنية حيث دعا  الأمين العام للاتحاد الوطني الحر حاتم العشي (حينها) المكتب السياسي للحزب من أجل مساندة حكومة يوسف الشاهد بمجلس نواب الشعب .

وقال العشي في تصريح لشمس أف أم، رغم أن الاتحاد الوطني الحر ليس ممثلا في حكومة الوحدة الوطنية لكن لا بد من مساندتها بمجلس نواب الشعب".

وعرفت مواقف العشي تحولا عميقا بعد أن التحق بدعاة مسار التصحيح إثر إعلان سعيد لتدابيره الاستثنائية.

خليل الحناشي

قبل 25 جويلية.. وبعده:   وزراء في العشرية السوداء.. باحثون عن مكان في مسار التصحيح

 

تونس-الصباح

لم يكن الإعلان عن موعد 25 جويلية مجرد موعد سياسي فحسب بل كان عند بعض النخب الحزبية فرصة لمواكبة موضة التغيير التي فرضها الرئيس قيس سعيد بإعلان التدابير الاستثنائية.

ولئن قبلت أطراف بقانون اللعبة الجديد وامتثلت لهكذا خطوة نكاية في العشرية السوداء رغم وجودها كشريك حزبي أو مستقل خلال هذه الحقبة فإن جهات أخرى أعلنت منذ البداية عن رفعها راية المقاومة السياسية للتوجه المعلن منذ ذلك التاريخ.

ورغم الانقسام الحاصل في توصيف أحداث جويلية 2021 كـ"انقلاب" أو "مسار تصحيح" فإن الثابت هو أن هناك من تجاوز التوصيفات الحاصلة وسعى للاستفادة من الوضع الجديد تماما كما استفاد قبل 25 جويلية 2021 بالدعوة للانضمام الى مسارات سعيد والدفاع عنها.

وقد بلغ الأمر بالبعض الى انتهاج سياسة "قلبان الفيستة" عبر لعن مرحلة تاريخية كانوا هم من أبرز عناوينها الحزبية والسياسية .

وشكل بعض وزراء العشرية السوداء "أبطال" هذا الانتقال "السلس" لتكون مواقفهم قبل 25 مختلفة عن مرحلة ما بعد هذا التوقيت وليتحولوا من وزراء كاملي الصلاحيات زمن العشرية الى شخصيات تبحث لها عن مكان تحت شمس السلطة منذ إعلان التدابير الاستثنائية.

الحمامي.. ماكيافلية غير محدودة

على عكس طيف واسع من أبناء حركة النهضة برز القيادي السابق عماد الحمامي كألد عدو لحزبه القديم بعد 25 جويلية حيث لم يكتف بإعلان عدائه لراشد الغنوشي فحسب بل تولى فتح النار على الحركة ككل بعد أن كان ممثلا لها في مختلف المحطات.

وكان نصيب الحمامي وافرا من "التوزير" حيث شارك  في الحكومات الأربع (حكومة يوسف الشاهد الأولى والثانية والثالثة وحكومة الياس الفخفاخ) التي سبقت 25 جويلية في إطار "الكوتا" السياسي لحركة النهضة كما تولى منصبا متقدما داخل الحزب بعد تعيينه ناطقا رسميا باسم الحركة.

وبالعودة الى السيرة الذاتية للرجل فقد عُين الحمامي وزيرا للصحة في 18 نوفمبر 2017 خلفا للمرحوم سليم شاكر ثم وزيرا للصناعة والمؤسسات الصغرى والمتوسطة ثم وزيرا للتكوين المهني والتشغيل. كما حظي الحمامي بدعم حزبي قوي أهله لأن يكون مستشاراً لدى رئيس الحكومة إلياس الفخفاح برتبة وزير.

وتعرض الحمامي وفقا لأحكام القانون الأساسي لحزب حركة النهضة الى تجميد عضويته في الحزب وإحالته على لجنة النظام بسبب تكرر تجاوزاته لسياسات الحركة حسب بلاغ للحركة يوم سبتمبر 2021.

 

البريكي.. من الشاهد الى سعيد

سمى رئيس الحكومة الأسبق يوسف الشاهد، النقابي عبيد البريكي في خطة وزير الوظيفة العمومية والحوكمة في حكومة لوحدة الوطنية التي كلف بتشكيلها في أوت 2016. وبعد نحو سنة على الوزارة تعرض البريكي الى الإقالة، إقالة أحرجت التاريخ النقابي للرجل وقال في حوار سابق له على قناة التونسية "إنّه لم يتم إعلامه بالإقالة رسميّا من طرف رئيس الحكومة يوسف الشاهد، وأنّه علِم بها عبر وسائل الإعلام مثل أيّ مواطن تونسيّ.

وأضاف أنّ إقالته بهذه الطريقة الفجئيّة تُعتَبَرُ "إهانةً لهُ وليس فيها الحد الأدنى من الاحترام كما يعتبر نفسه استقال ولم يُقَل" وفق تعبيره.

ورغم تواجده المكثف خلال مرحلة ما قبل سعيد تحرك الأمين العام لحركة تونس إلى الأمام في اتجاه تثبيت حكم الرئيس بالدعوة إلى المشاركة المكثفة في استفتاء الستة الماضية أو حث الناخبين للتوجه إلى صناديق الانتخابات التشريعية السابقة لأوانها.

وإذ لم يحصل حزبه على أي مقعد في برلمان 2023, فإن البريكي واصل مجهوداته الموصولة في التقرب من قرطاج.

العشي من الوطني الحر.. إلى القفز الحر

"صوّتوا بنعم حتى نضع حدا لما قبل 25 جويلية 2021".. هكذا كان موقف وزير أملاك الدولة الأسبق حاتم العشي لمرحلة حكم فيها وحزبه الاتحاد الوطني الحر سنة 2015.

وقد عرف العشي بمساندته لحكومة الوحدة الوطنية حيث دعا  الأمين العام للاتحاد الوطني الحر حاتم العشي (حينها) المكتب السياسي للحزب من أجل مساندة حكومة يوسف الشاهد بمجلس نواب الشعب .

وقال العشي في تصريح لشمس أف أم، رغم أن الاتحاد الوطني الحر ليس ممثلا في حكومة الوحدة الوطنية لكن لا بد من مساندتها بمجلس نواب الشعب".

وعرفت مواقف العشي تحولا عميقا بعد أن التحق بدعاة مسار التصحيح إثر إعلان سعيد لتدابيره الاستثنائية.

خليل الحناشي

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews